كيف تأخذ أجر قيام الليل وأنت في سريرك؟
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
قيام الليل يُعد من أعظم الطاعات عند الله سبحانه وتعالى، ينزل الله كل ليلة في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، فيقول: «هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائلٍ فأعطيه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟» حتى يطلع الفجر.
ورغم هذه الفضائل، فإن الكثير من الناس قد لا يستطيعون القيام، فكيف يمكنهم نيل أجر قيام الليل وهم في أسرّتهم؟
قيام الليل ليس مجرد صلاةفهم قيام الليل يقتصر لدى البعض على الصلاة، ولكن الواقع أنه أوسع من ذلك، فالاستغفار، والصلاة على النبي، والذكر، والتسبيح، وقراءة كتاب نافع، والدعاء لك ولأهلك وأحبتك، كلها تدخل في إطار قيام الليل، بمعنى آخر، يمكن للإنسان أن يحظى بأجر قيام الليل حتى وهو في سريره، عبر هذه العبادات المتنوعة.
إذا واظبت على هذه العبادات البسيطة بانتظام، فسوف تُكتب من القائمين، وإن مرضت أو تعذرت عليك المواظبة بسبب ظروفك، فإن الله سبحانه وتعالى يوكل ملائكة تكتب لك الأجر كاملًا، بفضل رحمته.
أسهل الطرق لنيل أجر قيام الليلصرّح الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن أداء صلاتي العشاء والفجر في جماعة يعادل أجر قيام الليل. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ، ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَّهُ» (رواه مسلم وابن حبان). كما أشار إلى أن الالتزام بالجماعة يمنح صاحبه مظلة من عرش الرحمن يوم القيامة.
أسرار قيام الليلقيام الليل هو مدرسة المخلصين وسر السعادة في الدنيا والآخرة. يقول العلماء إن الله يوزّع عطاياه في جوف الليل، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام، ويُحرم منها الغافلون والنائمون. كما أن العبد الذي يمنع نفسه من ملذات النوم وراحة البدن ليناجي ربه يُجازى بالخير في دينه ودنياه. وذكر الإمام ابن القيم أن قيام الليل من أسباب جلب الرزق وحفظ الصحة ونشاط القلب والروح.
أهمية الاستمرارية في قيام الليلالنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك قيام الليل قط في حياته، حتى في المرض. وفي حديث لعائشة رضي الله عنها، قالت: «لا تدَع قيامَ الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدًا» (رواه أبو داود). وقد حثّ النبي أصحابه على الحفاظ على هذه العبادة وعدم التذبذب فيها.
نصائح عملية لأداء قيام الليلقيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء ويستمر إلى قبل صلاة الفجر. يمكن للمسلم أن يصلي ركعتين أو أربعًا أو أكثر حسب استطاعته.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ» (رواه أبو داود).
قيام الليل عبادة عظيمة، وسنة مؤكدة يسهل أداؤها. لا تحصر نفسك في صورة محددة لها، بل استفد من أنواع العبادات المتاحة.
تذكر قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} (النور: 54)، واجعل من ليلك وقتًا للذكر والطاعة حسب استطاعتك، لتنال بركة الدنيا والآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قيام الليل قيام الليل أجر قيام الليل العبادات صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
دعاء النبي في الصلاة.. هذا الأمر كان يستعيذ منه خير الخلق
كان النبي المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم- يردد دعاء في الصلاة كثيرا، فعَنْ عُرْوَةَ رضي الله عنه، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلاَةِ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ»، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ المَغْرَمِ؟ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ». متفق عليه.
وعن دعاء النبي والكلمات التي كان يكثر من الدعاء بها إلى الله، فكان من دعاء النبي الكريم أنه قال: «اللهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا». [أخرجه مسلم].
دعاء "اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخِرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ»، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: « كان أكثرَ دعاءِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخِرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ» (البخاري:6389)
اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو أنزَلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ، أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ بصَري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ همِّي.
أمر كان يستعيذ منه النبيوقال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من المأثم والمغرم، موضحًا أن مأثم ومغرم تقع في الميزان الصرفي على وزن مفعل، مثل مكتب ومضرب، وجميعها آلات وأدوات.
وأضاف«الورداني»عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما معنى المأثم والمغرم ؟ أن المأثم هو ما يقتضي الإثم أو يأخذ العبد إلى ارتكاب الإثم، مشيرًا إلى أن النبي كان يستعيذ من المأثم؛ أي الأشياء التي تجره إلى الإثم.
وأفاد بأن المراد بالمغرم هو ما يتسبب في وقوع الإنسان في الغرم وهو أن يغرم الإنسان ويتحمل دينًا لا يستطيع اداءه.