مدير «معهد فلسطين»: مصر تعتبر قضيتنا أمنا قوميا.. وسعت لوقف الحرب منذ بدايتها
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
قال اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومى، إن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة كان دائماً الشغل الشاغل للقيادة الفلسطينية، مشيراً إلى أن مماطلة «نتنياهو» نابعة من سعيه للحفاظ على بقائه السياسى والحفاظ على حكومته اليمينية المتطرّفة. وأضاف «الشروف» فى حواره لـ«الوطن»: «عملت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومنذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على الانخراط فى جهود الوساطة لوقف الحرب، فالموقف المصرى واضح وثابت عبر الرفض التام لتصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى للمواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة».
أجرى الحوار: محمد على حسن كيف ترى التوصل إلى اتفاق الهدنة بين «الاحتلال وحماس»؟
- أرى أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة كان دائماً الشغل الشاغل للقيادة الفلسطينية، وسعينا إلى ذلك منذ اليوم الأول لوقف شلال الدم الفلسطينى، وما يظهر الآن فى بنود هذا الاتفاق كان قد عُرض سابقاً من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا علينا أن نسأل لماذا جرى كل هذا التأخير؟ وما التكلفة التى دفعها الشعب الفلسطينى ثمناً لهذا التعنت؟
لماذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يماطل منذ اندلاع الحرب ويعيق مساعى التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل المحتجزين؟
- مماطلة «نتنياهو» نابعة من سعيه للحفاظ على بقائه السياسى والحفاظ على حكومته اليمينية المتطرّفة، إضافة إلى رفع أهداف غير معلنة يسعى من خلالها لإبادة جماعية للفلسطينيين وتحويل غزة إلى جغرافيا غير صالحة للحياة وتهجير وطرد الفلسطينيين من غزة، وكذلك كانت مماطلة من زاوية عدم ممارسة الرئيس الأمريكى جو بايدن الضغط الكافى لوقف الحرب.
كيف ترى جهود الوساطة المصرية فى التوصل إلى اتفاق الهدنة؟
- طالما عملت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومنذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على الانخراط فى جهود الوساطة لوقف الحرب، فمصر تنظر بخطر شديد إلى تداعيات هذه الحرب على مستقبل القضية الفلسطينية، حيث تعتبر القضية جزءاً من الأمن القومى المصرى، كما أن الرئيس أعلن فى أكثر من مناسبة الموقف المصرى الواضح والثابت الذى يرفض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى للمواطنين الفلسطينيين من غزة، بالإضافة إلى المساعدات المصرية التى قدّمت من الدولة.
عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة كانت العامل الأهم في الضغط على حماس والاحتلال للاتفاقإلى أى مدى توجد علاقة بين تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب واتفاق الهدنة بين الاحتلال وحركة حماس؟
- شكّلت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والإنذار الذى وجّهه بأن أبواب الجحيم ستُفتح على الشرق الأوسط، العامل الأهم فى الضغط على حركة حماس والاحتلال الإسرائيلى للوصول إلى اتفاق لوقف النار فى قطاع غزة، فكلا الطرفين لا يرغب فى الوقوف بوجه «ترامب».
كيف ترى مستقبل قطاع غزة بعد الاتفاق؟
- مستقبل قطاع غزة فى اليوم التالى لتنفيذ الاتفاق يجب أن يكون فلسطينياً خالصاً، يضمن عودة السلطة الشرعية إلى قطاع غزة والعمل على إعادة الإعمار، فحجم الدمار كبير، ويحتاج إلى جهة شرعية يستطيع المجتمع الدولى أن يثق بها، وتضمن تسريع وتيرة الإعمار.
هل أصبح كل من سموتريتش وبن غافير يهددان وجود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية؟
- شكل كل من بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غافير جناحاً رئيسياً فى حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرّفة، ولطالما اعتمد عليهما نتنياهو لتمرير سياسات متطرّفة استيطانية، والسعى لحسم الصراع مع الفلسطينيين.
ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد تولى دونالد ترامب؟
- هناك تخوّفات فلسطينية من إدارته، والتى طرحت بالسابق خلال ولايته الأولى دون أن تأخذ حق الفلسطينيين بدولة مستقلة، وتماهى كثيراً مع رؤية الاحتلال للصراع، ولكن حالياً هناك متغيرات كثيرة حدثت بالشرق الأوسط غيّرت كل ديناميكيات القوة، وهناك موقف فلسطينى واضح بضرورة إقامة دولة فلسطينية والعالم كله يساندها.
مَن أبرز الشخصيات التى من الممكن أن تخلف نتنياهو فى رئاسة الحكومة؟
- يجب الأخذ بعين الاعتبار إمكانية حدوث مفاجآت فى المشهد الانتخابى الإسرائيلى تقلب الطاولة وخير مثال على ذلك ما قد تُحدثه عودة نفتالى بينيت إلى الحلبة السياسية، وما تمنحه له استطلاعات الرأى من عدد مقاعد يفوق مقاعد حزب الليكود الذى يقوده بنيامين نتنياهو.
فى رأيك.. هل سيُركز «نتنياهو» على الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال عام 2025؟
- تقع الضفة الغربية فى قلب الرواية الدينية التوراتية، وتُمثل حجر الزاوية من ناحية اليمين المتطرف إلى تغيير الـDNA فيها، عبر مزيد من الاستيطان، بحيث يمكن وصف حكومة نتنياهو بأنها «حكومة الاستيطان»، والتى تحبط قيام دولة فلسطينية وتعمل على تشريع قوانين فى الكنيست تؤكد فيها على يهودية الجغرافيا وإنكار حق الفلسطينيين فى تقرير المصير، وهذا يتعارض مع كل قرارات الشرعية الدولية والمواثيق العالمية.
لماذا تراجعت المعارضة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية؟
- المعارضة الإسرائيلية لا تملك برنامجاً واضحاً، وهى معارضة لشخص «نتنياهو» وليس لسياساته، إذ إنها معارضة مفتتة بلا رأس وبدون هوية، فيها الكثير من التنافس، فكل من أقطابها يرى نفسه رئيس وزراء محتملاً لإسرائيل.حول مستقبل المشهد الانتخابى الإسرائيلى، تُظهر استطلاعات الرأى فى غالبيتها عدم قدرة أى معسكر على حسم الانتخابات بشكل واضح، سواء المعسكر المؤيد لـ«نتنياهو» أو المناوئ له، وهذا يُؤشر إلى حالة عدم اللااستقرار فى المشهد الحزبى، ولكن يمكن القول إن لهذه الحرب تداعيات كبيرة على مستقبل الأحزاب الإسرائيلية وقدرتها على الوصول إلى السلطة.
المشهد الانتخابى الإسرائيلى
كيف ترى التوصل إلى اتفاق الهدنة بين «الاحتلال وحماس»؟
- أرى أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة كان دائماً الشغل الشاغل للقيادة الفلسطينية، وسعينا إلى ذلك منذ اليوم الأول لوقف شلال الدم الفلسطينى، وما يظهر الآن فى بنود هذا الاتفاق كان قد عُرض سابقاً من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا علينا أن نسأل لماذا جرى كل هذا التأخير؟ وما التكلفة التى دفعها الشعب الفلسطينى ثمناً لهذا التعنت؟
لماذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يماطل منذ اندلاع الحرب ويعيق مساعى التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل المحتجزين؟
- مماطلة «نتنياهو» نابعة من سعيه للحفاظ على بقائه السياسى والحفاظ على حكومته اليمينية المتطرّفة، إضافة إلى رفع أهداف غير معلنة يسعى من خلالها لإبادة جماعية للفلسطينيين وتحويل غزة إلى جغرافيا غير صالحة للحياة وتهجير وطرد الفلسطينيين من غزة، وكذلك كانت مماطلة من زاوية عدم ممارسة الرئيس الأمريكى جو بايدن الضغط الكافى لوقف الحرب.
كيف ترى جهود الوساطة المصرية فى التوصل إلى اتفاق الهدنة؟
- طالما عملت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومنذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على الانخراط فى جهود الوساطة لوقف الحرب، فمصر تنظر بخطر شديد إلى تداعيات هذه الحرب على مستقبل القضية الفلسطينية، حيث تعتبر القضية جزءاً من الأمن القومى المصرى، كما أن الرئيس أعلن فى أكثر من مناسبة الموقف المصرى الواضح والثابت الذى يرفض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى للمواطنين الفلسطينيين من غزة، بالإضافة إلى المساعدات المصرية التى قدّمت من الدولة.
إلى أى مدى توجد علاقة بين تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب واتفاق الهدنة بين الاحتلال وحركة حماس؟
- شكّلت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والإنذار الذى وجّهه بأن أبواب الجحيم ستُفتح على الشرق الأوسط، العامل الأهم فى الضغط على حركة حماس والاحتلال الإسرائيلى للوصول إلى اتفاق لوقف النار فى قطاع غزة، فكلا الطرفين لا يرغب فى الوقوف بوجه «ترامب».
كيف ترى مستقبل قطاع غزة بعد الاتفاق؟
- مستقبل قطاع غزة فى اليوم التالى لتنفيذ الاتفاق يجب أن يكون فلسطينياً خالصاً، يضمن عودة السلطة الشرعية إلى قطاع غزة والعمل على إعادة الإعمار، فحجم الدمار كبير، ويحتاج إلى جهة شرعية يستطيع المجتمع الدولى أن يثق بها، وتضمن تسريع وتيرة الإعمار.
هل أصبح كل من سموتريتش وبن غافير يهددان وجود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية؟
- شكل كل من بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غافير جناحاً رئيسياً فى حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرّفة، ولطالما اعتمد عليهما نتنياهو لتمرير سياسات متطرّفة استيطانية، والسعى لحسم الصراع مع الفلسطينيين.
ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد تولى دونالد ترامب؟
- هناك تخوّفات فلسطينية من إدارته، والتى طرحت بالسابق خلال ولايته الأولى دون أن تأخذ حق الفلسطينيين بدولة مستقلة، وتماهى كثيراً مع رؤية الاحتلال للصراع، ولكن حالياً هناك متغيرات كثيرة حدثت بالشرق الأوسط غيّرت كل ديناميكيات القوة، وهناك موقف فلسطينى واضح بضرورة إقامة دولة فلسطينية والعالم كله يساندها.
مَن أبرز الشخصيات التى من الممكن أن تخلف نتنياهو فى رئاسة الحكومة؟
- يجب الأخذ بعين الاعتبار إمكانية حدوث مفاجآت فى المشهد الانتخابى الإسرائيلى تقلب الطاولة وخير مثال على ذلك ما قد تُحدثه عودة نفتالى بينيت إلى الحلبة السياسية، وما تمنحه له استطلاعات الرأى من عدد مقاعد يفوق مقاعد حزب الليكود الذى يقوده بنيامين نتنياهو.
فى رأيك.. هل سيُركز «نتنياهو» على الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال عام 2025؟
- تقع الضفة الغربية فى قلب الرواية الدينية التوراتية، وتُمثل حجر الزاوية من ناحية اليمين المتطرف إلى تغيير الـDNA فيها، عبر مزيد من الاستيطان، بحيث يمكن وصف حكومة نتنياهو بأنها «حكومة الاستيطان»، والتى تحبط قيام دولة فلسطينية وتعمل على تشريع قوانين فى الكنيست تؤكد فيها على يهودية الجغرافيا وإنكار حق الفلسطينيين فى تقرير المصير، وهذا يتعارض مع كل قرارات الشرعية الدولية والمواثيق العالمية.
لماذا تراجعت المعارضة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية؟
- المعارضة الإسرائيلية لا تملك برنامجاً واضحاً، وهى معارضة لشخص «نتنياهو» وليس لسياساته، إذ إنها معارضة مفتتة بلا رأس وبدون هوية، فيها الكثير من التنافس، فكل من أقطابها يرى نفسه رئيس وزراء محتملاً لإسرائيل.
المشهد الانتخابي الإسرائيليحول مستقبل المشهد الانتخابى الإسرائيلى، تُظهر استطلاعات الرأى فى غالبيتها عدم قدرة أى معسكر على حسم الانتخابات بشكل واضح، سواء المعسكر المؤيد لـ«نتنياهو» أو المناوئ له، وهذا يُؤشر إلى حالة عدم اللااستقرار فى المشهد الحزبى، ولكن يمكن القول إن لهذه الحرب تداعيات كبيرة على مستقبل الأحزاب الإسرائيلية وقدرتها على الوصول إلى السلطة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر فلسطين معهد فلسطين للأمن القومى نتنياهو
إقرأ أيضاً:
إريني صدقي: اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة يعيد الأمل لشعب فلسطين
قالت إريني صدقي أمين مساعد أمانة التعليم والبحث العلمي بحزب مستقبل وطن فى محافظة المنيا، إن إعلان توصل الوسطاء مصر والولايات المتحدة الأمريكية وقطر إلى اتفاق بوقف إطلاق النار في غزة وإعادة إعمارها وعودة النازحين إليها وانسحاب قوات الاحتلال منها، يؤكد دور مصر المحوري والفعال تجاه القضية الفلسطينية وجهودها الحثيثة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وإنقاذ أهل غزة من بطش الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت صدقي في بيان لها اليوم، أن تنفيذ الاتفاق يفتح الباب أمام مرور المساعدات الإنسانية والإغاثات وتلقي المرضي العلاج مرة أخرى، مثمنة إعلان مصر تجهيز أكبر شحنة مساعدات إنسانية موجهة لأهالي غزة فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفتح كافة المعابر أمام مرور البضائع والسكان إلى هناك.
وأضافت القيادية بحزب مستقبل وطن، أن بنود الاتفاقية تعيد الأمل لشعب فلسطين في العودة إلى الحياة مرة أخرى، على أمل ألا يخل أي طرف بهذا الاتفاق، خاصة وأن الحرب لا يدفع ثمنها سوى الأبرياء والمدنيين والأطفال والنساء، بحدوث مجازر صعبة".
وأشارت أمين مساعد أمانة التعليم والبحث العلمي بحزب مستقبل وطن فى محافظة المنيا، إلى أن جهود مصر في حل هذه القضية أثار غضب بعض القوى الداعمة للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، ووضعت مصر محل تهديد لأمنها القومي، ولكن لم يثنيها ذلك عن القيام بواجبها تجاه أشقائها في غزة، وراحت تدافع عن حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وتساهم في مرور المساعدات الإنسانية والإغاثات للأشقاء في قطاع غزة لإنقاذهم من الإبادة الجماعية التي يشنها نتنياهو وقواته.
ولفتت إريني صدقي إلى أن مصر بذلت جهودا كبيرة في محاولة حشد الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي وخاطبت المحافل الدولية لوقف الحرب والصراع الذي بات يهدد الأمن الإقليمي والدولي، وردع الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاكاته المستمرة للحقوق الإنسانية والقوانين الدولية وتهديده للأمن والاستقرار والسلام الشامل في المنطقة.