الإبداع المصرى يشع فى أكاديمية الفنون بروما
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
حالة نشاط فنى تعيشها الأكاديمية المصرية للفنون بروما برئاسة الدكتورة رانيا يحيى، حيث أقامت أمس حفلاً موسيقياً ساحراً لعازفة الكلارينيت المصرية المتميزة الدكتورة ريهام حجاج بمصاحبة عازفة البيانو الإيطالية مارينا تشيسارالى من كونسيرفتوار سانتا شيشيليا.
وقد أبهرا العازفتان الجمهور الحضور بأدائهما البارع وخاصة للمؤلفات المصرية التى قدمتها ريهام فى حفلها.
وكانت كلماتها بين الأعمال الفنية المقدمة لها وقع خاص على الجمهور حينما قامت بتعريف وتقديم تلك المؤلفات وكذا المؤلفين الموسيقيين للجمهور الإيطالى الذى تفاعل معها، ومع تلقائيتها وسعادتها لتقديم هذا الحفل على آلتها المحببة الكلارينيت تلك الآلة الغربية من خلال مؤلفات مصرية معاصرة. فيما كانت عازفة البيانو الإيطالية فى حالة من الاندماج الروحى مع تلك الأعمال المصرية التى سعدت بالمشاركة فيها.
قدمت حجاج عدداً كبيراً من المؤلفات المصرية، وتخللها بعض الأعمال الغربية لتغيير المزاج العام للجمهور والتأكيد على براعتها فى العزف، وتضمن الحفل مؤلفات للمؤلفين المصرين منهم خالد حماد، جمال أسعد، أحمد الموجى، على عثمان، أحمد الحناوى، سعد باشا، وغيرهم.
كما قامت مديرة الأكاديمية بتكريمهم فى نهاية الحفل تقديراً لمجهودهم الكبير، كما قامت بتكريم الفنان التشكيلى أحمد بشر عن معرضه المقام بالأكاديمية خلال الفترة من 20 ديسمبر 2024 وحتى 20 يناير 2025 تحت عنوان حركة لانهائية، فيما عبر الجمهور عن تقديرهم للموسيقى المصرية الساحرة والآداء المتميز للفنانة المصرية فى استمرار للإبداع المصرى عبر العصور.
وعلى جانب فتحت الأكاديمية آفاق لشراكات جديدة مع جامعة روفا للفنون الجميلة، حيث تستضيف الأكاديمية طلاب السنة الثانية بالجامعة الدولية بحضور أستاذهم فابريتسيو ديل ارنو فى ورشة عمل مع الفنان التشكيلى المصرى الإيطالى المتميز أحمد بشر، ، فقد وذلك على هامش معرضه المقام بالأكاديمية يوم 20 ديسمبر المنصرم ولمدة شهر تحت عنوان "الحركة اللانهائية"، يأتى ذلك فى إطار التعاون الفنى والثقافى بين الأكاديمية المصرية للفنون بروما والمؤسسات الإيطالية المختلفة.
ورشة للتصوير بأكاديمية الفنوناستمتع الطلاب والدارسين بهذه الورشة، وحققوا منها استفادة مضافة من خلال خبرات الفنان، وتدريسه الأوانى الخزفية، وعلاقة الظل والنور، ودراسة الشكل والمضمون بتفاصيل دقيقة معبرة.
يذكر أن الفنان البارع أحمد بشر تخرج من كلية التربية الفنية، كما درس التصوير بأكاديمية الفنون الإيطالية بروما، وعمل بالتدريس بكلية التربية النوعية، ثم بتدريس التصوير بوزارة التربية والتعليم بالكويت، كما حصل على عدة جوائز، وأقام العديد من المعارض الفنية فى مصر، إيطاليا، الكويت، سويسرا، لندن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المؤلفين الموسيقيين ينتراخت فرانكفورت المصرية للفنون أكاديمية الفنون المؤلفات المصرية ورشة عمل الاكاديمية الدكتورة رانيا يحيي الايطالي الموسيقيين المؤسسات إيطاليين الأكاديمية المصرية الشكل والمضمون الأكاديمية المصرية للفنون
إقرأ أيضاً:
ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية
هناك اعتقاد شائع غير مكتوب أو ثقافة غير معلنة، أو منهج خفي كما يقولون، وهو أن أي عالم ينتمي لجامعة هارفارد، فإن عليه أن يأتي بنظرية ما، أو اكتشاف ما، أو فكرة جديدة، أو تأسيس مشروع رائد مختلف. وبالفعل عندما تفكر في بعض المنتمين إليها، تجد على سبيل المثال أن عالم النفس المعاصر هوارد جاردنر، جاء بنظريتين على الأقل مثل نظرية الذكاءات المتعددة، ومؤخراً نظرية العقول الخمسة؛ أو العالم الشهير جيروم برونر الذي أسّس مركز الدراسات المعرفية في هارفارد، والذي كان له صدى واسعا في فهم طبيعة العقل البشري. الإنجازات العلمية كثيرة في هارفارد لكننا ذكرنا هنا فقط ما نعرفه في العلوم الإنسانية. كل ذلك لم يشفع لهذه الجامعة العريقة أن تبقى بعيدة عن الهجوم الكبير الذي شنّه ترامب عليها مؤخّراً. تخيل أن يأتي شخص وصفه أحد أساتذته بأنه أسوأ طالب مرّ عليه ليملي على جامعة هارفارد نوع المنهج الذي تدرّسه. هذا العداء بين هذا الطالب وبين الجامعة وبعض خريجيها قديم خاصة إذا عرفنا أن أحد أعدائه اللدودين هو باراك أوباما الذي تخرّج من نفس الجامعة. طالبَ ترامب قبل ولايته الرئاسية الأولى الجامعة بالكشف عن سجلات أوباما الأكاديمية مدّعيا أنه طالب سيء، لكن في الوقت نفسه هدّد أحد محاميه المؤسسات التعليمية التي التحق بها ترامب بعدم الكشف عن سجلاته فيها.
لعل أخر المناوشات بين ترامب وهارفارد هو تجميده للتمويل الفيدرالي البالغ 2.2 بليون دولار لجامعة هارفارد، بعد أن تحدّت الجامعة مطالبه برقابة حكومية واسعة تشمل تغيير المنهج الذي تدرّسه والتدقيق في قرارات قبول الطلاب الأجانب والتدريس والتوظيف وتغيير سياساتها المعادية لليهود التي يسمّونها بشكل خاطئ معاداة السامية. هذا المصطلح يتضمّن العرب أيضاً وليس اليهود وحدهم لكن لا غرابة في ذلك فقد سرق الصهاينة الأرض وليس اللغة فقط. هذا المصطلح كان موضوعا لمقال سابق في هذا المكان. يعتقد ترامب أن الجامعة فشلت في حماية الطلاب اليهود وذلك بسماحها بالمظاهرات الكثيرة والكبيرة في ساحاتها التي ساندت الفلسطينيين في غزة، وأن عليها سن سياسات جديدة لهذا الغرض. هذه المظاهرات لم تنحصر في هارفارد، بل امتدت إلى الكثير من الجامعات المرموقة هناك إلى الدرجة التي شكلت هذه الجامعات تحالفا لمواجهة ترامب. رفعت هارفارد قضية ضد ترامب وإيقافه التمويل الذي سيؤثر حتما على جهودها البحثية، رافضة هذا التدخل السافر من ترامب في حريتها الأكاديمية واستقلاليتها المعروفة. يقول رئيسها: “لن تتخلّى الجامعة عن استقلالها أو تتخلّى عن حقوقها الدستورية. لا ينبغي لأي حكومة بغض النظر عن الحزب الذي يرأسها، أن تملي على الجامعات الخاصة ما يمكن تعليمه، أو توظيفه، أو مجالات الدراسة والبحث التي تختارها.” لم يتحمّل ترامب هذا الرفض الصريح، وهدّد بإلغاء وضع الجامعة الذي يعفيها من الضرائب.
الحرب مستمرة بين ترامب وهارفارد. السؤال الذي يفرض نفسه: هل ستستمر هارفارد في الحفاظ على استقلاليتها أم أنها ستتخلّى عن قِيمها وتخضع لبضع مليارات من الدولارات؟.
khaledalawadh @