خاص /مؤسسة وجود

 

إدراكاً من أن الهدف من الأمن الانساني هو حماية كرامة الانسان وتحرره من الخوف ومن الحاجة، وإذ تشير جميع المؤشرات إلى أن تهديدات الأمن الإنساني في البلاد عموماً؛ وفي عدن العاصمة المؤقتة والمحافظة بشكل خاص؛ أصبحت تتبلور في مجتمع مهدد في العمق؛ تحدق به المخاطر من كل صوب وحدب؛ وتتعاظم بصورة متنامية مع مرور الوقت في اتجاه يعكس حالة عدم الرضا العام ومدى الاحباط من السياسات والبرامج الحكومية غير الفعالة والتدخلات الإجرائية المؤقتة ليس هذا فحسب بل تمتد آثارها الى استمرار الوضع المأساوي الحرج في انحدار مستويات الخدمات الاجتماعية على نطاق واسع التي تؤدي الى الحرمان من الحقوق الأساسية؛ بما فيها توفر خدمات المياه والحصول على المياه المأمونة النظيفة الصالحة للشرب والكهرباء والغذاء التي لا غنى عنها للإنسان لضمان بقائه على قيد الحياة؛ وعلاوة على ذلك؛ تفاقم تهديد الأمن الاقتصادي مع الظروف القاسية المتسارعة في مضاعفة تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية أمام انعدام فرص الحياة الكريمة للجميع بصورة كبيرة ضمن عدد من المشاكل القائمة مثل عدم انتظام صرف الرواتب والمعاشات وشحة فرص العمل لمن يعتمدون على سبل العيش بالأجر اليومي التي يحمل العبء الأكبر منها الفئات المستضعفة والمحرومة بما فيهم النساء المعيلات للأسر؛ الذين يشكلون غالبية الفئات الهشة في أوساط المجتمع ممن هم يكابدون لتأمين الاحتياجات الأساسية لمعيشتهم الذين يجدون أنفسهم في قلب التهديدات؛ وأيضاً في استمرار تدهور العملة الوطنية وتأثيرها في ارتفاع الأسعار ما يؤدي إلى تهديد الأمن الغذائي وغيرها من منغصات العيش الكريم؛ وتجاوز قدرة شرائح كبيرة من السكان على التحمل مما زاد من حدة الفقر والبطالة؛ ومع ضعف نظم الحماية الاجتماعية؛ إلى قلق أوسع للأمن الشخصي من مختلف التهديدات الناجمة عن الجريمة أو انتهاكات حقوق الإنسان؛ وكذلك للأمن الاجتماعي وانتشار الآفات الاجتماعية المختلفة وعدة ظواهر أخرى من التمييز والعنف الاجتماعي؛ وكثرت بالوقت نفسه ظاهرة التلوث البيئي والاعتداء على التنوع البيولوجي مما جعل الأمن البيئي في خطر كبير حيث أضحى يشكل تهديدا حقيقياً على الأمن الصحي العام؛ بالإضافة إلى أزمة تغير المناخ غير المسبوقة والانعكاس الخطير التي يؤثر تأثيراً ضاراً في تصاعد تهديدات حقيقية للسكان في عدن خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى حدٍ لا يحتمل ويهدّد الحياة؛ وتهديدات بيئة معيشية صحية من ذلك انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها.

 

ومن المرجح أن تزداد الأوضاع سوءً مع سد منافذ الحلول الموضوعية؛ بالإضافة إلى تقويض سبل المعالجات وإزالة العوائق التي تسبب استمرار الوضع على حالة دون محاولات حقيقية؛ وهذا تكرر مع عجز عدة حكومات والسلطة المحلية في الوفاء بالتزاماتها الأمر الذي يكشف أن على السكان في عدن كل عام أن يواجهون انتهاكات لا يمكن تصورها لحقوق الإنسان إزاء مجموعة واسعة من الأزمات وعدم الاستقرار وتغول الفساد المالي والإداري الذي يجعل هذه التهديدات مفرطة في التعقيد؛ ومعقدة لإجراءات الوقاية منه ومكافحته وخاصة مع صعوبة تفكيك شبكة المصالح الخاصة. فالجميع بات يدرك خطورة تفشي الفساد ومدى تأثيره الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وتهديده الدائم لاستقرار المجتمع وأمنه الإنساني وتعطيل حكم القانون وتقويض القيم الاخلاقية.

 

إن تهديدات الأمن الإنساني من الممكن تجاوزها إذا توفرت ارادة سياسية حقيقية وجادة في تحمل المسؤولية من قبل المجلس الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي بدلاً من التغاضي عنها وتجاهلها على نحو يعكس عدم احترم مواطنيها بصورة عامة وصون حقوقهم، على عكس المأمول ما أصبح واضحًا بأن هناك حاجة قوية لحماية الأمن الإنساني من جميع التهديدات الحرجة والواسعة الانتشار.

 

هناك حاجة قوية أكثر إلحاحاً وضرورة لحماية الناس من جميع التهديدات الحرجة والأخطار التي تهدد حياتهم المعيشية تهديداً بالغاً واسع الانتشار التي لم تُعد منحصرة على السلم والحرب إذ توجد أنماط أكثر خطورة أخرى من الجوع والفقر والعوز؛ ومع هذا الواقع القاتم؛ ما تزال خيبة الأمل لدى العامة تجاه قادة البلاد؛ ومن واقع مسئوليتنا تجاه المجتمع وملامستنا للظروف الصعبة والشديدة، نؤكد بأنه لا يجب أن تتخذ أي إجراءات للحلول في شكل معالجات وقتية آنية سريعة غير فعالة ومستديمة كما هو معتاد؛ ولاسيما عندما تتعلق بمحدودية تنفيذ استجابات متكاملة لمجموعة واسعة من القضايا المعقدة؛ وبالنظر لطبيعتها المتعددة الأبعاد.

 

ومن منطلق ذلك؛ فإن مؤسسة وجود للأمن الإنساني تطالب المجلس الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية بضرورة التغلب على الفجوات المتزايدة بين الحكومة والسلطة المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي بغية تعزيز قدرتها على الاستجابة للتهديدات الحالية والناشئة للأمن الإنساني؛ باتخاذ حزمة إجراءات صارمة من الإصلاحات يمكن الاطمئنان إليها وفق أسس برنامج عمل ملموس يكون مناسباً وممكناً في آن واحد لمعالجة المخاطر الحرجة والواسعة الانتشار يعتمد ترتيب الأولويات ويأخذ في الحسبان معالجة الأسباب الجذرية والعوامل المتسببة في تهديدات الأمن الإنساني؛ وألا تعتمد على محاولات لا تفي بالالتزام تجعلها غير قادرة على ضمان توفير مقومات إصلاحات فعالة تجسد أهميتها المرتبطة في التركيز بدرجة أساسية على الشفافية والمساءلة.  ويتطلب ذلك مزيداً من التعاون والشراكة بين الحكومة والسلطة المحلية والمنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني.

 

 

 

صادر عن مؤسسة وجود للأمن الإنساني

 

15 يناير 2025

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

دعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد": نتنياهو فشل في القضاء على حماس في غزة والسلطة الفلسطينية ينقصها التوافق

قال الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، ان نتنياهو فشل في القضاء على حركة حماس في غزة، كما أن التهدئة في غزة ستكشف عن أرقام مفزعة من الشهداء والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، كما مر 15 شهرًا من عمر الحرب ولا يوجد توافق سياسي بين القيادة الفلسطينية.

“أهانه وحدثه بطريقة خالية من اللباقة”.. مبعوث ترامب يعود مجددا ويحذر نتنياهو

 

صلاح عبد العاطي: يجب إعادة هيكلة البيت السياسي الفلسطيني والاتحاد في مواجهة العدوان الإسرائيلي

واوضح عبد العاطي، خلال مداخلة مقابلته، لـ برنامج «بتوقيت العاشرة»، مع الدكتور أيمن عطالله، المذاع على قناة الشمس 2، أنه يجب إعادة هيكلة البيت السياسي الفلسطيني والاتحاد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، كما ان الأولوية لدى الشعب الفلسطيني هو وقف العدوان الإسرائيلي.

 

 الاحتلال يستغل الساعات القادمة لمواصلة عدوانه الدموي قبل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار

 كما ان الاحتلال يستغل الساعات القادمة لمواصلة عدوانه الدموي قبل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، كما مصر واجهت مخطط التهجير ببسالة وقوة وأجبرت نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار.

 

وأوضاف عبد العاطي، ان صعود ترامب ساهم بشكل كبير في قبول اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، كما ان إسرائيل تكبدت خسائر فادحة جراء عدوانها على غزة، كما ان إسرائيل أخرت الاتفاق للاستمرار في الحرب ووافقت مجبرة من الداخل والخارج.

 

 كما ان اتفاق الهدنة في غزة سوف يطبق على 3 مراحل متتالية، كما حماس لم تهزم والدليل إجبار إسرائيل على اتفاق الهدنة، ان من بنود صفقة الهدنة فتح معبر رفع وأن يعود بالكامل تحت إشراف مصري.

محلل سياسي: الفلسطينيون أكثر سعادة بوقف إطلاق النار وأهداف نتنياهو وحكومته تحطمت بعد الوصول للهدنة


وقال محسن أبو رمضان، الكاتب والمحلل السياسي، ان الفلسطينيين أكثر سعادة بوقف إطلاق النار لإراقة الدماء، كما صمود الشعب الفلسطيني وإعادة بعث القضية الفلسطينية من مكتسبات الحرب الإسرائيلية على غزة، كما ان المقاومة حق مشروع والفلسطيني أولى الناس بالدفاع عن قضيته.

واوضح أبو رمضان، خلال مداخلة مقابلته، لـ برنامج «بتوقيت العاشرة»، مع الدكتور أيمن عطالله، المذاع على قناة الشمس 2، أن إسرائيل تواصل قصفها قطاع غزة حتى بعد اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، كما ان إسرائيل لا تعترف إلا بفرض شروط القوة ومتوقع استمرار العدوان حتى بعد اتفاق الهدنة، فالأهداف المعلنة لدى نتنياهو وحكومة الاحتلال تحطمت بعد الوصول لاتفاق الهدنة.

واضاف أبو رمضان، ان مصر أفشلت مخطط التهجير منذ اللحظة الأولى، كما ان تنامي حركة المقاطعة ساهمت بشكل أو بأخر في الوصول إلى اتفاق الهدنة في غزة.
 

مقالات مشابهة

  • مؤسسة الاستثمار: 10 مليارات دولار قيمة الأصول التي ستُستثمر بناءً على موافقة مجلس الأمن
  • مؤسسة الاستثمار ترحب بقرار مجلس الأمن باستثمار احتياطات الأصول المجمدة
  • دعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد": نتنياهو فشل في القضاء على حماس في غزة والسلطة الفلسطينية ينقصها التوافق
  • «محدش يقدر يناقشهم».. مواليد 4 أبراج من الرجال يحبون القوة والسلطة
  • شركاء من أجل الشفافية تصدر التقرير السنوي الأول لمؤشر دعم النزاهة ومكافحة الفساد
  • الدخيسي: موظفي الشرطة يتعرضون لمخاطر جسيمة وحملات تشهير
  • «حياة كريمة» تثمن جهود مصر في تحقيق السلام بغزة وتؤكد التزامها بواجبها الإنساني
  • شاهد بالفيديو والصور| هكذا تمت عملية تطهير منطقة حنكة آل مسعود من “داعش” والأماكن التي كانت تتمترس فيها العناصر التكفيرية وطريقة تعامل رجال الأمن مع الأسرى
  • مؤسسة النفط تصدر بياناً عاجلاً بشأن «الإنتاج والإيرادات»