ليبيا – رأى وزير الدفاع الأسبق، محمد البرغثي، أن عدد القتلى والجرحى الذين خلفتهم الاشتباكات الأخيرة يعد دليلاً على عدم وجود ضوابط تحكم تحركات عناصر التشكيلات في ساحة أي قتال أو اشتباك، على الرغم من كونها كيانات تابعة للدولة، ويفترض أنها تتحلى بقدر من النظام والانضباط.

البرغثي وفي تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط”، قال إن منتسبي المؤسسات العسكرية والأمنية النظامية لا يطلقون النار من دون تعليمات من قيادتها، وفقاً للتراتبية الموجودة بها، كما أن التعامل مع الأهداف يجري وفقاً لإحداثيات محددة سلفاً، وهذا يقلل حجم الخسائر البشرية والمادية.

وأضاف البرغثي موضحاً أن ما رصد في جولات الاقتتال المتكررة بين التشكيلات هو إطلاق للنار بشكل عشوائي، وتشف وانتقام بعض أعضائها ممن يقع في قبضتهم من الخصوم، والأخطر من ذلك هو عدم تفادي اندلاع القتال بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان، والاستهانة بأرواحهم.

كما شدد البرغثي على أن الاشتباكات أثبتت صحة التحذيرات التي أطلقت من شخصيات سياسية وعسكرية منذ سنوات حول الآثار السلبية لدمج هذه التشكيلات في مؤسسات الدولة، أو ما يعرف بشرعنتها، والتي برزت بوضوح خلال عهد حكومة الوفاق، خصوصاً أن هذا الدمج جرى بشكل جماعي، والأخطر أنه كان بلا خطة هيكلية لتستفيد منه المؤسسة الأمنية، كما أنه جاء دون تحديد واضح لصلاحيات ومهام التشكيلات التي جرى دمجها، وكمية التسليح الخاصة بها.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

د. محمد حجازي يكتب: ثورة 30 يونيو بين حاضر ومستقبل أمة

أغلى وأهم ما فى ثورة 30 يونيو هو هذا التوافق الذى حدث بين إرادة وطموح وآمال شعب، وتلاقيها مع قدرات وإرادة قواته المسلحة، وسميت ما دار منذ وقوع هذا الحدث الأهم فى تاريخ أمتنا بأنه معركة يخوضها الشعب وقواته المسلحة مماثلة لمعركة العبور.

ولكن هذه المرة هى عبور للداخل، واجهت فيه البلاد بقيادة واعية ومستنيرة وجيش وطنى مخلص وشعب صاحب إرادة ووعى للسير بخطى ثابتة نحو تحقيق عدة أهداف كان أبرزها فى بداية الثورة وبعدها مباشرة خوض معركة بناء مؤسسات الدولة بعد انهيارها، والحفاظ، وهو الأهم، على كيان الدولة القومية.

بعد إدراك استراتيجى أن هدف أعداء الداخل والخارج هو تشتيت مؤسسات الدولة والعمل على انهيارها، وتشتيت قوات وقدرات الشعب المسلحة بإذكاء أخبث الأعداء وهو الإرهاب الذى كان القضاء عليه متوجباً، فهو الخطر الأشرس والعدو الأخبث الذى ما كان يمكن للثورة الوليدة أن تحقق أهدافها مع تفشى الإرهاب، وتعد ملحمة القضاء عليه، رغم كل ما بذل فى سبيل ذلك من تضحيات، إحدى أهم معارك وبطولات قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة وشعبنا البطل المساند.

ولم تغفل ثورة 30 يونيو أهمية بناء اقتصاد عصرى سليم وفقاً لقواعد دولية جادة وصارمة تحمّل شعبنا البطل أعباء عملية إصلاح اقتصادى مستمر، وتحمل ضغوط وأعباء هذا البرنامج، كما تحمل بجلد وصبر ما صاحبها من أزمات تسببت فيها الجائحة أو الحرب الروسية - الأوكرانية.

وبعد عشرة أعوام من عمر ثورته شهد الشعب المصرى ثماراً لا يمكن إنكارها وإنجازات لم تتحقق فى تاريخه فى هذه الفترة الزمنية القصيرة فى عمر الشعوب، فدبت الثورة يد النماء لتبنى وتعمر فى قلب الصحراء فنشأت المدن الجديدة ورصفت الطرق وأقيمت الكبارى وهى شرايين الجغرافيا التى على أساسها يصح الجسد وينهض الاقتصاد.

وتم تحديث البنى التحتية المعلوماتية والبنكية وشبكة الاتصالات، وتم بناء العاصمة الإدارية الجديدة من الجيل الخامس للمدن، وهى مدينة عصرية حديثة خلقت عناوين للصحراء من القاهرة إلى السويس، ومن جميع الاتجاهات صوب العاصمة، حيث تتجدد كل يوم مسارات لإعمار وتحديث لا يتوقف.

من أبرز إنجازات الثورة المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التى أعادت وجه الحياة للريف المصرى، إدراكاً أن تنمية الريف، وبه نصف سكان مصر، تثرى الدولة ويستعيد الاقتصاد الوطنى قدراته وعافيته.

واليوم.. ونحن على أعتاب الجمهورية الجديدة نخوض مرحلة نأمل أن يكون الإنسان دوماً فى قلبها، وأساساً لحركة ثورة يونيو الخلاقة والمبدعة، فالاهتمام بالإنسان وصحته وتعليمه وبناء وعيه وثقافته والمحافظة على صحته وكرامته وفرصه فى الحياة وخلق منافذ لكسب الرزق ستكون عنواناً بارزاً للمرحلة القادمة.

فكما اهتمت المراحل الأولى برأب الصدع واستعادة الوحدة الوطنية وبناء مؤسسات الدولة وخوض معركة ضد الإرهاب، وتحقيق النهضة المعمارية والاقتصادية، فإن بناء وعى الإنسان ورعايته صحياً وتعليمياً وتبنى مشروع تنويرى خلاق يعنى بالتعليم والثقافة والبحث العلمى والاعتناء بصحة الإنسان وسكنه الكريم وتوفير فرص عمل كريم له سيكون هو الأساس الذى يمكن لثورة 30 يونيو أن تعمل لتحقيقه ليضيف هذا المشروع التنويرى وفى قلبه الإنسان المصرى فرصة لمستقبل أفضل للبلاد.

إن لدى مصر فرصة تاريخية للانطلاق نحو المستقبل واللحاق بمن سبقنا وتعويض ما فاتنا، ولدينا العقول ولدينا الجيش والشعب والقيادة السياسية الحكيمة التى بنت أحلامها وخططها لبناء مصر القادرة القادمة بكل عزم على خطى المستقبل، إن ثورة 30 يونيو هى نداء من أجل مستقبل واعد لشعب التف حول جيشه وقيادته، والتى ستعمل كما كان عهدها دائماً من أجل خير الوطن والمنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف: تنسيق كامل مع مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأزهر
  • أسامة الأزهري: سنعمل تحت قيادة الرئيس السيسي على تحقيق كل ما يليق بوطننا
  • مديرية الصعيد بشبوة تشهد اشتباكات دموية بين قبائل العوالق
  • الحوثيون يهددون بـ”تطهير” مؤسسات الدولة اليمنية: حملة استئصال جديدة ضد المعارضين؟
  • د. محمد حجازي يكتب: ثورة 30 يونيو بين حاضر ومستقبل أمة
  • إدارة مؤسسات الدولة بالوكالة تشعل خلافاً بين مجلسي الوزراء والنواب
  • الاقتصاد العراقي تحت رحمة الرصاص: كيف يؤثر العنف على الاستثمار
  • الحوثيون يهاجمون في مأرب وتعز
  • الحوثيون يتوجهون “لتطهير مؤسسات الدولة” بتهم الجاسوسية
  • اشتباكات عنيفة ونشر للقناصة على أسطح المنازل.. ماذا يحدث في مخيم نور شمس؟