مسؤولون أمريكيون يكشفون عن اختلافات في واشنطن حول اليمن مع اعترافات بفشل ردع الحوثيين
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
كشفت مسؤولون أمريكيون عن اختلافات في الإدارة الأمريكية بشأن جماعة الحوثي في اليمن وتصعيدها في البحر الأحمر.
وأشار المسؤولون إلى أن هناك تقييمان للسياسة الأميركية تجاه الحوثيين باليمن، في ظل الرئيس الحالي جو بايدن، وما تتركه هذه الإدارة للرئيس المقبل دونالد ترامب هو مشكلة تزداد تعقيداً.
ونقلت قناة "العربية" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن "القوات الأميركية العاملة في ظل القيادة المركزية تشن هجمات في أي وقت ممكن، حسب الفرصة المتاحة".
وشدد على أن المهمة الأساسية هي الردع وتدمير القدرات لدى الحوثيين وحماية الملاحة في المياه الدولية، مشيرا إلى العمليات العسكرية بالقول: "إننا نفعل كل ما هو ممكن وندمر قدراتهم كلما كان ذلك ممكناً".
ونقلت القناة عن مسؤول آخر في الإدارة الاميركية وكانت لهجته مختلفة، القول إن "هذا النوع من العمليات يشترط إرسال قوات ضخمة، وهذا ما فعلناه، كما يتطلب الوقت ليفهم الحوثيون ما نحن بصدده وقد مرّ وقت، كما يتطلب الأمر إرادة من قبلنا يلمسها الحوثيون".
وسخر المسؤول الأمريكي من موقف بلاده بالقول إن "الحوثيين لا يرون أن لدينا هذه الإرادة، ولم يشعروا أننا تهديد وخطر حقيقي عليهم، وهم ربما يعتبرون أنهم تمكنوا من تخطي مصاعب سابقة، وأنهم سيتمكنون من تخطي ما يواجهونه الآن".
ومن المتأمل للتصريحات فإن هذا التقييم يعكس مرارة لدى بعض العاملين في الإدارة الحالية، فهناك الكثير من الموظفين والعاملين في الحكومة الأميركية الذين يكرهون أن تنخرط القوات الأميركية في مهمة ولا تحقق نجاحاً كاسحاً.
وبشأن عدم امتلاك واشنطن معلومات استخباراتية بشأن أسلحة الحوثيين وأماكن تخزينها قال أحد المسؤولين الأميركيين "إننا لا نعرف ما عدد القطع لديهم، وعندما تسمع تصريحات تقول إننا ندمر قدراتهم، هذا صحيح، لكن الأهم هو نسبة التدمير في قدراتهم، وهذا ما لا نعرفه!".
ومع نهاية عهد بايدن في البيت الأبيض تشير تقديرات الأميركيين إلى بعض النتائج الإيجابية، ويعتبر المسؤولون الأميركيون أن القوات الأميركية مع بعض الدول المشاركة نجحت في حماية بعض السفن التي تعبر البحر الأحمر وخليج عدن.
ويشدد هؤلاء المسؤولون لدى التحدث للعربية على أن الهدف الاستراتيجي للحوثيين كان إقفال المضيق ومنع السفن من الإبحار، وهذا ما فشلوا في تحقيقه.
لكن التقديرات السلبية للمسؤولين الأميركيين عددها أكبر، فهم يعتبرون أن المهمة الحالية غير قابلة للاستمرار، وقال أحد المسؤولين "لا شركاء لدينا، ولا شركاء يقومون بما نقوم به" وشدد على أن المهمة تتطلب الكثير من العتاد الأميركي فيما يحتفظ الحوثيون بالكثير من العتاد.
ويعتبر مسؤولو الإدارة الحالية أن على ترامب أولاً أن يحدد مهمة القوات الأميركية بوضوح، ولا يختلف المسؤولون الحاليون في تقديرهم للوضع عن الإدارة المقبلة، فالطرفان يعتبران أن اليمن يعاني من الفوضى، وأن التهريب البري والبحري مستمران.
وفيما يكشف بعض المسؤولين الأميركيين عن أن الحكومة اليمنية تريد أن تقوم الولايات المتحدة بحملة كاملة للقضاء على الحوثيين بما في ذلك نشر قوات برية، سيكون ترامب متردداً جداً في شن حرب وهو لا يريد أصلاً أية حروب.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي ترامب بايدن القوات الأمیرکیة
إقرأ أيضاً:
اليمن .. غارات أمريكية على مواقع الحوثيين بمحافظة الجوف
شنّت الطائرات الأمريكية، فجر اليوم السبت، سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي في محافظة الجوف شمالي اليمن، في تصعيد جديد للحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضد الجماعة المدعومة من إيران.
وذكرت وسائل إعلام يمنية أن الغارات، التي بلغ عددها ثماني ضربات، طالت مواقع للحوثيين في مديرية خب والشعف، التي تعد واحدة من أكبر المديريات اليمنية من حيث المساحة وتتمتع بأهمية استراتيجية لكونها قريبة من الحدود مع السعودية.
الغارات الجوية لم تقتصر على الجوف، إذ كانت القوات الأمريكية قد نفّذت يوم الجمعة أربع ضربات أخرى على مواقع عسكرية للحوثيين في ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة، على الساحل الغربي لليمن.
وتزامن هذا القصف مع هجمات جوية أخرى طالت العاصمة صنعاء، إلى جانب محافظتي صعدة والجوف، ما يشير إلى تصعيد متواصل من جانب الولايات المتحدة في إطار عملياتها العسكرية التي تستهدف تقويض القدرات العسكرية للجماعة.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قد أعلنت في وقت سابق أن الجيش الأمريكي نفذ أكثر من ألف ضربة جوية ضد أهداف حوثية منذ منتصف مارس الماضي، في إطار حملة جوية واسعة النطاق تهدف إلى ردع الجماعة عن مواصلة هجماتها على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، التي ترى فيها واشنطن تهديدًا مباشرًا للمصالح الدولية.
ويأتي هذا التصعيد الأمريكي في أعقاب الهجمات المتكررة التي شنها الحوثيون منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. وتضمنت تلك الهجمات إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه أهداف في إسرائيل، بالإضافة إلى استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر، تقول الجماعة إنها مرتبطة بإسرائيل أو تدعمها.
وتبرر واشنطن تدخلها العسكري في اليمن بأن ضرباتها الجوية تهدف إلى حماية الملاحة الدولية، وردع الحوثيين عن تهديد طرق التجارة العالمية، لاسيما في مضيق باب المندب، الذي يُعد من أهم الممرات المائية في العالم.