إندونيسيا تحتفي باتفاق وقف إطلاق النار وتؤكد مشاركتها في إعادة إعمار غزة
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
جاكرتا- شهدت إندونيسيا فعاليات عديدة احتفاء باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتجمّع أمام السفارة الأميركية في جاكرتا بعد عصر اليوم الجمعة مئات من الإندونيسيين تحية لمقاومة الشعب الفلسطيني وتضحياته في غزة واحتفالا بالاتفاق.
وتستمر الفعاليات خلال اليومين المقبلين من قبل أكثر من هيئة وجهة مهتمة بالشأن الفلسطيني.
وشدد ممثلون عن هيئات ومنظمات عديدة على ضرورة مراقبة تنفيذ الاتفاق، وإنقاذ شعب غزة من أوضاعه الإنسانية الصعبة عبر فتح المعابر وإيصال المساعدات الإنسانية وما يحتاجه المجتمع الغزي.
وأكد المتحدثون خلال الوقفة على ضرورة محاكمة المتورطين في الإبادة الجماعية التي تعرّض لها أهل غزة على مدى 15 شهرا مضت، ودعوا إلى مشاركة رسمية وشعبية في إعادة إعمار القطاع.
تشهد إندونيسيا فعاليات رسمية وشعبية على مدى يومين لدعم فلسطين (الجزيرة) ضمان التنفيذوكان وزير الخارجية الإندونيسي سوغيونو قد قال في تغريدة له على منصة إكس -أمس الخميس- إن الوحشية الإسرائيلية قد أودت في فلسطين بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، موضحا أنها ليست مجرد إحصائيات، فكل رقم يمثل حياة إنسان.
وأضاف أن إندونيسيا تقدّر اتفاق وقف إطلاق النار الذي كانت تطالب به مع المجتمع الدولي.
واعتبر وزير الخارجية أن الخطوة المهمة التالية هي ضمان تنفيذ الاتفاق بشكل فوري وشامل لمنع ازدياد عدد الضحايا.
ويأمل سوغيونو أن يشكل وقف إطلاق النار قوة دافعة لتعزيز السلام في فلسطين.
إعلانوأكد على أن السلام لن يكون ممكنا إلا إذا كانت فلسطين مستقلة وذات سيادة، وفقا لحل الدولتين الذي وافق عليه المجتمع الدولي.
"وإندونيسيا مستعدة للمساهمة في الجهود الرامية إلى استعادة الحياة الاجتماعية في غزة، سواء من خلال المساعدات الإنسانية، أو دعم دور الأونروا، أو جهود إعادة إعمار غزة"، حسب تعبيره.
من فعالية في جاكرتا احتفاء باتفاق وقف إطلاق النار (الجزيرة) أدوار رئيسيةمن جانبه، قال أنيس متّى نائب وزير الخارجية الإندونيسي لشؤون العالم الإسلامي في حديث للجزيرة نت إن حكومة إندونيسيا بإدارة الرئيس برابوو سوبيانتو تدعم إتفاقية وقف إطلاق النار في فلسطين، والتي تمت بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، لإنهاء الحرب التي استمرت 15 شهرا، والتي أبيد فيها عدد كبير من الأطفال والنساء والرجال من فلسطين، وغزة خصوصا.
وإذا تم تنفيذ الاتفاق بالفعل فإن على المجتمع الدولي أن يقوم بأدوار ثلاثة رئيسية حددها المتحدث في:
مراقبة تنفيذ بنود الاتفاقية حتى يتم تنزيلها واقعيا بالجدول الزمني الذي تم الاتفاق عليه. إعادة إعمار غزة، معتبرا أنه واجب الجميع "هذا واجبنا جميعا، كلنا نشاهد هذه الإبادة خلال 15 شهرا، وعلى المجتمع الدولي أن يعيد إعمار غزة وأن يوصل المساعدات الإنسانية عاجلا جدا إلى غزة خاصة، وجميع فلسطين بشكل عام". عدم نسيان الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية بحق شعب فلسطين، خاصة غزة، مشيرا إلى قرار المحكمة الجنائية الدولية، وطالب المجتمع الدولي بمراقبة قراراتها حتى لا يفلت مرتكبو الإبادة من العقاب العادل والرادع.
إعادة الإعمار
وقال متّى إن إندونيسيا ستستمر في مناصرة فلسطين حتى تنال استقلالها، وستشارك في إعادة إعمار غزة حكومة وشعبا، وإن الخارجية الإندونيسية تنسق حاليا كل الأعمال الخيرية مع المنظمات غير الحكومية الموجودة في إندونيسيا العاملة لفلسطين.
إعلانواضاف أن التنسيق يشمل أيضا بعض دول جنوب شرق آسيا كماليزيا، للقيام بعمل مشترك في مساعدة فلسطين، سواء في الأعمال الإنسانية أو في مجال التنمية وإعادة إعمار غزة، خاصة أن ماليزيا تترأس دورة رابطة آسيان هذا العام.
وتوافقت المواقف المعبر عنها مع تصريحات وبيانات شخصيات وهيئات رسمية وشعبية ودينية أخرى، بما فيها مجلس الشعب الإستشاري والبرلمان ومجلس علماء إندونيسيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إعادة إعمار غزة وقف إطلاق النار المجتمع الدولی
إقرأ أيضاً:
إعادة إعمار غزة.. التحدي الكبير بعد اتفاق وقف إطلاق النار
وضعت الحرب أوزارها في قطاع غزة، وغلّف الفرح أجواء القطاع، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ليبرز ملف إعادة الإعمار باعتباره "معضلة" لن تنتهي بانتهاء الحرب.
فأكثر من عام ونيف على امتداد الحرب، كانت كفيلة بأن تجعل غزة أثرا بعد عين، بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية والعمليات البرية والقصف المدفعي.
ومع صمت أزيز الطائرات وفوهات المدافع، يتصدر ملف إعادة الإعمار في القطاع، أحد أكبر المعضلات التي لن تنتهي مع وقف الحرب، وأحد أكبر التساؤلات بين ركام الحرب والمؤجلة فيما يسمى اليوم التالي للحرب، والتقديرات بشأن الموعد المتوقع لعودة الحياة إلى طبيعتها في القطاع.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن مسألة إعادة الإعمار ستكلف أكثر من ثمانين مليار دولار، لكن المعضلة الأكبر التي ستواجه هذه العملية هي إزالة الأنقاض، لا سيما وأن أكثر من سبعين في المئة من مساكن غزة تضررت بين تدمير كلي وجزئي، إلى جانب المستشفيات والمدارس والمرافق الأخرى من البنى التحتية.
وأشارت الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي إلى أن إزالة أكثر من اثنين وأربعين مليون طن من الأنقاض وحدها ستكلف ما يزيد على مليار دولار.
كما أوضحت أن العملية معقدة وقد تستغرق سنوات عدة، بسبب وجود القنابل والألغام والصواريخ غير المنفجرة والمواد الملوثة الخطيرة والجثث التي لا تزال تحت الأنقاض.
ولفتت المنظمة في تقريرها إلى أن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة قد يستمر حتى عام ألفين وأربعين على الأقل، وقد يطول الأمر لعدة عقود في حال سارت بنفس وتيرة إعادة الإعمار بعد الحروب السابقة التي شهدها القطاع.
وأثر حجم الدمار الناتج عن الحرب، على القطاع الزراعي الذي يطعم سكان غزة، فوفق صور الأقمار الاصطناعية التي حللتها الأمم المتحدة، فقد أظهرت أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة، والتي تعد حيوية لإطعام السكان الجوعى، تدهورت بسبب الصراع.
وأعلن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء الأربعاء، نجاح جهود الوساطة المشتركة التي قادتها الولايات المتحدة وقطر ومصر في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن.
وأكد رئيس الوزراء القطري على عقد اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم ومستدام بين الجانبين فضلا عن إيصال كميات مكثفة من المساعدات الغذائية والإنسانية إلى قطاع غزة.
وأوضح أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيدخل حيز التنفيذ بدءا من يوم 19 يناير الجاري، على أن يتم تحديد ساعة بدء سريانه لاحقا.
كما أشار إلى أنه مع موافقة الطرفين على الاتفاق سيجري العمل الليلة لإنهاء الإجراءات التنفيذية كافة، وستشمل المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يوما ستشهد وقفا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقا وبعيدا عن المناطق المكتظة بالسكان للتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة.
وأوضح أن الاتفاق يشمل تبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم مع تسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.