ناقش الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الجمعة، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ عددا من القضايا، منها أزمة تطبيق تيك توك والتجارة وتايوان، خلال اتصال هاتفي قبل أيام فحسب من تولي ترامب الرئاسة من جديد.

وكان ترامب قد تعهد بفرض رسوم جمركية على الصين قد تؤجج التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.

وقال التلفزيون المركزي الصيني (سي.

سي.تي.في) إن الزعيمين متفائلان بشأن الاتصال، إذ وصفها ترامب بأنها "جيدة للغاية"، وقال شي إنه وترامب يأملان في بداية إيجابية للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

وهذا أول اتصال بين الزعيمين منذ انتخاب ترامب رئيسا في نوفمبر الماضي، وهناك مجموعة من الصعوبات الدبلوماسية والاقتصادية التي تواجه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

وأيدت المحكمة العليا الأميركية اليوم قانونا يلزم شركة بايت دانس، مالكة تطبيق تيك توك، ببيع أصوله في الولايات المتحدة بحلول يوم الأحد إلى مشتر غير صيني، وإلا سيواجه حظرا لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وكتب ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال "كانت المكالمة جيدة للغاية لكل من الصين والولايات المتحدة. أتوقع أن نحل العديد من المشاكل معا وأن نبدأ فورا. ناقشنا مسألة تحقيق التوازن التجاري والفنتانيل وتيك توك، والكثير من الموضوعات الأخرى".

وأضاف: "أنا والرئيس شي سنبذل كل ما بوسعنا لجعل العالم أكثر سلاما وأمانا!".

وعبر شي عن مخاوف الصين بشأن تايوان التي تؤكد بكين أنها جزء من أراضيها، وقال إنه يأمل أن تتعامل الولايات المتحدة معها بحذر شديد.

وقال التلفزيون المركزي الصيني "قضية تايوان تتعلق بالسيادة الوطنية للصين ووحدة أراضيها، ويأمل أن يتعامل الجانب الأميركي معها بحذر".

وقال شي إن الولايات المتحدة والصين يمكن أن تختلفا لكن لا بد من أن تحترما المصالح الأساسية لإحداهما الأخرى، وإن العلاقات التجارية يمكن أن تفيد الطرفين دون مواجهة أو صراع، في تعليقات مثل التي أدلى بها خلال ولاية ترامب الأولى.

وعرض ترامب في ولايته الأولى تقديم دعم قوي لتايوان، عبر أمور منها بيع الأسلحة، ولكن خلال حملته الانتخابية العام الماضي، قال ترامب إن تايوان يجب أن تدفع للولايات المتحدة مقابل الدفاع عنها.

ومن المقرر أن يشرع الرئيس الجمهوري المنتخب، الذي قلب العلاقات التجارية رأسا على عقب في ولايته الأولى، في سياسات أكثر تشددا في ولايته الثانية، إذ تعهد بفرض رسوم جمركية 10 بالمئة على جميع الواردات الأميركية و60 بالمئة على البضائع القادمة من الصين.

وقال ترامب في السادس من يناير إنه وشي يتواصلان عن طريق ممثلين، وعبر عن تفاؤله بشأن العلاقة بينهما.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ترامب الصين الولايات المتحدة الصين بايت دانس تيك توك تروث سوشيال تايوان أميركا الصين اقتصاد عالمي ترامب الصين الولايات المتحدة الصين بايت دانس تيك توك تروث سوشيال تايوان أخبار أميركا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب يبني "أمريكا أولاً" على استراتيجية مواجهة الصين

شرعت الصين عام 2025 بتصعيد صراعها الاقتصادي مع الولايات المتحدة، مما زاد من حدة الحرب التجارية المستمرة. واستباقاً لدخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض، فرضت الصين قيوداً تجارية استهدفت الكثير من الشركات الأمريكية.

أخطأت الكثير من وسائل الإعلام في تجاهل تصريحات ترامب حول أهمية استعادة أمريكا لقناة بنما

وتضمنت هذه الإجراءات فرض حظر على تصدير المنتجات "ذات الاستخدام المزدوج" - تلك ذات الاستخدامات المدنية والعسكرية - وتقييد عمليات عشر شركات تشارك في مبيعات الأسلحة إلى تايوان.

وكتب المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي بين عامي 2019 و 2021 جيمس سكينر في مجلة "ناشيونال إنترست" إنه لعقود، عمل صناع السياسات في الولايات المتحدة على افتراض أن دمج الصين في الاقتصاد العالمي، من شأنه أن يشجع تحريرها السياسي والاقتصادي. وقد ساهم هذا الاعتقاد في تشكيل قرارات مثل منح الصين حق الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001، وغض الطرف عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وسرقة الملكية الفكرية المتفشية. وكانت الفكرة تتلخص في أنه مع ازدياد ثراء الصين، يتبنى الحزب الشيوعي الصيني مبادئ ديمقراطية تتماشى مع تطلعات شعبه. لكن هذا النهج كان مضللاً بشكل كارثي. وبدلاً من التحرير، استغل الحزب الشيوعي الصيني هذه التنازلات لترسيخ قوته وتوسيع طموحاته العالمية.
ولفت إلى أن التجارة، بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني، ليست مجرد أداة اقتصادية، بل هي سلاح استراتيجي لتحقيق الأهداف الجيوسياسية. وبينما تحمي بكين صناعاتها المحلية بسياسات صارمة، فإنها تستفيد من الصادرات والاستثمارات الأجنبية لفرض نفوذها وإجبار الدول الأخرى على الامتثال. وعلى مدار العقدين الماضيين، تفوقت الصين على الولايات المتحدة باعتبارها أكبر شريك تجاري غير قاري لقارتي أمريكا الجنوبية وأفريقيا بأكملها تقريباً، واكتسبت نفوذاً سياسياً في هذه المناطق. ولهذا التأثير نتائج ملموسة.

Starving the Dragon: Toward An America-First China Strategy https://t.co/x7uTpb48yN via @TheNatlInterest

— Nino Brodin (@Orgetorix) January 16, 2025

وأخطأت الكثير من وسائل الإعلام في تجاهل تصريحات ترامب الأخيرة حول أهمية استعادة أمريكا لقناة بنما، متجاهلة واقعاً خطيراً. لقد بدأ الحزب الشيوعي الصيني يسيطر على هذا الشريان التجاري العالمي الحيوي. وتدير شركة صينية اثنين من الموانئ الخمسة الرئيسية القريبة من قناة بنما، وهو طريق تجاري يتدفق من خلاله 5 في المائة من التجارة البحرية العالمية. وتعد بكين ثاني أكبر مستخدم للقناة وواحدة من أكبر المصدرين إلى منطقة كولون الحرة في بنما، حيث تواصل بناء موانئ الحاويات لتوسيع نفوذها.
وتحت قيادة ترامب، أدركت أمريكا التهديد الخطير الذي يشكله الحزب الشيوعي الصيني وأفعاله، التي تهدد أسلوب حياتنا. ومع عودة رئيس "أمريكا أولاً" إلى المكتب البيضوي، يتعين على الولايات المتحدة أن تكثف جهودها لمنع الصين من الاستمرار في استخدام الموارد الأمريكية كوقود لطموحاتها. ويتطلب تحقيق ذلك استراتيجية أمريكية موحدة تستهدف كافة القنوات التي تستغل الصين من خلالها أسواقنا ومواردنا. وسوف يؤدي قطع هذه التدفقات إلى إضعاف قدرة الرئيس الصيني شي جين بينغ على إظهار القوة وتحدي الولايات المتحدة على مستوى العالم.
وتشمل هذه الإجراءات منع الكيانات الصينية من شراء الأراضي الزراعية والعقارات المهمة في الولايات المتحدة، وإلغاء تأشيرات الطلاب للمواطنين الصينيين الذين يدرسون مجالات حساسة، وخصوصاً العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. إلى ذلك، يجب بيع أو حظر المنصات الرقمية، التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي الصيني، لحماية البيانات والخصوصية الأمريكية من الاستغلال.

 

Starving the Dragon: Toward An America First China Strategy https://t.co/x7uTpb48yN via @TheNatlInterest

— Nino Brodin (@Orgetorix) January 15, 2025


هناك قضية مهمة أخرى تحتاج إلى معالجة، وهي سحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بالدفاع التابعة للحزب. هناك شركة دي جي آي، وهي الأكبر من نوعها لتصنيع المسيّرات، وشركة هواوي الرائدة في عالم توفير معدات الاتصالات والإلكترونيات الاستهلاكية، وهاتان الشركتان هما مثالان للشركات المدعومة من الحزب الشيوعي الصيني، والتي تشكل نقاط ضعف كبيرة في الأمن القومي والبنية التحتية الحيوية لأمريكا.
وبعيداً عن الصناعات البارزة مثل التكنولوجيا والدفاع، يتعين على الولايات المتحدة أن تعالج مصادر الإيرادات الأقل وضوحاً، التي تغذي طموحات الحزب الشيوعي الصيني.
ولفت الكاتب إلى أن الدول القوية تبنى على القوة والعزيمة والقدرة على الدفاع عن مصالحها، وليس على الاسترضاء أو التنازلات. ويجسد نهج الرئيس ترامب "أمريكا أولاً" و"السلام من خلال القوة" هذه الروح. إن الانتخابات لها نتائج، وقد أعطى الشعب الأمريكي ترامب تفويضاً لاستعادة الهيمنة كزعيم عالمي في منافسة القوى العظمى في القرن الحادي والعشرين.

مقالات مشابهة

  • رئيس «تيك توك» يشكر ترامب على التزامه بدعم استمرار التطبيق داخل الولايات المتحدة
  • ترامب يقول إنه أجرى مكالمة “جيدة” مع الرئيس الصيني شي بشأن تيك توك والتجارة
  • ترامب يتحدث مع الرئيس الصيني بشأن تيك توك والتجارة المشتركة
  • الصين تحث الولايات المتحدة على وقف هجماتها الإلكترونية الخبيثة فورا
  • الولايات المتحدة.. قرار قضائي مرتقب بحق "تيك توك"
  • جدل في الولايات المتحدة حول مصير تيك توك وبايدن يترك مصير التطبيق بيد ترامب
  • ترامب يبني "أمريكا أولاً" على استراتيجية مواجهة الصين
  • مع نهاية ولايته.. بايدن خيب آمال الكورد وترقب لسياسة ترامب
  • مصر ولوكسمبورج يبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك