من أحاجي الحرب():
○كتب: أ. محمد الطاهر
□□ في مقاطع فيديو مؤسفة نشرت بواسطتهم يقوم افراد من الجنجويد بإذلال وإهانة جنود ومدنيين كانوا ضمن قافلة مكونة من حوالي 100 عربة غالبيتها شاحنات بضائع، متوجهة إلى “كبكابية” شمالي دارفور.

□ بعد دقائق من الإذلال والشتائم الفظة والركل في الوجوه والضرب بقواعد البنادق، يقوم الجنجويد بتصفية هؤلاء الجنود وعدد من المواطنين، وهم في الأصل بقايا قوة تمت مهاجمتها بالأسلحة الثقيلة قبل لحظات من التصوير وقتل جزء كبير منها.


□ لاحقًا قاموا بنهب محتويات القافلة التجارية.

□ إلى هذا الحد يبدو الأمر عاديًا، جنجويد وشتائم وإذلال وتصفية بدم بارد ونهب، ما الجديد في ذلك؟!

□ ما ليس عاديًا هو أن هؤلاء الجنود يتبعون إلى ما تسمي نفسها (القوة المحايدة لحماية المدنيين)، أنشأها سماسرة قحت والجناح السياسي للجنجويد أنفسهم؛ بقيادة (الطاهر حجر) الذي أعلن من قبل استعداده للعمل ضمن مجلس سيادة الحكومة الموازية الموالية للجنجويد!! فيا لسخرية القدر.. يجازيه الجنجويد بذبح أبناءه وقد لا يستحيون نساءه.
يرافقه في إنشاء القوة (عبد الواحد نور)، المتماهي الآخر مع جرائم الجنجويد ومذابحهم في حق أهله وعموم سكان دارفور ومتبقي ولايات السودان.

□ هذا درس مجاني من إعداد وتقديم وإخراج مليشيا الجنجويد نفسها، بأنهم -أي الجنجويد- لا أمان لهم على الإطلاق، وأن حربهم ضد الكل خارج إطارهم القبلي، فسواء كنت في ساحة المعركة ضدهم أو مواطنًا عاديًا أو حركة عسكرية تتخذ موقف الحياد.. لا يهم.. لديهم مشروع يستهدف اجتثاث أعمدة وأسس الدولة القائمة من جذورها وإقامة مملكة قبلية على أنقاضها تكون السيادة فيها لآل دقلو ويرضخ البقية مرغمين لخدمة وعبودية الأسرة الحاكمة مدى الحياة.
هم يعلنون ذلك بأنفسهم..

□ سخروا في هذه الفيدوهات من مسمى (قوة حماية المدنيين) وواصلوا في ركل وشتم وتصفية الجنود وشفشفة البضائع، بمعنى أنهم على علم تام بأن هؤلاء الجنود يتبعون لحلفائهم (حجر) و(عبد الواحد)!!

فأستغرب جدًا من أبناءنا الذين لا زالوا يلازمون المسوخ “عبد الواحد نور” و”الطاهر حجر”، و”خالد سلك” و”برمة ناصر” وغيرهم، فهؤلاء قد باعوا وقبضوا الثمن.. فما الذي يجعلك تستمر في أن تكون ضحية لهذه الصفقة الدنيئة يا مغفل؟!

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عادی ا

إقرأ أيضاً:

لحم بارد

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"

كُنا نتخيل أن العناكب ستخرج زحفاً على جانبى فمه إذا همَّ إلينا بالكلام، وبمجرد أن نلمحها تخرج من هناك ستتجمد عظامنا الصغيرة، ما جعلنا نتجنبه إلى أن صار غريباً غير معتادٍ من وجوده إلا ما نحس به من خوف.
امتنعنا عن مشاركته الطعام، كما لم نسمح له أنْ يقترب منا، فامتنع بدوره عن التحدث إلينا، بدا السبب الذى خلق هذين التصرفين واضحاً، (مهنته)، فقد جعلتنا بعيدين يتجنب كل منا الآخر، وعلى الرغم من ذلك لم نتوقف (أخى وأنا) عن التجسس عليه، حيث لا صوت، يمكن لنا أن نفترض أنه يصدر عنه كلما خرج أو عاد ليدخل خلوته، بينما تنظر عيناه، كالعادة، إلى ما بين عيني شخصٍ يدَّعى أنه يقف فى ظلمةِ الممر بين غرفتهِ والصالة، أو خلفه تماماً حين يخشى أن يلتفت للسلام موشِكاً أن يفرغ من الصلاة.
فقد كان يذكر فى حضور الآخرين أن له صديقاً خفياً يجلس بجواره، يتحدث إليه ويمشى برفقته، ما يجعله إذا ركب السيارة يُناول السائق المتعجب خلف المقود، أجرة شخصين.
هذا المساء الفائت، أدخلت أمى طعاماً إلى غرفته بعد أن عاد شاحباً، ثابتاً أمامنا، يُدارى ارتعاشه إلا أن يده فضحته، أخبرته ألا يعبأَ بتصرفاتنا تجاهه، فنحن مجرَّد أطفال عندما ستضربنا سياطُ الأباطيل سيتأكد لنا أن ما يقوله عن الحقيقة الوحيدة، هو الحقيقة الوحيدة.
وعلى الرغمِ من أننا جعلناه منفياً من ضحكنا، وأحاديثنا، وكل ما نفكر فيه، فأن بقاءه بيننا هو ما دفعنا لنشعر بأن شيئاً ما يلازمنا، وإن كان غيرَ مدركٍ إلا بمقدار ما يثيره من الريبة.
أردنا بشدة معرفة كيف يبدو صديقه الخفيّ، وكان ثقب الباب أضيق من أن يسمح لنا برؤيته جالساً على أرضية الغرفة وفى يده مسبحته، يؤكد لصديقه أنه يحاول بكل ما أوتِيَ أن يُقيمَ أفضل علاقة معه، ونقسم رغم أنه كان وحيداً أننا سمعنا رجلاً يرد قائلاً:
- أنت أيضاً تكرهنى بسبب مهنتى.
وكان الموت أسوأ جزء من الأحداث. فعندما وجدناه مُكوَّراً فى مكانه كُتْلةً من لحم بارد، حاولنا أن نبدو ثابتين فى أعين أنفسنا وأعين الآخرين، إلا أن مخاوفنا سرعان ما كانت تعود إلى الظهور، فكلما تأملنا صورته على الجدار، تحت شريط أسود يميل أعلى زاويتها اليمنى، أفزعتنا لنكبرَ بسرعة حقيقة الشخص الذى حاول مصادقته، والدُنا مُغسِّلُ الأموات!

مقالات مشابهة

  • لحم بارد
  • محافظ الإسماعيلية: تخفيضات تصل إلى 50% في سوق اليوم الواحد الجديد
  • تحذير رسمي لسكان صنعاء وهذه المحافظات والجهات المختصة تدعوهم للقيام بهذا الأمر
  • محافظ الوادي الجديد: أسواق اليوم الواحد بالقرى تخفف الأعباء عن المواطنين
  • لاعب أرسنال يخاف أن يبدو ضعيفاً أمام جدته!
  • 14 يونيو موعد امتحانات الثانوية العامة 2025 | هؤلاء الطلاب يؤدونها بالنظام الجديد
  • الطاهر التوم يكتب: احتفالات بورتسودان… لا تغادروا مواقعكم يرحمكم الله
  • اكتشاف نوع جديد من العناكب “كبير الحجم بشكل غير عادي”
  • تصنع من الفسيخ شربات.. ابنة الوادي الجديد تنجح في إنشاء معرض للتراث