بوابة الوفد:
2025-04-17@16:35:54 GMT

تحية للدبلوماسية المصرية

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

بعد حوالى ١٥ شهراً من الدمار والدم، جاءت خطوة وقف الحرب الوحشية على قطاع غزة التى انتظرها العالم كله، ومما لا شك فيه أن هذه الحرب كانت مدعاة للألم والحزن فى مصر بقيادتها وشعبها على نحو خاص لاعتبارات عديدة، أبرزها الجوار الجغرافى، إضافة إلى روابط الدين والدم.
وطوال هذه الحرب التى وصلت إلى حد الإبادة، خاضت مصر على كافة الأصعدة صراعات عنيفة لوقف نهر الدم المتدفق ليل نهار، ولم تتخل مطلقاً عن مبادئها الرئيسية قبل المفاوضات أو أثنائها، وفى مقدمتها إنهاء الحرب فوراً وحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.


لقد أثبتت كل المنحنيات الخطيرة فى تاريخ نضال الشعب الفلسطينى، أن الدور المصرى ثابت وراسخ مهما حاولت قوى دولية أو إقليمية زعزعته أو إزاحته، بفضل موقعها الجغرافى وابتعادها عن الأطماع، إضافة إلى علاقاتها التاريخية والسياسية مع فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة.
ويعرف القاصى والدانى، أن مصر بذلت جهوداً دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى اتفاق تهدئة طوال حرب «طوفان الأقصى»، وأجرت محادثات مع جميع الأطراف، سواء من حركتى «حماس» و«الجهاد الإسلامى»، أو القيادة الإسرائيلية فى «تل أبيب»، لضمان وصول المفاوضات إلى نتيجة إيجابية.
وقد استطاعت مصر عبر جهودها الدبلوماسية والمخابراتية، إقناع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بقبول اتفاق هدنة يقوم على أساس التزام متبادل بوقف الأعمال العدائية فى قطاع غزة، ووضع نهاية حاسمة للحرب التى خلفت خسائر ضخمة فى الأرواح وتدمير المنشآت والممتلكات، وتركت صدمة غير مسبوقة فى كل بيت عربى.
وحرصت مصر خلال بنود الصفقة على إعادة الإعمار فى غزة، بما يشمل إرسال مواد البناء والمساعدات الإنسانية، لوقف الجوع والتهجير، وهو ما كان يؤلم قلب كل مصرى على وجه الخصوص.
تؤمن مصر بأن الفترة الحالية فترة اضطراب سياسى فى العالم أجمع، وفى المنطقة خاصة، ولذلك تسعى للحفاظ على استقرار المنطقة من خلال جهود دبلوماسية وأمنية تتعلق بالأوضاع فى فلسطين وليبيا والسودان، وهى البلدان الثلاثة التى تربطها بها رابطة جوار فى الشرق والغرب والجنوب، وتتحرك الدبلوماسية المصرية فى هذه الملفات عبر عقيدة راسخة تتمثل فى الحلول السلمية والمساعدات الإنسانية.
تحية للدبلوماسية المصرية العريقة التى تعمل دون عنتريات فارغة أو خطابة جوفاء، لسلامة المنطقة كلها، والتحية والفرح لشعب فلسطين وأهل غزة الذين واجهوا الإبادة بالثبات والنصر، وأنا على ثقة أنهم مهما طال الزمن منتصرون.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القيادة الإسرائيلية رؤية عاطف خليل قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الأبعاد الدبلوماسية.. نهج "عُمان المتجددة"

 

 

 

مدرين المكتومية

في زمنٍ تتقاطع فيه المصالح وتتشابك التَّحديات، ويُعاد فيه تشكيل ملامح النفوذ العالمي عبر أدوات ناعمة كالدبلوماسية الاقتصادية والثقافية، تبرز سلطنة عُمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- كنموذج استثنائي لدولة تُجيد فن التوازن، وتحسن إدارة العلاقات، وتُعيد تعريف حضورها الدولي من بوابة العقلانية والحكمة والاتزان.

وها هي الزيارات السامية الخارجية لجلالة السُّلطان، وآخرها زيارته الكريمة إلى مملكة هولندا، تجسِّد هذا الحضور المتفرد لعُمان على الساحة الدولية؛ إذ لم تعد هذه الزيارات مجرّد زيارات تقليدية؛ بل تحولت إلى منصات انطلاق إستراتيجية لرسم ملامح تعاون اقتصادي وثقافي طويل الأمد، مُتكئ على إرث دبلوماسي ضارب في عُمق التاريخ، وممتد بأبعاده إلى مستقبل تصنعه رؤية "عُمان 2040" بعقلانية وطموح.

الدبلوماسية العُمانية- بعقيدتها الحكيمة ومبادئها الثابتة- لم تكن يومًا حبيسة ردود الفعل أو أسيرة الظروف المُتقلبة، بل ظلت على الدوام صاحبة موقف، وصاحبة قرار، تنطلق من إرثٍ حضاري عريق، وتجربة ممتدة تعود إلى آلاف السنين، حين كانت عُمان حاضرةً بحرية وسياسية واقتصادية في محيطها الإقليمي والدولي، تتبادل التجارة والمعرفة، وتنشر قيم السلام والانفتاح، حتى قبل أن تتبلور في العالم مفاهيم السياسة والدبلوماسية بمفهومها المعاصر.

وفي هذا الامتداد التاريخي المتين، تأتي زيارات جلالة السلطان المعظم لتُعيد إلى الأذهان صورة العُماني المبحر في بحور العالم، الواثق من حضارته، المتجذر في أرضه، المنفتح على غيره، الملتزم بثوابته، المُقبل على المستقبل بعينٍ بصيرة ونفسٍ مطمئنة.

ولعلَّ ما يزيد هذه الزيارات بهاءً ووقارًا، أنَّ جلالة السلطان المُعظم يرتدي عمامته البيضاء العُمانية، رمز السلام والتسامح والحكمة؛ فتلك العمامة ليست مجرد مكوّن مظهري، بل هي شارة تُجسّد "الهوية الدبلوماسية العُمانية"، وعقيدتها القائمة على الحياد الإيجابي، والتواصل الحضاري، والانفتاح على الآخر دون تفريط في الثوابت.

إنَّ هذه الزيارات السامية ليست فقط لتبادل التحايا البروتوكولية أو توقيع مذكرات التفاهم؛ بل هي محطات إستراتيجية لتعزيز الشراكات الاقتصادية والثقافية؛ بما يتماشى ومستهدفات رؤية "عُمان 2040"، تلك الرؤية الوطنية الطموحة التي تؤمن بأنَّ المستقبل لا يُصنع في الانغلاق، وإنما يُبنى بالتعاون الدولي، والاستفادة من الفرص، وتبادل الخبرات، وتطوير أدوات القوة الناعمة.

فالدبلوماسية الاقتصادية اليوم تحتلُّ مكانة مركزية في السياسة الخارجية العُمانية، وجلالة السُّلطان المُعظم -حفظه الله- يقود هذه المرحلة برؤية ثاقبة تستشرف الغد، وتحرص على أن تكون عُمان مركزًا لوجستيا، واقتصاديا، وثقافيا في المنطقة والعالم. لذا، فإنَّ لقاءات جلالته مع قادة الدول ورجال الأعمال وصناع القرار، تستهدف فتح آفاق الاستثمار النوعي، وجذب التكنولوجيا، وتوطين الصناعات، وتوسيع فرص التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والاقتصاد الأخضر، والابتكار، والتعليم العالي، والثقافة والفنون.

كما أنَّ الجانب الثقافي يحظى في هذه الزيارات بمكانةٍ سامية، تُبرز الهوية الحضارية العُمانية، وتُقدّم عُمان للعالم باعتبارها دولة ذات إرث ثقافي زاخر، ومجتمع قائم على التنوّع والاعتدال والانفتاح. وتأتي هذه المقاربة الثقافية للدبلوماسية، متسقةً مع البُعد الإنساني لرؤيتنا المستقبلية، التي تجعل من الإنسان محور التنمية، ومن الثقافة أداة للتفاهم وتبادل القيم مع شعوب العالم.

وفي ضوء هذه المرتكزات، تمضي الزيارات السامية لجلالة السلطان المفدى -أيده الله- لترسيخ المكانة الدولية لعُمان، ولتكون امتدادًا طبيعيًا لدور دبلوماسي راسخ، قائم على الاحترام والهيبة، والاعتدال والاتزان، والصدق في العلاقات، والوضوح في المواقف.

ولعلّ أبلغ تعبير عن فاعلية هذا النهج العُماني، هو ما نلمسه من تقديرٍ عالمي متزايد لسياسة عُمان الخارجية، واحترام لمواقفها، وثقة في وساطاتها، وتقدير عميق لحكمة قائدها، الذي يُجسِّد في كل زيارة خارج الوطن، روح الدولة العريقة، وعقل الدولة الواعية، ونبض الشعب المتسامح، الوفي، المحب للسلام.

وأخيرًا.. إنَّ الدبلوماسية العُمانية بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان المفدى، مُجدِّد نهضة عُمان الحديثة -حفظه الله ورعاه- تمضي إلى الأمام بثبات واطمئنان، مُتسلحةً بإرثها العريق، وعمقها الحضاري، ورؤيتها الطموحة، وسُمعتها الناصعة، لتُسهم في بناء عالمٍ أكثر تعاونًا وإنصافًا، وتفتح لعُمان آفاقًا جديدة من الازدهار والنماء.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بيت العائلة المصرية فى لندن ينجح فى الوصول إلى مصرى مفقود
  • أيمن يونس: تحية وتقدير لكل من يضع مصلحة الزمالك فوق أي اعتبار
  • برلماني: تحركات الدبلوماسية المصرية تعكس مكانة القاهرة كمرجعية لحل أزمات المنطقة
  • الأبعاد الدبلوماسية.. نهج "عُمان المتجددة"
  • هل يجوز أداء ركعتين فقط بنية تحية المسجد والسنة القبلية..علي جمعة يوضح
  • خبير سياسي: جولة الرئيس السيسي الخليجية تدعم العلاقات المصرية العربية
  • بـ "الريشة".. كتاب جديد يرصد مأساة غزة والوجع الفلسطينى
  • إسرائيل تعلن توسيع «المنطقة العازلة» في غزة
  • حزب صوت مصر: تحركات مصر الدبلوماسية تؤكد دور مصر الريادي في المنطقة
  • تطوير منطقة الأهرامات بين مخاوف المرشدين وتكدس السائحين وضغوط المستفيدين