الدور على السودان وليبيا واليمن
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
يدخل غداً اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة حيز التنفيذ وهو أمر مهم لو تم ووفق الاتفاق الموقع بين جميع الأطراف.. لأنه جزء مهم من أسباب التوتر فى المنطقة سوف ينتهى.. بمقتضاه نتمنى أن تعود الحياة إلى طبيعتها فى هذا الجانب..
وبعيدا عن حسابات المكسب والخسارة فما حدث خلال 16 شهراً هى إحدى مراحل النضال ضد الاحتلال.
وما يهمنا فى هذه الفترة أن يعود الاستقرار إلى المنطقة المحيطة بنا وبقى السودان وليبيا واليمن لأن السودان هى الأقرب لنا تكون أهميتها وأهمية إنهاء الاقتتال الداخلى فيها بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.. ونتمنى أن تقف دائرة القتال رغم الانتصارات التى يحققها الجيش السودانى لأن دماء أبناء الشعب الواحد زكية مهما اختلفا وأن القاتل والمقتول من السودان وبالتالى الخاسر الوحيد فى هذه المعركة الطائشة هو الشعب السودانى اما امراء الحرب فهم واسرهم المستفيدين منها «منصب وجاه ومال».
وهناك فى السودان والمدن والأحياء تجربة مهمة لتخفيف آثارها على الذين فشلوا من الخروج من البلد قام بها شباب السودان وشكلوا لجان المقاومة ومن خلالها سيطروا على الأوضاع فى الأحياء والمدن والقرى ويتكفلون بتنظيم الحياة اليومية وتوزيع المساعدات على المستفيدين وإدارة المدينة أو الحى أو القرية فهم ملأوا الفراغ الذى تركته الحكومة وسلطاتها المحلية هناك وهؤلاء الشباب يتلقون التبرعات من السودانيين فى الخارج واستخدامها فى إغاثة المتضررين.
وهؤلاء لديهم الآن خطة لإدارة الأقاليم فور انتهاء الحرب بالتعاون مع الحكومة التى سيتم اختيارها من خلال الخبرات التى اكتسبوها بالعمل لمده 18 شهراً من العمل على الأرض مع الناس.. السودان تحتاج هؤلاء الآن وسوف تحتاجهم فور انتهاء الحرب التى يجب ان تنتهى اليوم وليس غدا وعلى أمراء الحرب ترك السودان لشعبها لكى يختار حكامه من خلال صناديق الانتخابات.. الحل الوحيد فى السودان هو الديمقراطية وانتخابات حرة نزيهة من خلال أحزاب سياسية صرفة وإعلاء مبدأ المواطنة وسيادة القانون.
فلو أراد المجتمع الدولى إنهاء الحرب فى السودان بأسرع ما يمكن يستطيع فعل هذا وإن أرادت القوى الدولية إجبار الأطراف الليبية على إجراء الانتخابات سوف تجرى ولو أراد إرغام إيران على الزمام جماعة الحوثى الموالى لها بأن تجلس على طاولة المفاوضات سوف تتم
المجتمع الدولى نجح فى غزة وقبلها فى لبنان وساعد بقوة فى إسقاط نظام بشار الأسد فى سوريا قادر على فرض الاستقرار فى المنطقة وكفاية أهلها شر سنوات من عدم الاستقرار والكوارث والأوبئة التى حلت عليهم.. نتمنى أن يحل الدور على السودان وليبيا اليمن خلال الأيام المقبلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حركة مقاومة السودان انتخابات حرة أحزاب سياسية غزة الشعب السوداني من خلال
إقرأ أيضاً:
الأمن القومى.. وضريبة الاستقرار
ضريبة كبيرة دفعتها وما زالت تدفعها الدولة المصرية من أجل ترسيخ الاستقرار على أرضها وفى مجتمعها، والاستمرار فى خططها التنموية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية، برغم كل التحديات والضغوط الهائلة فى محيطها الإقليمى، الذى بات يشكل قنابل موقوتة على شتى الاتجاهات من الحدود المباشرة لمصر، ولا تقف هذه المخاطر على تهديد الأمن القومى لمصر فحسب، وإنما تمتد لتهديد الاستقرار المجتمعى المصرى الذى يتعرض لحملات ممنهجة من تيارات الإسلام السياسى فى حملات متكررة وبائسة لإعادة انتاج دورات جديدة من الفوضى وعودة الإرهاب إلى المجتمع المصرى على غرار ما حدث فى 28 فبراير عام 2011 وما بعدها وتسبب فى ضرب الدولة المصرية فى مقتل على شتى المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية بعد أن تعرض الاقتصاد للشلل، وخسرت مصر مئات المليارات من الدولارات وانتشرت الفوضى والإرهاب، وتعرض الأمن القومى لأكثر من تهديد، ولم يكن قيام إثيوبيا ببناء سد النهضة إلا نتيجة لانشغال مصر بوضعها الداخلى والحفاظ على الدولة من السقوط إلى مستنقع الصراع والاقتتال الداخلى على غرار ما يحدث فى كل الدول المحيطة.
لا شك أن هناك نشاطاً واضحاً لتيار الاسلام السياسى منذ عدة أسابيع على وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا وبعض الفضائيات الممولة خارجيًا، تستهدف المجتمع المصرى، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها سوريا، ومنحت بعض الإرهابيين الفرصة للظهور الإعلامى، مثل الإرهابى المصرى أحمد المنصور الذى ينتمى إلى جبهة النصرة وغيره من المنتمين للجماعات الإرهابية الذين خرجوا ببعض التصريحات التحريضية ضد مصر وتلقفتها اللجان الإلكترونية للجماعة الإرهابية التى تجيد لعبة بث سمومها إلى الشرائح البسيطة.. إلا أن المفاجأة جاءت على عكس ما توقعته الجماعة الإرهابية، بعد أن استفزت هذه التصريحات مشاعر عامة المصريين ليس فقط لوعى المصريين بكل ما يحاك للدولة المصرية ولكن أيضًا لأسباب بسيطة وموضوعية، وهى أن فترة حكم الجماعة الإرهابية كان قبل سنوات قليلة وعايشها المصريون بكل مرارتها على شتى المستويات من فوضى وإرهاب وغياب أمن واستقرار، وانعدام الخدمات واختفاء السلع وطوابير ممتدة على المخابز ومحطات الوقود وغيرها من مشاهد العار، ولا مجال لمقارنتها بالنهضة والتطور التى تشهده مصر، ولا حتى بأى فترة أخرى مرت بها مصر.. الأمر الآخر الذى يعيه المصريون جيدًا، أن كل الدول التى تسيطر عليها هذه الجماعات تعيش تحت وطأة سلاح هذه الميليشيات، وطلب المساعدات الإنسانية لشعوبها، ولا تملك حتى الدفاع عن ترابها الوطنى.
مؤكد أن مصر قد حققت خلال العشر سنوات الماضية ما يشبه الإعجاز، عندما عملت فى مسارات متعددة ومتوازية فى آن واحد، وهى مواجهة ودحر الإرهاب وإعادة وترسيخ الأمن والاستقرار فى كل ربوع مصر، وفى ذات الوقت كان الانطلاق نحو التنمية والحداثة والتطور من خلال مشروعات عملاقة على شتى المستويات الخدمية والاقتصادية لم تشهدها مصر منذ عقود طويلة، وأدت إلى مضاعفة المساحة المستغلة من أرض مصر التى كانت تشكل حوالى 8٪ ووصلت إلى 15٪ الآن، كما انطلقت مصر إلى العالم الخارجى واستطاعت بدبلوماسيتها العريقة أن تحتل مكانتها من جديد فى القارة الإفريقية، والانضمام إلى مجموعة بريكس الواعدة، وتوقيع اتفاق العلاقات الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبى فى خطوة تشكل نقلة غير مسبوقة وتحقق عوائد اقتصادية وسياسية هامة، إضافة إلى استعادة وترسيخ العلاقات مع عشرات الدول والقوى الكبرى فى العالم.. ثم حققت مصر نقلة نوعية جديدة فى نظرية فرض التوازن الاستراتيجى بالمنطقة وحماية أمنها القومى من خارج حدودها وذلك من خلال امتلاكها لأحدث وسائل الردع بعد تنويع وتحديث مصادر السلاح لقواتها المسلحة لتصبح أكبر قوة فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وتدعم القرار المصرى فى حماية أمنه القومى على حدود غزة وفى ليبيا والسودان والقرن الإفريقى.
حفظ الله مصر