بوابة الوفد:
2025-04-24@08:49:24 GMT

الدور على السودان وليبيا واليمن

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

يدخل غداً اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة حيز التنفيذ وهو أمر مهم لو تم ووفق الاتفاق الموقع بين جميع الأطراف.. لأنه جزء مهم من أسباب التوتر فى المنطقة سوف ينتهى.. بمقتضاه نتمنى أن تعود الحياة إلى طبيعتها فى هذا الجانب..
وبعيدا عن حسابات المكسب والخسارة فما حدث خلال 16 شهراً هى إحدى مراحل النضال ضد الاحتلال.

. وما يجرى الان هو فى حقيقة الامر استراحة محارب لأن التاريخ وأيامه أكدت لنا انه لا توجد حركة مقاومة مستعمر ومحتل هزمت لكن النهاية هى الانتصار وعودة الحق لأصحابه مهما كانت التضحيات. 
وما يهمنا فى هذه الفترة أن يعود الاستقرار إلى المنطقة المحيطة بنا وبقى السودان وليبيا واليمن لأن السودان هى الأقرب لنا تكون أهميتها وأهمية إنهاء الاقتتال الداخلى فيها بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.. ونتمنى أن تقف دائرة القتال رغم الانتصارات التى يحققها الجيش السودانى لأن دماء أبناء الشعب الواحد زكية مهما اختلفا وأن القاتل والمقتول من السودان وبالتالى الخاسر الوحيد فى هذه المعركة الطائشة هو الشعب السودانى اما امراء الحرب فهم واسرهم المستفيدين منها «منصب وجاه ومال».
وهناك فى السودان والمدن والأحياء تجربة مهمة لتخفيف آثارها على الذين فشلوا من الخروج من البلد قام بها شباب السودان وشكلوا لجان المقاومة ومن خلالها سيطروا على الأوضاع فى الأحياء والمدن والقرى ويتكفلون بتنظيم الحياة اليومية وتوزيع المساعدات على المستفيدين وإدارة المدينة أو الحى أو القرية فهم ملأوا الفراغ الذى تركته الحكومة وسلطاتها المحلية هناك وهؤلاء الشباب يتلقون التبرعات من السودانيين فى الخارج واستخدامها فى إغاثة المتضررين. 
وهؤلاء لديهم الآن خطة لإدارة الأقاليم فور انتهاء الحرب بالتعاون مع الحكومة التى سيتم اختيارها من خلال الخبرات التى اكتسبوها بالعمل لمده 18 شهراً من العمل على الأرض مع الناس.. السودان تحتاج هؤلاء الآن وسوف تحتاجهم فور انتهاء الحرب التى يجب ان تنتهى اليوم وليس غدا وعلى أمراء الحرب ترك السودان لشعبها لكى يختار حكامه من خلال صناديق الانتخابات.. الحل الوحيد فى السودان هو الديمقراطية وانتخابات حرة نزيهة من خلال أحزاب سياسية صرفة وإعلاء مبدأ المواطنة وسيادة القانون.
فلو أراد المجتمع الدولى إنهاء الحرب فى السودان بأسرع ما يمكن يستطيع فعل هذا وإن أرادت القوى الدولية إجبار الأطراف الليبية على إجراء الانتخابات سوف تجرى ولو أراد إرغام إيران على الزمام جماعة الحوثى الموالى لها بأن تجلس على طاولة المفاوضات سوف تتم 
المجتمع الدولى نجح فى غزة وقبلها فى لبنان وساعد بقوة فى إسقاط نظام بشار الأسد فى سوريا قادر على فرض الاستقرار فى المنطقة وكفاية أهلها شر سنوات من عدم الاستقرار والكوارث والأوبئة التى حلت عليهم.. نتمنى أن يحل الدور على السودان وليبيا اليمن خلال الأيام المقبلة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حركة مقاومة السودان انتخابات حرة أحزاب سياسية غزة الشعب السوداني من خلال

إقرأ أيضاً:

السودان الجديد يتخلق و لكن؛ برؤية من؟

يخطيء من يعتقد أن السودان بعد الحرب هو نفس السودان قبلها، و الحرب سوف تدفع بالعديد من الأجيال الجديدة إلي الواجهات السياسية، إذا كان ذلك بسبب إعادة تأهيل و إصلاح البناءات السياسية القديمة، أو تأسيس أحزاب جديدة تتماشى مع المرحلة الجديدة، فالصراع السياسي الذي قاد إلي الحرب، و جعل الدولة نفسها في حالة تحدي للبقاء موحدة و مستقلة، أو يؤدي إلي تقسيمها و إحتلالها من قبل الدول الطامعة في ثروتها، هذه الحرب و ما فرضته من تحديات أيضا قسمت المواطنين خاصة الشباب إلي ثلاث فئات.. فئة و هي الأغلبية قبلت التحدي، و استنفرت نفسها، و حملت البندقية دفاعا عن الوطن، و هي مدركة أن حمل البندقية فيه خيارات عديدة أولها الموت فداء للوطن، و الثانية الإصابة بحالة العجز، و الثالثة النصر.. و فئة ثانية فضلت أن تكون مطية للدول الطامعة و لا يهمها أن يصبح الوطن موحدا أو مستقلا، هي تبحث عن مصالح ذاتية تعتقد أن الخارج سوف يوفرها لها.. و فئة ثالثة فضلت أن تجلس على مقاعد المتفرجين أقرب للفئة الثانية لأنها لا تملك إرادة التضحية بالنفس من أجل سلامة و وحدة الوطن من الفئة الأولى.. أنتصار إحدى الفئات على الآخريات هو الذي سوف يشكل ملامح السودان الجديد...
القضية الأخرى أحتكار مصطلح المدنيين في قضية الصراع على السلطة، هناك البعض يعتقد أن الصراع الدائر في البلاد؛ يتمحور في قضية واحدة هي صراع بين المدنيين و العسكريين، و هؤلاء يعتقدون أن التحالف الذي ينتسبون إليه هو وحده الذي يشكل البناء المدني، و هذا فهم قاصر؛ و دلالة على ذلك أن الانقلابات العسكرية التي حدثت تاريخيا، و غوضت النظم الديمقراطية كلها كانت وراءها أحزاب سياسية، في نوفمبر 1958م كان وراءها حزب الأمة، و انقلاب مايو 1969م كان وراءه الحزب الشيوعي و مجموعة من القوميين، و انقلاب يونيو 1989م كان وراءه الجبهة الإسلامية القومية و انقلاب 28 رمضان 1990م الفاشل كان وراءه حزب البعث العربي الاشتراكي، تصبح قضية المدنية بأنها وحدها الحريصة على عملية التحول الديمقراطي مسألة فيها نظر، و تحتاج إلي إعادة قراءة جديدة وفقا لمعطيات تاريخ الحركة السياسية السودانية و دورها في التخطيط على النظم الديمقراطية.. إذا أضفنا لذلك أيضا دور المؤسسة العسكرية الداعم لنضال الحركة المدنية في التغيير السياسي في أكتوبر 1964م، و في إبريل 1985م، و في 11 إبريل 2019م، تصبح المراجعة الفكرية السياسية للعلاقة بين المدنيين و العسكريين في السودان ضروة لعملية التحول الديمقراطي.. و ليس مراجعة بهدف تغيير الشعارات مع الإبقاء على ذات الأهداف.. أنما مراجعة لكي تتلاءم أطروحاتهم مع الطريق الذي يقود للأهداف..
أن عملية التحول الديمقراطية هي صراع سياسي يتحكم فيه الوعي السياسي و الاجتماعي، و قيادة تقدم أفكار، باعتبار أن الأفكار هي الأدوات الجوهرية لعمية التغيير، و ليس قيادات لا تملك غير الشعارات، و التحول الديمقراطي يأتي عبر الحوار الجامع للوصول لتوافق وطني، فالذين يقدمون في أجندتهم المصالح الشخصية و يحاولون تغليفها بشعارات زائفة هؤلاء لن يستطيعوا أن يقودوا عملية تحول ديمقراطي في المجتمع... و إذا كان هناك قناعة عند البعض أن الديمقراطية تؤسسها القوى المدنية التي يريدون تفصيلها حسب مقتضى مصالحهم.. هؤلاء يشكلون أكبر عقبة في عملية التحول الديمقراطية، رغم أنهم يرفعون شعاراتها لكنهم ينشرون وعيا زائفا في المجتمع.. مثل الذين ينتظرون أن تنتهي الحرب لكي يبدأون مسيرة الثورية، ناسين أن الشعب بكل فئاته قد انهكته الحرب نفسيا و صحيا و اقتصاديا، و لا يمكن أن ينتهي من حرب ليدخل في أعمال ثورية.. بالفعل أن الذين يقرأون من كتب اليسار الصفراء التي تجاوزتها البشرية في مسيرة المتغيرات السياسية التاريخية للشعوب لا يستطيعون القراءة الجيدة للواقع المتغير و معرفة الميكانزمات المؤثرة فيه..
أن الشباب الذين قادوا ثورة سلمية قد لفتت انتباه كل شعوب العالم إليها، و جعلتهم يتعاطفون معها، هم أنفسهم الذين يحملون السلاح الآن لكي يدافعوا عن الوطن، و من أجل وحدته و استقلاله من كيد المتأمرين عليه، من أبناء جلدتهم و دول أقليمية و دولية قد جاءوا بعشرات الآلاف من المرتزقة لتدمير السودان ثم السيطرة عليه.. فالمدنية في التوصيف السياسي في السودان تختلف عن الطبقة الوسطى التي قادت عملية الديمقراطية في أوروبا في عهد سيطرة الكنيسة على كل شيء، لآن التحولات الاجتماعية في أوروبا و ظهور المجتمع الصناعي و الطبقة الوسطى هؤلاء هم الذين أسسوا بعد ذلك المؤسسات المدنية حسب الحوجة إليها لخدمة التحول الديمقراطي.. في السودان لابد من التوافق الوطني بكل مؤسساته ذات القوى التي يمكن لها حماية الديمقراطية، و لكن لا تستطيع أن تبني ديمقراطية في مجتمع ميزان القوة فيه مختلا... الآن ميزان القوى يتحكم فيه الجيش و القوى المدنية المستنفرة..
أن الشباب الذين يحملون السلاح إذا كانوا مستنفرين أو مقاومة شعبية، و هؤلاء هم الذين دخلوا مناطقهم الآن محاربين، و طردوا منها عناصر الميليشيا التي أذاقت أهلهم ويلات التشريد و الاغتصاب و النزوح و السلب و القتل، دخلوها و هم يحملون أرواحهم على أكفهم، و انتصروا مع الجيش و بسطوا الأمن و الطمأنينة في مناطقهم، و يقدمون الخدمات للناس، نقول هؤلاء ليس من المدنيين لآن الظروف اقتضت أن يحملوا السلاح دفاعا عن الوطن.. و الذين توظفهم الدول المتأمرة و ساعين إلي التدخل الدولي و حظر الطيران و يعتقدون هم وحدهم المدنيين، عليهم أن يفيقوا من غفوتهم.. و الذي يسعى إلي السلطة يجب عليه أن يعرف أن طريقها صراعا و تحديات مستمرة، و يفرض شروط اللعبة فيها الذي يرجح ميزان القوى في المجتمع لصالح مشروعه، و ليس حاملي الشعارات.. نسأل الله حسن البصيرة..

 

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • ???? انقلاب حميدتي
  • من الفوضى الاقتصادية إلى الحرب المقدسة.. كيف يُعيد داعش صياغة الصراع العالمي؟
  • ما هي أسباب الحرب في السودان إذن؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر
  • حقيقة الحرب في السودان
  • تعليقاً على مقال:” عامان من حرب السودان: لم ينجح أحد*
  • السودان الجديد يتخلق و لكن؛ برؤية من؟
  • المجتمع الدولي وإدمان الفشل حول السودان
  • أمنية حضرموت تقر منع حمل السلاح خلال الإحتفالات والفعالية المختلفة
  • «كاك بنك» يشارك في أعمال البعثة التجارية السعودية لليمن وليبيا 2025