بوابة الوفد:
2025-03-24@14:02:36 GMT

أيام سعد زغلول قبل الثورة

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

تساءل الكاتب الروائى والقصاص, والطبيب الدكتور «هشام قاسم» هل لحياة الزعيم الوطنى «سعد زغلول» فى الأعوام القليلة التى سبقت قيام ثورة 1919، والتى تقع فى فترة الحرب العالمية الأولى،علاقة بتلك  الثورة؟ وأجاب عن تساؤله فى كتابه «سعد زغلول والأيام الأخيرة قبل الثورة» الصادر عن دار «لوتس» للنشر بالنفى.
قرأ الدكتور قاسم مذكرات سعد زغلول التى حققها ونشرها تباعا، قبل نحو عقدين من الزمان الدكتور «عبدالعظيم رمضان» فى اثنى عشر جزءا، ونقب فى صفحاتها، مستخرجا ما أراد إثباته، هو وكاتب المقدمة الصديق «محمد الشافعى» أن سعد زغلول كان في أثناء تلك الفترة رهين المحبسين «لعب القمار والرغبة فى تقلد السلطة!».


وسعد زغلول، كما ذكر الكتاب، فى واحدة من لحظات الشجاعة الأدبية التى تحلى بها ، وظهرت فى أكثر من موقع فى مذكراته، اعترف بآفة لعب القمار. وأنه قد تأسى وتعذب في أثناء محاولاته الفاشلة المتكررة للإقلاع عنه، وتجرع مرارة الأضرار الاجتماعية والسياسية التى لحقت به، حتى شفى منه، بالغم مما هو معروف علميا، أن القمار مرض خطير قد يدمر الحياة، وأنه إدمان مثله مثل المخدرات والمشروبات الكحولية، وأنه لم يخجل من الاعتراف به، وتملك من الوعى والإرادة ما ساعده للكف عنه.
كنت أتوقع أن يقدم الكتاب، تفسيرا سياسيا واجتماعيا لظروف الاحتلال التى سلبت المصريين كل حقوقهم، وأدخلتهم فى دوامات من اليأس والهدمية ـوجثمت على صدور من هم فى فى قامته وضغطت عليه، وعاقبته وحبسته لمساندته الثورة العرابية، غير أسباب أنه بلا أصدقاء وبلا أبناء، وتلك ظروف قادت كثيرين من النخب فى ظروف مغايرة ليس فقط للعب القمار، بل إلى الانتحار!
كان سعى سعد زغلول لتقلد المناصب الوزارية ذا فلسفة، تنظر إلى الأهمية القصوى لتولى أصحاب الكفاءات أمور الناس، لكى يحلوا مكان الانتهازيين والفاسدين، من أجل إصلاح أحوال الأمة. فهم من يمتلكون العلم والمعرفة والخبرة للتصدى والدفاع عن مصالح المواطنين، فى مواجهة سلطات الاحتلال المراوغة، وسلطات الحكم الضعيفة. وفى هذا السياق لعب سعد زغلول فى الوزارات التى تقلدها قبل الثورة، دورا مشهودا فى توحيد القضاء الأهلى والمختلط، والغاء الامتيازات الأجنبية الممنوحة للتدخل فى سن القوانين، ووضع قانون إنشاء مجلس النواب. وهو بذلك كما وصفه طارق البشرى، رجل دولة، عملى المنهج، يهتم بالقضايا التنفيذية، ويتخذ مواقفه فى سياق الملابسات الواقعية التى تحيط به، ومن خلال المواقف العملية والمسائل الجزئية.
اختصر كتاب دكتور هاشم سعد زغلول فى بعض مثالبه، ونزع عنه قدرته على زعامة أول ثورة وطنية ديمقراطية فى تاريخ مصر المعاصر. وتلك معالجة لوقائع التاريخ تفتقد التوازن، وتحاكمه بمعايير السياسة التى تفقده موضوعيته.
والكتاب بذلك، هو رؤية ليست جديدة، تخلط بين التاريخ  والسياسة، وتخضع ذلك التاريخ لما فرضته أدوات الصراع السياسى فى فترات سابقة، ربما كان لها آنذاك ما يبررها، فقد تبناها التاريخ الرسمى لثورة يوليو وروج لها، وعبر عنها الميثاق الذى قدمه الرئيس عبدالناصر، للمؤتمر الوطنى للقوى الشعبية فى  21 مايو عام 1962، حينما ذكر أن موجة ثورية جديدة تفجرت سنة 1919، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الأولى، وأن سعد زغلول ركب قمة تلك الموجة الثورية ليقود النضال الشعبى!
أجبر الكفاح السلمى ضد الاحتلال البريطانى، الذى قاده سعد زغلول وأعجب به واحتذى به غاندى فى مقاومته له فى الهند، بريطانيا على إصدار تصريح 28 فبراير 1922 كأول اعتراف منها باستقلال مصر وسيادتها. كما اتخذت الحركة الوطنية من كلمته المجيدة الحق فوق القوة، ومصر للمصريين، شعارا لنضالها الثورى لتعزيز هذا الاستقلال.
أيقظت زعامة سعد زغلول روح الأمة، والتف حول زعامته المصريون فعرفوا  -كما يقول العقاد – أنهم أمة «وعلموا أنهم مسلمون ومسيحيون، لكنهم أمة، وأنهم رجال ونساء ولكنهم أمة، وأنهم شيب وشبان ولكنهم أمة، وحضريون وريفيون ولكنهم أمة. فانبعثت للأمة حياة مماثلة إلى جانب كل فرد، وكل طبقة، وكل طائفة وكل جنس ودين». فيا لها من زعامة جبارة ملهمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش الحرب العالمية الأولى سعد زغلول

إقرأ أيضاً:

هل الرحمة تجوز على غير المسلم؟.. الدكتور أيمن أبو عمر يجيب

أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن الاختلاف سنة كونية أرادها الله في خلقه، وأنه لا ينبغي أن يكون سببًا للعداوة والقطيعة بين الناس، بل على العكس، يدعو الإسلام إلى الرحمة والتعايش السلمي بين جميع البشر، بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية والفكرية.

وأضاف أبو عمر، خلال حلقة برنامج "رحماء بينهم"، المذاع على قناة الناس، اليوم، أن الإسلام لم يقتصر في تعاليمه على الرحمة بأتباعه فقط، بل شملت رحمته كل الناس، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، وهو توجيه صريح للتعامل بالحسنى مع الجميع. كما أشار إلى أن الإسلام لا يمنع من البر والإحسان لغير المسلمين طالما أنهم لا يحاربون المسلمين، مستدلًا بقول الله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ"، مما يؤكد أن العدل والإحسان من المبادئ الراسخة في الإسلام.

وأوضح أن سيرة النبي ﷺ كانت خير دليل على هذا النهج، حيث تعامل مع غير المسلمين برحمة واحترام، حتى في المعاملات اليومية، فقد خدمه غلام يهودي، وعندما مرض زاره النبي بنفسه، كما تعامل ﷺ مع اليهود في التجارة وأودع درعه مرهونًا عند أحدهم.

وأشار الدكتور أيمن أبو عمر إلى ضرورة الاقتداء بالنبي ﷺ في التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى، ونبذ السخرية أو التقليل من شأن معتقداتهم، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ".

وشدد على أن الإسلام دين العدل والرحمة، وأن المسلم الحقيقي هو الذي يعكس هذه القيم في سلوكياته اليومية، داعيًا الجميع إلى التعايش الإيجابي واحترام التنوع الديني والثقافي بما يعزز قيم المحبة والسلام في المجتمع.

اقرأ أيضاًد.محمد المهدي: الصيام يفرز هرمونات الشعور بالسعادة

أسامة فخري الجندي: التوبة باب مفتوح ورحمة إلهية لا تغلق

ردِّده الآن.. دعاء اليوم الرابع والعشرين من شهر رمضان 2025: اللهم ارحم موتانا وعاف مبتلان

مقالات مشابهة

  • محافظ أسيوط يتفقد مؤسسة سعد زغلول للفنون والحرف التقليدية
  • هل الرحمة تجوز على غير المسلم؟.. الدكتور أيمن أبو عمر يجيب
  • الملكة المتوجة
  • حل مجلس النواب في 9 ساعات.. صدام الملك فؤاد الأول وحزب الوفد ماذا حدث؟
  • الدكتور نظير عياد: الفتاوى تواجه تحديات غير مسبوقة فى ظل الثورة الرقمية
  • هاجر.. المهاجرة إلى روح الله
  • الحرس الثوري الإيراني: سنُرسل العدو إلى قعر جهنم وسيصبح عبرة في التاريخ
  • الأوبرا تطفئ أنوارها في «ساعة الأرض».. صور
  • وزراة الثقافة المصرية تصدر قريباً مجموعة قصصية للزميل «إيهاب زغلول»
  • رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار الدكتور حيدر محمد مكية ..