تُعد الشائعات أداة فعالة فى الحروب الحديثة، حيث تستخدم فى زعزعة الاستقرار الاجتماعى والسياسى، وجماعة الإخوان الإرهابية ليست استثناءً فى هذا السياق، فمنذ تأسيسها، اعتمدت الجماعة بشكل كبير على أساليب التضليل الإعلامى لبناء نفوذها والتأثير على الرأى العام، خاصة بعد أن فقدت الدعم الشعبى عقب الإطاحة بحكمها فى عام 2013، واليوم، تلعب الشائعات دورًا مركزيًا فى أجندة الجماعة، حيث تستخدمها كوسيلة لتشويه الدولة المصرية وتقويض مؤسساتها.


فى السنوات الأخيرة، اعتمدت جماعة الإخوان على آليات متعددة لترويج الشائعات، مستفيدة من انتشار وسائل التواصل الاجتماعى كمنصة رئيسية لنشر المعلومات المضللة بسرعة ودون رقيب، حيث حاولت الاستفادة من الضغوط الاقتصادية من خلال تضخيم الأزمة وتصوريها على أنها انهيار وشيك، بهدف فقدان المواطنين الثقة فى السياسات الحكومية، بالإضافة إلى ترويج شائعات تستهدف الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، بهدف إشعال نيران الفتنة الطائفية.
كما سعت الجماعة الإرهابية إلى تقويض ثقة الشعب فى المؤسسات الأمنية عن طريق نشر أخبار كاذبة حول انتهاكات أو تجاوزات، والتشكيك فى الشخصيات الوطنية فى محاولة لتشويه صورتهم أمام الشعب المصرى، فقد بات واضحاً للجميع أن الجماعة تدير منصات إعلامية ناطقة باسمها، سواء كانت قنوات فضائية تبث من الخارج أو مواقع إخبارية على الإنترنت، فضلاً عن امتلاكها لجاناً إلكترونية منظمة تعمل على نشر الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مستخدمة حسابات وهمية لزيادة انتشارها، والاستفادة من التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعى لتوليد محتوى مزيف بهدف خداع الجمهور.
وبقراءة متأنية للمشهد ومواقف جماعة الشر، يمكنك تكوين رؤية دقيقة للاستراتيجية التى تتبناها من أجل النيل من الدولة المصرية والشعب المصرى العظيم، والتى تستهدف بالأساس إضعاف الثقة فى الدولة وخلق فجوة بين الشعب ومؤسسات الدولة، بالإضافة إلى عرقلة جهود التنمية وتعطيل المشروعات القومية الكبرى عن طريق بث الشكوك حول جدواها، فضلاً عن المحاولات المستمرة لإثارة الفوضى، ورغم حالة البؤس التى وصلت لها الجماعة الإرهابية فإن المحاولات لا تتوقف لكنها دائماً ما تواجه بوعى الشعب المصرى العظيم الذى يرفض أى محاولات من شأنها المساس بأمن واستقرار هذا الوطن.
على جانب آخر تعمل الدولة المصرية من منطلق إدراكها لخطورة الشائعات وتأثيرها السلبى على الاستقرار، وفق استراتيجية شاملة للتعامل مع هذه الظاهرة، تتسم بالتكامل والتطور المستمر من خلال الإفصاح الدائم عن المعلومات الصحيحة بشكل دورى لمنع الفراغ المعلوماتى الذى تستغله الشائعات، كما تعمل وسائل الإعلام على كشف الحقائق والرد السريع على الشائعات.
لم تتوقف جهود الدولة عند هذا الحد فقد شكلت الدولة لجانًا متخصصة فى متابعة مواقع التواصل الاجتماعى للكشف عن الشائعات، وإنشاء منصات مثل «مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» للرد الفورى على الأخبار الكاذبة، فضلاً عن جهودها من أجل تقوية النسيج الاجتماعى المصرى وتعزيز الوحدة بين فئات المجتمع المختلفة.
وبعد 10 سنوات من المحاولات، فقد نجحت الدولة إلى حد كبير فى تقليل تأثير الشائعات على المجتمع، بفضل استراتيجياتها المتطورة وسرعة استجابتها، ومع ذلك، ما زالت هناك تحديات كبرى، أبرزها تطور وسائل التكنولوجيا التى تستغلها الجماعة لتطوير أساليبها فى نشر الأكاذيب، فجماعة الإخوان الإرهابية مثال واضح على كيفية استخدام الشائعات كأداة لتقويض استقرار الدول، ومع ذلك، فإن الوعى المجتمعى، إلى جانب الاستراتيجيات الفعالة التى تتبناها الدولة المصرية، يشكلان خط الدفاع الأول فى مواجهة هذه الحروب النفسية، لكن يبقى على المواطن المصرى دور أساسى يتمثل فى التحقق من المعلومات وعدم الانسياق وراء الشائعات، لأن الوقاية تبدأ من الوعى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: استراتيجية الدولة النائب حازم الجندي جماعة الإخوان الدولة المصریة

إقرأ أيضاً:

خبير أمني: الرعب يسيطر على عناصر الجماعة الإرهابية خوفًا من التسليم لمصر

قال اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية السابق، إن إدارة الإنتربول الدولي بمجرد صدور حكم نهائي ضد أي إرهابي في الخارج تصدر نشرة حمراء لضبط المتهمين، ولكن للأسف بعض الدول ترفض تنفيذ الحكم بحجة أن هذه التهم سياسية وليست جنائية.

الإمارات تتسلم المتهم عبدالرحمن القرضاوي منديل ورموه.. عمرو أديب: الإخوان باعوا عبدالرحمن القرضاوي

وأضاف مساعد وزير الداخلية السابق خلال حواره مع الإعلامي الدكتور فهمي بهجت، ببرنامج "المحاور"، المذاع على فضائية "الشمس"، أن عبدالرحمن القرضاوي متهم في قضايا جنائية وليست سياسية مثلما يقال، مشيرًا إلى أن الكثير من المتهمين في الجرائم يسيطر عليهم الخوف الآن خوفًا من القبض عليهم وتسليمهم للدولة المصرية لمحاكمتهم بصورة عادلة.

ولفت مساعد وزير الداخلية السابق إلى أن الشعب المصري تنبأ سريعًا لخطورة جماعة الإخوان الإرهابية، واحتضن الأجهزة الأمنية، مشيرًا إلى أن جهاز الشرطة جهاز وطني وشريف وضحى بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على الدولة المصرية.

وأشار إلى أن الشعب المصري على قناعة كاملة اليوم بقيمة بلادهم حتى لو فقدوا أرواحهم، موضحًا أن مرشد الإخوان السابق مجدي عاكف تحدث عن أن الوطن عبارة عن حفنة من التراب، في حين أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلى من قيمة الوطن.

الإمارات تتسلم المتهم عبدالرحمن القرضاوي

تسلمت دولة الإمارات من السلطات المختصة في لبنان المتهم عبد الرحمن القرضاوي، بناء على طلب التوقيف المؤقت الصادر بحقه من الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب-إدارة الملاحقة والبيانات الجنائية.

وبحسب"وكالة أنباء الإمارات" وام"، الطلب مقدم من قبل الجهات المختصة في دولة الإمارات، لارتكابه أعمالا من شأنها إثارة وتكدير الأمن العام، حسبما أعلنت وكالة أنباء الإمارات (وام).
وجاء أمر التسليم "بناء على تقديم طلب تسليم من السلطة المركزية بدولة الإمارات المتمثلة بوزارة العدل إلى السلطة المركزية بجمهورية لبنان وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل والقوانين والتشريعات الوطنية لكلا البلدين".
وأكدت دولة الإمارات على "وقوفها بحزم ضد كل من يستهدف أمنها واستقرارها، وأنها لن تتوانى عن ملاحقة المطلوبين واتخاذ الإجراءات القضائية في حقهم".
 

مقالات مشابهة

  • ماهر فرغلي: الإخوان تمتلك خلايا إلكترونية تروج للشائعات عبر الذكاء الاصطناعي (حوار)
  • 97 عامًا من التضليل.. كيف اتخذت جماعة الإخوان الشائعات أداة لنشر الفوضى؟
  • إعلاميون يحللون استراتيجية الإخوان الإرهابية في التلاعب بوعي المجتمع ونشر الشائعات
  • من الدين إلى السياسة.. تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية وارتباطها بالعنف
  • خبير أمني: الرعب يسيطر على عناصر الجماعة الإرهابية خوفًا من التسليم لمصر
  • الشائعات الممنهجة وسيلة «الإخوان الإرهابية» لهدم الدولة.. وفطرة المصريين تحبطها
  • خبير في شؤون الحركات الإسلامية: سلاح الوعي هو الأمثل لمواجهة الشائعات
  • بريئة ومدانة!
  • رئيس حزب مصر 2000: الدولة خاضت 3 معارك ضد شائعات الجماعة الإرهابية