تقاليد المعمودية القديمة.. نقلة روحانية للمؤمنين الجدد
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من أروع تقاليد المعمودية في العصور القديمة كيفية استقبال الموعوظين الذين يدخلون الإيمان. كانوا يرتدون الثياب البيضاء كرمز للنقاوة والطهارة التي يمنحها الله لمن يقبلون المعمودية. وكانوا يحملون الشموع بأيديهم كعلامة على نور الإيمان الذي يضيء عقولهم، وينير طريقهم بمعرفة الله التي تزيل ظلام الجهل.
في هذا السياق، يخاطب القديس كيرلس الأورشليمي المؤمنين الجدد قائلاً: “ها رائحة المسيح تغمركم يا أيها الذين ستقبلون النور، وإنكم لتقطفون الأزهار الروحية لتضفروها أكاليل سماوية، شذَا الروح القدس يهزكم وأنتم على أعتاب الديار الملكية، لقد ازدهرت الأشجار فياليت الثمر يكون مكتملاً، إن أسماءكم سُجلت بعد أن تطوعتم في جيش المسيح حاملين مصابيح موكب العرس، يلهبكم الشوق إلى المدينة العلوية”.
بعد المعمودية، كان الموعوظون يقضون أسبوعًا في الكنيسة، حيث يشير العلامة ترتليان إلى أنهم كانوا يتناولون اللبن والعسل.
هذه العادة كانت رمزية؛ فاللبن يعبر عن التعليم النقي الذي تقدمه الكنيسة كغذاء للروح، بينما العسل يشير إلى وصايا المسيح التي هي أجمل وأحلى من العسل. كما يعكس العسل حلاوة الإيمان، كما قال داود النبي: “مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي! أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لِفَمِي” (مزمور 119: 103).
هذه التقاليد تمثل نقلة روحانية للمؤمنين الجدد، حيث يدخلون أرض “كنعان” الجديدة (الكنيسة) التي تفيض بالروحانية والتعاليم المقدسة.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس الثاني يزور بطريرك وأديرة الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية | صور
زار قداسة البابا تواضروس الثاني، غبطة البطريرك دانيال، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، في قصر البطريركية بالعاصمة الرومانية بوخارست.
عقد اللقاء في قاعة "أوروبا كريستيانا" داخل قصر البطريركية، حيث ألقى بطريرك رومانيا كلمة ترحيبية عبر فيها عن عمق العلاقات الطيبة القائمة بين الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مشيرًا إلى الاستقبال الحار الذي تحظى به وفود كنيسته عند زيارتهم للأديرة والكنائس القبطية في مصر.
وفي كلمته، قال قداسة البابا: "صاحب الغبطة، أنا سعيد للغاية بهذه الزيارة إلى رومانيا والكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، والتي قرأت كثيرًا عن تاريخها. أتيت إليكم من الكنيسة القبطية التي أسسها القديس مرقس الرسول، من أرض الأنبا أنطونيوس، أب الرهبنة. لقد قدمت كنيستنا، عبر الزمن، العديد من الشهداء، مثلما فعلت كنيستكم أيضًا. ففي كنائسنا وعلى امتداد أرض مصر، تقام صلوات يومية كثيرة من أجل الحياة المسيحية.
لقد قرأت كثيرًا عن الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، وعن جهادها وعدد شهدائها الكبير، الذين نتعلم منهم نحن أيضًا. نشكركم على هذا الاستقبال الكريم، ونتطلع إلى زيارتكم لنا في مصر قريبًا."
وفي ختام اللقاء، قدم بطريرك رومانيا لقداسة البابا أيقونة للقديس ديمتريوس الجديد، شفيع مدينة بوخارست، بالإضافة إلى أيقونة صدر القديس أندراوس الرسول، شفيع رومانيا.
وبدوره، أهدى قداسةُ البابا، غبطةَ البطريرك دانيال مجسمًا للمنارة الشهيرة في الإسكندرية مكتوب عليها قانون الإيمان بعدت لغات، وأيقونتين تمثلان رحلة العائلة المقدسة لأرض مصر.
بعد ذلك، توجه قداسة البابا والوفد المرافق إلى قاعة "كونفنتوس" في قصر البطريركية، حيث أجرى قداسة البابا تواضروس الثاني حوارًا حول حياة الكنيسة القبطية اليوم وخدمتها، مع نيافة المطران نيفون، رئيس أساقفة تارجوفيشت، الميتروبوليت الفخري والمفوض البطريركي.
وعقب اللقاء، زار قداسة البابا وأعضاء الوفد الكاتدرائية البطريركية للقديسين قسطنطين وهيلانة،حيث رتل والوفد المرافق لحن القيامة باللغة القبطية.
وزار دير تشيرنيكا أحد أبرز معالم الرهبنة في رومانيا، حيث استقبل قداسته الأب فاسيلي، وتعرف على معالم الدير المكرس للقديس كالينيكوس من تشيرنيكا.
كما زار دير بساريا للراهبات في مقاطعة إلفوڤ حيث استقبلته الأم الرئيسة ميهايلا وجماعة الراهبات بمحبة كبيرة، وقدمن عرضًا عن الحياة الرهبانية اليومية، التي تجمع بين الصلاة والعمل، في تطريز الملابس الكهنوتية وصناعة الأيقونات والشموع. وأشاد قداسة البابا بروح الخدمة والبساطة التي تميز الحياة الرهبانية النسكية في رومانيا، مؤكدًا على أهميتها في حفظ التراث الروحي وخدمة المحبة العملية.
رافق قداسته خلال الجولة نيافة المتروبوليت نيفون، مطران تارجوفيشته، والقس البروفيسور جورج غريغوريتسا، المستشار البطريركي، والأب الدكتور ميخائيل تيتا، النائب الأسقفي لأبرشية بوخارست.