الأزمات تأكل البلد العربي الشقيق.. من يخرج لبنان من كبوته؟
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
يواجه لبنان عددا من الأزمات على كافة الأصعدة سواء السياسية او الاجتماعية وحتى الإنسانية فضلاً عن مروره بأسوأ أزمة اقتصادية شهدتها البلاد منذ عقود.
مصرف لبنانوضع المصارف اللبنانيةأكد نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أمس السبت، أن "المصارف صارت في وضع القاصر عن العمل والعاجز عن التفاعل مع الأسواق المالية العالمية".
وقال ميقاتي، في حديث لصحيفة "النهار" اللبنانية، إنها "ليست المرة الأولى التي يواجهنا مثل هذا الكم من العراقيل والعوائق ومثل هذه المناخات".
وأرجع ميقاتي سبب تفاقم الأزمة المالية إلى الوضع السياسي السيئ والشغور الرئاسي الذي تمر به البلاد، قائلًا: "هم لا يبادرون إلى السير بالخطوات اللازمة لإجراء انتخابات رئاسية، من شأنها أن تطوي صفحة الشغور القاتل".
وتساءل ميقاتي: "كيف لنا والحال هذا أن نصرف الأعمال وندير الأمور بالحد الأدنى؟"، مُشيرًا إلى أن "هناك عجزًا متعمدًا وعرقلة مقصودة لإقرار قانون وإعادة هيكلة القطاع المصرفي".
ويشار إلى أنه في مايو الماضي، حذر البنك الدولي من تنامي اقتصاد نقدي بالدولار في لبنان، بعدما بات يقدر بنحو نصف إجمالي الناتج المحلي، ويُهدد السياسة المالية ويزيد من عمليات غسل الأموال والتهرب الضريبي.
وأورد البنك الدولي في تقرير له أنه "ما زال الاقتصاد اللبناني في حالة تراجع حاد، وهو بعيد كل البعد عن مسار الاستقرار"، وفقًا لـ" فرانس برس".
ووفقًا لبيانات البنك الدولي، بلغ معدل التضخم، 171.2 في المئة في العام 2022 ليكون من أعلى المعدلات على مستوى العالم.
وقدر البنك الدولي الاقتصاد النقدي المدولر بنحو 9.9 مليارات دولار أو 45.7% من إجمالي الناتج المحلي، ما يعكس تحولًا سريعًا نحو المعاملات النقدية بالعملات الصعبة في أعقاب فقدان كامل للثقة بالقطاع المصرفي الضعيف وبالعملة المحلية.
مصرف لبنانخطة كاملة إصلاحيةوتسبب فرض المصارف اللبنانية منذ خريف 2019 قيودًا مُشددة على سحب الودائع إلى حدوث اقتحام في العديد من المصارف في مختلف أنحاء البلاد، إذ بات من شبه المستحيل على المودعين التصرّف بأموالهم أو تحويلها إلى الخارج، لا سيما تلك المودعة بالدولار الأمريكي.
وتشكلت أحدث حالات الاقتحام في قطع عدد من المحتجين الطريق أمام مصرف لبنان في طرابلس بآليات الدفاع المدني، محاولين اقتحامه، حسبما نشر موقع "لبنان 24".
فضلاً عن أن لبنان يعاني من فراغ سدة الرئاسة منذ أكثر من ستة أشهر الوضع الاقتصادي سوءًا، وفشل مجلس النواب اللبناني، في 12 جلسة، في انتخاب رئيس للجمهورية، كان آخرها في يونيو الماضي، الأمر الذي يزداد من ازدياد الأمر سوءًا.
في هذا الصدد قال رئيس حزب الاتحاد اللبناني المحامي احمد مرعي ، إن الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان غاية في الصعوبة ، و فاقم فيه عدم ادراك السلطة السياسية والنقدية الى خطورة ما تقوم به من سياسات عرجاء والتي تؤدي الى افلاس لبنان ومؤسساته الاقتصادية والمصرفية وسرقة أموال المودعين وبالطبيعة ان تتأثر العلاقة بين المؤسسات اللبنانية والأسواق العالمية وتفرض قيود على المؤسسات المالية اللبنانية.
وأضاف رئيس حزب الاتحاد اللبناني خلال تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أنه على الرغم من اشتداد الأزمة الاقتصادية ما زالت السلطة لا تملك رؤية حقيقية لإصلاح اقتصادي ونقدي، يضاف إليها عجز المجلس النيابي عن إقرار أي خطة إصلاحية بما فيها الكبتل كنترول وهيكلة المصارف اللبنانية وتفعيل هيئات الرقابة ، ومحاسبة سارقي المال العام.
وأكمل مرعي: ومازالت الازمة السياسية وما يعصف من خلافات بين القوى السياسية تشكل العائق لقيام حوار وطني ينقذ لبنان بأمنه الاقتصادي والسياسي، مشيراً إلى أن البارقة الجدية في خروج لبنان من أزمته النقدية هو قيام محاسبة لناهبي المال العام واستعادة المال العام منهم المودعة بالمصارف الأجنبية والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات وإقرار قانون هيكلة المصارف واسترجاع عوائدها من الهندسات المالية التي نظمها حاكم البنك المركزي رياض سلامة والتي اخذت من أموال المودعين.
وتابع رئيس حزب الاتحاد اللبناني -من الضروري فتح أسواق جديدة لمنتجات لبنان الزراعية ، والنشاء صندوق سيادي لعائدات النفط والغاز دون محسوبيات وتقاسم والإسراع في عملية تلزيم البلوكات النفطية الأخرى بشافية ودون تأخير، ولان الاقتصاد هو انعكاس للسياسة فيقتضي العمل على تطبيق البنود الإصلاحية من اتفاق الطائف لاسيما الغاء الطائفية السياسية والإدارية وقيام نظام يقوم على المواطنة دون تمييز بين مواطن واخر بسبب انتمائه الطائفي والمذهبي.
لبنان| ليلة لم تنم فيها الضاحية الجنوبية.. ماذا حدث بحي السلم؟ محلل سياسي: الوضع الأمني في لبنان على وشك الانفجار.. فيديوالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لبنان البنك الدولي المصارف اللبنانية المؤسسات اللبنانية مجلس النواب اللبناني نجيب ميقاتي البنک الدولی
إقرأ أيضاً:
العراق مستمرا في دعم حزب الله اللبناني بإيصال المساعدات المختلفة
آخر تحديث: 21 يناير 2025 - 11:07 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أطلق العراق، اليوم، مبادرة جديدة لإرسال 320 ألف طن من القمح إلى الضاحية الجنوبية في بيروت.وذكر بيان للبرلمان اللبناني، أن “رئيسه نبيه بري استقبل في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وكيل وزارة التجارة العراقية ستار الجابري والوفد المرافق بحضور القائمة بأعمال سفارة العراق لدى لبنان ندى مجول، حيث جرى عرض الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين”.وعرض وكيل وزارة التجارة العراقية بحسب البيان، “برامج المساعدات التي قدمها العراق للبنان خلال مرحلة العدوان الاسرائيلي على حزب الله اللبناني الذي استهدف لبنان على مستوى المساعدات العينية وإيواء المدنيين الذين حلوا ضيوفا على العراق خلال فترة الحرب، إضافة الى ما سيقدمه العراق من دعم للبنان في المرحلة المقبلة”.وتحدث الجابري: “استعرضنا مع بري الجهود التي بذلت من قبل العراق حكومة وشعباً بكل طوائفه ومكوناته ومرجعياته وبقية مؤسساته وما قدمه العراق من دعم إلى الشعب اللبناني خلال فترة الحرب الظالمة التي تعرضت لها الدولة اللبنانية”، مشيرا إلى أن “هذه المساعدات من آلاف الأطنان من مواد غذائية وطبية”.وتابع، أن “هناك مبادرة لإيصال 320 ألف طن من مادة القمح عن طريق البر بعد استقرار الوضع في سوريا”.واستعرض الجابري: “استقبال العراق للضيوف اللبنانيين الذين وصل عددهم لما يقارب 57222 ضيفاً، والعدد المتبقي إلى الآن في العراق ما يقارب 6000 ضيفاً”.وأوضح الجابري، أن “اللجنة المكلفة اليوم بزيارة لبنان للإطلاع على واقع الحال في كثير من المناطق لديها مهمتين، الأولى إيصال بعض المساعدات الإغاثية والغذائية للمتضررين في بعض المناطق وإلى بعض النازحين السوريين المتواجدين في لبنان بعد الأحداث الجارية، والمهمة الثانية الإطلاع على بعض المناطق وإعداد تقرير يرفع الى مجلس الوزراء ورئيسه فيما يخص العراق لتبنيه في مجال الإعمار بقطاع معين سواء في القطاع التربوي أو الصحي”.وأكمل: “يعتمد ذلك على زيارتنا الى نبيه بري وبعض المعنيين في الحكومة اللبنانية وأصحاب القرار من خلال هذه القنوات الرسمية والدبلوماسية، حيث سيتم إعداد تقرير، إضافة إلى زيارة تلك المناطق وسيرفع إلى الحكومة العراقية لإتخاذ القرار المناسب بالوقوف الى جانب الشعب اللبناني”.وختم الجابري، أن “وقفة العراق الى جانب شعب وحكومة لبنان ليس بجديد بل هذا موروث متعارف عليه بأن يقف العراق هذا الموقف الوطني والأخلاقي والشرعي والانساني”.