قال الإعلامي توفيق عكاشة، إن مخطط تقسيم الأمة العربية لم يبدأ بعد أحداث 2011 التي ضربت المنطقة وإنما بدأ في أواخر السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

وكشف خلال مقابلة خاصة من مزرعة خيوله مع الإعلامي الإماراتي محمد الملا في برنامج “ديوان الملا” أن  رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت دعا إلى مؤتمر من أجل الوحدة وإعلان السلام مع العرب، مشيرًا إلى أن غرض اليهود في ذلك هو الوحدة مع (أبناء إسماعيل) حتى يتمكنوا من قيادة العالم والسيطرة على الأرض، ما يعني إقامة سلام مع جميع الدول العربية على غرار اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، وأن هذا السلام سيسهم في تعزيز العلاقات بين اليهود والعرب.

إسرائيل وحماس تتوصلان إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى وإطلاق سراح الرهائن ترامب يؤكد ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قبل تنصيبه

وأكمل: “حضر جميع القادة العرب، بما في ذلك صدام حسين وحافظ الأسد، وذلك في الاجتماع الأخير في بغداد، أعتقد أن هذا الاجتماع كان في عام 1987، في ذلك الوقت، كانت جبهة الصمود والتصدي قد رفضت الأمر، بينما وافقت معظم الدول العربية على الفكرة، ما أدى إلى عدم التوصل إلى اتفاق، ومن ثم، بدأ التخطيط لوضع خريطة جديدة أو لتنفيذ الخطة الجديدة بدون العرب”، حسب زعمه.

ولفت إلى أن اليهود ومعهم إسرائيل ذهبوا إلى هذا المؤتمر ولديهم خطتان، واحدة تتضمن موافقة العرب، والأخرى تتضمن عدم موافقتهم، وقد نفذوا خطة عدم موافقة العرب، متهما صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي وعبدالله صالح، مردفا: “جهلهم وغبائهم سبب المصائب التي نحن فيها الآن”.

وبين أن اليهود يعتقدون أن السيطرة على الأرض لن تتحقق إلا من خلال أبناء إسماعيل، وهذه عقيدة دينية توراتية، لأن سيدنا إبراهيم، بحسب العقيدة اليهودية، دعا لهم بالملك والمال، ودعا لأبناء إسماعيل بكثرة العدد والقوة؛ لذا، فإن الملك والمال لا يمكن أن يتحققا إلا بالقوة والعدد، وهما في إسماعيل، بينما الملك والمال في إسحاق، مردفا: “هذا هو دينهم، وليس لي علاقة به”.

وتابع: “أما بالنسبة لمصر، فإنك تشير إلى أن الملك السياسي فيها يعود أيضًا إلى عقيدة دينية مرتبطة بسيدنا يوسف، لديهم عقيدة يهودية واضحة، وحكمهم مستند إلى هذه العقيدة”.

وأشار إلى أن معمر القذافي تم ذبحه، كاشفًا أن إسرائيل مدت يدها للسلام وكان قائد ذلك الاتفاق من جانب العرب الملك الحسن الثاني ملك المغرب لكن زعماء محور الممانعة رفضوا وتم فض المجلس.

وتابع في سياق آخر: “لقد تم استخدام الماسونية في الأمور السياسية، حيث كانت تُستخدم كمعابد وأماكن للعبادة، ولكن استخدامها في نسيج السياسة العالمية والإقليمية والمحلية بدأ منذ القرن السابع عشر، انطلقت هذه الظاهرة من ألمانيا واستمرت حتى مطلع عام 2020، حيث لم يعد هناك استخدام للماسونية بعد ذلك”. 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإعلامي توفيق عكاشة توفيق عكاشة المنطقة السبعينيات والثمانينيات العرب إلى أن فی ذلک

إقرأ أيضاً:

هل اليهود أحفاد القردة والخنازير؟!

 

 

بدر بن خميس الظفري

 

في ظل تصاعد الأحداث في فلسطين، ومع استمرار المعركة التي أُطلق عليها "طوفان الأقصى"، يتجدد الجدل حول طبيعة الخطاب الديني المستخدم في توصيف الصراع، ومدى تأثيره على الرواية الإعلامية للقضية الفلسطينية. بينما تحاول المقاومة الفلسطينية مقاومة الاحتلال الإسرائيلي عسكريًا، تجد نفسها أيضًا في مواجهة إعلامية؛ إذ يُستغلّ كل تصريح وكل عبارة في حرب الدعاية المتبادلة.

ومن بين العبارات التي تثير الجدل وتتكرر في بعض الأوساط، يأتي القول بأن اليهود " أحفاد القردة والخنازير"، أو وصفهم بأنهم "إخوان القردة والخنازير"، وهي عبارات تستدعي نقاشًا جادًا حول مدى صحتها دينيًا، ومدى تأثيرها على الرأي العام العالمي في دعم القضية الفلسطينية.

القرآن الكريم تحدث عن مسخ بعض بني إسرائيل إلى قردة وخنازير نتيجة تجاوزهم لأوامر الله، خاصة في قصة اعتدائهم على حرمة السبت، كما في قوله تعالى: "وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَوا۟ مِنكُمْ فِى ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا۟ قِرَدَةً خَاسِٔينَ" (البقرة: 65)، وقوله: "فَلَمَّا عَتَوا۟ عَن مَّا نُهُوا۟ عَنهُ قُلنَا لَهُم كُونُوا۟ قِرَدَةً خَاسِٔينَ" (الأعراف: 166). ومع ذلك، فإن السؤال الأهم ليس حول وقوع المسخ كعقوبة إلهية، فهذه حقيقة لا جدال فيها، بل حول استمرارية هذا النسخ وتأثيره على الأجيال اللاحقة.

وهناك رواية منسوبة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم توضح هذه المسألة بشكل قاطع، يقول فيها: "إن الله لم يهلك قومًا أو يمسخ قومًا فيجعل لهم نسلًا ولا عاقبة، وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك". هذا الحديث يحسم الجدل تمامًا، إذ يؤكد أن الممسوخين لم يكن لهم نسل، وبالتالي فإن أي ادعاء بأن اليهود اليوم هم "أحفاد القردة والخنازير" هو قول لا يستند إلى أساس ديني صحيح، بل يتناقض مع الحديث النبوي الصريح.

أما وصف اليهود بأنهم "إخوان القردة والخنازير"، فهو تعبير ورد على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها عندما دخل بعض اليهود على النبي ﷺ وقالوا له "السّام عليكم"، أي الدعاء عليه بالموت بدلًا من السلام، ففهمت مقصدهم وردّت بغضب قائلة: "عليك السام والغضب يا إخوان القردة والخنازير". لكن اللافت في هذه الحادثة أن النبي ﷺ لم يُقرّها على هذا التعبير، بل قال لها: "مه يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق"، وبيّن لها أنه اكتفى برد التحية عليهم بنفس طريقتهم دون الدخول في جدل أو سباب. هذا الموقف يعكس بوضوح نهج النبي ﷺ في التعامل حتى مع من أساء إليه، وهو نهج قائم على الحكمة وضبط الانفعالات، وليس على الخطاب العاطفي المتشنج.

لم يكن النبي ﷺ سبّابًا أو لعّانًا، بل كان نموذجًا للأخلاق حتى في أصعب المواقف. فقد وصفه الله تعالى بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، كما أنه نهى عن الفحش في القول، قائلاً: "ليس المؤمن بالطعّان، ولا اللعّان، ولا الفاحش، ولا البذيء". ولم يكن منهجه قائمًا على إثارة العداوات من خلال الألفاظ، بل على إدارة الصراع بحكمة وعدل، حتى مع أعدائه، فعندما جاءه رجل يهودي يطالبه بدين عليه بغلظة، فغضب الصحابة، قال النبي ﷺ: "دعوه، فإن لصاحب الحق مقالًا". هذه المواقف ترسم صورة واضحة عن أسلوبه في التعامل، وتؤكد أن الإسلام ليس دين الكراهية العشوائية، بل دين العدل والإنصاف، حتى مع المخالفين.

وفي ظل ما يحدث اليوم من عدوان إسرائيلي على غزة، وفي خضم التغطية الإعلامية العالمية للأحداث، تبرز أهمية إدارة الخطاب الإسلامي بطريقة ذكية ومدروسة، بحيث يخدم القضية الفلسطينية ولا يسيء إليها.

تحاول إسرائيل، التي تدير حربًا إعلامية متوازية مع الحرب العسكرية، تصوير الصراع على أنه حرب دينية بين المسلمين واليهود، مستغلة أي تصريحات أو شعارات غير دقيقة لصالحها في تقديم نفسها كضحية. وعندما تستعملُ مصطلحات مثل "أحفاد القردة والخنازير"، فإن ذلك يمنح الاحتلال فرصة ذهبية لتوجيه الأنظار بعيدًا عن جرائمه ضد الفلسطينيين، والتركيز بدلًا من ذلك على ما يُقدَّم باعتباره "خطاب كراهية دينية". هنا، يفقد الفلسطينيون بعض الدعم الدولي، وتتحول القضية في الإعلام الغربي إلى "مسألة عداء ديني"، بدلًا من كونها قضية شعب يقاوم الاحتلال.

إن المقاومة الفلسطينية، التي تخوض اليوم واحدة من أعنف معاركها ضد الاحتلال، تدرك أن النضال ليس فقط بالسلاح، بل بالكلمة أيضًا، وهذا ما بدا واضحًا في تعاملها مع الأسرى الإسرائيليين الذين وقعوا في قبضتها خلال "طوفان الأقصى". وعلى عكس الصورة النمطية التي يروجها الإعلام الإسرائيلي عن المقاومة، أظهرت تقارير إعلامية ومقاطع مرئيّة أن المقاومة التزمت بحسن معاملة الأسرى الإسرائيليين، وحافظت على حياتهم رغم الظروف الصعبة والقصف المستمر، في مشهد يناقض تمامًا ما تفعله إسرائيل بأسرى الفلسطينيين، الذين يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة في سجون الاحتلال.

هذا السلوك لم يكن مجرد تصرف عفوي، بقدر ما كان رسالة إعلامية قوية للعالم، مفادها أن الفلسطينيين لا يقاتلون بدافع الحقد أو الكراهية العرقية، بل يقاتلون لأجل حريتهم وكرامتهم. هذه المشاهد صنعت حالة من الجدل داخل إسرائيل نفسها، حيث تساءل بعض الإسرائيليين: كيف يعاملنا الفلسطينيون بهذه الرحمة بينما نقتلهم بلا رحمة؟

إن الحرب الحديثة لا تقتصر على الميدان العسكري؛ بل تشمل أيضًا ساحة الإعلام والرأي العام العالمي، والمقاومة التي تدير معركتها بحكمة، لا تكتفي بإطلاق الصواريخ؛ بل تسعى أيضًا إلى إيصال رسائل سياسية وأخلاقية، تؤكد من خلالها أنها تقاتل من أجل الحرية، لا من أجل الانتقام العشوائي. وإذا كانت إسرائيل تعتمد على سلاح الدعاية لتحويل نفسها إلى "ضحية"، فإن أفضل رد عليها ليس الانجرار إلى خطاب قد يُستخدم ضد المقاومة، بل تقديم نموذج أخلاقي، كما فعل النبي ﷺ عندما قال لأهل مكة بعد فتحها: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، رغم أنهم كانوا قد آذوه وأخرجوه من بلده.

إذن، المعركة اليوم ليست فقط معركة صواريخ، بل معركة كلمات وصور ومقاطع فيديو، ومن يديرها بذكاء هو من سيكسبها. القضية الفلسطينية ليست ضد اليهود كديانة؛ بل ضد الاحتلال كمشروع استعماري، وهذا ما يجب أن يكون واضحًا في كل خطاب يصدر عن المقاومة، وكل من يؤيدها.

ومن أراد أن يكون نصيرًا حقيقيًا لفلسطين، فعليه أن يدرك أن الخطاب الإسلامي ليس مجرد شعارات عاطفية؛ بل استراتيجية محسوبة، تمامًا كما أن العمليات العسكرية ليست تحركات عشوائية، بل تخطيط دقيق.

وإذا أدركنا ذلك، فهمنا أن معركة التحرير لا تدور فقط في ميادين القتال؛ بل في ساحات الإعلام والسياسة أيضًا، ومن يفوز في هذه المعركة، هو من يعرف كيف يستخدم سلاح الكلمة بقدر إتقانه لاستخدام البندقية.

 

 

مقالات مشابهة

  • الدفع بسيارات إطفاء للسيطرة على حريق فى مخزن أجهزة كهربائية بالمحلة
  • مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة يختتم أعمال ندوةٍ لإطلاق تقرير “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة في العالم”
  • حاخام كبير يوجه رسالة من قلب دمشق ويدعو اليهود السوريين المنتشرين في العالم للعودة إلى بلادهم (صور)
  • عماد الدين حسين: القمة العربية رسالة حاسمة للعالم بشأن القضية الفلسطينية
  • عماد الدين حسين: القمة العربية رسالة حاسمة للعالم عن قضية فلسطين
  • هل اليهود أحفاد القردة والخنازير؟!
  • "صُناع الأمل" تعلن تفاصيل حفلها الختامي
  • مقاومة الجدار والاستيطان تحذر من خطة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على الضفة
  • مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة يُنظِّم ندوة لإطلاق تقرير “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة في العالم” بالتعاون مع الإيسيسكو
  • لماذا يجب على العرب الضغط على أمريكا ومواجهة إسرائيل؟