توفيق عكاشة: إسرائيل تحتاج العرب للسيطرة على العالم
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
قال الإعلامي توفيق عكاشة، إن مخطط تقسيم الأمة العربية لم يبدأ بعد أحداث 2011 التي ضربت المنطقة وإنما بدأ في أواخر السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
وكشف خلال مقابلة خاصة من مزرعة خيوله مع الإعلامي الإماراتي محمد الملا في برنامج “ديوان الملا” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت دعا إلى مؤتمر من أجل الوحدة وإعلان السلام مع العرب، مشيرًا إلى أن غرض اليهود في ذلك هو الوحدة مع (أبناء إسماعيل) حتى يتمكنوا من قيادة العالم والسيطرة على الأرض، ما يعني إقامة سلام مع جميع الدول العربية على غرار اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، وأن هذا السلام سيسهم في تعزيز العلاقات بين اليهود والعرب.
وأكمل: “حضر جميع القادة العرب، بما في ذلك صدام حسين وحافظ الأسد، وذلك في الاجتماع الأخير في بغداد، أعتقد أن هذا الاجتماع كان في عام 1987، في ذلك الوقت، كانت جبهة الصمود والتصدي قد رفضت الأمر، بينما وافقت معظم الدول العربية على الفكرة، ما أدى إلى عدم التوصل إلى اتفاق، ومن ثم، بدأ التخطيط لوضع خريطة جديدة أو لتنفيذ الخطة الجديدة بدون العرب”، حسب زعمه.
ولفت إلى أن اليهود ومعهم إسرائيل ذهبوا إلى هذا المؤتمر ولديهم خطتان، واحدة تتضمن موافقة العرب، والأخرى تتضمن عدم موافقتهم، وقد نفذوا خطة عدم موافقة العرب، متهما صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي وعبدالله صالح، مردفا: “جهلهم وغبائهم سبب المصائب التي نحن فيها الآن”.
وبين أن اليهود يعتقدون أن السيطرة على الأرض لن تتحقق إلا من خلال أبناء إسماعيل، وهذه عقيدة دينية توراتية، لأن سيدنا إبراهيم، بحسب العقيدة اليهودية، دعا لهم بالملك والمال، ودعا لأبناء إسماعيل بكثرة العدد والقوة؛ لذا، فإن الملك والمال لا يمكن أن يتحققا إلا بالقوة والعدد، وهما في إسماعيل، بينما الملك والمال في إسحاق، مردفا: “هذا هو دينهم، وليس لي علاقة به”.
وتابع: “أما بالنسبة لمصر، فإنك تشير إلى أن الملك السياسي فيها يعود أيضًا إلى عقيدة دينية مرتبطة بسيدنا يوسف، لديهم عقيدة يهودية واضحة، وحكمهم مستند إلى هذه العقيدة”.
وأشار إلى أن معمر القذافي تم ذبحه، كاشفًا أن إسرائيل مدت يدها للسلام وكان قائد ذلك الاتفاق من جانب العرب الملك الحسن الثاني ملك المغرب لكن زعماء محور الممانعة رفضوا وتم فض المجلس.
وتابع في سياق آخر: “لقد تم استخدام الماسونية في الأمور السياسية، حيث كانت تُستخدم كمعابد وأماكن للعبادة، ولكن استخدامها في نسيج السياسة العالمية والإقليمية والمحلية بدأ منذ القرن السابع عشر، انطلقت هذه الظاهرة من ألمانيا واستمرت حتى مطلع عام 2020، حيث لم يعد هناك استخدام للماسونية بعد ذلك”.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإعلامي توفيق عكاشة توفيق عكاشة المنطقة السبعينيات والثمانينيات العرب إلى أن فی ذلک
إقرأ أيضاً:
باحثان إسرائيليان: ما يحدث في غزة إبادة جماعية ستلطخ تاريخ اليهود للأبد
في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، شدد الباحثان الإسرائيليان دانييل بيلتمان وعاموس غولدبرغ على أن ما يحدث في قطاع غزة هو "إبادة جماعية"، مشيرين إلى أن المجتمع الإسرائيلي سيضطر إلى مواجهة انعكاسات هذه الجرائم بعد انتهاء الحرب.
واعتبر الباحثان الإسرائيليان أن هذه الجريمة ستكون وصمة عار أبدية على تاريخ اليهود، معبرين عن أسفهم حيال ما اعتبراه تحولا مروعا في مواقف المجتمع الإسرائيلي في تعاملهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشار الباحثان إلى أنه بعد انتهاء الحرب في غزة، سيضطر "المجتمع الإسرائيلي إلى النظر إلى نفسه في المرآة" ليكتشف أنه ارتكب فعلا فظيعا سيظل يشوه تاريخه، مشددين على أن جريمة الإبادة الجماعية ستكون جزءا لا يتجزأ من هذا التاريخ.
وأكد بيلتمان وغولدبرغ أنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن ما يحدث في قطاع غزة يعتبر إبادة جماعية، بغض النظر عن النقاشات القانونية والفكرية التي قد تدور حول هذه المسألة.
وأوضح الباحثان أنه منذ فترة طويلة، كان هناك نقاش أكاديمي حول ما يحدث في غزة، حيث حاول بعض الباحثين والمفكرين أن يميزوا بين ما يعتبرونه "صراعاً عسكريا" وبين الجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين. لكن بيلتمان وغولدبرغ يؤكدان أن هذا النقاش لن يغير من واقع معاناة الأطفال القتلى والجرحى والمشردين في غزة.
ولفت الباحثان الإسرائيليان إلى أن إجراء مقارنة لما حدث في غزة خلال السنة الأخيرة يقود إلى استنتاج مؤلم، وهو أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين هناك.
مقارنات تاريخية
وأشار الباحثان إلى أن تصريحات المؤرخ الإسرائيلي شلومو زند كانت محاولة لتفسير ما يحدث في غزة في سياق أوسع، حيث حاول القول إن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل لا ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، ولكنه، في نفس الوقت، أشار إلى أن هذه الجرائم مشابهة للفظائع التي ارتكبتها جيوش ديمقراطية مثل فرنسا في الجزائر أو الولايات المتحدة في فيتنام.
أشار الباحثان إلى أن هذا الرأي لا يغير من الواقع المرير، بل إنه يبرز تناقضا كبيرا في كيفية تعامل العالم مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي، موضحين أنه رغم أن القتل الجماعي الذي وقع في الجزائر أو فيتنام لم يُصنف بشكل رسمي كإبادة جماعية، إلا أن الطبيعة الاستيطانية للأعمال العسكرية في تلك المناطق تشير إلى أن تلك الأفعال تمثل نوعا من الإبادة الجماعية.
واستعرض الباحثان رأي المؤرخ بن كرنان، الذي وصف الاحتلال الفرنسي للجزائر بأنه إبادة جماعية بسبب طبيعته الاستيطانية، وهو ما يبدو مشابها للوضع الحالي في قطاع غزة. وأشار المقال أيضا إلى آراء بن كرنان في تحليل مجزرة الجزائر، حيث اعتبر أن فرنسا ارتكبت جرائم إبادة جماعية ضد الجزائريين.
كما استشهد الباحثان بكلام ليو كوفر، مؤلف كتاب "الإبادة الجماعية: استخدامها السياسي في القرن العشرين"، الذي يربط بين الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر والإبادة الجماعية. وهو ما ينسجم مع التوصيف الذي يقدمه الباحثان حول الوضع في غزة.
فيما يتعلق بحرب فيتنام، أشار الباحثان إلى محكمة راسل، التي ترأسها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، والتي اعتبرت أن الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد فيتنام تمثل إبادة جماعية. وقد قُدمت تقارير توثق القتل الجماعي للمدنيين واستخدام الأسلحة المحظورة مثل "الآر بي جي" والمواد الكيميائية التي تسببت في تشويه البشر والبيئة.
التكنولوجيا العسكرية والإبادة
في الجزء الثاني من المقال، ناقش الباحثان كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أشارا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي في تحديد أهداف الهجوم.
وأوضحا أن التحقيقات التي أجراها الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام في صحيفة "واشنطن بوست"، أكدت أن استخدام الذكاء الاصطناعي ساعد في اتخاذ قرارات بقصف أحياء سكنية بأكملها وقتل مئات المدنيين لاستهداف فرد واحد فقط.
وأكد الباحثان أن هذه السياسة العسكرية تستهدف تدمير أكبر قدر ممكن من المناطق المأهولة بالسكان، ما يعكس تجاهلا تاما لحياة المدنيين، لافتين إلى أن هذه الأفعال تشير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حول سكان غزة إلى أهداف مشروعة تماما.
وأشار الباحثان إلى أن نسبة كبيرة من ضحايا الحرب هم من المدنيين الذين لم يكونوا ضالعين في أي نوع من الأنشطة العسكرية. فوفقا لتقديرات المؤرخ الإسرائيلي لي مردخاي، كانت 60-80% من ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة من المدنيين غير المتورطين في الأنشطة الحربية. وهذا يمثل رقما غير مسبوق في الحروب الحديثة.
نية الإبادة الجماعية
ناقش المقال أيضا ما يُسمى بـ "نية الإبادة الجماعية"، والتي تشترطها اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 في تصنيف الجرائم على أنها إبادة جماعية. وقد استعرض الباحثان التصريحات التي أطلقها بعض المسؤولين الإسرائيليين، ومنها دعوات للقيام بما أسموه "نكبة ثانية" ضد الفلسطينيين في غزة.
واعتبرت هذه التصريحات الإسرائيلية دليلا على النية المسبقة لتنفيذ إبادة جماعية، حيث حض بعض السياسيين الإسرائيليين على استخدام القوة القصوى ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار الباحثان إلى أن الخطاب الإسرائيلي أصبح أكثر تطرفا في الآونة الأخيرة، حيث بدأ المجتمع الإسرائيلي يتبنى فكرة أن المدنيين الفلسطينيين هم أعداء بالكامل وأنه لا مكان لهم في غزة. وفي هذا السياق، أكد الباحثان أن هذه التصريحات تشير إلى نية واضحة لاستهداف المدنيين بصورة منهجية.
اختتم المقال بتأكيد على أن ما يحدث في غزة لا يمكن أن يُنظر إليه إلا كإبادة جماعية بكل المعايير القانونية والتاريخية. وأوضح الباحثان أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل لن تكون مجرد أحداث عابرة في التاريخ، بل ستظل وصمة عار دائمة على المجتمع الإسرائيلي والتاريخ اليهودي، مؤكدين أن هذه الجرائم ستكون جزءا لا يتجز من سجلات التاريخ للأجيال القادمة.