موقع 24:
2025-02-20@02:04:46 GMT

الحرب في الشرق الأوسط تستفزّ البابا فرنسيس

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

الحرب في الشرق الأوسط تستفزّ البابا فرنسيس

استقبلَ البابا فرنسيس العام الجديد مُوجِّهاً انتقادات لاذعة للحرب الدائرة في الشرق الأوسط، ففي خطابه السنويّ بعنوان "حالة العالم" الذي ألقاه الأسبوع الماضي على الدبلوماسيين، دانَ الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهراً في غزة.

استهداف المسيحيين اليوم أمر مروع

وقال البابا: "لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن نقبل قصف المدنيين.

ولا يمكننا أن نقبل أن يتجمد الأطفال من البرد حتى الموت لأن المستشفيات إما نالها الدمار أو تضررت شبكة الطاقة في بلدٍ ما".
وأعلن البابا فرنسيس عن رأيه هذا في أعقاب أنباء مفادها أن إسرائيل واصَلت قصف المستشفيات في غزة والضفة الغربية، في حين تواجه مستشفيات أخرى الإغلاق الوشيك بسبب الحرب، فضلاُ عن وفاة أكثر من رضيع بسبب البرد فيما تُفاقِم درجات الحرارة الباردة جداً الكارثة الإنسانية التي لا يَقوى ضحايا الحرب على تحملها أصلاً.

رسائل مناهضة للحرب

وفي هذا الإطار، قالت راكيل روزاريو سانشيز كاتبة وباحثة وناشطة من جمهورية الدومينيكان، في مقالها بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن الرسائل المناهضة للحرب ليست غريبة على البابا. ففي عيد الميلاد الماضي، وضعت في الفاتيكان منحوتة ليسوع مغطاة بالكوفية التي تُعدُّ رمزاً للنضالِ الفلسطيني. 

Wrote for @Newsweek: "Religious & non-religious people should call for an end to the obliteration of holy sites & the unbearable killing of Palestinians. The protection of innocent people, both to live & to believe in peace, should be a nonpartisan issue."https://t.co/xFAYtJLIFu

— RaquelRosarioSánchez (@8RosarioSanchez) January 16, 2025

وصمَّم هذه المنحوتة  من أخشاب أشجار الزيتون الفنانان الفلسطينيان جوني أندونيتا وفاتن نسطاس متوّسي، وكلاهما من سكان بيت لحم.

وفي سياق الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة في المنطقة، كانت هذه الصورة بمنزلة أقوى إدانة للأحداث.

ودعا رئيس الكنيسة الكاثوليكية الـ 266 إلى نشر السلام في الشرق الأوسط، وهو طلب روتيني درجَ أسلافه على التصريح به. غير أن البابا فرنسيس خطا خطوة إضافية، مؤكداً أن رسالته كانت واضحة وضوح الشمس، إذ قال: "دعونا نتذكر معاً الإخوة والأخوات... الذي يعانون ويلات الحرب. ولنرفع أكف الضراعة إلى الرب من أجل السلام وأعيننا مغرورقة بالدموع. إخوتي وأخواتي، كفى حرباً وكفى عنفاً! هل تعلمون أن أحد أعلى الاستثمارات ربحاً في أثناء الحروب هو إنتاج الأسلحة؟".

 تحقيق في الحرب الإسرائيلية

وأعقبَ خطاب "حالة العالم" مداخلة غير مسبوقة  في ديسمبر (كانون الأول) دعا فيها البابا إلى إجراء تحقيق في الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، قائلاً: "إن ما يحدث في غزة، بحسب بعض الخبراء، أشبه ما يكون بإبادة جماعية. وعلينا أن نُجري تحقيقات وافية لتحديد ما إذا كانت الأحداث تتناسب مع التوصيف الفني الذي صاغة الخبراء والهيئات الدولية".

وأضافت الكاتبة: من بين الأسباب التي تجعل البابا فرنسيس يتبنى هذا الموقف الجريء والمثير للجدل تعرُّض المسيحيين للخطر في خضم هذا الصراع المستمر. 

???? VIDEO | Pope Francis during today's Angelus invited us to pray so "that those who have power over these conflicts reflect on the fact that war is not the way to resolve them" and recalled that "people need peace." pic.twitter.com/KWi8yYYCFB

— EWTN Vatican (@EWTNVatican) January 14, 2024

ويستمر انتشار أشكال التمييز والاضطهاد والعنف الموجه ضد المسيحيين – بدايةً من مظاهر العداء وانتهاءً بأعمال العنف الصريحة – بمعدلاتٍ مثيرة للقلق على الصعيد العالمي.

وتتفاقم هذه المشكلة تحديداً في فلسطين التي تُعدُّ موطناً لأحد أقدم المجتمعات المسيحية في العالم، حيث تُدمَّر إسرائيل أماكن مسيحية بشكلٍ روتيني.

تدمير الكنائس

على سبيل المثال، قصفَ الجيش الإسرائيلي في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، وهي أقدم معلم ديني في غزة، إذ يعود تاريخ تكريسها إلى عام 1150. وكان هناك أكثر من 200 مسيحي ومسلم يحتمون من الحرب ويبحثون عن ملاذٍ في الكنيسة.

وأسفرت الغارة الجوية الإسرائيلية عن مقتل 18 مدنياً وإصابة كثير من المدنيين الآخرين. هذا إلى جانب الاضطهاد غير القانوني للمسيحيين. واليوم، تشير بعض التقديرات إلى أنه لم يتبقَ في فلسطين سوى 800 مسيحي فقط، مما ينذر بانقراضهم.

وقالت الكاتبة "البابا فرنسيس على حق. فكيف يمكن لأي كاثوليكي أن يفخر بإيمانه إذا تجاهل تدمير الكنائس العتيقة واضطهاد إخواننا في غزة؟" 

وتابعت أن استهداف المسيحيين اليوم أمر مروع. ومن الأمثلة المخزية على ذلك اضطهاد طالبة الدراسات العليا الفلسطينية والمسيحية الأنجليكانية ليان ناصر، التي أُطلق سراحها من الحجز الإداري في إسرائيل في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

واقتيدت ليان من منزل والديها تحت تهديد السلاح في أبريل (نيسان) الماضي. ولم تكن هناك حتى مذكرات اعتقال بحقها أو أي اتهامات مُوجَّهَة إليها.

وشأنها شأن آلاف غيرها من مواطني بلدها، سُجِنت ليان لثمانية أشهر دون تهمة ودون محاكمة ودون أن تتمكن من الاتصال بأحبائها ودون أمل في تحقيق العدالة.

واستقطبت قضيتها اهتماماً دولياً، إذ أعلن أسقف كانتربري آنذاك، جاستن ويلبي، أنَّ "الطريقة العشوائية والروتينية التي تستخدم بها إسرائيل الحجز الإداري للفلسطينيين أداةً للاحتلال هي طريقة تمييزية للغاية. ولا يمكن تبريرها قانوناً أو أخلاقيّاً".

فضلاً عن ذلك، فقد أبْدَت الكنائس المسيحية من الطوائف الأخرى دعمها لليان ودعت إلى إطلاق سراحها.

وفي الشهر الماضي، طرح الدكتور منذر إسحاق، وهو كاتب فلسطيني وقسيس لوثري في بيت لحم، سؤالًا شائكاً على وسائل التواصل الاجتماعي إذ قال: "عندما ينشد الأمريكيون في عيد الميلاد [يا بلدة بيت لحم الصغيرة]، هل يدركون أن أموال ضرائبهم ومسؤوليهم المنتخبين يساهمون في طرد المسيحيين من [بلدة بيت لحم الصغيرة]؟

دعوات لحماية الجميع 

ومضت الكاتبة تقول: "كان ينبغي أن توحِّد دعوات البابا فرنسيس المتكررة من أجل السلام ومشهد الميلاد الذي عُرِضَ في الفاتيكان الناس على اختلاف انتماءاتهم السياسية حول الأهمية القصوى لحماية الجميع من الاضطهاد الديني".

وأكدت الكاتبة أنه يتعين على كلٍ من المتدينين وغير المتدينين الذين يدعمون حرية التعبير وحرية المعتقد الدفاع عن حماية المسيحيين في فلسطين، والدعوة إلى وضع حدٍ للطمس العبثيّ للأماكن المقدسة والقتل الذي لا يُطاق للفلسطينيين.

واختتمت الكاتبة مقالها بالقول: "يجب أن تكون حماية الأبرياء، وحقهم في عيش حياة آمنة وفي مُمارسة معتقداتِهم بحريةٍ، مسألة بعيدة كل البعد عن الانتماءات الحزبية".

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية البابا فرنسيس غزة اتفاق غزة غزة وإسرائيل البابا فرنسيس البابا فرنسیس بیت لحم فی غزة التی ت

إقرأ أيضاً:

الكنيسة الأسقفية تستضيف أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين.. صور

استضافت اليوم كنيسة القديس ميخائيل وجميع الملائكة الأسقفية بالكوربة أسبوع الصلاة من أجل الوحدة الذي ينظمه مجلس كنائس مصر، بالإشتراك مع مجلس كنائس الشرق الأوسط تحت شعار "أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟" (يو 11: 26)."، بحضور الأرشدياكون "رتبة كنسية" عماد باسليوس راعي الكنيسة، والقس يشوع بخيت الأمين العام لمجلس كنائس مصر، وممثلي الطوائف المشاركة.

من أجل وحدة الكنيسة 

ورحب الأرشدياكون عماد بالحضور، قائلاً: "أيها الإخوة الأعزاء، القساوسة الأفاضل، يسعدني ويشرفني أن أرحب بحضراتكم في كنيستنا، إن وحدة الكنيسة هي هدفنا الأسمى، ونسعى جاهدين لتحقيقها بالصلاة والعمل المشترك. وبالنيابة عن رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزى ، أتقدم بخالص التحية والتقدير لحضراتكم جميعًا."

ركز القس يشوع بخيت في كلمته: على أهمية أسبوع الصلاة، الذي يعود الاحتفال به كرمز للإيمان بقدرة الله على تعزيز وحدة الكنيسة، حيث تأسس مجلس كنائس مصر عام 2013، ويقوم عمله على خمسة محاور أساسية، هي: وحدة المحبة، وحدة التكامل، وحدة الإحترام للآخر، وحدة التعاون المشترك، ووحدة الإيمان. ويعمل المجلس من خلال عدة لجان، منها لجنة الرعاة والكهنة، ولجنة الأسرة، ولجنة المرأة، ولجنة الإعلام، ولجنة الشباب، واللجنة التنفيذية، ولجنة الحوار، ولجنة عمداء كليات اللاهوت.

بطريرك الأقباط الكاثوليك يناقش مع الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدور المسيحي بالمنطقةرئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: الموعظة على الجبل دستور للحياة المسيحية|صورعلى يد الأنبا غبريال رسامة شمامسة جدد لكنيسة "العذراء" بشريف باشا ببني سويفنداء إنساني عاجل.. كنائس القدس تدعو لضرورة وقف التهجير القسري لأهل غزة

وأطلع الدكتور ميشيل عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط: الحضور على تاريخ وأنشطة مجلس كنائس الشرق الأوسط، إذ يسعى المجلس لتعزيز الوحدة بين الكنائس والمساهمة في السلام،  ويركز المجلس على التنمية واللاهوت وبرامج للمرأة والعائلة. كما يسهم المجلس في تقوية الوحدة المسيحية، وخدمة المجتمع، وبناء السلام.

فيما تأمل الأب رفيق جريش عضو لجنة الرعاة والكهنه قائلاً: في ظهور الله لموسى بالعليقة المشتعلة، إذ نرى بداية الخلاص انتقالًا من العبودية إلى الحرية، فكما حرر الله شعبه قديمًا هكذا بموت المسيح وقيامته نتحرر من الخطيئة إلى الحياة. دعوتنا اليوم هي أن نحدد موقعنا هل نحن في يأس العبودية أم نسعى نحو حرية الحياة مع المسيح؟ فلنتذكر دائمًا أن المسيح رجاؤنا يقودنا من الموت إلى الحياة، فلنقم معه نحو الحرية والسلام.

وتحدث الأب بطرس فؤاد عضو لجنة الكهنة والرعاة بمجلس كنائس مصر في كلمته: عن رسالة فيلبي (2: 1-11)، إذ يركز الرسول بولس على أهمية المحبة والتواضع كأساس للوحدة المسيحية. وكما يوضح الرسول بولس، وأن المحبة ليست مجرد كلمات بل يجب أن تُترجم إلي أفعال ملموسة من البذل والعطاء.

حضر اليوم القس جعفر تنقرة راعي الخدمة السودانية بكنيسة الكوربة الأسقفية، القس فايز نادي عضو لجنة الصلاة بمجلس كنائس مصر وراعي كنيسة عين شمس والسلام الأسقفية، والقس ميشيل ميلاد راعي الكنيسة الأسقفية بالجيزة، المطران كلاوديو لوراتي مطران الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية، والقس ناجح فوزي رئيس لجنة الرعاة والكهنه في مجلس كنائس مصر، والقس رفعت فكري الأمين المشارك عن الكنيسة الإنجيلية في مجلس كنائس الشرق الأوسط، والأب يوحنا سعد عضو لجنة الكهنة والرعاة، ومرثا القس فايز عضو لجنة المرأة، ونورا إدوار عضو لجنة المرأة.

الجدير بالذكر أن أسبوع الصلاة الذي يعقد مرة سنويًا يهدف إلى توحيد القلوب في الصلاة لأجل وحدة الكنيسة ولأجل بلدنا الحبيب مصر، إذ يوزع المجلس الصلوات خلال الأسبوع على الخمس طوائف المشاركة.

مقالات مشابهة

  • ترامب: الحرب العالمية الثالثة ليست بعيدة لكني سأمنعها لأنني أريد السلام
  • البابا تواضروس يستقبل الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط
  • وديع الخازن اهاب بالكنائس اقامة القداديس على نية شفاء البابا فرنسيس
  • انتكاسة صحية جديدة.. التهاب يصيب رئتي البابا فرنسيس
  • الخلل القاتل في الشرق الأوسط الجديد
  • الكنيسة الأسقفية تستضيف أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين.. صور
  • «المنفي» يتلقى برقية تهنئة من «البابا فرنسيس»
  • وضع سريري معقد.. البابا فرنسيس يدخل في أزمة صحية
  • "دار الصحافة الفاتيكانية": البابا فرنسيس يتلقى العلاج ويخصص وقته للصلاة
  • الجمعة.. مجلس كنائس الشرق الأوسط يختتم أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين