من غزة إلى إيران.. بايدن وترامب على درب كارتر وريغان
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
في الأيام الأخيرة، تصاعد الجدل في الأوساط السياسية الأمريكية حول من يُنسب إليه إنجاز اتفاق إطلاق سراح الرهائن في غزة ووقف إطلاق النار، هل هي إدارة الرئيس جو بايدن، التي لا تزال تسيطر على زمام الأمور حتى الآن أم الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي من المقرر تنصيبه يوم الإثنين المقبل.
هذا النقاش يعيد إلى الأذهان لحظة تاريخية مشابهة وقعت في عام 1981 مع أزمة رهائن إيران.
الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة جاء بعد مفاوضات معقدة شاركت فيها أطراف دولية وإقليمية. يقضي الاتفاق بإطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة مقابل وقف إطلاق النار.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الاتفاق أُبرم بعد دراسة دقيقة للجوانب الدبلوماسية والأمنية والإنسانية، مع الإشارة إلى أن أهداف الحرب الإسرائيلية لم تُهمل.
في الولايات المتحدة، رحب البيت الأبيض بالاتفاق، معتبراً أنه يمثل نجاحاً دبلوماسياً.
???? Reporter asks about who get credit for this, "you or Trump?"
President Biden: "Is that a joke?"
???? ???? ???? ???? ???? ???? pic.twitter.com/qmh9rBLKjr
ومع ذلك، أبدت بعض الشخصيات المحسوبة على إدارة ترامب رغبتها في نسب الفضل إلى الرئيس المنتخب. يقول هؤلاء إن ترامب كان مستعداً للتدخل شخصياً لحل الأزمة حالما يتولى منصبه، مشيرين إلى أن نجاح الصفقة يعكس تكتيكاته القوية التي أعادت الولايات المتحدة إلى موقع قيادي على الساحة الدولية.
لحظة ترامب وريغانالجدل الدائر يُذكّر بما حدث في يناير (كانون الأول) 1981، عندما أُفرج عن الرهائن الأمريكيين المحتجزين في إيران بعد 444 يوماً من الاحتجاز. وقتها، كان الرئيس جيمي كارتر يستعد لمغادرة البيت الأبيض، فيما كان الرئيس المنتخب رونالد ريغان على وشك تولي المنصب.
ورغم أن كارتر وفريقه أمضوا شهوراً طويلة في التفاوض مع الحكومة الإيرانية للإفراج عن الرهائن، إلا أن الإعلان عن الاتفاق جاء في يوم تنصيب ريغان، ما جعله يبدو وكأنه إنجاز يُحسب للإدارة الجديدة. تلك اللحظة كانت قاسية على كارتر، الذي وصفها البعض بأنها "انتصار متأخر" لرئاسته.
الأحداث في غزة تثير تساؤلات مشابهة حول التوقيت والفضل السياسي. إدارة بايدن قادت مفاوضات مكثفة للوصول إلى الاتفاق، مدعومة بشركاء دوليين.
ومع ذلك، فإن قرب دخول ترامب إلى البيت الأبيض أضاف بُعداً سياسياً للأزمة. مثلما كان الحال مع ريغان في 1981، يبدو أن ترامب يحاول الاستفادة من هذا الإنجاز لتحقيق زخم سياسي، حتى وإن لم يكن له دور مباشر في صياغة الاتفاق.
هناك اختلافات جوهرية أيضاً. في حالة أزمة إيران، كانت الولايات المتحدة الطرف المباشر المتأثر، وكان الرهائن أمريكيين. أما في أزمة غزة، فالدور الأمريكي اقتصر على الوساطة والدعم الدبلوماسي، فيما كانت إسرائيل الطرف الرئيسي المتأثر.
هذا الفرق يجعل إنجاز الاتفاق أقل ارتباطاً بشخص الرئيس الأمريكي، لكنه لا يمنع استغلاله سياسياً، بحسب محللين سياسيين.
على الصعيد الداخلي، يواجه بايدن انتقادات من الجمهوريين الذين يرون أن سياساته الضعيفة في الشرق الأوسط أسهمت في تصاعد الأزمات.
في المقابل، يستغل ترامب هذه الفرصة لتسليط الضوء على وعوده باستعادة القوة والهيبة الأمريكية عالمياً، مثلما استخدم ريغان أزمة إيران كبوابة لتعزيز صورته كرئيس قوي، يسعى ترامب لتحقيق تأثير مشابه.
ترامب حول اتفاق غزة: أنا صاحب الفضل.. بايدن لم يفعل شيئاً - موقع 24قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة يجب أن يتم الانتهاء منه قبل تنصيبه، الإثنين المقبل، مؤكداً أن مشاركته كانت حاسمة في المفاوضات.ويحمل الاتفاق في غزة تداعيات دولية أوسع.
بالنسبة لإسرائيل، يُنظر إلى الاتفاق على أنه خطوة ضرورية في ظل الضغوط الداخلية والدولية لوقف التصعيد. أما الولايات المتحدة، فتسعى لتعزيز دورها كوسيط فعال.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة ترامب بايدن اتفاق غزة ترامب بايدن الولایات المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني وترامب.. هل تخطط طهران للثأر لـ قاسم سليماني؟
أكد الرئيس الإيراني، في مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، أن الجمهورية الإيرانية لم تتآمر قط لاغتيال دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية الأمريكية العام الماضي، مشددا على أنها لن تفعل ذلك في المستقبل أيضًا.
كان الادعاء الأمريكي زعم رصد مؤامرة كبرى لتنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات سياسية أمريكية في أغسطس، على رأسهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بجانب مسؤولين آخرين حاليين وسابقين في الحكومة الأمريكية.
في نوفمبر أيضًا، أعلنت العدل الأمريكية، أن المحققين اكتشفوا وجود مؤامرة إيرانية لقتل دونالد ترامب، وأنهم علموا بالمخطط أثناء استجوابهم لفرهاد شاكري، وهو مواطن أفغاني زعموا علاقته بالحرس الثوري الإيراني وأصدرت إليه تعليمات بوضع خطة لمراقبة ترامب وقتله في نهاية المطاف.
كما وجهت اتهامات لرجلين آخرين بالتخطيط لقتل صحفية وناشطة أمريكية من أصل إيراني انتقدت الحكومة الإيرانية بسبب معاملتها للنساء، وقالت السلطات إن المؤامرة كانت جزءًا من جهود الانتقام لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وفقًا للرئيس الإيراني، لم تحاول طهران القيام بهذا الأمر مطلقًا،مؤكدا أن إيران لا تسعى للحرب لكنها ستكون مستعدة للدفاع عن نفسها إذا تعرضت مواقعها النووية للهجوم،
ولفت بزشكيان إلى أن تلك المزاعم هي واحدة من تلك المخططات التي تخطط لها إسرائيل ودول أخرى لتعزيز الخوف من إيران.