تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يُعد عيد الغطاس واحداً من أقدم الأعياد المسيحية في مصر، وقد ارتبط بتقاليد ومظاهر ثقافية ودينية عريقة امتدت عبر العصور. 

يعود تاريخه إلى القرن السابع الميلادي، حيث نجد أن المؤرخين المسلمين والمسيحيين قد وثقوا هذا اليوم كمظهر من مظاهر الوحدة القومية بين أبناء الوطن، حيث اجتمع فيه الدين والتاريخ والثقافة.

 

عيد الغطاس في كتب التاريخ:


يروي الشيخ تقى الدين المقريزي، المؤرخ المصري الشهير، تفاصيل دقيقة عن هذا العيد، حيث يقول إن عيد الغطاس يُحتفل به في مصر في اليوم الحادي عشر من شهر طوبة، وهو الشهر الذي يتوافق مع بداية يناير في التقويم الميلادي. 

ويشير المقريزي إلى أن هذا العيد يرتبط بحادثة دينية هامة في المسيحية، وهي معمودية السيد المسيح عليه السلام على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن.

وعلى إثر هذه الحادثة، أصبحت عادة الغطس في الماء جزءاً أساسياً من طقوس عيد الغطاس لدى المسيحيين.


 الطقوس والعادات الشعبية:

كان عيد الغطاس يمثل مناسبة دينية واجتماعية عظيمة في مصر. كان المصريون المسيحيون يخرجون في هذا اليوم إلى نهر النيل للغطس فيه، حيث يعتقدون أن ذلك يمنحهم الحماية من الأمراض والشرور. 

وقد ارتبط هذا التقليد بالعديد من المعتقدات الشعبية التي كانت سائدة بين الناس، مثل الاعتقاد بأن غطس الجسد في مياه النيل يقيهم من انتشار الأوبئة.


 في عصور الفاطميين و الأخشيديين، كان هذا اليوم يشهد مظاهر احتفالية عظيمة. يذكر المؤرخ العربي المسعودي أن ليلة الغطاس كانت من أروع الليالي في مصر، حيث كانت الشوارع والأزقة تظل مفتوحة طوال الليل، كما كانت الخيام تُنصب على شواطئ النيل، و تضاء المشاعل في البر والبحر. وكان الخليفة نفسه يشارك في الاحتفالات، حيث يخرج مع أسرته من قصره في القاهرة إلى مصر القديمة، و تُضاء السماء بأنوار المشاعل التي كانت تعكس بهاء هذه المناسبة.


 الغطاس بين العادات الدينية والقومية:


تتميز احتفالات عيد الغطاس في مصر بكونها طقوساً دينية و فلكلورية تجمع بين الجوانب الروحية والاجتماعية. ففي هذا اليوم، كان يتم غمس الأطفال في مياه النيل، ويعتقد الآباء أن هذه الممارسة تمنحهم بركة وحماية. 

وتُعتبر هذه العادة من أقدم الممارسات التي استمرت في مصر لقرون، محققة بذلك نوعاً من الارتباط الروحي بين المصريين من مختلف الأديان.

عيد الغطاس في العصر الحديث:


 على الرغم من مرور الزمن وتغير الظروف السياسية والاجتماعية، فإن عيد الغطاس لا يزال يحتفظ بأهميته في الثقافة المصرية، خاصة في المجتمع المسيحي المصري. 

ورغم أن الطقوس قد تكون قد تغيرت بعض الشيء في العصر الحديث، إلا أن الاحتفالات ما زالت تجمع العائلات والأصدقاء حول نهر النيل، حيث يتذكرون تاريخهم المشترك وتقاليدهم القديمة.

وبينما يعكس عيد الغطاس روح الوحدة والتكافل بين المسلمين والمسيحيين في مصر، فإنه يُظهر أيضاً عراقة الثقافة المصرية وتنوعها، التي جعلت من هذا العيد مناسبة تجمع بين الطقوس الدينية والممارسات الشعبية التي تشهد على استمرارية هذا التقليد عبر الأزمان.

يظل عيد الغطاس في مصر محط اهتمام واحتفال كبيرين، حيث يجسد جانباً مهماً من الهوية المصرية ويعكس تلاحم التاريخ والدين في حياة الشعب المصري.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتفال بعيد الغطاس برامون الغطاس عید الغطاس فی هذا الیوم فی مصر

إقرأ أيضاً:

انهيار أمريكا أصبح حتمية تاريخية

يمانيون../
أمريكا التي بنت امبراطوريتها على أنقاض العديد من الدول في مختلف قارات العالم تعيش اليوم مرحلة الشيخوخة..

وكما قال عالم الاجتماع العربي عبدالرحمن بن خلدون إن للدول أعماراً كأعمار البشر، تبدأ بالطفولة وتنتهي بالشيخوخة.. دخلت أمريكا مرحلة شيخوختها وبدأت التدحرج إلى الأسفل من القمة التي وصلت إليها بالقوة العسكرية والاحتلال والنهب والتدمير.

لم تستطع أمريكا البقاء في المكانة التي وصلت إليها لأن حركة التاريخ تفرض عليها السقوط، وهذه حتمية تاريخية عاشتها كل الدول التي بنت حضارات كبيرة ومؤثرة، تصل هذه الحضارة إلى نقطة تاريخية تحتم عليها التراجع والنكوص وإفساح المجال لحضارات أخرى صاعدة.

الآن في عهد هذا الرئيس الأمريكي المعتوه ترامب تسارعت عملية الانهيار الأمريكي انطلاقاً من حقيقة تاريخية تقول إن للقادة تأثيرات مفصلية على بلدانهم، إما أن يقودونها إلى المجد أو إلى الهاوية والأخيرة ما يحدث الآن في أمريكا.

ترامب يسحب بلاده بقوة وثبات صوب الهاوية، وكثير من الدول التي تضررت من أمريكا ستتشفى من السقوط الأمريكي المريع من فيتنام إلى أفغانستان إلى البوسنة والهرسك إلى دول أمريكا اللاتينية ودول الشرق الأوسط والعديد من الدول الأوروبية تركت أمريكا لنفسها ثارات في مختلف أنحاء العالم وقد حان الوقت لتسدد ديونها تلك.

وباستقراء سريع نلاحظ أن نسبة كبيرة من انحدار أمريكا نحو الهاوية جاء على يد من يصنفها العالم بأنها أضعف دولة؛ الجمهورية اليمنية التي تقف اليوم شامخة لمقارعة امبراطورية الشر بجبروتها العسكري، وقد تحقق لليمن ما أراد وأذل أمريكا في معركة البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب.. يقف العالم مصاباً بالدهشة أمام هذه المنازلة التي يصنفها بأنها غير متكافئة.

لقد ألحقت العملية العسكرية اليمنية بكيان الاحتلال وداعميه وحلفائه وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا هزيمة قاسية متعددة الجوانب؛ ففي الجانب السياسي لم تعد معظم دول العالم مقتنعة بالمقاربة السياسية للقضية الفلسطينية من وجهة النظر الصهيونية والأمريكية والبريطانية، والتي ظلت لعقود من الزمن تسوقها تحت مسمى أحقية إسرائيل في العيش على أرض فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني..

وفي الجانب العسكري كانت الهزيمة التي ألحقتها البحرية اليمنية بكيان الاحتلال وأقوى دولتين عسكريتين في العالم أمريكا وبريطانيا مدوّية، تمكنت خلالها البحرية اليمنية بصواريخها البالستية دقيقة التصويب ومسيراتها المتطورة من وضع حد للعربدة الأمريكية البريطانية الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب..

وفي الجانب الاقتصادي كان تأثير العملية العسكرية اليمنية على كيان الاحتلال قاسياً تمثل بشل حركة الموانئ الفلسطينية المحتلة خاصة ميناء أم الرشراش (إيلات) وإيقاف حركة الاستيراد والتصدير في كل الموانئ، الأمر الذي خلف وضعاً صعبا للكيان الصهيوني.

المسألة الآن مسألة وقت، وقد تعلن أمريكا هزيمتها بنفسها انطلاقاً من جملة من الحقائق يعيش العالم فصولها لحظة بلحظة.

مقالات مشابهة

  • السلطات بالخرطوم تشرع في إزالة ونظافة أكبر البؤر التي كانت تستخدمها المليشيا للمسروقات والظواهر السالبة
  • الاقتصاد الأميركي ينكمش مع قفزة تاريخية في الواردات
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • هل جامعتك ضمنها؟.. تعرف على الجامعات التي عطلت الدراسة اليوم بسبب العاصفة
  • إيران اليوم ليست كما كانت
  • كانت معدّة للتهريب.. شاهدوا كميات البنزين الكبيرة التي تم ضبطها في عكار (صورة)
  • انهيار أمريكا أصبح حتمية تاريخية
  • اليوم الثاني من الفعالية الثقافية صور من التراث السوري التي تنظمها وزارة الثقافة على مسرح دار الأوبرا بدمشق
  • ما هي الشبكة الكهربائية الأوروبية المشتركة التي شهدت تعطلاً اليوم؟
  • عاجل. المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: باريس تدعو تل أبيب إلى وقف "المذبحة" التي تجري اليوم في غزة