أهمية عيد الغطاس في التقليد القبطي
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد عيد الغطاس من الأعياد الهامة في الكنيسة القبطية، و يُحتفل به في اليوم السادس من الشهر العاشر في التقويم العبري، الموافق 11 من شهر طوبة في التقويم المصري.
بحسب تعاليم الرسل، جاء في الباب الحادي والثلاثين من الكتاب المقدس أن عيد الثيؤفانيا (أو ظهور الله) هو اليوم الذي أظهر فيه المسيح لاهوته من خلال معموديته على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن.
نظرًا لمكانة عيد الغطاس، اعتاد الأقباط تعميد أولادهم في هذا اليوم المقدس، كما أطلقوا على الأطفال المولودين في هذه المناسبة اسم “غطاس”، تمامًا كما يُسمى الأطفال المولودون في عيد الميلاد أو عيد النيروز باسم “ميلاد” أو “نيروز”.
وقد كان عيد الغطاس يشهد احتفالات رسمية في مصر في عهد الدولتين الأخشيدية و الفاطمية، حيث كان الحكام يشاركون الأقباط احتفالاتهم.
تستمر بهجة عيد الغطاس في مصر حتى يومنا هذا، حيث تشهد الاحتفالات الشعبية طقوسًا خاصة مثل تناول الأطعمة المميزة، والاستحمام في مياه النيل وفروعه، وكذلك رش المنازل بالماء. ويحرص المؤمنون على الاحتفاظ بمياه اللقان المقدسة في بيوتهم للتبرك بها، حيث يُقدس الماء بعد الصلاة.
كان للكنائس القديمة عادة تخزين مياه نهر الأردن، وإضافتها إلى مياه اللقان أثناء صلاة القداس. كما كان الرهبان و النساك في مصر القديمة يخرجون من مغائرهم قبل عيدي الغطاس والميلاد ببضعة أيام، متوجهين إلى أقرب كنيسة لتناول القربان المقدس.
ويذكر الأنبا بلامون وتلميذه الأنبا باخوميوس في القرن الرابع الميلادي أن عيدي القيامة والغطاس كانا اليومين الوحيدين في السنة اللذين يحق للنساك في صعيد مصر أن يفطروا فيهما، وكانوا يفطرون بتناول الزيت أو التين بدلاً من الخبز والملح. كما أن الكنيسة كانت تمنع الصوم في حال تزامن عيد الغطاس مع يومي الأربعاء أو الجمعة.
وفي الكنيسة البيزنطية، يمتد الاستعداد للاحتفال بالعيد على مدار أربعة أيام، حيث يصوم المؤمنون في اليوم الرابع (البرمون) حتى الظهر ويمنعون عن تناول الأطعمة الحيوانية. وفي مخطوطة قبطية من القرن السابع، تم ذكر عيد الغطاس كأحد الأيام المقدسة التي يُفضل فيها التناول من الأسرار المقدسة بشرط أن يكون المؤمنون قد صاموا.
وقد ورد في القانون 16 من القوانين المنسوبة إلى البابا أثناسيوس الرسولي، أنه في عيد الغطاس يجب على الأساقفة أن يولي اهتمامًا خاصًا بالفقراء، حيث يجمعون الأرامل والأيتام ويفرحون معهم بتقديم الصلوات والعون المالي.
وكان بطريرك الإسكندرية يعلن في هذا العيد موعد بدء الصوم الكبير وموعد عيد القيامة وفقًا للحسابات الفلكية، وهي التقاليد التي كانت تتبعها كافة كنائس العالم.
إن عيد الغطاس لا يمثل فقط ذكرى معمودية الرب، بل هو أيضًا مناسبة لتجديد العهد الروحي مع الله، واحتفال بالتضامن مع الفقراء والمحتاجين، وذكرى لنقل العادات والتقاليد التي تميزت بها الكنيسة القبطية على مر العصور.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غطاس عید الغطاس
إقرأ أيضاً:
مجلة سويسرية: البابا فرنسيس جعل الكنيسة الكاثوليكية صوتا للسلام في زمن الحرب
أكد رئيس تحرير مجلة "فيلتفوخه" روجر كيبل أن البابا فرنسيس رسخ مكانة الكنيسة الكاثوليكية كصوت للسلام في زمن الحرب عبر دعواته المتكررة للغرب وكييف للتفاوض وإنهاء النزاع في أوكرانيا.
وقال كيبل: "في وقت كان فيه جميع السياسيين النافذين في واشنطن وبروكسل مسكونين بحمى الحرب، ويتغذون على صور العدو الشرير المزعوم المتمثل بروسيا، كان لدى فرنسيس الشجاعة لتوبيخ السياسيين الغربيين المتغطرسين على أخطائهم في أوكرانيا".
وأضاف أن موجة الانتقادات الشديدة التي أعقبت تلك المواقف لم تثن البابا عن موقفه، بل على العكس، أبدى تفهما لموقف روسيا.
وتابع كيبل: "في مثل هذه اللحظات، بدت جلية قوة الكنيسة وسلطتها الأخلاقية، تلك الكنيسة التي لا تختبئ خلف جدران القصور، بل تسبح ضد التيار وتواجه التيارات العلمانية. وبفضل صدقه المباشر، الذي يكاد يلامس السذاجة أحيانا، نجح البابا في الحفاظ على مصداقيته أمام المجتمع الدولي، وجعل من الكنيسة صوتا للسلام في زمن الحرب".
وكان البابا فرنسيس قد وجه عدة دعوات لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا، من بينها تصريح أدلى به عام 2024 في مقابلة صحفية، قال فيه إن "من يدرك أنه بات في موقف ضعيف أو أن الأمور لا تسير كما ينبغي، عليه أن يتحلى بالشجاعة ويمضي نحو التفاوض، لتجنب الأسوأ والحؤول دون سقوط مزيد من الضحايا".
وقد استخدم في هذا السياق عبارة "رفع الراية البيضاء"، وهو ما فسرته بعض وسائل الإعلام الغربية على أنه دعوة لاستسلام كييف، ما أثار انتقادات حادة من قبل سياسيين غربيين وأوكرانيين ممن يريدون تغذية الصراع بدلا من إيقافه.
تجدر الإشارة إلى أن البابا فرنسيس تولى رئاسة الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 2013، وتوفي الاثنين الماضي عن عمر ناهز 89 عاما.
ومن المقرر أن تقام مراسم تشييعه يوم السبت، 26 أبريل، وأعلن الفاتيكان أن نحو 130 وفدا أكدوا مشاركتهم في المراسم، من بينهم نحو 50 رئيس دولة وعشرة من الملوك الحاليين.
وتقام مراسم الوداع في كاتدرائية القديس بطرس، فيما أوصى الراحل بأن يوارى الثرى في بازيليك سانتا ماريا ماجوري (العذراء الكبرى). ومن المقرر أن تُجرى مراسم الدفن يوم 26 أبريل.
وفي الأرجنتين، مسقط رأس البابا، أعلنت حالة حداد وطني لمدة أسبوع إثر وفاته.