الرئيس الايراني في موسكو… لقاء مع بوتين وتوقيع معاهدة شراكة إستراتيجية
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
يناير 17, 2025آخر تحديث: يناير 17, 2025
المستقلة/-أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان محادثات، اليوم الجمعة، في موسكو، قبيل توقيع معاهدة شراكة إستراتيجية تتضمن تعاوناً دفاعياً أوثق، من المرجح أن يثير قلق الغرب.
وهذه أول زيارة يجريها بزشكيان للكرملين منذ توليه الرئاسة في يوليو/تموز 2024، لكنه قال إنه يعتقد أنه وبوتين ربما يتمكنان من وضع اللمسات النهائية على اتفاق لبناء محطة للطاقة النووية في إيران بمساعدة روسيا.
ورحب بوتين ببزشكيان في غرفة كبيرة في الكرملين وجلسا إلى طاولة أنيقة وخلفهما علما البلدين.
وقال بوتين، “سنناقش جميع مجالات تعاوننا وسنوقع اتفاق شراكة إستراتيجية شاملة”. وتابع “نعمل على ذلك منذ فترة طويلة، وأنا سعيد للغاية لأن هذا العمل اكتمل”، مضيفاً أن ذلك من شأنه أن يعزز العلاقات التجارية والاقتصادية.
ووطدت روسيا علاقاتها مع إيران ودول أخرى معادية للولايات المتحدة، مثل كوريا الشمالية، منذ بداية الحرب في أوكرانيا. ولديها اتفاقات إستراتيجية مع بيونغ يانغ وحليفتها الوثيقة بيلاروس، فضلاً عن اتفاق شراكة إستراتيجية مع الصين.
ويتوقع ألا يتضمن الاتفاق الروسي الإيراني الذي يمتد لـ20 عاماً بنداً للدفاع المتبادل مثل ذلك القائم مع مينسك وبيونغ يانغ. ومع هذا من المرجح أن يثير الاتفاق قلق الغرب، الذي يعتبر أن للبلدين نفوذاً خبيثاً على الساحة العالمية، إلا أن موسكو وطهران تقولان إن توطيد علاقاتهما ليس موجهاً ضد أية دولة أخرى.
وتستخدم روسيا طائرات مسيرة إيرانية بصورة مكثفة خلال الحرب في أوكرانيا. واتهمت واشنطن طهران خلال سبتمبر/أيلول 2024 بتسليم صواريخ بالستية قصيرة المدى إلى موسكو لاستخدامها في الحرب. وتنفي إيران إمداد روسيا بطائرات مسيرة أو صواريخ.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: شراکة إستراتیجیة
إقرأ أيضاً:
بعد توقيعها.. ماذا تشمل معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران؟ هذا ما قاله بوتين وبزشكيان
(CNN)-- أشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بمعاهدة الشراكة الاستراتيجية الجديدة التي تم توقيعها بين بلاده وإيران، خلال زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان إلى موسكو، الجمعة.
وقال بوتين، قبيل محادثات الزعيمين في الكرملين، إن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي تم الإعداد لها منذ سنوات عدة، ستوفر "دفعة إضافية لجميع مجالات التعاون تقريبا" بين البلدين.
وأضاف فلاديمير بوتين لبزشكيان خلال كلمته: "زيارتكم اليوم مهمة بشكل خاص لأننا لن نحظى بفرصة مناقشة جميع جوانب تعاوننا فحسب، بل سنوقع أيضا اتفاقية أساسية كبيرة بين روسيا وإيران بشأن الشراكة الاستراتيجية الشاملة".
ومن جانبه، أشاد الرئيس الإيراني أيضا بالعلاقات المتزايدة مع موسكو. وقال بزشكيان إن "علاقات إيران مع روسيا تتزايد يوما بعد يوم، وإن توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم العمل عليها منذ سنوات يعزز علاقاتنا في كافة المجالات".
وتحدث الرئيس الروسي عن المشاريع المشتركة بين موسكو وطهران، بما في ذلك مشروع تطوير المحطات النووية، ومجالات الطاقة وتعزيز البنى التحتية في مجالات الشحن والنقل.
وشملت مناقشات الجانبين وفودا من البلدين، حيث وقع الزعيمان على عدة اتفاقيات بشأن مجموعة من القضايا، بما فيها ما وصفه الكرملين بأنه "اتفاق رئيسي".
وقال الرئيس الإيراني إنه يعتقد أن الاتفاقات يمكن أن تؤدي إلى استكمال محطة للطاقة النووية بين البلدين.
ويمثل توقيع شراكة استراتيجية بين روسيا وإيران قبل أيام فقط من عودة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الاثنين المقبل، تحالفا استراتيجيا ضد النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال بزشكيان: "يجب أن تقود الحكومات الإقليمية المنطقة. ليست هناك حاجة لقوى من الجانب الآخر من العالم لتأتي وتعطل المنطقة أو تفرض سياساتها. لا شك أن هذه العلاقات ستحبط خططهم"، في إشارة إلى العلاقات المتزايدة بين إيران وروسيا.
وأضاف بزشكيان: "إيران وروسيا عازمتان على تذليل العراقيل التي تحول دون تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية فورا، بما في ذلك العقبات في مجال الرسوم الجمركية والبنكية وتبادل السلع والعملات الوطنية وضمانات الاستثمار وتسهيل حركة التجار وتأشيرات الدخول"، حسبما نقلت عنه وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية للأنباء.
وأردف الرئيس الإيراني في مؤتمره الصحفي المشترك مع بوتين، أنه "بالنظر إلى الوضع الحالي في المنطقة، تم التأكيد على رفع مستوى التعاون الأمني حيال قضايا مثل مكافحة التطرف والإرهاب والعنف المنظم، وكذلك تبادلنا الرأي حول مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية، بما في ذلك الشرق الأوسط والقوقاز، وتم التأكيد على أهمية دعم السلام والاستقرار في أفغانستان".
ومن جانبه، أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، من موسكو، أن الاتفافية المالية بين إيران وروسيا دخلت حيز التنفيذ، وأوضح أن "هذه الاتفاقية تعتمد على سعر الصرف المتفق عليه في سوق الصرف التجاري كأساس للتسوية المالية بين الجانبين".
وأردف فرزين قائلا: "المشروع التنفيذي الكبير الآخر بين إيران وروسيا هو ربط شبكة نظام الدفع (مير) الروسية بشبكة (شتاب) الإيرانية المالية، وقد تم انطلاق المرحلة الأولى منه، إضافة إلى استخدام العملات الوطنية في مجال التجارة المشتركة، وإمكانية ربط أنظمة الدفع المصرفية المحلية في البلدين المعروفة باسم (سِبام) و(SPFS)، وإمكانية ربط شبكات نظام الدفع في ايران وروسيا"، طبقا لوكالة "إرنا".
وفي وقت سابق الجمعة، التقى بزشكيان أيضا برئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين.
وحول غزة، قال الرئيس الروسي إن وقف إطلاق النار في القطاع يخلق فرصة "لزيادة كبيرة" في إمدادات الغذاء والوقود والأدوية إلى القطاع.
وأضاف خلال المؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني بعد محادثاتهما في الكرملين: "نأمل أن يساعد كل هذا في تخفيف الوضع الإنساني واستقرار القطاع على المدى الطويل".
وأدلى الرئيس الروسي بهذه التصريحات بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية والدفاعية الكبرى مع حليفته الرئيسية إيران، بعدما فقد الطرفان نفوذهما في الشرق الأوسط وسط الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وبدوره، قال بزشكيان إنه يأمل في تنفيذ الهدنة في غزة بشكل كامل، وأضاف: "نأمل في وقف إطلاق نار نهائي في غزة ونهاية للاعتداءات على هذه الأرض".
ويعيد توقيع الاتفاقية الشاملة بين البلدين تركيز الاهتمام على الشراكة التي شكلت ساحة المعركة في أوكرانيا، والتي تتحدي النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، حتى مع وعد الإدارة الأمريكية الجديدة بمزيد من المشاركة مع روسيا.
وعلى النقيض من المعاهدة الأمنية الموقعة في وقت سابق، بين روسيا وكوريا الشمالية، فإن الاتفاق مع إيران لا يتطلب من البلدين أن يدافعا عن بعضهما البعض إذا تعرض أحدهما لهجوم؛ بل يتطلب منهما فقط عدم تقديم المساعدة العسكرية أو غيرها من المساعدات للطرف المهاجم.
ويقدم الاجتماع بين بوتين والرئيس الإيراني لموسكو فرصة لتلميع صورتها الذاتية كقوة عظمى. وترى روسيا أن هذه العلاقة "غير متكافئة"، وكما قال جان لوب سمعان، الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي لشبكة CNN: "لا يزالون يعتبرون أنفسهم (الروس) الشريك الأكبر هنا، وإيران شريكا إقليميا".
من ناحية أخرى، تشعر إيران بأنها أقل أمانا بشكل واضح. وقال نيكيتا سماغين، الخبير المستقل في شؤون روسيا وإيران، الذي عمل في وسائل إعلام حكومية روسية في طهران قبل غزو أوكرانيا، إن إدارة بزشكيان تعجلت لتوقيع هذه المعاهدة مع روسيا وسط تهديدات متعددة لأمنها.
وأوضح قائلا: "إنهم خائفون من إدارة دونالد ترامب، وخائفون من إسرائيل، وخائفون بعد سقوط نظام بشار الأسد، وانهيار حزب الله".