يخالف الدين الإسلامي والتقاليد.. موريتانيا توقف الترويج لفيلم “باربي”
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
متابعة بتجــرد: أعلنت سلطة تنظيم الإشهار في موريتانيا “أنها اتخذت مبكرا الإجراءات الإدارية والقانونية لتوقيف الدعاية لعرض فيلم سينمائي عالمي بحسب الدعاية المتداولة (المقصود فيلم Barbie)، لكونها “تتحفظ على بعض مضامينه المخالفة لقيم ديننا الإسلامي الحنيف وتقاليدنا الاجتماعية الصرفة، ولكونها إشهارا مخالفا لمضامين القانون 017/2018 المنظم للإشهار”.
وأوضحت السلطة في بيان نشرته ليلة الأحد: “أنها تابعت بتعليمات ومتابعة من وزير الثقافة، الدعايةَ التي شهدتها بعض وسائط التواصل الاجتماعي لحدث فني مقرر نهاية الأسبوع المقبل، كان سيعرض فيه الفيلم المذكور، وبصفتنا الجهة الوصية على قطاع الإشهار في البلد، اتخذنا مبكرا الإجراءات الإدارية والقانونية لتوقيف الدعاية لعرضه، وهي الإجراءات الإدارية التي تمخضت عنها بيانات اعتذار للرأي العام الوطني من المؤسسات المعنية بصفتها كانت دعاية عن غير قصد، وبهذه المناسبة نؤكد على الجميع إصرارنا في سلطة تنظيم الإشهار، على التطبيق الأمثل للقانون”.
هذا وسارعت إدارة مطعم Appetizer في نواكشوط، الذي كان من المقرر أن يستضيف عرض فيلم Barbie المثير للجدل، إلى نشر بيان اعتذار عن استضافة النشاط، مؤكدة “أنها لم تتمعن في برنامج التظاهرة المذكورة، ولا في محتوى الفيلم الخادش للذوق العام والمخالف لتعاليم ديننا الحنيف”.
وتزامن بيان سلطة الإشهار مع حملة لمدوني ومدونات موريتانيا مضادة للفيلم شملت الكتابات والبثوث المباشرة.
وأكد المدون الناشط حم أحميتي فال: “أن صفحات فاشنيستات موريتانيات نشرت الترويج والإعلان عن عرض فيلم Barbie ، وهو فيلم أنتجته الممثلة الأسترالية باربي وكين”، وهو يعتمد أسلوب الكوميديا، لكنه يشكل أحد أهم عوامل الترميز لشعار المثلية الجنسية”.
وقال: “أغلب الفاشنيستات عندنا في موريتانيا، أدوات إعلامية كُوّنت على فكر معادٍ لنا في البيئة الإسلامية، وهنّ يسعين لترويج كل بضاعة مع جهل تام بطبيعتها، وهن يجهلن إلى حد كبير جدوائية الحروب الفكرية والايديولوجية والدينية، التي هي أسس الصراع الكوني بين الأمة الإسلامية والأمم الصهيونية والماسونية والتي تجتاح العالم، والتي يعود هذا العمل إلى إحدى خططها العالمية المعروفة”، وفق تعبيره.
واعتبر المدون لارباس دحيد أن ما وصفه بـ”فيلم هدم الأخلاق Barbie” الذي “منع من العرض في أغلب دول العالم لما يشكله من خطر على المجتمع، سيعرض في بلدكم يا أهل موريتانيا إذا لم تتداركوا الأمر. فلماذا لا يتم استجواب ماما وسدوم بعد تروجيهم لهذا “الوسخ”، ولهذه القذارة؟ واستجواب الفنانة منى دندني التي كانت ستنعش هذا الحفل والقائمين على بنك “أمانتي” الذي سيقدم الجوائز احتفالا بالفيلم التعيس؟”.
يذكر أن فيلم Barbie قد مُنع من العرض في عدة دول عربية بينها الجزائر والسعودية؛ وقد دخل هذا الفيلم تاريخ السينما، بعدما أصبح أول عمل بتوقيع مخرجة، تتجاوز إيراداته العالمية عتبة المليار دولار.
main 2023-08-20 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: فیلم Barbie
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: نعيش حالة من الترويج المنظم للباطل تحت مسميات براقة
قال الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم إن الحديث عن الأسرة لم يعد من نافلة القول، بل أصبح من أوجب الواجبات، نظرًا لما تواجهه من تحديات فكرية وثقافية ممنهجة تسعى لهدم القيم وتفكيك كيان الأسرة، وهو ما يُعد تهديدًا مباشرًا لاستقرار المجتمع بأسره.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في ورشة العمل التي نظَّمها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تحت عنوان: "قضايا الأسرة المصرية: التحديات وسبل المواجهة"، وذلك بحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء والمتخصصين في مجالات الاجتماع والدين والإعلام.
واستهلَّ المفتي كلمته بتوجيه الشكر إلى إدارة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وعلى رأسها الدكتورة هالة رمضان، مديرة المركز، مشيدًا بالجهود العلمية التي يبذلها في معالجة القضايا المجتمعية ذات الأولوية، وفي مقدمتها قضايا الأسرة، التي وصفها بأنها "ليست قضية عادية أو ثانوية، بل تمثل عمق الأمن المجتمعي، وجوهر الاستقرار الوطني".
وأضاف قائلًا: "إن الحديث عن الأسرة وقضاياها لم يعد من الأمور الثانوية أو التكميلية كما كان يُنظر إليه في السابق، بل أصبح من أوجب الواجبات في ظل ما نشهده من تحديات معاصرة متسارعة. فبِنْيَة الأسرة لم تعد بمعزل عمَّا يدور حولها من تحولات فكرية وثقافية وسلوكية، جعلت من الضروري أن تتكامل الجهود الدينية والعلمية والمجتمعية للحفاظ على هذا الكيان الأساسي الذي يُعد نواة المجتمع وركيزته الأولى".
وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية تتابع هذه التحولات باهتمام بالغ، وتسعى إلى مواكبة ما يطرأ من إشكاليات تمسُّ استقرار الأسرة وتماسكها، موضحًا أن من أخطر التحديات التي تواجه الأسرة اليوم هو التأثير المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي، وما تحمله من "مفاهيم مغلوطة تختلط فيها الحقائق بالأوهام، ويتم من خلالها الترويج لأفكار دخيلة تسعى لتفكيك القيم وطمس الهوية".
وحذَّر المفتي من الغزو الفكري والثقافي الممنهج الذي يستهدف ضرب استقرار الأسرة وتشويه معالمها، عبر نشر أفكار تتنافى مع منظومتنا الدينية والأخلاقية، مثل: الشذوذ الجنسي، والحرية المنفلتة، والانسلاخ عن المبادئ التي تحفظ التوازن داخل الأسرة. لذلك، فإن الحديث عن قضايا الأسرة هو حديث عن أمن مجتمعي واستقرار وطني، لا يقل أهمية عن غيره من القضايا الكبرى".
وأكد أن حماية الأسرة لا تنفصل عن حماية الهوية الوطنية، قائلًا: "هويتنا الوطنية مكوَّنة من: الدين، واللغة، والتاريخ، والقيم، وهناك محاولات ممنهجة لطمس هذه الهوية، مما يستدعي وقفةً واعيةً وتكاتفًا لحماية الإنسان المصري من الذوبان الثقافي".
وختم المفتي كلمته مؤكدًا أهمية تبنِّي خطاب ديني رشيد يواكب التحديات، قائلًا: "نحن بحاجة إلى خطاب ديني واعٍ ومتكامل، وإلى دعم علمي ومجتمعي يسانده، حتى نتمكن من استعادة التوازن داخل الأسرة، وتعزيز قيم المودة والرحمة، والتصدي للتحديات الأخلاقية والفكرية التي تهدد تماسك المجتمع. ولا شك أن اللقاءات العلمية والورش التفاعلية مثل هذه تُعد خطوة في الطريق الصحيح نحو بناء مجتمع قوي متماسك، يُعلي من شأن الأسرة ويحميها من التفكك والضياع".
وشهدت الورشة مشاركة عدد من المتخصصين والخبراء، حيث أعربت الدكتورة هالة رمضان، مديرة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، عن ترحيبها بفضيلة المفتي والحضور، مُشيدةً بالدور الفاعل الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في الإرشاد الزواجي ومواجهة التفكك الأسري، مؤكدة على أن الدولة المصرية أَوْلت اهتمامًا بالغًا ببناء الإنسان والحفاظ على كيان الأسرة، ونحن نُثمِّن الدور الرائد لدار الإفتاء في هذا المجال.
من جانبه أكد الدكتور/ مجدي حجازي، أستاذ علم الاجتماع وعضو المجلس الأعلى للثقافة، أن هذه الورشة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل ما وصفه بـ "تراجع القيم الإنسانية، وهيمنة اللون الرمادي"، مشيرًا إلى أن مواجهة هذا التراجع القيمي تتطلب "العودة إلى الهوية والثوابت، مع ضرورة التفاعل الواعي مع التطورات التكنولوجية".
من جهته، أشار الدكتور/ وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلى أن كثيرًا من الأسر التي تشكَّلت عبر وسائل التواصل تواجه تحديات كبيرة بسبب النزعة المادية في اختيار شريك الحياة، لافتًا إلى أن "ظواهر مثل: عزوف الشباب عن الزواج، وارتفاع معدلات الطلاق، والمشكلات الداخلية الناتجة عن التدخل السلبي من الأهل، أو الخيانة الزوجية، أو الانفصال العاطفي، كلها مظاهر تتطلب معالجة علمية ومجتمعية شاملة".
وفي سياق متصل شهدت الورشة أيضًا تقديم ورقة عمل للدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بعنوان: "نحو سُبل مباشِرة لمواجهة التحديات المعاصرة للأسرة المصرية - رؤية تحليلية من واقع قضايا دار الإفتاء المصرية"، والتي أكد خلالها أن الأزمة الأسرية الراهنة "متعددة الأبعاد: ثقافية، ونفسية، واتصالية"، داعيًا إلى تعزيز "المرافقة القلبية والعاطفية بين أفراد الأسرة، وبناء العلاقات على المودة والرحمة لا على العدل فقط".
وأشار الدكتور الورداني إلى أن أبرز مهددات التماسك الأسري والاجتماعي تشمل السيولة القِيَمية، والضغط الاقتصادي، وسوء التواصل، وانتشار المفاهيم الدينية المغلوطة، مؤكدًا أهمية "دمج الدين بالحياة اليومية، وتشبيك العلوم الشرعية والاجتماعية، وتفعيل الفتوى كأداة تربوية وأخلاقية".
كما دعا إلى "تدريب المقبلين على الزواج، وإعادة تأهيل الأزواج، وتبنِّي خطاب ديني إفتائي مبكر داخل المناهج الدراسية، إلى جانب محاكاة السلوك النبوي داخل الأسرة".
جدير بالذكر أن هذه الورشة تأتي في إطار تعزيز التعاون المشترك بين المؤسسات الدينية والبحثية لمواجهة التحديات المتزايدة التي تهدد الأسرة المصرية، والسعي نحو بلورة رؤية متكاملة علمية وروحية تحفظ تماسك المجتمع، وتدعم استقرار الأسرة باعتبارها نواة البناء الاجتماعي وأساس نهضة الوطن.