المقدسي أبو سنينة.. شهيد الإهمال الطبي والعنصرية
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
القدس المحتلة - صفا
بعد 60 يومًا قضاها في غيبوبة بغرفة العناية المكثفة، استشهد الشاب حمزة أبو سنينة (31 عامًا)، على سرير العلاج في مستشفى بالقدس المحتلة.
فقد استشهد الجريح حمزة أبو سنينة متأثرًا بجراحه التي استمرت سنتين، خلال علاجه في مستشفى "هداسا عين كارم"، دون أي تقدم بوضعه الصحي، أو زرع عينٍ بديلة عوضًا عن التي فقدها في أحداث هبة المسجد الأقصى.
وأصيب الشهيد بعيار مطاطي أفقده عينه اليسرى في شهر رمضان من العام 2021، وتسببت ذلك له بكسور في الفك وإصابة بالدماغ، ورقد في غرفة العناية المكثفة بغيبوبة استمرت أكثر من أسبوعين.
إلا أن الاحتلال لم يترك حمزة يتلقى علاجه؛ فبعد أن استيقظ من الغيبوبة اقتحم جنود ومخابرات الاحتلال المستشفى واعتقلوه، بزعم إصابته أثناء رشقه الحجارة في المسجد المبارك.
ويؤكد شقيقه أمجد أن حمزة استشهد جراء إصابته برصاص الاحتلال والإهمال الطبي في المستشفى، ومعاملة الأطباء العنصرية، ومماطلتهم في تقديم العلاج له، ووضع عين بديلة له.
ويقول أمجد في لقاء خاص لوكالة "صفا" رغم الحاجة الماسة لشقيقي حمزة للعلاج، إلا أن الأطباء في المستشفى أوقفوا علاجه دون معرفة السبب، وعانى طوال سنتين من المماطلة في تقديم العلاج له والإهمال الطبي والعنصرية، لأن المسؤول عن علاجه طبيب مستوطن".
ويضيف: "ماطل الأطباء في إجراء عملية جراحية في دماغه، بتوصية من مستشفى حيفا، من أجل تركيب عين عوضًا عن التي فقدها".
وتفاجأت عائلة الشهيد خلال وجود نجلها بالمستشفى، بالأطباء يطلبون منه المغادرة، بعد نحو 20 يومٍ من إصابته قضاها غائبا عن الوعي، وذلك بعد أن أبلغوها أنه يحتاج للبقاء بالمستشفى 60 يوما.
ويتابع أمجد: اقتحم عناصر شرطة الاحتلال المستشفى، بعد دقائق من إبلاغ عائلتي بإيقاف علاجه، واعتقلوا شقيقي حمزة واقتادوه إلى مركز القشلة رغم اصابته وحاجته للعلاج".
ويوضح أن شرطة الاحتلال وجهت حينها تهمة ضد شقيقه حمزة برشق الحجارة وإلقاء المفرقعات صوبها بالمسجد الأقصى، وبعد نحو 6 ساعات من التحقيق أخلت الشرطة سبيله عقب تدخل المحامين، بإيقاف التحقيق معه نظرا لوضعه الصحي.
واستدعت مخابرات الاحتلال الجريح حمزة للتحقيق عدة مرات، وصدر حكمٌ بحقه يقضي بخدمة الجمهور في إحدى المؤسسات لمدة 4 أشهر، وقضى شهرين في العمل ثم عاد للعلاج في المستشفى.
فداءً للأقصى
وعن شهادة حمزة، يقول أمجد: "خسرت شقيقي ولكن شهادته ترفع الرأس، لأنه نال الشهادة فداء للمسجد الأقصى، وهذه ضريبة حبنا له ودفاعنا عنه والتضحية بالروح من أجله".
ويضيف: "نشعر بنقص كبير بيننا كونه كان محبوبًا من الجميع وودودًا مع أفراد العائلة وزوجته وطفلتيه ولغاية اليوم لم نبلغهما باستشهاد والدهما".
ويقول أمجد: كان حمزة يقول بعد إصابته أنه عينه سبقته للجنة، "ولو بتروح عيني الثانية وطفلتي فستكونان فداءً للأقصى".
ويضيف: "رغم إصابته في صحن قبة الصخرة؛ إلا أنه كان يصر على زيارة المسجد، وحاولت شرطة الاحتلال منعه من الدخول إليه عدة مرات جراء إصابته".
ويتابع على لسان حمزة أن على كل مصاب ومعتقل مواصلة زيارة المسجد الأقصى والرباط فيه، لأن كل فلسطيني سيمتنع عن زيارته كونه أصيب أو أعتقل وسيصبح فارغًا، وهذا ما يريده الاحتلال عبر إفراغ المسجد المقدس، ونحن باقون حتى تحريره".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: شهيد القدس الاقصى الاحتلال
إقرأ أيضاً:
مصادر طبية فلسطينية: 50 شهيدًا في غارات الاحتلال على شمال غزة منذ الفجر
كشفت مصادر طبية فلسطينية عن ارتقاء نحو 50 شهيدًا في غارات متفرقة للاحتلال على شمالي قطاع غزة منذ فجر اليوم، الخميس، حسبما أفادت قناة “القاهرة الإخبارية”، في نبأ عاجل.
ورحّبت وزارة الخارجية الصينية باتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم توقيعه بين جيش الاحتلال وحركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وقالت الخارجية الصينية في بيان له: “نأمل أن يتم تنفيذ الاتفاق بشكل فعال ويؤدي إلى وقف إطلاق نار كامل ودائم في غزة”.
وتتضمن الهدنة عشرة بنود رئيسية، أهمها وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام قابلة للتجديد، مع التزام الجانبين بالامتناع عن أي أعمال عدائية.
كما ينص الاتفاق على تنفيذ عملية تبادل أسرى تشمل إطلاق سراح 50 أسيرًا إسرائيليًا من النساء والأطفال المحتجزين في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 150 أسيرًا فلسطينيًا من الفئات ذاتها.
ومن البنود الإنسانية التي لقيت ترحيبًا واسعًا، السماح بدخول 300 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع، تشمل المواد الغذائية والطبية، وضمان حرية حركة السكان على طول شارع صلاح الدين، مع تعهد إسرائيل بعدم التعرض لهم.
الاتفاق يركز أيضًا على إعادة بناء الثقة من خلال إخلاء سماء غزة من الطيران الحربي الإسرائيلي، ووقف العمليات العسكرية بشكل كامل.
في السياق ذاته، سيتم تسليم إدارة القطاع إلى لجنة مستقلة تحت إشراف السلطة الوطنية الفلسطينية، مع فتح معبر رفح بشكل استثنائي.
فيما بعد الهدنة، يهدف الاتفاق إلى تسليم إدارة غزة للسلطة الفلسطينية، وبدء جهود إعادة الإعمار وترتيب الأوضاع الداخلية.
هذه البنود أثارت حالة من التفاؤل والفرح بين سكان غزة الذين خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن ارتياحهم، مؤكدين أن الهدنة تمثل خطوة نحو استعادة الأمل بحياة كريمة بعيدًا عن دائرة الصراع.
يمثل الاتفاق فرصة للتهدئة وبداية لتسوية أوسع قد تضع حدًا لمعاناة السكان المستمرة منذ سنوات طويلة.