خالد يوسف: انتهاكات الجزيرة تعيد ذكريات الماضي
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
القيادي بتنسيقية تقدم قال إن النظام البائد لم يكتفِ بإشعال الحريق في السودان، بل يسعى لتمديده لما وراء الحدود، مؤكداً أن عقليتهم الإرهابية العنصرية هي ذات العقلية التي لم تتغير..
التغيير: الخرطوم
قال القيادي بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية، خالد عمر يوسف، إن ما تعرض له بعض أبناء جنوب السودان بولاية الجزيرة على يد عناصر من القوات المسلحة وكتائب الإسلاميين المقاتلة معها هو أمر مؤسف وموجع للغاية، مشيرًا إلى أن ذلك يعيد إلى الأذهان الممارسات التي قسمت البلاد من قبل.
وأضاف يوسف أن النظام البائد لم يكتفِ بإشعال الحريق في السودان، بل يسعى لتمديده لما وراء الحدود، مؤكداً أن عقليتهم الإرهابية العنصرية هي ذات العقلية التي لم تتغير، لافتًا إلى أنهم لم ينسوا شيئًا ولم يتعلموا شيئًا.
وأوضح أن جنوب السودان احتضن كل من فر من جحيم الحرب في السودان، وأنه قدم لأبناء السودان الذين استقروا فيه دفئًا وكرمًا، مشددًا على أن العلاقة بين البلدين ستظل مرتبطة بالتاريخ والجغرافيا والثقافات المتمازجة.
كما أشار يوسف إلى أن الأحداث التي شهدها جوبا ضد السودانيين تظل أحداثًا مستنكرة، وأشاد بوقفة قطاع واسع من أبناء الجنوب ضد هذه الأعمال، إضافة إلى جهود حكومة جنوب السودان في التصدي لها بحزم وسرعة.
وأردف يوسف أن الحرب التي تدمر البلاد حاليًا هي امتداد لحروب السودان منذ عام 1955، مشيرًا إلى أن ذلك يكشف عن العجز في معالجة جذور القضايا بطريقة منصفة وشاملة وعقلانية، بعيدًا عن فرض مشاريع أحادية عبر فوهة البندقية.
وأضاف أن انقلاب الجبهة الإسلامية القومية قاد إلى تقسيم البلاد، وخلّف إبادة جماعية في دارفور ومجازر بشعة في جبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان.
وأوضح يوسف أن حملة مشروع الحركة الإسلامية الإرهابي يواصلون إشعال الحروب في البلاد سعيًا لاستمرار مشروعهم الدموي الذي لم يسلم منه أحد.
وأكد أن ثورة ديسمبر المجيدة مثلت فرصة لإنهاء هذا المشروع الظلامي، ولتصالح أهل السودان شمالًا وجنوبًا مع ماضيهم وحاضرهم، بهدف بناء مستقبل أفضل للجميع.
وقال يوسف إن أولى زيارات رئيس وزراء الثورة، عبد الله حمدوك كانت للعاصمة الجنوب سودانية لجوبا، حيث ساهمت جوبا في وقف الحرب في السودان.
وضع حد لأخطاء الماضيوأكد أن الثورة جاءت لتنهى عصور الظلام، وأشار إلى أن الحرب هي آخر محاولة لإجهاض الفرصة التاريخية لوضع حد لأخطاء الماضي وفتح صفحة جديدة لا دماء فيها ولا قهر ولا كراهية ولا عنصرية. وأكد أن السودان يجب أن يكون وطنًا يسع جميع قومياته بعدالة وإنصاف.
والأيام الماضية، شهدت ولاية الجزيرة، وتحديدًا منطقة الكنابي، سلسلة من الانتهاكات يُزعم أن القوات المسلحة السودانية والمليشيات المتحالفة معها ارتكبتها ضد المدنيين. تضمنت هذه الانتهاكات عمليات قتل وتنكيل، لجموعات عرقية وإثنية معينة، خاصة من سكان الكنابي.
وأثارت هذه الأحداث ردود فعل غاضبة على الصعيدين المحلي والدولي، حيث أدانت منظمات حقوق الإنسان هذه التصرفات واعتبرتها جرائم حرب.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعًا مسلحًا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن أزمات إنسانية خانقة شملت مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين داخليًا وخارجيًا.
وقد زادت هذه الحرب من تعقيد الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، وسط دعوات دولية متواصلة لإيجاد حل سلمي ينهي المعاناة ويعيد الاستقرار للسودان.
الوسومانتهاكات الجيش السوداني بولاية الجزيرة حرب الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرة فی السودان
إقرأ أيضاً:
عيد القيامة في غزة.. بين ذكريات الحرب وأمل التجدد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد عيد القيامة من أهم الأعياد المسيحية، حيث يمثل قيامة المسيح وفقًا للعقيدة المسيحية، وفي غزة تعيش أقلية مسيحية صغيرة لكنها متجذرة، يحمل العيد معاني تتجاوز الاحتفالات الدينية، ليصبح رمزًا للصمود والأمل، خاصة بعد الحرب التي مرت بها المنطقة، هذا العام، وبعد انتهاء الحرب، وتأتي احتفالات عيد القيامة وسط تحديات كبيرة ولكن بروح متجددة.
وقبل اندلاع الحرب، كانت احتفالات عيد القيامة في غزة تقام في الكنائس، وأبرزها كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية، حيث يجتمع المصلون لأداء الصلوات، ويتبادلون التهاني داخل الكنيسة وفي منازلهم على الرغم من القيود المفروضة على التنقل، كان البعض يتمكن من السفر إلى بيت لحم أو القدس للمشاركة في الاحتفالات هناك، لا سيما لحضور "النور المقدس" في كنيسة القيامة.
وكانت الاحتفالات تشمل بعض التقاليد الاجتماعية مثل تحضير الحلويات التقليدية، وزيارات العائلات، ومشاركة فرحة العيد مع الجيران، سواء مسيحيين أو مسلمين، في تعبير عن التعايش الذي يميز المجتمع الغزي.
وأثرت الحرب التي شهدتها غزة العام الماضي بشكل عميق على جميع نواحي الحياة، بما في ذلك الاحتفالات الدينية، وفي عيد الميلاد الأخير، لم تكن هناك زينة ولا احتفالات في الشوارع، بل اقتصر الأمر على الصلوات داخل الكنيسة، مع مشاعر الحزن والقلق بسبب الدمار والخسائر التي طالت الجميع.
ولم تكن كنيسة القديس برفيريوس نفسها بمنأى عن آثار الحرب، حيث تعرضت أجزاء منها للضرر، واضطر العديد من المسيحيين للنزوح أو فقدان منازلهم، مما جعل الاحتفالات تقتصر على الجانب الروحي دون أي مظاهر فرح خارجية.
والآن وعقب انتهاء الحرب، يدخل المجتمع المسيحي في غزة مرحلة جديدة، حيث يحمل العيد هذا العام طابعًا مختلفًا، حيث إن هناك محاولات لإعادة بناء الحياة، وهو ما ينعكس على الطريقة التي ستُقام بها الاحتفالات:
1-عودة القداسات الجماعية: من المتوقع أن تكون كنيسة القديس برفيريوس مركزًا رئيسيًا للاحتفالات، حيث سيجتمع المصلون للصلاة واستذكار قيامة المسيح وفقا للعقيدة المسيحية، مع طقوس تشمل الترانيم والصلوات الجماعية.
2- إمكانية المشاركة في احتفالات القدس وبيت لحم: بعد انتهاء الحرب، هناك أمل في أن يُسمح لبعض المسيحيين بالسفر إلى بيت لحم أو القدس لحضور الاحتفالات الأكبر، رغم أن ذلك يعتمد على القرارات السياسية والتنظيمات الأمنية.
3-رمزية العيد هذا العام: عيد القيامة يمثل الانتصار على الموت، وهو معنى يحمل صدى قويًا في غزة بعد الحرب، قد تكون الاحتفالات هذا العام مختلفة، ليس فقط كعيد ديني، ولكن كرسالة أمل في بداية جديدة بعد الدمار.
4- التحديات المتبقية: رغم انتهاء الحرب، لا تزال هناك صعوبات، مثل إعادة إعمار المنازل والكنائس، وتأمين الاحتياجات الأساسية للأسر المتضررة، مما قد يؤثر على قدرة البعض على الاحتفال بشكل طبيعي.
وهذا العام، عيد القيامة في غزة ليس مجرد احتفال ديني، بل لحظة استثنائية تعكس قدرة الناس على النهوض مجددًا رغم الجراح ستظل الاحتفالات متواضعة، لكن أهميتها المعنوية تفوق أي مظاهر خارجية، فهي تذكير بأن بعد كل معاناة، هناك أمل في القيامة والتجدد.