رحيل أحد رموز العلم والدعوة في السعودية.. التفاصيل الكاملة لوفاة الشيخ المباركي
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
شهد العالم الإسلامي حدثًا مؤلمًا برحيل الشيخ الجليل أحمد بن علي المباركي، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، عن عمر ناهز 78 عامًا.
وفاة الشيخ المباركي شكلت خسارة كبيرة للساحة العلمية والدعوية، حيث كان رمزًا للعلم الشرعي الراسخ، والتقوى، والاعتدال.
سبب وفاة الشيخ أحمد بن علي المباركيتوفي الشيخ أحمد المباركي بعد صراع طويل مع المرض الذي عانى منه خلال السنوات الأخيرة، ورغم حالته الصحية المتدهورة، لم يتوقف عن تقديم دروسه العلمية وإرشاد طلابه، ما يعكس إصراره على نشر العلم وخدمة الدين حتى آخر لحظات حياته.
ولد الشيخ أحمد المباركي في منطقة جازان، جنوبي المملكة العربية السعودية، ونشأ في أسرة عُرفت بالتقوى والعلم. منذ صغره، أظهر نبوغًا لافتًا في العلوم الشرعية، حيث أتم حفظ القرآن الكريم ودرس على أيدي كبار العلماء في المملكة.
واصل مسيرته التعليمية حتى حصل على درجة الدكتوراه في الفقه وأصوله، ليصبح من أبرز علماء المملكة، وشغل مناصب علمية ودينية هامة، منها:
عضو هيئة كبار العلماء.عضو إدارة البحوث العلمية والإفتاء.عضو المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي.موعد صلاة الجنازةأعلنت أسرة الشيخ أن صلاة الجنازة ستقام عصر يوم السبت في جامع الراجحي بحي الجزيرة بمدينة الرياض، على أن يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة النسيم. وسيتم استقبال العزاء في منزله بحي السليمانية.
المسيرة العلمية للشيخ المباركيبدأ الشيخ المباركي مسيرته العلمية في مدارس جازان التقليدية، حيث تلقى علوم الشريعة على يد مشايخها، ثم واصل دراسته في المعاهد والكليات الشرعية حتى أصبح مرجعًا في الفقه وأصوله.
أسلوبه العلمي والدعويتميز الشيخ المباركي بالاعتدال والوسطية، حيث جمع بين الفهم العميق للنصوص الشرعية ومراعاة متطلبات الواقع المعاصر. لم يكن متشددًا أو متساهلًا، بل عُرف بتوازنه الذي يعكس رسالة الإسلام السمحة.
كان محبًا لطلبة العلم، حيث كان يبسط لهم المسائل الفقهية المعقدة بأسلوب سهل وميسر. وبفضل علمه وتواضعه، خرج على يديه أجيال من العلماء والباحثين الشرعيين.
أبرز مؤلفاتهترك الشيخ المباركي إرثًا علميًا كبيرًا شمل كتبًا وأبحاثًا أثرَت المكتبة الإسلامية. من أبرز أعماله:
"مبادئ الفقه وأصوله": كتاب تعليمي يُستخدم في المؤسسات الشرعية."الاعتدال في الأحكام الفقهية": دراسة تناولت منهج الوسطية في الفقه."الاجتهاد في العصر الحديث": بحث يناقش أفق الاجتهاد في القضايا المعاصرة.شارك الشيخ في العديد من المؤتمرات والندوات داخل المملكة وخارجها، وأسهم في صياغة قرارات شرعية هامة كان لها تأثير واسع النطاق.
دوره في المجتمعلم يقتصر دور الشيخ على التدريس والبحث، بل كان ناشطًا في تعزيز القيم الإسلامية ودعوة الناس إلى التمسك بتعاليم الدين. دعا إلى الوحدة بين المسلمين ونبذ الفرقة، وحرص على تعزيز العلاقة بين العلماء وولاة الأمر، مؤكدًا على أهمية العمل الجماعي لخدمة المجتمع.
رحيل العالم الجليلبوفاة الشيخ أحمد المباركي، تفقد المملكة والعالم الإسلامي عالمًا ربانيًا كرس حياته لخدمة الدين، سيبقى اسمه خالدًا في قلوب محبيه وطلابه، وستظل أعماله نبراسًا يُضيء طريق الباحثين عن العلم والهداية.
نسأل الله أن يتغمد الشيخ أحمد المباركي بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
بعد توجيه الرئيس السيسي دعاة الأوقاف للاقتداء به.. من هو الإمام السيوطي؟
الإمام السيوطي.. في إطار فعاليات حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، رسالة هامة إلى الأئمة الجدد، دعاهم فيها إلى الاقتداء بالإمام جلال الدين السيوطي كنموذج يحتذى به في العلم والتفاني، مؤكدًا أن الإمام السيوطي قدم مساهمة استثنائية في مجال العلم والدين من خلال تأليف 1164 كتابًا في مختلف المجالات العلمية والدينية.
في هذا السياق، تستعرض «الأسبوع» سيرة الإمام جلال الدين السيوطي، الذي يُعد واحدًا من أبرز العلماء في تاريخ الأمة الإسلامية.
من هو الإمام السيوطي؟وُلد الإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، في القاهرة عام 849 هـ (1445م)، وكان واحدًا من أعظم العلماء في تاريخ الإسلام، حيث نشأ في أسرة علمية، واشتهر والده بمكانته العلمية، ورغم فقدانه لوالده في سن مبكرة، فقد أظهر السيوطي تفوقًا ملحوظًا في العلوم الدينية والعلمية منذ طفولته.
وعُرف الإمام السيوطي بغزارة علمه وكثرة مؤلفاته، حيث تخصص في علوم القرآن والتفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والأدب.
يقول السيوطي عن نفسه: «رُزقت التبحر في سبعة علوم.. التفسير، الحديث، الفقه، النحو، المعاني، البيان، والبديع»، وفضلاً عن ذلك، فقد كان له إسهامات بارزة في أصول الفقه، الجدال، والقراءات، مما جعله موسوعة علمية حية في عصره.
أبرز مؤلفات الإمام السيوطيوترك الإمام السيوطي، العديد من المؤلفات التي لا يزال الكثير منها مرجعًا أساسيًا في مختلف التخصصات، ومن أبرز مؤلفاته في مجال التفسير وعلوم القرآن: «الإتقان في علوم التفسير»، «مفاتح الغيب في التفسير»، «الإكليل في استنباط التنزيل»، بالإضافة إلى مؤلفاته في الحديث مثل «الجامع الصغير من حديث البشير النذير».
كما قدم «السيوطي» دراسات معمقة في النحو والأدب من خلال مؤلفاته مثل «الأشباه والنظائر» في النحو وفي أصول الفقه.
منهج السيوطي في العلم والتعلموكان الإمام السيوطي، نهجًا فريدًا في تعلم العلم، حيث كان يختار العلماء بعناية فائقة للجلوس إليهم وتلقي العلم، فقد تتلمذ على يد العديد من العلماء البارزين مثل محيي الدين الكافيجي وشرف الدين المُنَاويّ و تقي الدين الشبلي وغيرهم من العلماء، ولم يقتصر «السيوطي» على الرجال فقط في تعلمه، بل كان له أيضًا شيوخ من النساء اللاتي بلغن الغاية في العلم مثل آسية بنت جار الله وخديجة بنت فرج الزيلعي.
إمام في العبادة والتصنيف
ومع تقدم عمره، قرر الإمام السيوطي اعتزال الناس وتفرغ للعبادة والتأليف، حيث عاش سنواته الأخيرة في منطقة «روضة المقياس» في القاهرة، مكتفيًا بتصنيف مؤلفاته وترك الإفتاء.
وتوفي السيوطي عن عمر ناهز 61 عامًا في 911 هـ (1505م)، ليترك وراءه إرثًا علميًا عظيمًا ما زال يشع في كافة فروع المعرفة الإسلامية.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية: الرئيس السيسي يولي اهتمامًا كبيرًا بتوفير حياة كريمة للمواطن
بعد إشادة الرئيس السيسي.. شروط الالتحاق بالأكاديمية الوطنية للتدريب
مصطفى بكري يهاجم صحيفة «الجارديان» بعد وصفها الرئيس السيسي بـ «المؤقت»