البقاع- بعد انتظار، استطاع اللبناني محمد الحاج الحصول على صنف واحد من أصل 3 يحتاجها من أحد مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة اللبنانية في البقاع الغربي، وقال إنها "أدوية أحتاجها، لأنني أعاني من ضغط الدم، والسكري، والغدد الصماء".

وتدعم وزارة الصحة اللبنانية 60 مركزا في البقاع، و85 مركزا في الجنوب، تقدم عبرها رعاية صحية إلى محتاجيها.

إلا أن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 وحتى الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي استمر شهرين حتى وقف إطلاق النار بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وما خلفه من دمار واسع لم تسلم منها بعض المراكز الصحية، ضاعف معاناة العائدين إلى قراهم، وبخاصة المرضى منهم.

ويضطر محمد الحاج إلى شراء ما تبقى من أدويته من الصيدليات الخاصة، أما عندما يتعرض لمضاعفات صحية "فلا حل أمامي سوى المستشفيات الخاصة، لانعدام أقسام الطوارئ في المراكز الصحية هنا". ويضيف أن دخول مستشفى خاص بالنسبة لأمثاله من ذوي الدخل المحدود "خيار كارثي"، يدفعه للاستدانة من أصدقائه.

تقديم الخدمة الصحية لكبار السن في مركز سحمر التابع لوزارة الصحة اللبنانية (الجزيرة) عبء وخسائر

بدوره، اشتكى جهاد عجرم من عدم توفر تجهيزات خاصة بطب العيون في مراكز صحية قريبة من مكان سكنه، وقال للجزيرة نت "هذا الواقع دفعني لزيارة مركز تخصصي خاص بطب العيون لإجراء فحوص مخبرية، أعقبها إجراء عملية طارئة في عيني اليمنى، مما رتب عليّ أعباء مادية كبيرة".

وعبر عن أمله في دعم المراكز الصحية بكل الاختصاصات، وتجهيزها بما يلبي حاجة المرضى في منطقة "ترزح تحت عبء اقتصادي هائل، وثقل خسائر بشرية ومادية بفعل الاعتداءات الإسرائيلية"، كما قال.

والمراكز الصحية في الجنوب أو البقاع، هي غالبا من تجهيز مبادرات أهلية محلية، أبصرت النور في فترات متباعدة زمنيا، وأنشأتها جمعيات تعنى بالخدمات الصحية والاجتماعية. وعملت وزارة الصحة على رعايتها، ووضعت لها خطة دعم مادي وعيني ضمن المتاح.

أحمد كريم تحدث عن دور المراكز الصحية في توفير الرعاية الطبية للنازحين خلال الحرب (الجزيرة) احتياجات

يقول أحمد كريم، مدير مركز سحمر المنبثق عن الجمعية اللبنانية للرعاية الصحية والاجتماعية، "نستقبل الحالات الباردة (غير الطارئة) فقط، ونؤمن خدمات كاملة للمرضى من الأطفال، كمرضى الصحة العامة، وطب النساء، وأمراض القلب والشرايين، بتكلفة لا تتجاوز دولارا واحدا بدل المعاينة".

إعلان

وتصل تكلفة المعاينة أو الكشف الطبي إلى 7 دولارات تغطي غالبيتها الهيئة الطبية الدولية، إسهاما منها بدعم المستوصفات الشعبية والمرضى على السواء، في حين تتولى وزارة الصحة توفير أدوية ولقاحات بشكل دائم.

وبعدما ذكّر بدور مراكز الرعاية الاجتماعية في الجنوب والبقاع الغربي خلال الهجمات الإسرائيلية، من حيث توفير الرعاية الطبية والدواء للنازحين. قال كريم "نأمل من الوزارة والهيئات الدولية المانحة، مساعدتنا لإنشاء وتجهيز قسم طوارئ ومختبر وأشعة وسيارة إسعاف وسيارة نقل، وتأمين كهرباء على مدار الساعة، وسد النقص الهائل في الأدوية المزمنة".

ولا يعود السبب في نقص أدوية الأمراض المزمنة في عدم توفر بعض أصنافه في وزارة الصحة، أو لدى الهيئات الدولية المانحة، بل من ارتفاع عدد محتاجيه أيضا، وفق ما قالت مديرة قسم الصيدلة في مركز سحمر الطبي، ولاء الخشن.

وأضافت في حديث للجزيرة نت "عدد المرضى في ازدياد، نحن نغطي 6 قرى يصل عدد سكانها إلى 25 ألفا، بينهم 400 مصاب بأمراض مزمنة يقصدون صيدليتنا، وأعتقد أن واقعنا يشبه واقع باقي المراكز المماثلة في الجنوب والبقاع".

دعم دولي

وتمكنت مراكز الرعاية الصحية الأولية من الصمود في ظل الاعتداءات الإسرائيلية من جهة، وضغط الأزمات الاقتصادية المتلاحقة والمترابطة في لبنان بفضل مبادرات هيئات دولية قدمت على مدى السنوات الماضية مساعدات مادية وعينية.

وفي هذا الإطار، أكدت سارة ناجي نائبة مدير مكتب البقاع بالهيئة الطبية الدولية أن الهيئة تدعم مراكز الرعاية الصحية الأولية "من الألف حتى الياء"، وقالت للجزيرة نت "دعمنا يشمل الرُزم الطبية المؤلفة من رزمة الصحة والعافية، والصحة الإنجابية، والأمراض المزمنة، والحالات الحادة".

وأشارت إلى تقديم دعم مادي لتخفيض التكلفة عن كاهل المريض في 11 مركزا صحيا في البقاع، وتدريب وتنمية مهارات أعضاء المراكز، وتوفير الأدوية، بالتعاون مع وزارة الصحة وجمعية الشبان المسيحية.

عيادة الأطفال في مركز مشغرة الصحي بالبقاع (الجزيرة)

وتعمل الهيئة بالشراكة مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وتتلقى تمويلا من عدة جهات مثل الاتحاد الأوروبي وغيره. وتقدم الدعم لشبكة مستوصفات تقدم الرعاية الصحية الأولية وتابعة لوزارة الصحة العامة اللبنانية.

إعلان

وهذه الشبكة تضم 310 مراكز صحية منتشرة في المحافظات اللبنانية كافة. وبعضها تضرر كليا أو جزئيا في الجنوب اللبناني، خاصة في قرى الشريط الحدودي، ومنها: الخيام، وعيتا الشعب، ويارون، وصور، وجويا، وشقرا وغيرها.

وقالت مديرة دائرة شبكة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة الدكتورة رندة حمادة إن الشبكة تعمل لسد أي نقص حاصل حاليا على مستوى الأدوية التقليدية والمزمنة، وختمت بالتأكيد على "الاهتمام المضاعف بالمراكز التي كانت عرضة لأوضاع استثنائية بفعل الاعتداءات الإسرائيلية، لا سيما في مناطق الجنوب، والبقاع الغربي، وبعلبك الهرمل، والضاحية الجنوبية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الاعتداءات الإسرائیلیة الرعایة الصحیة الأولیة المراکز الصحیة مراکز الرعایة وزارة الصحة فی البقاع فی الجنوب

إقرأ أيضاً:

الرعاية الصحية: تدشين أول مركز لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر

 التقى الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، وفد شركة (BCG) Boston Consulting Group للاستشارات الإدارية وممثلي الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، يأتي ذلك في دعم جهود التعاون المصري الياباني لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية في مختلف القطاعات، لا سيما القطاع الصحي.


وقال الدكتور أحمد السبكي إن الاجتماع تناول سبل التعاون التقني والفني بين هيئة الرعاية الصحية وشركة BCG وجايكا لتفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، وأوضح أن الهيئة تمتلك قاعدة بيانات ضخمة تشمل أكثر من 6 ملايين ملف طبي إلكتروني و500 مليون صورة أشعة مؤرشفة، مما يعزز قدرتها على تحسين جودة الخدمات الصحية وتطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر.


وأوضح السبكي أنه تم الاتفاق مبدئيًا على توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الرعاية الصحية وشركة BCG لتحديد أولويات الهيئة والمشروعات ذات القيمة، بما يتماشى مع تطلعات منتفعي التأمين الصحي الشامل. وأكد البدء الفوري في تطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم التخطيط الصحي، إدارة الأشعة، التطبيب عن بُعد، إدارة العمليات غير الطبية داخل المنشآت، والاكتشاف المبكر للأمراض.


وأكد السبكي أن الهيئة تمتلك بنية تحتية مؤهلة وثقافة رقمية متقدمة تمكنها من تفعيل تقنيات الذكاء الاصطناعي في منشآتها الصحية. وأضاف أن التوسع المرحلي لمنظومة التأمين الصحي الشامل بحلول عام 2030 سيشمل إنشاء 6000 وحدة ومركز لطب الأسرة و1000 مستشفى، مما سيمكن الهيئة من إدارة المنشآت الصحية بفعالية عالية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.


وأشار إلى أن الهيئة بصدد تدشين أول مركز لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر وإفريقيا بمحافظة الإسماعيلية خلال العام الجاري. وسيتم تشغيل المركز على ثلاث مراحل أساسية تشمل الاستعانة بالخبراء والمبرمجين، ثم بناء القدرات البشرية اللازمة لتشغيل المركز، وصولًا إلى إنشاء مركز تميز للهيئة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي خلال خمس سنوات، ليكون منصة لعرض قصص النجاح الملهمة ونقل الخبرات.


وأضاف السبكي أن أنظمة إدارة المباني باستخدام الذكاء الاصطناعي حققت نتائج ملموسة بالفعل، حيث أسهمت في تخفيض تكاليف استخدام الطاقة بمجمع السويس الطبي بنسبة 25%، وأكد أن الهيئة تمتلك مخزونًا معلوماتيًا ضخمًا وبنية تحتية متطورة تجعلها مؤهلة لتفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي فورًا داخل منشآتها الصحية.


وثمّن رئيس هيئة الرعاية الصحية دور شركة BCG في دعم المشروعات الكبرى التي تتطلب نماذج أعمال مبتكرة وخططًا استراتيجية لتحقيق الأهداف المرجوة ، مشيدًا بدور الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) كشريك نجاح في تحديث النظام الصحي المصري، مؤكدًا أهمية استمرار التعاون مع جايكا لتوطين أحدث الخبرات الدولية في القطاع الصحي، باعتبار اليابان أحد أبرز شركاء التنمية في مصر.


من جانبهم، أكدوا وفد شركة BCG التزامهم الكامل بدعم خطط تحسين الأداء في مختلف القطاعات، لا سيما القطاع الصحي، من خلال تقديم استشارات وحلول مبتكرة تعزز الاستدامة وتحسن الخدمات. 


فيما أعرب ممثلو جايكا عن سعادتهم بجودة تنفيذ المشروعات الصحية اليابانية في مصر، مشيدين بالطرق المبتكرة التي تم اعتمادها لتطوير النظام الصحي وتحقيق نقلة نوعية في جودة الخدمات المقدمة.


هذا، وشارك الاجتماع من هيئة الرعاية الصحية كل من الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة، الدكتور مجدي بكر، مستشار رئيس الهيئة للشؤون الفنية، الدكتور محمود الشحات، مدير عام الإدارة العامة للمراجعة الداخلية، الدكتور مصطفى شعبان، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الصحية والعلاجية، الدكتور محمد سامي، مساعد المدير التنفيذي لشؤون التشغيل، الدكتورة مي مليجي، مدير عام الإدارة العامة لنظم المعلومات والتحول الرقمي، الدكتور شادي فرحات، رئيس وحدة التطوير والابتكار وريادة الأعمال، الدكتور مهند عاطف، مدير إدارة الدراسات والبحوث، الدكتورة هبة عبد العزيز، مدير إدارة الإحصاء والتقارير، الدكتورة مي أبو الفتوح، المشرف العام على الرقابة على سلامة المرضى.


فيما شارك في الاجتماع عدد من قيادات شركة BCG مصر، من بينهم فرانسيسكو بوذي وأدهم أبو زيد، مديري مكتب شركة BCG في مصر، وفريد عبد الرحمن، استشاري بالشركة، كما حضر الاجتماع عبر تقنية الزووم كل من أحمد عبد العظيم، مدير المشروع بـ BCG، وملك مصطفى، استشاري بالشركة، إلى جانب أحمد الجيزي، مسؤول برامج الصحة في الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: ربع سكان العالم يواجهون أعباء مالية بسبب الإنفاق الصحي
  • وكيل وزارة الصحة بالمنوفية يتفقد سير العمل بإدارة قويسنا الصحية
  • السلطات الصحية في غزة: مقتل 81 شخصا بغارات إسرائيلية منذ الإعلان عن الاتفاق
  • صحة غزة تنشر إحصائية شهداء العدوان الإسرائيلي
  • الرعاية الصحية: تدشين أول مركز لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر
  • «الصحة العالمية»: غزة تحتاج إلى دعم طبي هائل ومساهمة الشركاء في الرعاية الصحية
  • "المصرية اللبنانية": الصحة من أهم الوزارات المرتبطة بالمواطن في المقام الأول
  • المصرية اللبنانية: النهوض بالمنظومة الصحية يتطلب شراكة حقيقية وفعالة للقطاع الخاص
  • المصرية اللبنانية: النهوض بالمنظومة الصحية يتطلب رفع نسبة مساهمة القطاع الخاص