تقارير تحليلية: الميليشيات المسلحة مستمرة بتأثيراتها السلبية على ليبيا
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
ليبيا – سلط تقريران تحليليان الضوء على التأثيرات السلبية الكبيرة لاستمرار وجود الميليشيات المسلحة بصراعاتها العديدة على مستقبل ليبيا.
التقريران اللذان نشرهما القسم الإخباري الإنجليزي في شبكة “دي دبليو” الإخبارية الألمانية و”راديو فرنسا الدولي” وتابعتهما وترجمتهما صحيفة المرصد نقلا عن خبراء في الشأن الليبي تأكيدهم أن نسبية الهدوء الأمني في ليبيا لا تعني غياب هذه التأثيرات.
وبحسب التقريرين تطورت بنية تكوينية هذه الجماعات المدعومة محليا وخارجيا في ظل فشل إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية من شأنها توحيد البلاد مؤكدان أنها تكاثرت وتطورت وحصلت على تمويل حكومي وتحولت لجزء من مؤؤسات أمن الدولة الناشئة.
وأضاف التقريران إن عدم وجود حكومة مدنية موحدة يعني عدم وجود سيطرة حقيقية على العدد المتزايد للميليشيات المسلحة المتقاتلة مع بعضها في سياق تنافس على النفوذ والثروات فضلا عن مضايقتها علانية سياسيين ومدنيين وجماعات حقوقية.
ووفقا للتقريرين دار الصراع الأخير بين اللواء 444 وقوة الردع الخاصة حول التنافس والنفوذ لا علاقة له بالانقسام السياسي فالجماعتان المسلحتان تدافعان في الواقع في المقام الأول عن مصالح قادتهما أو أعضائهما أو قاعدتهما الاجتماعية وتتهربان من سيطرة الدولة.
ونقل التقريران عن صحفي طرابلسي رفض الكشف عن اسمه خوفا من التداعيات قوله:”يرتبط اللواء 444 شكليا بوزارة الدفاع ويتمتع بسمعة طيبة نسبيا فالعديد من الناس العاديين يفضلوه على الميليشيات المسلحة الأخرى لسلوكه الأكثر احترافا في العمل الأمني”.
وبين التقريران إن قوة الردع الخاصة تعمل بصفة قوة شرطة فيما تمر هي وباقي الميليشيات المسلحة بعملية مأسسة بعد أن وصل ممثلوها لأعلى المستويات بالأجهزة الأمنية والعسكرية والمدنية مع ممارستها نفوذا هائلا على من يحصل على التعيينات الرئيسية وكيفية توزيع الموارد.
وأضاف التقرير أن الميليشيات المسلحة تلعب بمهارة على عدم أمان السياسيين ونقص شرعيتهم وعجزهم العام عن إثراء أنفسهم وترسيخ مواقعهم داخل المؤسسات ما يعني إن هؤلاء مدينون بالفضل لهذه الجماعات غير القادرة على الفوز بالسيطرة المطلقة.
وتحدث التقرير عن وجهة نظر المحلل السياسي “ريانون سميث” المبنية على أساس عدم سيطرة حكومة تصريف الأعمال على الأوضاع في ظل حالة من عدم الاستقرار المستقر فالوضع السياسي لا يزال غير مؤكد للغاية.
ووفقا لرؤية “سميث” هنالك الكثير من الانقسامات في وقت تزداد فيه قوة الجماعات المسلحة الرئيسية من دون اشتباكات واسعة النطاق فالتنافس أصبح أكبر وأكثر أهمية مع اندماج العديد منها بالتزامن مع نيلها قوة ونفوذا متزايدان.
وبحسب المحللة السياسية تهاني المقربي يمثل الـ444 نموذجا عسكريا منظما لاحتوائه على جنود سابقين من الجيش الليبي وامتلاك قيادتهم نفوذا كبيرا في وقت يؤكد فيه “سميث” أن ذلك يظهر بقاء القضايا المتعلقة بمن يسيطر على الأمن عالقة.
وقال “سميث” إن الوضع السياسي لا زال مؤثرا هو الآخر ما يعني أن تصعيدا مماثلا في القتال يمكن أن يصبح أكثر تواترا في وقت بين فيه التقرير إن الفصائل المسلحة تستولي بشكل تدريجي على ليبيا مما يؤثر على التعيينات السياسية العليا وتوزيع موارد الدولة.
وأكد التقريران أن التحدي الماثل الآن هو إعادة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتأخرة طويلا إلى مسارها الصحيح مشترطان لتحقق ذلك إصدار سلسلة من القوانين ووضع حكومة انتقالية موضع التنفيذ ما يعني بروز صعوبة جديدة وخلق مزيد من الانقسامات.
واتهم التقريران الفاعلين الحاليين بالتمسك بالسلطة في وقت تخلى فيه المجتمع الدولي عن المرحلة الانتقالية فيما ألقت المقربي بلائمة ما يحصل على انقسام قادة أوروبا وتقاعسهم لا سيما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المیلیشیات المسلحة فی وقت
إقرأ أيضاً:
كارثة إنسانية تهدد اليمن.. تقارير أممية تكشف أرقامًا صادمة!
شمسان بوست / خاص:
حذرت بيانات حديثة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن، خاصة في سبع محافظات، أغلبها خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي. وأكدت المنظمة أن وقف المساعدات الخارجية الأميركية قد يزيد من تفاقم الأزمة خلال الأشهر المقبلة.
ارتفاع معدلات الجوع في مختلف المناطق
أظهرت التقارير أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن ارتفع بنسبة 1% في يناير 2025 مقارنة بنهاية العام الماضي، حيث لا تزال الأزمة حادة في كل من المناطق الخاضعة للحكومة وتلك التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. وسجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في محافظات الجوف، حجة، الحديدة، عمران، صنعاء (الخاضعة لسيطرة الحوثيين)، إلى جانب مأرب (التي يسيطرون على أجزاء منها) ولحج (الخاضعة بمعظمها للحكومة).
ووفقًا للبيانات، فإن 53% من السكان في مناطق الحكومة يعانون من استهلاك غير كافٍ للغذاء، بينما بلغت النسبة 43.7% في مناطق الحوثيين، ما يعني أن أسرة واحدة من كل أسرتين تواجه صعوبة في الحصول على احتياجاتها الغذائية. كما أن 20% من الأسر تعاني من الحرمان الغذائي الشديد، بواقع 24% منها في مناطق الحكومة و19% في مناطق الحوثيين.
تداعيات وقف المساعدات الأميركية
رجحت “فاو” أن يؤدي قرار وقف المساعدات الأميركية إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث كانت واشنطن قد قدمت خلال السنوات الماضية مساعدات تجاوزت 5.9 مليارات دولار منذ 2014. ومع إعلان الإدارة الأميركية الجديدة وقف دعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قد تتأثر البرامج الإغاثية التي توفر الغذاء والمساعدات الأساسية لملايين اليمنيين.
انهيار القطاع الصحي وارتفاع وفيات الأمهات
إلى جانب أزمة الغذاء، يواجه اليمن واحدة من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة، حيث تسجل 183 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة، وفق بيانات أممية أخرى. وأوضحت التقارير أن 40% من المرافق الصحية أصبحت خارج الخدمة، بينما يعاني القطاع الصحي من انهيار حاد بسبب الحرب وتوقف رواتب العاملين.
وبسبب نقص الكوادر المدربة، وضع صندوق الأمم المتحدة للسكان برامج تدريبية لتعزيز الرعاية الصحية للأمهات، استفادت منها أكثر من 400 ألف امرأة في المناطق النائية، وساعدت 50 ألفًا منهن على تلقي الرعاية الصحية اللازمة.
أزمة اقتصادية تفاقم الوضع الإنساني
توقع تقرير “فاو” أن يزداد الوضع سوءًا خلال الأشهر القادمة، مع دخول ذروة موسم الجفاف واستمرار التدهور الاقتصادي، نتيجة انخفاض قيمة العملة الوطنية وارتفاع أسعار الغذاء، خاصة في مناطق الحكومة.
تحذيرات أممية واستمرار المعاناة
مع استمرار الحرب وتراجع الدعم الدولي، يواجه اليمنيون خطر تصاعد أزمة الجوع وتدهور الأوضاع الصحية، وسط غياب حلول جذرية قد تنهي معاناة الملايين.