عذاب الوقت الإضافي.. كيف ينتظر أهالي غزة بدء وقف إطلاق النار؟
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
يترقب أهالي قطاع غزة دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التفيذ بشكل رسمي ظهر الأحد المقبل، لوقف جرائم الإبادة المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا، وهو ما سيتيح لهم أخيرا العودة إلى بيوتهم أو حتى أراضيهم التي نزحوا منها أخيرا، نظرا للدمار الواسع وعمليات النسف الممنهجة لمختلف التجمعات السكنية.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عمل الاحتلال على تهجير سكان بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومدينة غزة إلى الجزء الجنوبي من القطاع، لما بعد منطقة تعرف باسم "وادي غزة"، ومن بعدها عمل على إنشاء منطقة عسكرية وممر يفصله لجزئين شمالي وجنوبي، أطلق عليه اسم "نيتسريم"، وهو واسم تجمع استيطاني سابق كان يوجد في غزة حتى عام 2005.
ولم يكتف الاحتلال بغزة، بل لاحق النازحين في محافظتي خانيونس ورفح جنوب القطاع وبعد المناطق في محافظات الوسطى، وطالبهم بإخلاء المنطقة لتنفيذ عمليات عسكرية، تزامنا مع استمرار جرائم الإبادة والتجويع والتنكيل بمن تبقى في شمال القطاع.
فرحة مسروقة
يقول محمد (35 عاما) إنه عمل على تجهيز "تحلاية" لأهله، وهو مصطلح يطلقه الفلسطينيون في قطاع غزة ضمن طقس الاحتفال بمناسبة معينة، ويكون بتناول صنف ما من الحلوى، وذلك في الصباح التالي من يوم إعلان التوصل إلى اتفاق وصفقة.
ويؤكد محمد لـ"عربي21" إن لم يتنكر أو أنه لا يشعر بتضحيات الناس وحزنهم وألمهم الشديد، قائلا: "أنا نفسي فقدت العديد من أفراد عائلتي وأصدقائي.. تدمر بيتي وخسرت مصدر رزقي ومتجري في مدينة غزة".
ويضيف أن كل هذا لم يمنعه من الشعور بلحظة سعادة وفرحة مؤجلة ومنتظرة تعلن عن انتهاء هذه الإبادة، قائلا: "نحتفل بفشل كسر الشعب الفلسطيني وبفشل مخطط التهجير الدائم وخطة الجنرالات وغيرها من المصطلحات التي سمعناها كثيرا وخشينا منها خلال شهور الحرب".
ويكشف أنه لم يجد مكونات تسمح بإعداد صنف "تحلاية" لذيذ، فقرر شراء دجاجتين مجمدتين بعد توفر لحوم الدجاج في الأسواق بسعر معقول، وهذا عقب شهور من غيابها وندرة دخول البضائع والمساعدات بفعل الاحتلال الإسرائيلي.
ويوضح "صنعنا منها وجبة مشويات، طبعا كل هذا كلّف الكثير من المال، لكن لا مشكلة، وصراحة قررنا سرقة لحظات من الفرحة التي قد لا تدوم ولا تنتهي بحسب ما نوقع، لأن القصف حاليا جنوني ويشبه ما كان يحصل في بداية الحرب، وكل شخص في غزة عاش على الأقل أربعة حروب سابقة يتوقع ذلك ويعرف أن القصف يكون على أشده في اللحظات الأخيرة".
"الوقت بدل الضائع"
أما كامل (29 عاما) فيقول إنه يخشى من اللحظات الأخيرة للحرب، وفي هذه الحالة هي ليست لحظات إنما أيام، موضحا "حتى فرحة الحصول على وقف إطلاق نار فوري حرمونا منها، والآن الكل خايف على نفسه وأهله من هذه الفترة الأخيرة".
ويكشف كامل لـ"عربي21" أنه "يخشى اللحظات الآخيرة عموما، سواء في مجال عمله الرياضي، حيث دائما ما يكون الوقت بدل الضائع مثيرا للقلق"، مشيرا إلى أن "الوقت بدل الضائع حاليا يمثل الأيام القليلة قبل تنفيذ الاتفاق، الخسارة تعني موت أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، أو حتى هدم ما تبقى من البيت، هذه الخسائر في آخر الوقت سيكون ألمها أكبر بعد صبر 15 شهرا".
ويوضح أنه عاش جميع فترات تصاعد العدوان على غزة منذ عام 2008 وأن اللحظات الأخيرة ربما يخاف منها بسبب ذلك، بعدما استشهد عمه في الساعات الأخيرة من تصاعد العدوان على غزة عام 2014، والذي استمر 51 يوما وجرى استئناف القتال لأيام قليلة سبقها تقريبا أسبوعين من الهدنة قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
"لا أحد يدري عنا"
تقول ديمة (34 عاما)، وهي فلسطينية من غزة تعيش في الخارج: إنها كانت رفقة أولادها في مكان للعب الأطفال بإحدى الدولة العربية لحظة الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفة "كنت أعلم أنه سيتم الإعلان عن مصير الصفقة خلال ساعات ورفضت الخروج لكن من التوتر الشديد وضجة الأولاد قررت أخذهم إلى الخارج".
وتضيف ديمة لـ"عربي21" أنها تابعت الإعلان عبر شاشة الهاتف بينما كانت المتاجر والمقاهي من حولها تعرض مباريات كرة القدم، قائلة: "جرى النطق بكلمات: وقف إطلاق النار في قطاع غزة، دون أن يؤثر ذلك بمن حولي أو حتى ربما أنهم لم يعرفوا أصلا".
وتكشف "وقتها اتصلت بأفراد عائلتي الذين في غزة.. باركت لهم وتمنيت رؤيتهم على خير قريبا بعد الحرب، ولم أتمالك نفسي وقلت لهم: والله ما حد داري عنا ولا حد تاثر ولا حتى عرف أنه الاتفاق صار".
وتوضح "كل ما أتمناه أن يقبوا بخير، وأنا أنام وأنا غير خائفة من الاستيقاظ على خبر مفجع، الإعلان عن الصفقة وانظار تطبقها بعد أيام عذاب إضافي لكل فلسطيني".
من ناحيتها، تقول عبير عبر صفحتها على منصة فيسبوك" إنها خائفة من الأخبار بشكل عام سواء من حدوث الهدنة أو فشلها، مؤكدة أنا ستبكي إذا فشلت وستبكي أكثر إذا تحققت، وذلك قبل ساعات من الإعلان القطري بالنجاح في التوصل إلى اتفاق.
وتضيف عبير في منشور آخر، "في حال تمت الهدنة بإذن الله، فليبقى فرحنا على خجل، ويجب أن يُفتح أكبر بيت عزاء في العالم، واقترحه أن يكون على امتداد شارع صلاح الدين لكل الشهداء، ولنعلن الحداد العام، ونبكي بكاءنا المؤجل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة وقف إطلاق النار الاحتلال الهدنة غزة الاحتلال هدنة وقف إطلاق النار المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
احتفالات في خان يونس بعد التوصل لوقف إطلاق النار في غزة
قال بشير جبر، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من خان يونس، إن الشارع الفلسطيني غمرته الفرحة بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة برعاية الجهود المصرية والقطرية.
وأشار إلى أنه منذ الإعلان عن توقيع إسرائيل وحماس على الاتفاق، بدأ الفلسطينيون في الخروج إلى الشوارع والساحات للاحتفال بهذا الإعلان.
التنسيقية تثمن دور مصر الريادي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزةبيان مصري قطري أمريكي بشأن توصل طرفي النزاع في غزة إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزينحماة الوطن يرحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. ويشيد بجهود مصروقف مخطط التهجير وإدخال المساعدات.. دور تاريخي لمصر في وقف العدوان على غزةالشارع الفلسطينيوأضاف جبر خلال مراسلته للقناة أن الشارع الفلسطيني في حالة ترقب للإعلان الرسمي عن تفاصيل الاتفاق، بفضل جهود الوساطة المصرية والقطرية.
وتابع قائلاً: "الكل ينتظر الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد 467 يومًا من حمام الدم المستمر، والذي أسفر عن استشهاد الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة."
واستطرد: "تجري الاحتفالات في منطقة خان يونس، وفي مختلف الشوارع والساحات في المحافظة الواقعة في جنوب قطاع غزة، التي تكتظ بالآلاف من النازحين الفلسطينيين، وهناك احتفالات مماثلة في المحافظة الوسطى بمدينة دير البلح، وفي مخيمات النصيرات والبريج."