مفتي الجمهورية من مسجد مصر الكبير| الفكر التكفيري يستبيح الأموال والأعراض .. الغش خيانة لله ورسوله والمؤمنين| فيديو
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
مفتي الجمهورية يلقي خطبة الجمعة من مسجد مصر الكبير
نظير عياد: التكفير أبرز سمات الفكر المتطرفالفكر التكفيري يستبيح الأموال والأعراضالخطأ في تكفير ألف كافر أهون من قتل مسلم واحدالغش خيانة لله ورسوله والمؤمنين
نشرت الفضائية المصرية، أول صلاة من مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعد ضمه لوزارة الأوقاف، بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
واختار الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، لإلقاء خطبة الجمعة الأولى من مصر مسجد مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعد ضمه لوزارة الأوقاف، وهذا يؤكد مكانة المسجد بوصفه صرحًا دعويًّا عالميًا.
وقال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن من أعظم ما امتن الله به على هذه الأمة، أن خصها بهذا الدين القويم الذي اشتمل على الخير للبشرية عامة وللمسلمين على وجه الخصوص.
وأضاف مفتي الجمهورية، في خطبة الجمعة الأولى من مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعد ضم المسجد بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى وزارة الأوقاف، أن هذا الدين الإسلامي، اشتمل على مقاصد كلية وقواعد ضرورية، تدفع إلى تحقيق المصلحة وتمنع من القدوم على المفسدة، وكل ذلك جلبا للخيرات للبلاد والعباد وتحقيقا لمبدأ الاستخلاف الذي خلق الله الناس له.
وتابع: ومع هذا فقد ابتليت هذه الأمة بجملة من العقبات والمخاطر التي كانت ولا زالت واحدة من أهم العوامل التي يمكن أن تقضي على آمالها وتفتح الطريق لآلامها، ومن هذه العقبات، عقبة التكفير التي هي من أبرز السمات للفكر المتطرف.
وأشار إلى أن عقبة التكفير هي عقبة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى هلاك العباد والبلاد، خصوصا وأن الإنسان ينبغي ألا يحكم عليه بالكفر إلا بقرينة واضحة وبرهان ساطع وذلك من خلال العلماء فضلا عن انتفاء الموانع كالجهل أو الخطأ أو الإكراه أو التأويل.
وأكد أن هذه المشكلة هي داء لكل أمة يمكن أن يلزم عنها الفناء للعباد والهلاك للبلاد، منوها أن من الآثار الخطيرة التي تعود على المجتمعات من جراء التسرع في إصدار لفظ التكفير على الناس دون حجة، هي انتهاك حرمات المسلم التي حذر منها الإسلام لما ينتج عنها من مفاسد.
وقال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن الفكر التكفيري يعمل على استباحة المال والعرض تحت مزاعم واهية وأقوال فاسدة وليس أدل على ذلك أن هذه الأقوال لا يراد من ورائها إلا التطاول على النفس والمال والعرض.
وأضاف مفتي الجمهورية، في خطبة الجمعة الأولى من مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعد ضم المسجد بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى وزارة الأوقاف، أن القرآن الكريم نوه إلى ضرورة العناية بها والمحافظة عليها وعدم العمل على وأدها، وقال تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).
وذكر أن المتأمل لهذه الآية يقف على عقوبة تلو الآخرى تتأتى من وراء الاستباحة للمال والنفس والعرض وفي هذا ما يدفع الإنسان منا إلى ضرورة التريث في إصدار الأحكام وعدم التسرع في نظرته إلى الناس، خاصة وأن النبي حذر من هذا الفكر فيقول النبي (والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا) وفي حديث آخر (من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله وبين عينيه آيس من رحمة الله).
وأضاف أن التعجل في تكفير الناس يلزم عنه العمل على ازدراء الناس واحتقارهم وهذه قضية خطيرة لأنها تتنافي مع طبيعة هذا الدين الذي ينظر إلى الناس بإجلال وإكرام، فأقر مبدأ الحرية الدينية
وأكد على أن التنوع والاختلاف سنة كونية، ودعا إلى مراعاة الكرامة الإنسانية وأشار إلى الوحدة في أصل الخلقة ثم جعل التفاوت بين الناس مرده إلى التقوى والعمل الصالح.
وقال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن الاستعلاء ثمة بارزة تؤدي إلى الإعجاب بالرأي والفساد في القول والجرأة في الحكم على الناس.
وأضاف مفتي الجمهورية، في خطبة الجمعة الأولى من مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعد ضم المسجد بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى وزارة الأوقاف، أن عرض الإسلام بغير حقيقته والدعوة إليه بخلاف ما هو عليه، هي إساءة لهذا الدين.
وأشار إلى أننا عندما نتوقف عند الفكر التكفيري نجد أنفسنا أمام نوع من الغلو والتطرف والتشدد واللامبالاة وسد اليسر أمام الناس وهو ما يتنافى مع طبيعة هذا الدين ويختلف تماما عن مقاصده.
وأكد أن التعرض بالتكفير للمصلين من أهل القبلة والحكم عليهم بالتكفير خطأ وخطر، والخطأ في تكفير ألف كافر أهون من قتل مسلم.
وأضاف أن التكفير يؤدي إلى الاختلاف وهو ما يتعارض لقول الله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) وقوله تعالى (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).
وتابع: علينا أن نعي هذا الخطر الذي يمكن أن يؤدي إلى استباحة الأموال والأنفس والأعراض وهي من المقاصد الكلية التي لا تستقيم الدنيا بدونها.
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن الغش خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، وقد نهى الله عن ذلك فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
وأضاف مفتي الجمهورية، في خطبة الجمعة الأولى من مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعد ضم المسجد بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى وزارة الأوقاف، أن النبي الكريم أعلن من باب الإقرار بخطورة الغش، أعلن نفي الإيمان والبراءة من كل من يسلك هذا الطريق.
فقال النبي في الحديث الشريف (من غشنا فليس منا) منوها أن الغش له صور متعددة أولاها، الغش في التدين وهو ما يعرف بالتدين المزيف، ثم الغش في الامتحانات وهو مصيبة كبرى وداهية عظمى يلزم عنها فساد العقول ووأد النفوس المتميزة.
وأشار إلى أن الغش هو خروج على القانون الإلهي الذي جعل الله فيه العلم أحد أبواب التنافس وطرق التميز فيقول تعالى ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
ووجه مفتي الجمهورية، رسالة إلى الطلاب والطالبات والمدرسين وأولياء الأمور، تنبههم على خطورة الغش وعدم المساعدة في انتشاره.
كما كشف مفتي الجمهورية، عن نوع من أنواع الغش وهو المتعلق بالمعاملات التجارية وهو نوع من أنواع أكل أموال الناس بالباطل.
كما أن من صور الغش، هو الغش في النصح والإرشاد فقد قال النبي (الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال النبي: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم).
وقرن النبي بين الغش وبين من حمل السلاح على المؤمنين، فقال النبي (من حمل السلاح علينا فليس منا) وقال النبي (من غشنا فليس منا).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطبة الجمعة التكفير الغش مفتي الجمهورية مسجد مصر الكبير المزيد وأضاف مفتی الجمهوریة إلى وزارة الأوقاف الدکتور نظیر عیاد وأشار إلى هذا الدین یمکن أن
إقرأ أيضاً:
عن تفاهة الشر وتفاهة الشريريين: أدلوف أيخمان، عمر شارون ، جار النبي وآخرون!
في عام 1960 تمكنت الاستخبارات الاسرائيلية من اختطاف ادلوف ايخمان من مكان اختبائه بالارجنتين و نقلته سرا الي اسرائيل حيث تمت محاكمته في محاكمة مشهورة عالميا بالقدس و من ثم اعدامه. كان ايخمان من كبار النازيين خلال فترة حكم هتلر ويعتبر أحد العقول المدبرة لتنفيذ خطة الابادة الجماعية لليهود. كانت نظرة النخبة الصهيونية و معظم اليهود أنذاك لأيخمان باعتباره نازيا متوحشًا ساديًا فعل فعلته الشريرة تلك مع سبق الأصرار بموجب قناعة أيدلوجية, الا أن المفكرة و الباحثة الالمانية-الامريكية حنا أرندت (هي أيضا يهودية) صدمت مواطنيها اليهود ( وآخرين كثر) فيما أوردته في كتابها الشهير (أيخمان في القدس: تقرير عن تفاهة الشر).
أهم أطروحة كتاب حنا أرندت هي:
• أن إيخمان لم يكن شيطانًا متوحشًا أو ساديًا كما كان يُعتقد، بل كان بيروقراطيًا عاديًا، ينفذ الأوامر دون التفكير في عواقبها الأخلاقية.
• الشر، بحسبها، لا يأتي دائمًا من الحقد أو الكراهية العميقة، بل يمكن أن يأتي من اللامبالاة والتفكير السطحي والطاعة العمياء.
• وصفت أيخمان بأنه "يفتقر إلى القدرة على التفكير"، لا بمعنى الغباء، بل بمعنى عدم التفكير الأخلاقي: لم يتأمل في ما كان يفعله أو في معاناة ضحاياه.
• رأت أرندت أن النظام النازي حوّل القتل الجماعي إلى عملية إدارية منظمة، وأن أمثال أيخمان كانوا مجرد تروس في آلة.
• الطاعة العمياء للسلطة، والميل إلى اتباع القوانين دون تساؤل، جعلا من الجرائم الكبرى ممكنة.
نفس ماتوصلت له حنا أرندت فكريا توصل له باحثون بجامعة ييل الامريكية الشهيرة عمليا و تجريبيا, وذلك في التجربة المشهورة عالميا بتجربة ميلغرام و تلخيصها كالتالي:
• طُلب من المشاركين وهم طلبة بجامعة ييل (الذين كانوا يظنون أنهم يشاركون في تجربة عن التعلم والذاكرة) أن يلعبوا دور "المُعَلِّم-المشارك"، ويقوموا بصعق "طالب" بالكهرباء كلما أجاب إجابة خاطئة.
• الطالب" كان في الحقيقة ممثلًا، ولم تكن هناك أي صدمات حقيقية.
• مع كل إجابة خاطئة، يُطلب من "المعلم" زيادة شدة الصدمة
• كلما أبدى المشاركون ترددًا، كان هناك رجل يرتدي معطفًا أبيض (رمز السلطة العلمية) يأمرهم بعبارات مثل:
"الرجاء الاستمرار"، "من الضروري أن تتابع"، "ليس لديك خيار آخر، يجب أن تواصل.
النتائج الصادمة لتجربة علم النفس تلك هي:
أكثر من 65٪ من المشاركين-الطلبة استمروا في إعطاء "صدمات" كهربائية حتى الحد الأقصى (450 فولت)، رغم سماعهم صراخ "الطالب" وطلبه التوقف, ولو كانت تلك الصدمات حقيقية لمات بعض من تلقاها, علما بأن أؤلائك الطلاب منفذو الصدمات كانوا طلبة في واحدة من أعرق الجامعات الامريكية- جامعة ييل- وهي جامعة لايقبل بها الا الطلبة المبرزون علميا.
الاستنتاج: أغلب الناس يميلون لطاعة السلطة, مهما كانت درجة تعليمهم, حتى لو كان ذلك يعني إلحاق الأذى بالآخرين، إذا ما شعروا أنهم غير مسؤولين شخصيًا.
الصلة مع "تفاهة الشر":
تُعد تجربة ميلغرام تطبيقًا عمليًا لفكرة حنة أرندت حول "تفاهة الشر" — أي أن الأشخاص العاديين قد يرتكبون أفعالًا شريرة عندما يخضعون للسلطة دون تفكير أخلاقي مستقل.
جال خاطري بكتاب حنا و بتجربة ميلغرام و أنا مثلي مثل مع بقية السودانيين, في هذا الزمان الصعب, نتابع فظائع و مذابح الجنجويد ضد أهلنا في الجنينة و الجزيرة و الصالحة و كل منطقة دخلوها و عاثوا بها فسادا. تذكرت سفاحي الجنينة و غرب دارفور الذين دفنوا المدنيين الأبرياء أحياء , تذكرت سفاح الجزيرة عمر شارون و سفاح الصالحة جار النبي! تابعت تساؤلات البعض حول كيف يمكن لبشر أن يفعل مافعله أولائك؟
أيضا تذكرت ماحكاه لي قبل سنوات أحد أصدقائي اليساريين الذي كان معتقلا في أحد زنازين جهاز الأمن في عهد البشير و خلال اعتقاله تم استجوابه و تعذيبه قبل اخلاء سبيله. أفاد بأنه بعد اطلاق سراحه لم يعيدوا له ساعة يد قيمة كانوا قد أخذوها منه وهو لم يجرؤ للسؤال عنها عند مغادرته المعتقل. و للحصول علي ساعته طلب معاونة أحد أقاربه ممن يعملون في جهاز الأمن و ذهب بمعية قريبه لمكان اعتقاله السابق. قال بأنهم عند دخولهم لحوش المعتقل رأي من البعد رجلا فأشار لقريبه بأن ذلك الشخص شارك في تعذيبه بل أنه قد رآه يضرب فتيات معتقلات ضربا مبرحا و يمزق ملابسهن. فما كان من قريبه الا أن قال له: ( ياخ دا زول كويس, و كمان حافظ للقرآن الكريم)!
المجرم الذي قام بتعذيب صديقي هو (زول كويس) لبعضهم, تماما كما و أن السفاح عمر شارون (زول كويس) لبعض معارفه و كذلك سفاح الصالحة جار النبي و غيرهم من سفاحي الجنجويد الكثيرون. بالتأكيد فكلهم يشاركون في أفراح و أتراح أقاربهم و أصدقائهم, ربما يدفعون ماتيسر من المال في كشوفات العزاء و ألافراح, الا أنهم كلهم يتفقون في (عدم القدرة علي التفكير الأخلاقي: لم يتأمل أي منهم في ما كان يفعله أو في معاناة ضحاياه.) تماما كما قالت حنا أرندت. لم ينتقلوا من المرحلة النفسية التي وصفها القرآن الكريم ب (النفس الأمارة بالسوء) للمرحلة القرآنية التي تليها علوا وهي (النفس اللوامة) وهذا الوصف القرآني الذي تفتقده نفوس السفاحين و معذبي الناس هو نفس ماوصفته حنا أرندت ب (عدم المقدرة علي أنتقاد المرء لأفعاله) وهو يطابق ماأورده العارف بالله ابن عطاء الله السكندري في أحد حكمه حيث قال: (أصل كل معصية و غفلة و شهوه: الرضا عن النفس, و أصل كل طاعة و يقظه و عفه: عدم الرضا منك عنها).
أعتقد أيضا أن تفهاء السفاحين و المجرمين ممن ينتمون لجماعة ما, يفعلون منكرهم متأثرين بنظريه في علم الاجتماع تسمي نظرية السلوك الجمعي (Collective Behavior ) فحسب هذه النظرية:
عندما يكون الإنسان ضمن مجموعة، تحدث عدة آليات نفسية واجتماعية تجعله يتصرف بشكل مختلف , عن تصرفه عندما يكون منفردا و ذلك للأسباب التالية:
إزالة الهوية الفردية (Deindividuation)
يشعر الفرد بأنه مجهول أو غير مرئي داخل الحشد, و أن جرم ماسيرتكبونه كجماعه لن يتحمله وحده. يؤدي هذا الشعور إلى انخفاض الإحساس بالمسؤولية، فيكون أكثر عرضة لارتكاب سلوك غير أخلاقي أو عدواني.
العدوى الاجتماعية (Social Contagion)
تنتشر العواطف والسلوكيات بسرعة بين أفراد المجموعة (كالغضب، الصراخ، الفوضى).
التبرير الجماعي (Diffusion of Responsibility)
عندما يكون هناك الكثير من الناس، يقل الإحساس بالمسؤولية الفردية ("الكل يفعلها"، أو "لست وحدي")
الضغط الجمعي (Peer Pressure)
يخاف عضو المجموعة التي ترتكب فعلا اجراميا من أن يُعزلوا أو يُنتقدوا إذا لم يتبعوا سلوك المجموعة.
يصف القرآن الكريم هذا السلوك الجمعي, الذي يذيب المسؤلية الفردية في قوله تعالي ( وكنا نخوض مع الخائضين), أي أن الكل حولنا كان يفعل ذلك و نحن كنا نفعل مثلهم. الإسلام يؤكد بوضوح أن الإنسان مسؤول عن أفعاله فرديًا، بغض النظر عن ما يفعله الآخرون. ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾, أي لا أحد يتحمل ذنب غيره. ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾, أي كل نفس مسؤولة عن عملها الخاص. لكل ذلك نري أن المسؤلية في الأسلام هي مسئؤلية فردية في المقام الأول {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} , حتى لو كنت ضمن جماعة في الدنيا، تقف فردًا يوم الحساب. ففي ذلك اليوم الذي هو آت لاريب فيه لايمكن للسفاح, المغتصب , أو من يعذب الناس بأن يبرر جريمته بالقول (بأن الكل كان يفعل ذلك),
و نجد مزيدا من محاربة الأسلام للانقياد للسلوك الجمعي في حديث المصطفي عليه أفضل الصلاة و السلام:"لا يكن أحدكم إمعة، يقول: إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا".
و بالله التوفيق و السداد.
husseinabdelgalil@gmail.com