"بيت عرابي".. هنا عاش قائد الثورة العرابية
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
تحتفل محافظة الشرقية في التاسع من شهر سبتمبر من كل عام، بالعيد القومي للمحافظة، والذي يتزامن تاريخيًا بذكرى الثورة العرابية التي قادها أبن قرية هرية رزنة إحدى قرى مركز الزقازيق عاصمة المحافظة؛ الزعيم الثائر أحمد عرابي، الذي واجه السلطة الحاكمة آنذاك، ودافع عن حرية المصريين، وقاوم الغزو الإنجليزي لمصر، وصاحب مقولة "لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا فوالله الذي لا إله إلا هو لا نُورَّث ولا نُستعبَد بعد اليوم".
وتنفيذا لمبادرة "عاش هنا " بحسب تصريحات الدكتورة نرمين عوض الله مديرة إدارة التراث الحضارى بمحافظة الشرقية للوفد؛ أدرج الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، اسم الزعيم أحمد عرابي على منزله بمسقط رأسه بقرية هرية رزنة، مشيرة إلى أنه تم وضع لوحة متطورة للزعيم الوطني على منزله تحتوي على نبذة عن حياته، والحقبة التاريخية التي عاش فيها، وأهم مواقفه السياسية والتاريخية، وذلك من خلال استخدام الـتطبيق QR.
ولفتت عوض الله إلى أن المشروع تم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، بعد أن تم الاستعانة بالمهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.
وذكرت أن تفعيل هذا المشروع يتم بوضع لافته على مباني الشخصيات المؤثرة في المجتمع؛ تُبين اسمه، ونبذة مختصرة عن أهم أعماله وتاريخه الفني، محملة على تطبيق الـ QR والذي يمكن استخدامه عن طريق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المتطورة، مما يساعد على نشر الوعي والمعرفة بتاريخ الشخصيات والمباني الهامة على مستوى الجمهورية.
وأكد للدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، في تصريحات له، أهمية إبراز مشاهير وشخصيات المحافظة ممن أثروا الحياه العامة في مختلف المجالات وذلك في إطار تنفيذ مبادرة "عاش هنا" والتي أطلقتها وزارة الثقافة للحفاظ على الهوية المصرية من خلال توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون، وأشهر الكتاب والموسيقيين، والشعراء، وأهم الفنانين التشكيليين، والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.
والزعيم أحمد عرابي؛ قائد عسكري مصري، قاد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق، وشغل منصب وزير الجهادية، أرسله والده الذي كان عمدة القرية _ كان ميسور الحال أي من الأغنياء _ إلى الجامع الأزهر ومكث فيه أربع سنوات، أكمل خلالها حفظ القرآن وأجزاء من الفقه والتفسير، وذلك بعد أن عهد به والده إلى ميخائيل غطاس صراف القرية والذي قام بتعليمه العمليات الحسابية والكتابية.
وفي عهد سعيد باشا 1854م - 1863م، التحق عرابي بالجيش في ديسمبر 1854م وعمره 15 عاما، ارتقى في المناصب حتى شغل منصب وزير الحربية، وتم الحكم عليه بالإعدام بعد هزيمته في معركة التل الكبير، ثم خفف الحكم بالنفي المؤبد إلى سيريلانكا "سیلان".
وفي 28 ديسمبر 1882م، استقر في مدينة كولومبو لمدة 7 سنوات، ثم انتقل إلى مدينة كاندي، وعفت عنه بريطانيا في عام 1901م، وأعيد إلى مصر، ليقيم مع أولاده بعمارة البابلي بشارع الملك الناصر المتفرع من شارع خيرت بحي السيدة زينب حتى توفاه الله في 21 سبتمبر 1911م.
وبيت الزعيم عرابي بمسقط رأسه مُشيد بالطوب اللبن والخشب، وذلك في عصر محمد علي خلال الفترة 1805- 1848م، أي أنا عمر المنزل قارب على 230 سنة، ويقع بيت الزعيم أحمد عرابي وسط الكتلة السكنية بمساحة 150متر مربع، ومتفرع من شوارع وحارات ضيقة، والبيت يضم طابقين، الأول الأرضي به 3 حجرات إحداها بها فرن بلدي يستخدم في التدفئة وإعداد الخبر وتسخين الطعام، ويشغل الفرن نصف الحجرة، وهذا الحجرة لها نافذة واحدة على الشارع الرئيسي، والحجرة الثانية المواجهة لحجرة الفرن والتي يفصلها عنها المدخل في الوسط هي حجرة المجلس يطلق عليها المندرة، وهي مربعة تقريباً وبها مكسلتين "المكسلة عبارة عن مصطبة باللغة الدارجة تستخدم للجلوس" ودولاب حائط، وهذه الحجرة استخدمت قديمًا لاستقبال الضيوف وجلسات السمر.
والحجرة الثالثة ملاصقة لحجرة المجلس، وهي أقل الحجرات في المساحة، وقد استخدمت كحجرة لتخزين حبوب الذرة والأرز، واستخدمت لوضع صندوق الملابس والدقيق والخبز وباقي مستلزمات الأسرة الريفية، لذلك هي حجرة بلا فتحات أو نوافذ خارجية، ولا يوجد بها غير فتحة الباب فقط الفاتح على الممر الأوسط الذي يؤدي للحوش الخلفي، وبه سلم خشبي ودورة مياه، وهو فناء سماوي أي ليس له سقف؛ استخدم قديمًا في عمل الموقد لإعداد الطعام، ويوجد في المنزل سلم يؤدي إلى الطابق الثاني العلوي الذي يضم حجرة المقعد وهي حجرة واحدة أمامها باقي سطح المنزل.
ومنسوب المنزل يبلغ ٧٠ سم تحت مستوى الشارع، ويتعرض المنزل لمخاطر عديدة منها ارتفاع منسوب المياه سواء الجوفية أو مياه الصرف، واعدت الأجهزة التنفيذية المعنية دراسة فنية لصيانة المنزل وترميمه إلا أن الاعتمادات المالية لم يتم الموافقة عليها حتى كتابة التقرير.
واستخدام منزل الزعيم أحمد عرابي، كمكان للإقامة منذ عام 1805م وحتى عام 1862م، وذلك عندما أصدر الرئيس جمال عبد الناصر القرار الجمهوري رقم 2300 بتاريخ 1962م باعتبار المنزل في عداد الآثار الإسلامية ونشر ذلك في الوقائع المصرية العدد 171 في يوليو عام 1962م.
received_208103322241483 20210907182837359المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزقازيق محافظة الشرقية عاش هنا العيد القومى
إقرأ أيضاً:
حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..
◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة
– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..
◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..
◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها
◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..
– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم
????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..
♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..
♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.
النور صباح
إنضم لقناة النيلين على واتساب