بوابة الفجر:
2025-03-25@09:37:42 GMT

غزة تستريح.. هدنة بأيادٍ مصرية

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

لم يساورني الشك يوما في قوة الموقف المصري المساند لغزة منذ اليوم الأول للحرب التي بدأت منذ طوفان السابع من أكتوبر 2023، وكيف لا ودائما وأبدا كانت وما زالت وستظل القاهرة هي الداعم الأول والأخير للقضية الفلسطينية، مهما تغيرت الإدارات المتعاقبة، ومهما حل على طاولة المفاوضات من لاعبين إقليميين ودوليين.

لا أجامل بلدي إن قلت إنها قدمت للأشقاء الفلسطينيين الدعم المادي والمعنوي، منذ ذلك الطوفان، ما لم ولن يقدمه أي طرف يدعي مساندته، وليس ذلك الدعم مزايدة ولا منّة، فمصر هي الحصن الحصين للدول العربية، والداعم والمعين بعد لله للأشقاء العرب، منذ القدم، حتى في عز معاناتها بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية، بادرت بتقديم يد العون، فكانت من الذين «يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة».

الأرقام حتى الآن، تؤكد انفراد القاهرة بصدارة الدعم الذي حصل عليه الغزيون منذ السابع من أكتوبر، فوفق الإحصائيات العالمية قدمت القاهرة ما تجاوز مجموعه 85% من إجمالي المساعدات التي دخلت القطاع، وليس هذا وفقط.

الدعم المعنوي كان حاضرا أيضًا وبقوة، فالتحركات المصرية الخارجية، قدمت مساندة دولية للأشقاء في القطاع المحاصر، وشكلت رأيا عاما دوليا، مناهضًا للاحتلال، ومتعاطفًا مع القضية، بعدما فضحت المخططات الخبيثة للكيان الصهيوني، وكشفت عن سوءته أمام العالم، ما كان له أكبر الأثر في أن أصبح منبوذا ومطاردا في جميع دول العالم.

وبدأت القاهرة تلك التحركات بعقد «قمة القاهرة للسلام» في أكتوبر 2023، وحشدت فيه الرأي الدولي، للضغط على الاحتلال، وتبعت ذلك بتحركات مكثفة على الصعد كافة، لتكوين قوة ضغط مواجهة للتحالف الداعم للكيان الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ونجح ذلك في استجابة دول قوية ومؤثرة منها إسبانيا وبلجيكا اللتين أرسلتا رئيسي وزرائهما إلى القاهرة، وعقدا مؤتمرا صحفيا من أمام معبر رفح، ودول أخرى شكلت حائط صد قوي أمام انفراد إسرائيل وحلفائها بالرأي العام الدولي، مثل جنوب إفريقيا التي استكملت المجهود برفع دعاوى قضائية ضد الكيان، أمام محكمة العدل الدولية.

كما خصصت مصر مطار العريش ودعت دول العالم كافة، الراغبة في مساعدة غزة، لإرسال مساعداتها إليه، وكانت الطائرات تهبط بمساعدات مختلفة، الطائرة تلو الأخرى، الأمر الذي وفر الدعم الغذائي والدوائي واللوجستي للغزيين.

ما سبق كان نقطة في بحر الدعم المصري المنقطع النظير للأشقاء في القطاع، وكما قلت «ليست منة أو صدقة على الغزيين» ولكن الأمر واجبا مقدسا، فهم أهلنا وبيننا وبينهم نسبا وصهرا، وأخوة دين وأرض، فقد كانت فلسطين، تحت الحكم المصري في فترة من فترات التاريخ، ولا يخفى على أحد أنها امتداد للأمن القومي المصري، وخط دفاع مهم ومؤثر للدولة المصرية.

لم يكن الدعم المصري المقدم للقطاع، محدد المدة، أو متغيرا بمواقف أو تصرفات فردية، ولكنه مستمر منذ القدم، وزاد بشكل كبير بعد الطوفان الذي أدخل المنطقة برمتها في آتون الصراعات، والحروب، وكان ذلك الدعم مؤرقا للكيان الذي كان يحلم منذ اليوم الأول بتصفية القضية بترحيل الفلسطينيين إلى مصر، وينتهي كل شيء، ولكن القاهرة فطنت لذلك المخطط الخبيث، وفكانت بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها تلك الأحلام، فرفضت التصفية وتهجير الأشقاء، واستضافتهم في رفح.

وبعد نحو 470 يوما من الحرب الشعواء على القطاع، التي دمرت كل شيء، الحجر والشجر والإنسان، وخلفت أكثر من 50 ألف شهيد وأكثر من 110 آلاف مصاب، ومئات الآلاف من المباني المدمرة، أيقن العالم صدق المقولة المصرية «لا حل للنزاع بالسلاح»، فالموقف المصري كان داعيا إلى الجلوس لطاولة المفاوضات لتسوية الأزمات وحل الخلافات الأذلية، والوصول إلى نهاية مرضية للجميع، تقضي على النزاعات التي لا فائدة منها، سوى زيادة الاحتقان والحروب وانتشار الفوضى التي ستأتي بالخراب على الجميع.

أدرك العالم أجمع أن الحل الوحيد للصراع في الشرق الأوسط، ليس السلاح أو الحرب، ولكنها وحدها قوة المفاوضات، التي تستند إلى القوانين والأعراف الدولية، وتضمن ارتضاء كل طرف بما سيحصل عليه، ومن ثم تنتهي تلك الدوامة التي ألهبت العالم أجمع، وجعلته على صفيح ساخن.

هدنة غزة، كانت بمثابة تكليل للجهود المصرية -مع الاحترام الكامل لك من ساهم فيها إقليميا ودوليا- وكلمة شكر للمفاوض المصري، الذي كان يضع نصب عينيه «إنهاء معاناة الأشقاء الفلسطينيين» أولًا وأخيرًا، وكان يدرك المراوغات والحيل الخبيثة التي ينتهجها الإسرائيلي، وسعى بكل صدق وإخلاص لإنهاء تلك الدوامة، فقد آن لهذا العالم أن يستريح من مشاهد القتل والتدمير والدماء ولو لدقائق معدودة.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة طوفان السابع من أكتوبر الطوفان الأوضاع الاقتصادية الغزيون الدعم المعنوي قمة القاهرة للسلام محكمة العدل الدولية رفح طوفان الاقصي

إقرأ أيضاً:

المقترح المصري – 48 ساعة حاسمة أمام غزة حال موافقة الأطراف على تنفيذه

تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم الأحد 25 مارس 2025، عن آخر مستجدات مفاوضات غزة والمقترح المصري الأخير، وإمكانية التوصل إليه خاصةً وان القطاع أمام ساعات حاسمة مع تواصل العدوان الإسرائيلي.

وقالت الصحيفة، إن "جهود الوسطاء المصريين والقطريين تتواصل لإحداث خرق في الانسداد الذي واجهته المفاوضات الإسرائيلية غير المباشرة مع المقاومة الفلسطينية".

إقرأ أيضاً: هل ينجح الوسطاء في استئناف هدنة غزة قبل عيد الفطر ؟

وتابعت بانه "على وقع استئناف الاحتلال الإسرائيلي حربه الشعواء على قطاع غزة، تابعت القاهرة - بشكل خاص - اتصالاتها مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية للوصول إلى اتفاق تهدئة جديد في القطاع. وخلال اليومين الماضيين، وضعت مصر مقترحاً معدّلاً لوقف إطلاق النار على الطاولة".

وأكد مصدر دبلوماسي مصري للصحيفة، أن المقترح ينص على تهدئة لمدة أسبوع لاستكمال مسار التفاوض، كما أن هذا النص اقترب من الحصول على موافقة أميركية، فيما ينتظر موافقة حركة " حماس " والاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف: "إننا أمام 48 ساعة حاسمة؛ ففي حال تحقّق التوافق بين جميع الأطراف، يمكن أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ خلال اليومين المقبلين".

ويوضح أن المقترح ينصّ على ضرورة تسهيل دخول المساعدات الإنسانية من دون قيود أو عراقيل، على أن تشمل "الكرفانات" والمستلزمات الإغاثية، لتغطية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع.

كما يشدّد على أهمية انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي أعاد احتلالها خلال الأيام الأخيرة، كجزء من التفاهمات المطلوبة لإنجاح جهود التهدئة.

وهو يدعو أيضاً إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، مقابل التزام إسرائيلي بجدول للانسحاب الكامل من غزة، وبضمانات أميركية حاسمة. وينص كذلك على أن يتم الإفراج عن 5 أسرى كل أسبوع، شريطة البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بحلول الأسبوع الثاني من استئناف التهدئة.

وبينما تتواصل الاتصالات حول المقترح المصري المذكور، لم تبدِ إسرائيل أي ردّ فعل إيجابي عليه، بالرغم من أن المسؤولين المصريين والقطريين تحدّثوا عن "أجواء إيجابية" خلال محادثاتهم مع أعضاء الوفد التفاوضي الإسرائيلي، سواء عندما زار الوفد في القاهرة قبل يومين، أو في الاتصالات الجارية.

وفي السياق نفسه، جاء اتصال وزير الخارجية المصري مع نظيره الأميركي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ضمن التحركات الدبلوماسية المستمرّة، لكنه عكس أيضاً استياء القاهرة من التصريحات الأميركية حول الضغوط الاقتصادية التي تواجهها مصر.

وبحسب مسؤول مصري تحدّث إلى الصحيفة، فإن "القاهرة لديها العديد من التحفّظات على تصريحات أميركية تكررت في الفترة الأخيرة".

وفي المقابل، تبدي واشنطن مزيداً من التشدّد في موقفها الداعم للعدوان الإسرائيلي على غزة. وفي هذا السياق، جدّدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، عرض شروط واشنطن لوقف آلة القتل الإسرائيلية في غزة، وهي "إطلاق سراح الرهائن، ونزع سلاح حماس"، وبالتالي فإن "المعاناة في قطاع غزة ستنتهي"، مشيرة الى أن "كل ما يحدث في غزة هو نتيجة أفعال حماس اللامسؤولة".

وأضافت الخارجية الأميركية "(أننا) نتعامل مع منظمة إرهابية لا يمكن استمرار بقائها هناك". ولم تكتف واشنطن بذلك، بل وجّهت أيضاً انتقادات حادّة إلى "الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة"، معتبرة أنها "لا ترقى إلى معايير إدارة الرئيس ترامب". وهو ما يتساوق مع موقف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي قال إن "الحرب ستتوقّف غداً إن تخلّت حماس عن أسلحتها وأفرجت عن الرهائن"، وإن "إسرائيل ليست ملزمة بإدخال المساعدات إلى غزة إذا كانت حماس ستستفيد منها".

بدوره، قال رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، إنه "لا خيار أمام إسرائيل سوى تصعيد الضغط العسكري على حماس لإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة".

وأضاف: "عملياتنا تلحق الضرر بحماس لكنها لا تدفعها إلى إطلاق سراح المختطفين".

وتنسجم المواقف التصعيدية الإسرائيلية - الأميركية، مع ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن مصادر قالت إن إسرائيل تعتزم شنّ عملية عسكرية هجومية برية واسعة النطاق في غزة.

وأوضحت الصحيفة أن "نتنياهو وأعضاء فريقه الجديد للأمن القومي يعتقدون بأن احتلال أجزاء من الأراضي والسيطرة عليها سيسمحان لهم أخيراً بهزيمة حركة حماس".

وقالت المصادر - بحسب الصحيفة - إن "نتنياهو وأعضاء فريقه يعتقدون بأنه يجب هزيمة حماس بالقوة العسكرية قبل التقدم في أي حل سياسي بشأن مصير غزة".

وأشارت إلى أن "الهزيمة العسكرية لحزب الله في لبنان العام الماضي، واستعداد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم تجديد الهجوم ضد حماس، يمنحان مزيداً من الحرية في القتال".

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الصحة العالمية: هجوم إسرائيل على مستشفى ناصر فاقم أزمة الصحة بغزة استشهاد شاب برصاص الاحتلال وإصابة آخرين في قلقيلية هل ينجح الوسطاء في استئناف هدنة غزة قبل عيد الفطر؟ الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة الجيش الإسرائيلي يطلق هذا الاسم على عمليته العسكرية ضد غزة غزة: تعليق الدوام المدرسي والمؤسسات التعليمية حتى إشعار آخر الحرب خيار اليمين الإسرائيلي عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • المقترح المصري – 48 ساعة حاسمة أمام غزة حال موافقة الأطراف على تنفيذه
  • القوات المشتركة والبراعة في التخطيط وخوض المعارك في حرب الاحراش وحرب المدن وحرب الصحراء وحرب الشوارع التي اذهلت العالم
  • وزير الإسكان: كل الدعم للوصول إلى رؤية محددة لتصدير العقار المصري
  • «قاتل الظلام وحارس الرمال».. ماذا تعرف عن «الوشق المصري» الذي هاجم جنودًا إسرائيليين؟
  • الوشق المصري أعجوبة الخلق الذي يخشى البشر فلِم عقر جنود إسرائيل؟
  • جوتيريش يطرح عدة طرق للتغلب على التهديدات التي تواجه التعددية في العالم
  • سفير الصومال في القاهرة يؤكد أهمية الدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية
  • حيوان شديد الشراسة.. معلومات عن الوشق المصري الذي هاجم الجنود الإسرائيليين
  • الخطاب الوحيد الذي يمكن يطرق أذن العالم
  • فولكر بيرتس .. “القوى المدنية الصغيرة” التي شكلت مؤخرًا تحالفًا سياسيًا مع قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة فقدت كل شرعيتها