رحيل عملاق السينما السيريالية ديفيد لينش
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
توفي المخرج والكاتب الأمريكي الشهير ديفيد لينش، الخميس، عن عمر 78 عاماً، تاركاً بصمة فنية خالدة في عالم السينما والتلفزيون، إذ اشتهر لينش بجلب السريالية إلى صالات السينما، والمزج بين الدراما العاطفية والرعب في أفلام مثل "بلو فيلفت" و"مولهولاند درايف"، بالإضافة إلى مسلسل "توأم بيكس-Twin Peaks الذي أحدث ثورة في التلفزيون في التسعينيات.
أعلنت عائلته خبر وفاته أمس الخميس، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، وجاء في المنشور: "هناك فراغ كبير في العالم الآن بعد رحيله عنا، ولكن كما كان يقول: 'ركز على الكعكة وليس على الثقب'... إنه يوم جميل مع شمس ذهبية وسماء زرقاء على طول الطريق".
وكان لينش قد كشف في أغسطس (آب) العام الماضي أنه كان يعاني من مرض الانسداد الرئوي المزمن (انتفاخ الرئة)، الذي سببه "سنوات عديدة من التدخين.
وعن مرضه قال لينش: "لقد أصبت بالتهاب الشعب الهوائية المزمن بسبب التدخين لفترة طويلة، وبالتالي أنا محجوز في المنزل سواء أحببت ذلك أم لا"، مضيفاً أنه لا يتوقع أن يصنع فيلماً آخر.
يُعتبر لينش من المخرجين المبدعين الذين يرفضون الانصياع للتقاليد، فهو شخصية فريدة، ربما غامضة وجادة كما أفلامه، معروف بحبه للسيريالية وشغفه بالفن، وخبير في كسر القواعد، متلاعب بمسارات الوقائع السردية على مختلف المستويات، إذ كان ينسج في أعماله قصصاً تتبع منطقها غموض دائم ونهاية يشوبها عدم الفهم، كما أنه كان متحفظاً في تفسير أعماله لجمهوره، فعندما كان يُسأل عن تفسير أفلامه، غالباً ما كان يرفض.
حصل لينش على ثلاث ترشيحات لجائزة أوسكار لأفضل مخرج طوال مسيرته، عن أعماله "بلو فيلفيت- Blue Velvet"، و"رجل الفيل-The Elephant Man"، و"مولهولاند درايف-Mulholland Drive".
وكان آخر مشروع رئيسي له هو "توأم بيكس: العودة" الذي تم بثه في عام 2017، والذي استكمل المسلسل التلفزيوني الراديكالي الذي عرض في أوائل التسعينات، والذي يروي قصة وفاة غامضة لملكة جمال المدرسة الثانوية لورا بالمر، في بلدة خيالية في ولاية واشنطن اسمها توين بيكس وتواجهه عقبات من خارج نطاق الطبيعة. وقد حصل لينش على هذا المسلسل على 5 ترشيحات لجائزة إيمي عن موسمه الأول.
ويعد "توأم بيكس"، الذي أنشأه لينش مع الكاتب مارك فروست، واحداً من أكثر المسلسلات غموضاً وتميزاً في تاريخ التلفزيون الأمريكي، حيث كان يقوده المخرج بشكل غير تقليدي.
كما فاز لينش بجائزة السعفة الذهبية المرموقة في مهرجان كان السينمائي عن فيلم "Wild at Heart" في عام 1990، وبجانب الترشيحات الثلاثة للأوسكار، حصل لينش على جائزة أوسكار شرفية عن مُجمل أعماله في عام 2020، كما تم تكريم مسيرته الفنية الفريدة من خلال جائزة خاصة في حفل توزيع جوائز الروح المستقلة لعام 2007، وحصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي لعام 2006.
وُلد لينش في 20 يناير (كانون الثاني)1946 في مدينة ميسولا بولاية مونتانا، وانتقل كثيراً مع عائلته أثناء طفولته بين الولايات المختلفة قبل أن تستقر في فيرجينيا، وكان يشعر براحة أكبر بعيداً عن الدراسة حراً في استكشفا شغفه بالعالم.
وكان والد لينش باحثاً في وزراة الزراعة الأمريكية ووالدته معلمة إنجليزية، التحق بالمدرسة الثانوية، لكنه لم يكن يهتم بالدراسة بل كان يركز على الرسم، وفي عام 1965، التحق بأكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة في فيلادلفيا.
وبعد سنوات من العمل كفنانٍ تشكيلي، ومخرجٍ لأفلام الرسوم المتحركة القصيرة والأفلام الحيّة، اقتحم لينش الساحة السينمائية بأول فيلم روائي عام 1977 بعنوان Eraserhead، وسرعان ما لفت أسلوبه الغريب انتباه هوليوود، ومؤسسة صناعة الأفلام الدولية.
قال لينش لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" في عام 1986: "هناك أشياء تكمن في العالم وداخلنا يجب أن نتعامل معها. يمكنك الهروب منها لبعض الوقت، ربما لفترة طويلة، لكن إذا واجهتها وسمّيتها، فإنها تبدأ في فقدان قوتها. بمجرد أن تسمي العدو، يمكنك التعامل معه بشكل أفضل."
وقال المخرج ستيفن سبيلبرغ في بيان: "لقد حددت أفلام 'بلو فيلفيت' و 'مولهولاند درايف' و 'إلفنت مان' ديفيد لينش كحالم مبدع وله رؤية فريدة من نوعها، أخرج أفلاماً كانت تبدو يدوية الصنع". وأشار سبيلبرغ إلى أنه قام باختيار لينش لتجسيد شخصية المخرج جون فورد في فيلمه "ذا فابلمنز" الذي عُرض عام 2022.
وأضاف سبيلبرغ: "العالم سيفتقد هذه الصوت الفريد والأصلي."
وأصبح مصطلح "لينشيان" أسلوبا خاصاً به، لكنه في النهاية كان ينتمي إليه وحده، وبات المصطلح تعبيراً رسمياً، يثبت فرادة أسلوب لينش.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية نجوم فی عام
إقرأ أيضاً:
عملاق المصارف سويسرا يسرح مئات الموظفين
قالت مصادر مطلعة إن مجموعة يو.بي.إس غروب المصرفية السويسرية العملاقة بدأت موجة شطب وظائف في سويسرا، حيث تلقى مئات الموظفين إخطارات بإنهاء عملهم خلال الأسابيع الأخيرة.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء أن الموجة الحالية ستشمل المستويات العليا والمنخفضة من الإدارة، مضيفة أن الموظفين يستطيعون الالتحاق ببرنامج يمنحهم مهلة تصل إلى عام للحصول على وظيفة جديدة داخل المجموعة المصرفية.يذكر أن يو.بي.إس تنفذ خطة خفض الوظائف في الوقت الذي تستكمل فيه دمج منافستها السابقة كريدي سويس غروب التي استحوذت عليها في 2023. كريدي سويس أمام مهمة مصيرية الإثنين - موقع 24يتحتم على مصرف كريدي سويس، ثاني أكبر بنك في سويسرا، إيجاد طرق لطمأنة المستثمرين مهما كلف الأمر قبل صباح الإثنين، فيما يبدو أن منافسه الكبير يو بي إس قد يتدخل لإنقاذه.
وقالت يو.بي.إس في وقت سابق إن خطة الشطب ستشمل حوالي 3000 وظيفة في سويسرا.
ويتزامن ذلك مع عمل يو.بي.إس على محو معظم آثار بنك كريدي سويس من المشهد العام في سويسرا.
واستبدلت المجموعة أخيراً شعار منافستها السابقة من مقرها الرئيسي في زيوريخ، كما تستعد المجموعة لإيقاف تشغيل أنظمة تكنولوجيا المعلومات لكريدي سويس أثناء نقل بيانات العملاء المحليين إلى يو.بي.إس.
وقال متحدث باسمها إن المجموعة ستبقي على عدد الوظائف التي ستشطبها في سويسرا والعالم بعد اندماج المجموعتين عند أدنى مستوى ممكن. وكان لدى المجموعتين حوالي 35 ألف موظف في سويسرا في نهاية 2023.
وأضاف المتحدث أن دعم الموظفين المتضررين، يشمل المساعدة في العثور على وظيفة جديدة خارج المجموعة إذا لزم الأمر، بالإضافة إلى خطة اجتماعية شاملة تجمع بين أقوى مكونات نظامي التقاعد في يو.بي.إس، وكريدي سويس.
وفي حديثه لوكالة بلومبرغ في الأسبوع الماضي، قال الرئيس التنفيذي للمجموعة سيرجيو إيرموتي إنه سيواصل خفض أعداد الموظفين بعد الاستحواذ التاريخي، حيث تهدف المجموعة إلى خفض النفقات 5.5 مليارات دولار إضافية إلى جانب 7.5 مليار ات دولار، خفضت بالفعل منذ الصفقة.