آبل تتعاون مع سوني لإنقاذ فيجن برو.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
في مطلع هذا العام، وتحديدا فبراير/شباط 2024، أطلقت "آبل" خوذة الواقع الافتراضي والمعزز الخاصة بها "فيجين برو" بسعر يصل إلى 3500 دولار تقريبا، وهو ثمن باهظ مقارنة مع بقية خوذ الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز المتاحة في الأسواق، ولكن رهان الشركة كان على التجربة الفريدة التي تقدمها عبر نظام التشغيل والنظام المتكامل لها.
ومع نهاية الربع الأول من العام الجاري، تمكنت الشركة من بيع 370 ألف وحدة من "فيجين برو"، ورغم البداية المبشرة للخوذة، فإن التوقعات المستقبلية للخوذة لم تكن مبشرة بسبب السعر المرتفع وفقر المزايا المقدمة في النظارة مقارنة ببقية المنافسين.
ثم جاء الرد واضحا ليؤكد هذه المخاوف، إذ أشارت العديد من التقارير لخفض عمليات تصنيع خوذة "آبل" للواقع الافتراضي في الأشهر التالية، أي بدءا من الربع الثاني لهذا العام، وذلك بمعدل ينخفض إلى أكثر من نصف عمليات الإنتاج، ففي حين كانت تنتج الشركة ألفي وحدة في اليوم، أصبحت الآن تنتج ألف وحدة فقط مع وجود فائض في الإنتاج السابق.
وتؤكد عملية خفض إنتاج النظارة أن مبيعات الخوذة ليست على ما يرام، وتكاد تخيب آمال "آبل" رغم أنها تزامنت مع ظهور شائعات عن الجيل الجديد من الخوذة، فضلا عن وجود نسخة اقتصادية تطرح مستقبلا منها.
ولكن طرح جيل جديد من الخوذة أو حتى نسخة اقتصادية منها ليس أمرا يؤتي ثماره في التو واللحظة، لذا كان على الشركة التفكير في حل جديد ينقذ "فيجن برو" ويعيد وضعها على ساحة المنافسة في قطاع خوذ الواقع الافتراضي، وبحسب تقرير مارك غورمان من "بلومبيرغ"، فإن هذا الحل جاء على شكل تعاون بين "آبل" وعملاق صناعة الألعاب "سوني".
خطوة للأمام في دعم الألعاببحسب تقرير غورمان، فإن "آبل" تسعى لتعزيز أداء "فيجن برو" مع الألعاب تحديدا، وذلك عبر دعم أدوات التحكم في الألعاب المعتادة، فضلا عن أدوات التحكم في ألعاب الواقع الافتراضي في نظام "فيجن أو إس" (Vision OS)، ومن أجل هذا، تتعاون "آبل" مع "سوني" التي أطلقت مؤخرا الجيل الثاني من خوذة الواقع الافتراضي الخاصة بها "بلاي ستيشن في آر 2" (Playstation VR2).
إعلانوأشار التقرير أيضا إلى أن الدعم قد يتخطى مجرد تشغيل أدوات التحكم مع الخوذة، بل قد يمتد إلى تطوير نظام "فيجن برو" لتعمل مع ألعاب "سوني" بشكل جيد، وتكون قادرة على تشغيل الألعاب بشكل أفضل من السابق، ومن أجل هذا، بدأت الشركة في التواصل مع مطوري الألعاب الخارجيين لتوفير هذا الدعم عبر ألعابهم.
ولم تقتصر جهود "آبل" على توفير الدعم من الشركات الخارجية فقط، بل تعمل على تطوير "عصا سحرية" للتحكم في "فيجن برو"، وهي تأتي في تصميم يماثل "قلم آبل الذكي"، وذلك من أجل تعزيز الاستخدامات المتنوعة للخوذة، فضلا عن توفير تحكم أكثر دقة في الخوذة والأوامر الموجهة لها.
في الوقت الحالي، تدعم "فيجن برو" استخدام أذرع "إكس بوكس" و"بلاي ستيشن" المعتادة مع بعض ألعابها، ولكن متحكمات خوذ الواقع الافتراضي لم تكن جزءا من الدعم، وهذا ما يجب أن يتغير في التحديثات القادمة لنظام النظارة.
تتربع نظارات "ميتا" في الوقت الحالي على عرش مبيعات نظارات وخوذ الواقع الافتراضي والمعزز بنسبة تقارب 60% لعدة أسباب متنوعة، في مقدمتها يأتي التنوع الكبير لخيارات خوذ الواقع الافتراضي والأسعار المتنوعة التي توفرها، فضلا عن الاستخدامات المتنوعة لهذه الخوذ وسهولة اقتنائها.
فبينما تحتاج إلى أجهزة "آبل" من أجل الاستمتاع بخوذة "فيجن برو"، فإن "ميتا كويست 3" لا تتطلب توفر جهاز "آبل" خاص أو جهاز حاسوب خاص لتشغيلها، إذ يمكن تشغيلها مباشرة عبر التطبيق الخاص بها، الذي يتم تثبيته في الهاتف.
وتوفر "ميتا" 3 طرز مختلفة من خوذ الواقع الافتراضي والواقع المعزز، بدءا من خوذة "كويست 3 إس" (Quest 3s) التي تأتي بسعر 300 دولار تقريبا، ثم "كويست 3" (Quest 3) التي تأتي بسعر 500 دولار، وأخيرا "كويست برو" (Quest Pro) التي تأتي بسعر ألف دولار تقريبا، وبينما توجد عدة اختلافات بين هذه الخوذ، فإنها جميعا تؤدي الغرض ذاته، إذ تمنح المستخدمين فرصة للوصول إلى عالم "ميتا" الافتراضي.
إعلانويمثل عالم "ميتا" الافتراضي أحد أقوى نقاط البيع والترويج للنظارات الخاصة بها، إذ يوفر تجربة فريدة ومتكاملة من مختلف الأركان، تبدأ عند عالم الألعاب الافتراضية، وتصل حتى تطبيقات التواصل الاجتماعي والعمل.
أي أن التجربة الإجمالية التي توفرها خوذة "ميتا" أوسع وأكثر شمولية من تجربة "فيجن برو" وبقية خوذ الواقع الافتراضي، لذا من المنطقي أن تكون لها الغلبة في هذا القطاع.
وفق الإحصائية التي نشرها موقع "زيبدو" (Zipdo) للإحصائيات التعليمية، فإن 84% من مستخدمي خوذ الواقع الافتراضي يفضلون استخدامها للألعاب من مختلف الشركات، وهو الأمر الذي ينعكس على وجود العديد من الخوذ المصممة خصيصا للألعاب.
وبينما تهتم الشركات المنافسة لخوذة "فيجن برو" بتقديم تجربة ملائمة للألعاب، اختارت "آبل" أن تظل متمسكة بنظام تشغيل "ماك" الذي يفتقر إلى دعم الألعاب بشكل كبير، وهذا يجعل نظارات "فيجن برو" تخسر في مقارنة الألعاب.
وذلك لأن النظارة رغم قدرتها الحوسبية الضخمة، فإنها قدرة مهدرة كون الخوذة غير قادرة على تشغيل الألعاب المتطلبة، التي تحتاج إلى هذه القوة، فمعظم الألعاب المتوفرة للنظام لا تحتاج إلى هذه القوة.
كما أن النظارة تعتمد بشكل أساسي على مفهوم وضع النوافذ الحرة والمحلقة، أي أنك تشاهد مجموعة من النوافذ المحلقة أمامك بدلا من أن تكون محصورة في شاشة الحاسوب، ورغم أن هذه الفكرة جيدة وتقدم تجربة فريدة، فإنها لا تضاهي تجربة ألعاب الواقع الافتراضي التي توفرها خوذ الألعاب الافتراضية المخصصة.
وتعمل خوذ الألعاب على نقل المستخدم بشكل كامل داخل اللعبة، فبدلا من أن يرى نافذة محلقة تضم اللعبة، فهو يرى عالم اللعب محيطا به من كافة الجوانب، كأنه نقل إلى داخل هذا العالم، وفي بعض الخوذ يمكن للألعاب التفاعل مع هذا العالم بشكل يسير، وهو ما لا تستطيع خوذة "آبل" للواقع الافتراضي تقديمه.
هل هناك أمل أمام مساعي "آبل" في العالم الافتراضي؟يقدر موقع "ستاتيستا" للإحصاءات أن يصل إجمالي الأرباح من قطاع بيع معدات الواقع الافتراضي والواقع المعزز مثل الخوذ في عام 2028 إلى 16.73 مليار دولار، مع توقعات بنمو أكبر في حال دعم المزيد من الشركات لهذا القطاع.
إعلانورغم البداية التي قد تكون غير موفقة من "آبل"، فإن الفرصة ما زالت أمامها، بدءا من إمكانية تحسين الأجيال القادمة من خوذ الواقع الافتراضي وبناء خوذة ذات استخدامات قادرة على المنافسة وحتى بناء خوذ اقتصادية تقدم تجربة ملائمة للمستخدمين.
لذا لا يمكن الحكم في الوقت الحالي على نتيجة مساعي "آبل" المستقبلية، ولا يسعنا إلا الانتظار لنرى مستقبل "آبل" في هذا القطاع المستقبلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فیجن برو فضلا عن من أجل
إقرأ أيضاً:
العدد قد يتجاوز 10 آلاف قتيل.. سباق مع الزمن لإنقاذ الضحايا من زلزال ميانمار المُدمِّر
بانكوك- رويترز
سمح الحكام العسكريون في ميانمار بدخول مئات من رجال الإنقاذ الأجانب للبلاد اليوم السبت بعد زلزال أودى بحياة أكثر من ألف شخص، في أعنف كارثة طبيعية تضرب الدولة الفقيرة التي مزقتها الحرب منذ سنوات.
وزلزال أمس الجمعة الذي بلغت قوته 7.7 درجة، هو من أقوى الزلازل التي ضربت الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا على مدى القرن الماضي.
وتسبب في شلل المطارات وألحق أضرارا بالجسور والطرق السريعة وسط حرب أهلية دمرت الاقتصاد وشردت الملايين. وأعلنت الحكومة العسكرية اليوم السبت أن عدد القتلى في ميانمار ارتفع إلى 1002.
وفي تايلاند المجاورة، هز الزلزال المباني وأسقط ناطحة سحاب قيد الإنشاء في العاصمة بانكوك مما أودى بحياة تسعة أشخاص على الأقل.
وفي ماندالاي ثاني كبرى مدن ميانمار، حفر الناجون بأيديهم العارية بين الأنقاض في محاولات يائسة لإنقاذ المحاصرين، في ظل نقص المعدات الثقيلة وغياب السلطات.
وفي بانكوك، استمرت عمليات الإنقاذ اليوم السبت في موقع انهيار البرج المكون من 33 طابقا حيث فقد أو حوصر 47 شخصا تحت الأنقاض، بينهم عمال من ميانمار.
وتشير تقديرات النماذج التنبؤية التي أعدتها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز 10 آلاف في ميانمار، وأن الخسائر قد تكون أكبر من قيمة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وبعد يوم من توجيه مناشدة نادرة للمساعدة الدولية، توجه رئيس المجلس العسكري الجنرال مين أونج هلاينج إلى مدينة ماندالاي المتضررة بالقرب من مركز الزلزال الذي تسبب في انهيار مبان واندلاع حرائق في بعض المناطق.
وأفاد تقييم أولي أجرته حكومة الوحدة الوطنية المعارضة في ميانمار أن الزلزال دمر ما لا يقل عن 2900 مبنى و30 طريقا وسبعة جسور.
ووصل فريق إنقاذ صيني إلى مطار يانجون، العاصمة التجارية لميانمار، على بعد مئات الكيلومترات من ماندالاي ونايبيداو، وسيتوجه إلى المناطق الداخلية بالحافلة، وفقا لوسائل إعلام رسمية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن طائرة عسكرية محملة بإمدادات إغاثة من الهند هبطت في يانجون. كما أرسلت روسيا وماليزيا وسنغافورة طائرات محملة بإمدادات إغاثة وأفراد.
وأعلنت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية أن سول ستقدم مساعدات إنسانية عبر منظمات دولية إلى ميانمار بقيمة مليوني دولار للمساهمة في جهود الإغاثة من الزلزال.
وقالت الولايات المتحدة التي تربطها علاقات متوترة بالجيش في ميانمار وفرضت عقوبات على مسؤولين فيه، منهم مين أونج هلاينج، إنها ستقدم بعض المساعدة.