في خطوة تعكس تصاعد التوترات العالمية وإعادة تشكيل التحالفات، وقعت روسيا وإيران "اتفاقية شراكة شاملة" تمتد لعشرين عامًا، تأتي هذه الاتفاقية كتحرك استراتيجي مزدوج يستهدف تعزيز التعاون الدفاعي والسياسي بين البلدين، في ظل تقلبات المشهد الدولي وترقب إدارة أمريكية جديدة بقيادة دونالد ترامب.

فالتحالف الروسي الإيراني، الذي يُنظر إليه كأداة لتحدي النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بات يشكل أحد أركان المواجهة في ساحات المعارك السياسية والعسكرية، خاصة في أوكرانيا.

تفاصيل الاتفاقية وزيارة بزشكيان إلى موسكو

وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى موسكو لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتعد هذه الزيارة الأولى لبزشكيان منذ توليه منصبه في يوليو الماضي، خلفًا لسلفه الذي قضى في حادث تحطم مروحية.

فالمحادثات الثنائية ركزت على العلاقات الاستراتيجية والقضايا الإقليمية قبل التوقيع على الاتفاقية.

وتأتي الاتفاقية الجديدة لتعزيز التعاون العسكري، بما في ذلك إنتاج طائرات دون طيار "شاهد"، التي أثبتت فاعليتها في العمليات الروسية في أوكرانيا.

وقد ضاعف الإنتاج الروسي لهذه الطائرات منذ عام 2024، مما جعلها جزءًا أساسيًا من استراتيجيات موسكو العسكرية.

رسائل متعددة الأوجه للغرب وإدارة ترامب

وترى شبكة "سي إن إن" أن هذا الاتفاق يحمل رسالة واضحة إلى إدارة ترامب بأن روسيا وإيران تمتلكان خيارات استراتيجية متاحة للرد على سياسات واشنطن.

ويصف خبراء هذه الخطوة بأنها جزء من استراتيجية موسكو وطهران لتعزيز نفوذهما الإقليمي والدولي على حساب الولايات المتحدة وحلفائها.

ويُعتقد أن إيران، التي تواجه تهديدات متزايدة من إسرائيل وتحديات داخلية وخارجية، تسعى من خلال هذه الاتفاقية إلى تأمين موقفها الإقليمي والدولي، خاصة مع احتمال إعادة فرض العقوبات الأممية.

مصالح متبادلة وتحولات استراتيجية

تشير تحليلات إلى أن موسكو تستغل الوضع الإيراني الهش لتحقيق مكاسب أكبر، حيث باتت روسيا أقل اعتمادًا على المشاركة الإيرانية المباشرة في إنتاج الطائرات دون طيار.

وفي الوقت نفسه، ترى إيران في روسيا شريكًا يمكن الاعتماد عليه وسط تصاعد التحديات الإقليمية والدولية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اتفاق الشراكة إدارة ترامب اتفاقية شراكة استراتيجي استراتيجية الإستراتيجية الاستراتيجي الاتفاقية البلدي التحالفات التحالف الروسي التعاون الدفاعي التعاون العسكري التوترات الروسي فلاديمير بوتين الروس الروسي الايراني العلاقات الاستراتيجية العمليات الروسية

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يعلن قبول مراجعة اتفاق الشراكة مع الجزائر

أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، قبول طلب الجزائر مراجعة اتفاق الشراكة بينهما، والذي دخل حيز التنفيذ عام 2005 في عهد الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بو تفليقة.

ونقلت وكالة الأناضول أن الإعلان جاء على لسان سفير الاتحاد الأوربي لدى الجزائر دييغو مايادو خلال اجتماع بالجزائر العاصمة لبحث إسهام المناطق الاقتصادية الخاصة في جذب الاستثمارات بين الجانبين.

ومنذ سنوات تطالب الجزائر بمراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، الذي وصفته بأنه "مجحف وغير متوازن وتسبب في خسائر مالية كبيرة لها".

وقدّر خبراء في الجزائر خسائر بلادهم جراء اتفاق الشراكة مع بروكسل بأكثر من 30 مليار دولار.

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن التوجه نحو مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي "تفرضه معطيات اقتصادية واقعية" (غيتي)

وينص الاتفاق الذي طالبت الجزائر بمراجعته على التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية للسلع والبضائع في الاتجاهين، لكن الشركات الجزائرية (الحكومية والخاصة) لم تقدر على منافسة نظيراتها الأوروبية، وذلك على اعتبار أن الاقتصاد الجزائري يعتمد -في غالبيته- على تصدير المشتقات النفطية.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أكد في يناير/كانون الثاني الماضي أن التوجه نحو مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوربي "تفرضه معطيات اقتصادية واقعية" ولم يأت بناء "على خلفية نزاع" وإنما دعما لـ"العلاقات الطيبة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي كشريك اقتصادي"، بحسب وصف تبون.

توطيد العلاقات

ومن جانبه، أشار المسؤول الأوروبي دييغو مايادو في حديثه إلى أن العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي أساسية، موضحا أنه خلال 2025 ستكون الفرصة مواتية لتعميقها وتوطيدها على أساس مبدأ الربح للجميع، وبما يتناسب مع التحديات الراهنة والأولويات الإستراتيجية لكلا الطرفين.

وأوضح سفير الاتحاد الأوربي بالجزائر أنه "آن الأوان لإعادة النظر في الشراكة بين الطرفين بعد 20 سنة من دخول اتفاق الشراكة حيز التنفيذ".

إعلان

وأضاف: "حان الوقت المناسب لإعادة النظر في شراكتنا والنظر في علاقاتنا ككل، لا سيما في سياق الميثاق الجديد من أجل المتوسط".

وشدد مايادو على أن الجزائر بإمكانها استقطاب استثمارات أوروبية إضافية وتطوير وتسهيل المبادلات التجارية البينية، مع أمله بأن تقود هذه الإجراءات إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين الطرفين.

واعتبر مايداو أن توجه الجزائر نحو تنويع اقتصادها أمر مشروع.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي عقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اجتماعا مع لجنة خاصة، كان قد كلّفها بإعداد مقترحات تخص مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وترتبط الجزائر والاتحاد الأوروبي باتفاق الشراكة، وهو معاهدة تجارية جرى توقيعها عام 2002، ودخلت حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر/أيلول 2005.

مقالات مشابهة

  • اتفاقات مع مصر لتعزيز تصدير الغاز.. وزير الطاقة القبرصي يوجه رسائل مهمة
  • تصعيد متبادل.. حماس ترفض شروط إسرائيل ونتنياهو يصر على إقصائها من غزة
  • الخارجية الروسية: موسكو وواشنطن وصفتا محادثات الرياض بالإيجابية والبناءة
  • سمو ولي العهد يستقبل وزير الخارجية الروسي ويبحثان تطورات الأحداث الإقليمية والدولية
  • ولي العهد يستقبل وزير الخارجية الروسي ويبحثان تطورات الأحداث الإقليمية والدولية
  • اليمن على مفترق طرق وساعات قادمة حاسمة: تصعيد عسكري وشيك أم اتفاق سلام؟
  • رئيس صندوق الثروة الروسي: الشركات الأمريكية خسرت 300 مليار دولار بمغادرتها روسيا
  • روسيا: الشركات الأميركية خسرت 300 مليار دولار لمغادرة موسكو
  • لا مشاركة لأوكرانيا.. مساعد الرئيس الروسي: مفاوضات الرياض ستكون بين موسكو وواشنطن فقط
  • الاتحاد الأوروبي يعلن قبول مراجعة اتفاق الشراكة مع الجزائر