مقترح بتنفيذ الدعم النقدي مع العام المالي الجديد
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
قال الكاتب الصحفي، محمد عز الدين، إن الدعم النقدي له فوائد اقتصادية واجتماعية كثيرة، مشيرًا إلى أن الدعم النقدي سيصل إلى الفئات الأكثر احتياجًا وهذا سيحدث من خلال أجراء بعض التعديلات الخاصة بتنقية الجداول من غير المستحقين وهذا بهدف الوصول إلى العدالة الاجتماعية.
وأضاف «عز الدين»، خلال لقاء على شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن الدعم النقدي يقضي على كل الحلقات الوسيطة الموجودة في الدعم العيني والدعم النقدي يتيح الفرصة للمواطن للاختيار سواء في عمليات الشراء او الادخار، وهذا يقضي على منظومة الهدر.
وتابع: « من المقترح أن يتم تنفيذ الدعم النقدي في العام المالي الجديد والذي يبدأ بعد 30 يونيو 2025»، لافتًا إلى أن هناك بعض الأماكن في محافظات مصر تحتاج لزيادة ماكينات الصرف وزيادة مكاتب البريد لسهولة وصول الدعم النقدي للمستحقين.
وأكد أن الحكومة المصرية استطاعت خلال الـ10 سنوات الماضية الوصول إلى الشمول المالي وهذا إنجاز كبير للغاية وهذا أدى إلى اقتراب اكتمال منظومة المستحقين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدعم الحكومة الدعم النقدي المزيد الدعم النقدی
إقرأ أيضاً:
كيف يحرر التفكير النقدي عقولنا من قيود الجهل والتبعية؟
مارس 24, 2025آخر تحديث: مارس 24, 2025
محمد الربيعي
في عالم يمتلئ بالادعاءات الكاذبة والجهل والخرافات، ويموج بالتحديات والتحولات، عالم يتلاعب فيه السياسيون بنا وبأفكارنا، ويسوقوننا في دوامة من الفساد ونهب الاموال، يبرز التفكير النقدي ليس فقط كأداة حيوية للشخصية، بل كمسؤولية ملحة تقع على عاتق كل فرد. انه واجبنا نحو انفسنا واجيالنا القادمة، ان نتحرر من قيود التبعية، وان نمتلك القدرة على التمييز بين الحق والباطل، وان نسعى لبناء مجتمع قائم على العدل والشفافية. التفكير النقدي ليس مجرد مهارة مكتسبة، بل هو نهج حياة يحرر العقل من قيود الانقياد الاعمى، ويصقل الشخصية لتكون قادرة على مواجهة التضليل والتلاعب وفضح الفساد واستعادة زمام المبادرة في بناء مستقبلنا. انه يمنحنا القدرة على التفكير المستقل، ويمكننا من تحليل المعلومات وتقييمها بشكل موضوعي، واتخاذ قرارات مستنيرة. من خلال التفكير النقدي، يكتشف لنا معنى وجودنا ودورنا في الحياة. نتساءل ونستكشف ونحلل، مما يقودنا الى فهم اعمق لنفسنا وللعالم من حولنا. يدرك المفكر النقدي ان التلقين هو عملية تقيّد العقل وتحجّم الابداع. انه يرفض ان يكون مجرد ببغاء يردد ما يسمعه، بل يسعى الى فهم الحقائق وتحليلها بنفسه.
الاسئلة الجوهرية وادوات التحليل
التفكير النقدي أداة حياتية تمكننا من التمييز بين الحقيقة والزيف، وبين الرأي والحقيقة. تخيل نفسك تقف أمام بحر من المعلومات المتضاربة، كيف ستعرف أيها جدير بالثقة؟ هنا يأتي دور التفكير النقدي، فهو يزودك بالبوصلة التي ترشدك في هذا البحر المتلاطم. لكن التفكير النقدي لا يمكنه تحقيق ذلك دون معرفة ومعلومات. فبدون قاعدة بيانات واسعة ومتنوعة، يصبح التفكير النقدي مجرد أداة فارغة. لذا، الجمع بين التفكير النقدي والمعرفة المتينة هو المفتاح للوصول الى الحقائق واتخاذ قرارات مستنيرة.
يبدا التفكير النقدي بطرح الاسئلة الجوهرية: ما هو مصدر هذه المعلومة؟ هل هو موثوق؟ هل هناك اي تحيزات كامنة؟ هل الادلة المقدمة قوية وكافية؟ هل هناك وجهات نظر اخرى تم تجاهلها؟ هذه الاسئلة ليست مجرد تمارين عقلية، بل هي ادوات تمكننا من تحليل المعلومات بعمق، وتقييم الحجج بموضوعية، والوصول الى استنتاجات مستنيرة.
عندما تواجه خبرا او معلومة، فان الخطوة الاولى هي التحقق من المصدر. السؤال الاساسي الذي يجب ان يرافقنا دائما هو: من هو مصدر هذه المعلومة؟ هل هو موثوق؟ فعندما نصادف خبرا او معلومة، يجب ان نبدا بالبحث عن مصدرها الاصلي، هل هي وكالة انباء معروفة، صحيفة موثوقة، ام مجرد منشور على وسائل التواصل الاجتماعي؟ لا تكتف بذلك، بل تحقق من سمعة المصدر، هل لديه تاريخ في نشر معلومات دقيقة؟ هل هو معروف بالشفافية والنزاهة؟ والاهم من ذلك، ابحث عن مصادر اخرى تؤكد نفس المعلومة، فكلما زادت المصادر الموثوقة التي تؤكد المعلومة، زادت الثقة بها. هذه الخطوات العملية تمكننا من بناء اساس متين من المعلومات الموثوقة، وتجنب الوقوع في فخ الاخبار المزيفة والتضليل.
بعد التحقق من المصدر، حان دور تحليل المحتوى. لا تقبل اي معلومة دون دليل، اطلب من صاحب المعلومة تقديم ادلة تدعم ادعاءاته، وحلل الادلة المقدمة، هل هي قوية وكافية؟ هل هناك اي ثغرات او تناقضات في الحجة؟ ابحث عن اي تحيزات محتملة في المحتوى، هل هناك اي محاولة للتلاعب بالعواطف او تضليل الجمهور؟ لنفترض انك رايت خبرا مثيرا للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لا تشاركه فورا، بل تحقق من مصدر الخبر، وابحث عن مصادر اخرى تؤكده، حلل المحتوى، وابحث عن اي علامات تدل على التضليل.
لا تكتفِ بوجهة نظر واحدة، بل ابحث عن وجهات النظر المختلفة حول القضية، وحلل نقاط القوة والضعف في كل وجهة نظر، وحاول ان تفهم دوافع الاشخاص الذين يحملون وجهات نظر مختلفة. تخيل انك تستمع الى شخص يحاول تضليلك، لا تقبل كلامه دون تفكير، اطلب منه تقديم الادلة، وحلل حججه، وحاول ان تفهم دوافعه.
كل معلومة او حجة تستند الى افتراضات معينة، حاول ان تحدد هذه الافتراضات، واسال نفسك: هل هذه الافتراضات صحيحة؟ هل هناك اي افتراضات بديلة؟ لا تتردد في التشكيك في الافتراضات الشائعة او المسلمات.
استخدم الادوات المتاحة للتحقق من المعلومات، مثل محركات البحث ومواقع التحقق من الحقائق وادوات تحليل البيانات.
التفكير النقدي والابداع
ان التفكير النقدي ليس مجرد اداة للدفاع عن النفس ضد التضليل، بل هو ايضا محرك للابداع والابتكار. انه يشجعنا على التفكير خارج الصندوق، وطرح الاسئلة غير التقليدية، وايجاد حلول جديدة للمشاكل القديمة. انه يمنحنا القدرة على بناء مستقبل افضل، لاننا نصبح قادرين على اتخاذ قرارات مستنيرة ومسؤولة.
كيف يمكن للتفكير النقدي ان يكون محركا للابداع والابتكار، هذه بعض الامثلة العملية: يبدا التفكير النقدي بالتشكيك في الوضع الراهن، هذا التشكيك يفتح الباب امام استكشاف بدائل جديدة وحلول مبتكرة. تخيل انك في مجال تصميم المنتجات، بدلا من قبول التصميمات التقليدية، تساءل: “لماذا نصنع هذا المنتج بهذه الطريقة؟ هل هناك طريقة افضل واكثر كفاءة؟” هذا التساؤل قد يقودك الى ابتكار منتجات جديدة او تحسين المنتجات الحالية، وهذا هو جوهر الابداع.
لا يقتصر التفكير النقدي على التشكيك فقط، بل يشجع على توليد الافكار الجديدة من خلال البحث عن العلاقات بين المفاهيم المختلفة، وتحليل المشاكل من زوايا متعددة، واستخدام الخيال والابداع. لنفترض انك تواجه مشكلة معقدة، استخدم تقنيات العصف الذهني، تلك العملية الابداعية التي تشجع على تدفق الافكار بحرية ودون قيود، لتوليد مجموعة متنوعة من الافكار، من خلال فتح العقول على مصراعيها، وتشجيع الجميع على المشاركة بأي فكرة تخطر ببالهم، مهما بدت غريبة او غير تقليدية، ففي هذه المرحلة، لا مجال للنقد او التقييم، بل الهدف هو اطلاق العنان للخيال، وجمع اكبر قدر ممكن من الافكار، التي قد تكون نواة لحلول مبتكرة ومبدعة. ثم استخدم مهارات التفكير النقدي، التي تتضمن التحليل العميق والتقييم الموضوعي والمنطقي، لتقييم هذه الافكار واختيار الافضل. ابدا بتحليل كل فكرة على حدة، وفكر في مدى جدواها وقابليتها للتطبيق، وهل تتناسب مع الاهداف المرجوة؟ ثم قارن بين الافكار المختلفة، وقم بتقييم نقاط القوة والضعف في كل منها، وفكر في المخاطر والمكافأت المحتملة لكل خيار. لا تتردد في طرح الاسئلة الصعبة، مثل: هل هناك اي افتراضات غير صحيحة؟ هل هناك اي تحيزات محتملة؟ هل هناك اي حلول بديلة؟ استخدم المنطق والاستدلال لتقييم الادلة، وتجنب التفكير العاطفي او المتحيز. في النهاية، اختر الفكرة التي تتوافق مع معاييرك وتلبي احتياجاتك بشكل افضل. هذه العملية تضمن ان الحلول التي تتوصل اليها ليست فقط مبتكرة، بل ايضا قابلة للتطبيق وفعالة.
بعد توليد الافكار، ياتي دور التقييم والتنقيح. في مجال البحث والتطوير، على سبيل المثال، استخدم مهارات التحليل والتفكير المنطقي لتقييم جدوى الافكار الجديدة، وحدد المخاطر المحتملة، وطور خطط عمل لتنفيذ هذه الافكار. هذا التقييم النقدي يضمن ان الافكار الابداعية تتحول الى ابتكارات عملية ومجدية.
التفكير النقدي يمنحنا القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة ومسؤولة، وهو ما يساعدنا على بناء مستقبل افضل. في مجال ادارة الاعمال، استخدم مهارات التحليل المالي والتفكير الاستراتيجي لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة، وتطوير خطط عمل فعالة، وادارة المخاطر بشكل مسؤول. هذه القرارات المستنيرة هي التي تقود الى النجاح والتقدم.
كما يمكن للتفكير النقدي ان يحدث تغييرا جذريا في مجالات مختلفة. في مجال التعليم، يمكن ان يدفع المعلمين الى تطوير اساليب تدريس مبتكرة تشجع الطلاب على التفكير النقدي والابداعي. في مجال الطب، يمكن ان يدفع الاطباء الى تطوير اساليب علاج جديدة واكثر فعالية. وفي مجال التكنولوجيا، يمكن ان يدفع المهندسين الى تطوير تقنيات جديدة ومبتكرة تحل المشاكل المعقدة. هذه الامثلة توضح كيف يمكن للتفكير النقدي ان يكون محركا قويا للابداع والابتكار، وبناء مستقبل افضل للمجتمعات.
وعندما نمتلك ادوات التفكير النقدي، نصبح اكثر قدرة على تحدي الافكار والمعتقدات التي يفرضها السياسيين والمتطرفين. سوف لن نقبل الامور كما هي، بل نسعى الى فهم الاسباب والنتائج. في عصر المعلومات، نواجه سيلا من الاخبار والمعلومات المتضاربة. التفكير النقدي يمكننا من التمييز بين الحقيقة والزيف، واتخاذ قرارات مبنية على معلومات موثوقة. يساهم التفكير النقدي في رفع مستوى الوعي لدينا، مما يجعلنا اكثر قدرة على المشاركة الفعالة في بناء مجتمعنا ووطننا.
انه يشجعنا على الابداع والابتكار، فهو يدفعنا الى التفكير خارج الصندوق، وايجاد حلول جديدة للتحديات التي تواجهه، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال التشجيع على التفكير في القضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية بشكل مسؤول. كما يعتبر التفكير النقدي اساسا لبناء مجتمع المعرفة، حيث يتم تشجيع الحوار والنقاش وتبادل الافكار.
يمكن القول ان التفكير النقدي هو ضرورة حتمية للانسان المستقل في هذا العصر. انه يمنحه الحرية والاستقلال الفكري، ويمكنه من مواجهة التحديات وبناء مستقبل افضل.
———————————-
مقالات للكاتب حول الموضوع:
– اهمية التفكير النقدي في التعليم والثقافة والبحث العلمي. 2024. الثقافة الجديدة. العدد 442
– تحدي التفكير النقدي مقابل الحفظ والتلقين. 2020. شبكة الاقتصاديين العراقيين.
– ما هي أهمية وفوائد “التفكير النقدي”؟ 2017. كتابات في الميزان.