الممثلات المغربيات أكثر عرضة للابتزاز الجنسي.. دراسة ترصد العنف ضد النساء في قطاع السينما
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
أظهرت دراسة تم الكشف عنها أمس بالرباط، أن العنف القائم على النوع الاجتماعي يشكل جزء من الحياة اليومية للنساء العاملات في قطاع السينما في المغرب.
وحسب الدراسة التي أنجزتها جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان، فإن 80% من المشاركات في مقابلات صرحن أنهن تعرضن للعنف أو شهدن حالة واحدة على الأقل من العنف القائم على النوع الاجتماعي في المهنة.
وبالنسبة للعنف الجنسي، فقد وصفته الممثلات بالخصوص كشكل رئيسي من أشكال العنف. حيث تُعتبر الممثلات، بالخصوص الأصغر سنا، أكثر عرضة للابتزاز الجنسي، أو التلميحات ذات الطابع الجنسي أو الملامسات الجنسية.
وتشير الدراسة إلى أنه يتعين توخي الحذر بخصوص انتشار العنف الجنسي الذي يحدث في صمت تام من قبل الضحايا.
ويمس العنف الاقتصادي والجسدي النساء على مستوى كافة المهن المتصلة بقطاع السينما في المغرب. أما فيما يتعلق بالعنف النفسي والجنسي، فهو يتعلق بالأساس بالأشخاص الأكثر هشاشة، أي الشابات في بداية حياتهن المهنية، والنساء المهنيات في وضعية هشاشة اقتصادية.
وتشير الدراسة إلى أن مهنيي قطاع السينما في المغرب، أكدوا أنه يمكن أن يتخذ العنف القائم على النوع الاجتماعي أشكالا متعددة، وهو من بين الآفات التي تؤثر على حرية الإبداع لدى المهنيات وتحد من قدراتهن.
وانطلاقا من تحليل نتائج المقابلات تبين أنه تمت الإشارة إلى العنف النفسي 10 مرات باعتباره الشكل الرئيسي للعنف السائد في قطاع السينما في المغرب، يليه العنف الاقتصادي ثم العنف الجنسي.
ويعتبر العنف النفسي سائدا على اعتبار أنه يستمر زمنيا، ويترك آثارا أكبر على الضحايا. وحسب المستجوبين فإن تفشي العنف النفسي يرجع لصعوبة إثبات وقوعه والذرائع والأسباب التي يدفع بها مرتكبو هذا العنف لتبريره (ما تتطلبه المهنة من إتقان تام، وجوب المواظبة، ضعف التزام العاملين…).
وتحتل أشكال العنف الاقتصادي المرتبة الثانية وتتعلق بممارسات شائعة يمارسها الرؤساء التراتبيون الذين لا يتحلون بالشفافية أثناء تحديد المهام، ويقترحون عقودا تخدم مصالحهم بشكل أساسي وتستغل الوضعية الهشة للعاملات في المجال التقني والمكلفات بالإنتاج.
وحسب الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، هناك عدة عقبات لا تشجع على التبليغ بشكل عادي ومنهجي عن حالات العنف:
– يتفاعل المركز السينمائي المغربي (المسؤول عن المتخصصين والمتخصصات في المجال التقني) ووزارة الثقافة (المسؤولة عن الفنانين) بشكل كبير مع الشكايات المقدمة المتعلقة بالعنف القائم على النوع؛ غير أن دورهما يقتصر على الوساطة، وفقا للأشخاص الذين تمت مقابلتهم، كما أن غياب عقود عمل تحمل مواد موحدة لا يشجع ضحايا العنف على التبليغ.
كما لا يتم احترام دفاتر التحملات الصادرة عن المركز السينمائي المغربي أو الشركات التلفزيونية المبرمة مع شركات الإنتاج على أرض الواقع في كثير من الأحيان. وهو ما يؤدي إلى خلق ظروف قد تكون مواتية لبروز العنف القائم على النوع الاجتماعي، خاصة بسبب توقيت العمل (الذي يتجاوز 12 ساعة يوميا)، فضلا عن الأعباء الإضافية التي لا يتم تقييمها موضوعيا في العقود. ومن جهة أخرى، ينتقد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم ندرة عمليات المراقبة التي يقوم بها المركز السينمائي المغربي ووزارة الثقافة مما قد يسهل وقوع العنف، وخاصة العنف المتعمد؛
كما سجلت الدراسة ضعف تمثيلية المرأة داخل الغرف المهنية والاتحادات والنقابات التي تمثل بالخصوص المختصين والمختصات في المجال التقني والممثلين والممثلات: يساهم هذا الوضع في إضعاف مساهمة النساء المهنيات في عملية الترافع والتبليغ الجماعي عن العنف القائم على النوع الاجتماعي في قطاع السينما بالمغرب. وتضم الجمعيات المهنية الإثنى عشر في هذا القطاع أكثر من 100 عضو مسير، من بينهم 10 نساء فقط، علما أن 50% من المكاتب لا تضم أي تمثيلية نسائية.
وتأتي دراسة « العنف القائم على النوع الاجتماعي في قطاع السينما بالمغرب » في إطار تفعيل إحدى التوصيات الرئيسية التي تضمنتها دراسة « السياسة العمومية في مجال السينما وحقوق الإنسان في المغرب: في أفق الملاءمة مع دستور الحقوق والحريات » التي أصدرتها جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان.
كما تمثل الدراسة إحدى اللبنات الأساسية في مسار الترافع الذي تنهجه الجمعية في أفق وضع سياسة عمومية خاصة بالسينما تعزز حقوق الإنسان، خاصة حقوق المرأة، وتضمن حمايتها من كافة أشكال التمييز والعنف.
وحسب الدراسة فإنه من الواضح أن أغلب أشكال العنف ضد النساء العاملات في المجال السينمائي تحدث في صمت، باستثناء بعض المبادرات التي سلطت الضوء على أشكال عديدة من العنف، ولا سيما حركة MeToo.
كلمات دلالية السينما العنف ضد النساء المغرب دراسة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: السينما العنف ضد النساء المغرب دراسة العنف القائم على النوع الاجتماعی فی قطاع السینما العنف النفسی فی المجال
إقرأ أيضاً:
دراسة تفتح آفاقًا جديدة لعلاجات الإكتئاب
الاكتئاب هو حالة ذهنية من المزاج المنخفض والنفور من النشاط، الذي يؤثر على أكثر من 280 مليون شخص من جميع الأعمار (حوالي 3.5٪ من سكان العالم ) ، وفي هذا الصدد توصل فريق دولي من العلماء إلى اكتشافات جديدة بشأن دور الجينات في الإصابة بالاكتئاب، حيث تمكنوا من ربط 293 اختلافا جينيا بالحالة المدمرة التي تؤثر على الملايين حول العالم.
تفتح هذه الدراسة، التي تعد واحدة من الأبحاث الأكثر شمولا في هذا المجال، آفاقا لعلاج الاكتئاب بطرق أكثر تخصيصا، بناء على التركيبة الجينية لكل فرد.
واستخدم العلماء بيانات مجهولة المصدر لأكثر من 5 ملايين شخص، ما جعل الدراسة من أكبر الدراسات التي تربط الجينات بالاكتئاب. وقد توصلوا إلى تحديد عوامل خطر وراثية جديدة عبر مجموعات سكانية متعددة حول العالم، ما يمكّنهم من التنبؤ بخطر الإصابة بالاكتئاب عبر الأعراق المختلفة.
ويمكن أن تساعد هذه الاكتشافات في تحسين العلاجات المستقبلية للاكتئاب، لأن الدراسة قد وفرت فهما أعمق لتأثير الجينات على الحالة.
وبتحليل بيانات من 688808 شخص شُخّصوا بالاكتئاب الشديد، و4.3 مليون شخص لا يعانون من هذه الحالة، عبر 29 دولة ومجموعة واسعة من الأعراق، تم التوصل إلى فهم أوسع للاكتئاب وكيفية ارتباطه بالجينات.
كما أظهرت النتائج أن نسبة كبيرة من المتغيرات الجينية المكتشفة تعود إلى التنوع العرقي، حيث شارك في الدراسة نحو ربع المشاركين من أصول غير أوروبية، وهذا التنوع يعزز القدرة على التنبؤ بالاكتئاب وعلاجه بشكل أكثر دقة عبر مجموعات سكانية مختلفة.
وقالت كاثرين لويس، عالمة الأوبئة الوراثية من كينغز كوليدج لندن: "تظهر هذه النتائج أن الاكتئاب يتسم بتعدد الجينات بشكل كبير، ما يفتح آفاقا لتحويل هذه المعرفة إلى علاجات أفضل للأشخاص المصابين بالاكتئاب".
وتمكن فريق البحث من ربط المتغيرات الجينية بأنواع معينة من الخلايا العصبية في الدماغ، لا سيما الخلايا العصبية المثيرة في مناطق الحصين واللوزة الدماغية. وهذا الاكتشاف لا يقدم فقط مزيدا من الفهم للتغيرات التي قد تحدث في الدماغ بسبب الاكتئاب، بل يساعد أيضا على فهم كيفية ارتباط الاكتئاب بمشاكل أخرى في الدماغ، مثل القلق ومرض ألزهايمر.
ويؤكد العلماء أن الاكتئاب مزيج من العديد من العوامل البيولوجية والنفسية التي تختلف من شخص لآخر، ولكن هذه الدراسة تساهم في تسليط الضوء على المكونات الجينية التي تساهم في تلك الاختلافات.