حكاية الشهيد أحمد زكي.. اغتالته جماعة الإخوان وآخر كلماته «بسم الله»
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
لن تفارق عيناك ملامحه إلا وهي غائمة بالدموع، ستبقى قسماته عالقة بالذاكرة، طيبة ووديعة، سترى فيه وجه أبيك، إنه العميد أحمد زكي الذي استشهد يوم الأربعاء 23 أبريل2014، في تفجير استهدف سيارته بأكتوبر، ستتعرف عليه من ملامحه، ستوقن أنها لم تعرف غير الابتسامة، صاحبها لا يعرف سوى كلمة حاضر، تحت أمرك، لا يبدو مقيداً بجهامة مسئول كبير في وزارة الداخلية، علامة الصلاة في وجهه تشع نور، وماذا أيضاً، ستجد اسمه معروفاً لدى أهالى المنطقة التي يقيم بها، لا يتذكرون له سوى كلمات تدل على طبيعة تلك الشخصية «ده كان راجل طيب، جدع، بيحب الخير لكل الناس، عمره ما زعل حد، ده عايش في شقة بالإيجار بـ500 جنيه في الشهر»، وكأن للشهداء طريقهم، هكذا اختتم الرجل حياته، أدى صلاة الفجر يوم الأربعاء الموافق 23 أبريل عام 2014، عاد إلى شقته مرة أخرى، ارتدى ملابسه «المدنية» وودع زوجته وأبناءه، ونزل من الشقة حوالي الساعة السابعة وعشر دقائق صباحاً، بعد أن اتصل به سائقه وقال له إنه حضر بالسيارة من معسكر عمر بن الخطاب، وصل زكي إلى السيارة، لم يجد سائقه ولا أمين الشرطة المكلف بحراسته، انتظر دقيقتين حتى حضر الاثنان «السائق والحارس»، وأخبراه بأنهما كانا يقومان بشراء سجائر، لم يعقب الرجل، وهز رأسه «بسم الله الرحمن الرحيم»، وفتح باب السيارة وجلس على كرسيه، 10 أمتار وانفجرت السيارة، الانفجار أسفر عن بتر قدم زكي وسالت دماؤه في المكان، أسرعت أسرته والأهالى الى نقله الى المستشفى، ولفظ أنفاسه الأخيرة، فور دخول المستشفى.
بمجرد أن تعطلت أجهزة جسمه وانتهت حياة الشهيد انطلقت صرخات أسرته التي لا تنتهى، الصرخات ومشهد الحزن والحسرة يسود أيضا شارع الأخبار بالمجاورة السادسة بالحي السادس على فقدان الشهيد.
مكان الجريمة لا تجد فيه سوى آثار بارود وبنزين على الأرض وأيضا «حذاء، وقطعة قماش من ملابسه تمزقت إثر الانفجار»، أهالي المنطقة وجيران الشهيد يرددون عبارات «ده كان طيب وجدع و25 سنة ساكن معانا عمره ما زعل حد»، الجيران وأهالي المنطقة يقولون إن الشهيد قاطن في شقة بالإيجار غرفتين بـ500 جنيه.
الشهيد العميد أحمد زكيمشهد الحزن والحسرة ممتد في كل الأماكن التي عمل بها هناك في الإدارة التي كان يعمل بها الشهيد «العميد أحمد زكي » الذي التحق بالخدمة في معسكر قوات الأمن المركزي بالجيزة، في 16 سبتمبر 1984، اجتهد في عمله منذ أن التحق بكلية الشرطة وتدرّج في الترقيات من رتبة ملازم أول 16 سبتمبر 1985 ثم رتبة نقيب 1988 ثم رتبة رائد 1994 ثم رتبة مقدم عام 2001 ورتبة عقيد عام 2007 ثم رتبة عميد عام 2012 وانتهت حياته وهو برتبة عميد وفي منصب مدير إدارة شئون الخدمات بالأمن المركزي هكذا قال اللواء مصطفي رجائى، الذي يشغل منصب مدير الإدارة لقطاع الأمن المركزي بالجيزة سابقا وكان المدير المباشر للشهيد، ويكمل «أحمد كان محبوب من الناس كلها، عشان كده ربنا اختاره أنه يكون شهيد، مفيش عسكرى ولا ضابط بيكرهه، اسأل زمايله عنه، المجندين اللى بيشتغلوا معاه، الضباط، الأفراد، كان ضابط شاطر جداً، التحق بقطاع الأمن المركزي وعمل قائد سرية «5» بمركز تدريب الجيزة، ثم قائد سرية «3» ومشرف على فرقة مساعد معلم تدريب عسكرى بالمركز، وتولى بعد ذلك منصب قائد التدريب بالمركز، ثم مشرف على مندوبي الشرطة لتلقى دورة في مجال التدريب العسكرى ومكافحة الإرهاب الدولى، وأشرف بعد ذلك على دفعة طلبة معهد أمناء الشرطة الدفعة رقم «28»، وتولى بعد ذلك الإشراف على تدريب 1250 أمين شرطة من الإدارة العامة لشرطة السياحة وقائد مركز تدريب الجيزة، ثم قائد الكتيبة الرابعة بقطاع خالد بن الوليد، وتولى بعد ذلك قائد ثان بقطاع البحر الأحمر ثم قائد ثان لقطاع الأقصر وقائد قطاع عمر بن الخطاب حتى تولى منصبه مدير إدارة شئون الخدمة بقطاع الإدارة العامة لقوات الأمن المركزي ».
أحمد زكي سيرة طيبة في كل مكانفي مقر عمله بمعسكر عمر بن الخطاب لا تجد سوى سيرته الطيبة داخل المكان مع القيادات والمجندين الذين لم يشعروا بأي تمييز لنجله الضابط محمود أحمد زكي الذي يعمل معه في نفس الإدارة، إذ كان يعامله بكل حسم مثله مثل أي ضابط أو مجند آخر دون تفرقة.
«أسد المعسكر» لقب استحقه عن جدارة
«أسد المعسكر» رحل الشهيد زكي تاركاً هذا اللقب الذي حمله لسنوات طويلة على ألسنة الضباط والأفراد، وهو اللقب الذي استحقه عن جدارة لإقدامه وشجاعته في الاقتحام، إذ كان يتقدم جميع الضباط والمجندين، يتصدى بكل قوته للخارجين على القانون، خاصة في مأموريات مهاجمة بؤر الإرهاب والتي كان آخرها أحداث جامعة القاهرة التي قتل فيها طالب على يد الجماعة الإرهابية، إذ كان هو أول ضابط يدخل الحرم الجامعي لفض الاشتباكات والسيطرة على أحداث الشغب، بعد موافقة إدارة الجامعة على دخول الشرطة. وبنفس الهمة شارك الرجل في التصدى لمظاهرات الإخوان عقب أحداث ثورة 30 يونيو في نطاق محافظة الجيزة، وألقى القبض على العديد من الإرهابيين في الجيزة، وهو ما وضعه على قوائم الاغتيالات، حتى نالت منه يد الإرهاب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جماعة الإخوان الإرهابية الاخوان اخوان فاشلون الأمن المرکزی أحمد زکی بعد ذلک
إقرأ أيضاً:
جماعة الإخوان المسلمين تبارك للشعب والمقاومة الفلسطينية.. هذا استحقاق غزة حاليا
هنأت جماعة الإخوان المسلمين في مصر "الشعبِ الفلسطيني البطل ومقاومتِه الأبيَّة الباسلة على هذا الإنجازِ العظيم" بعد الإعلان عن التوصل لوقف إطلاق النار في غزة.
جاء ذلك خلال كلمة متلفزة لصلاح عبد الحق القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
وقال عبد الحق، إن "هذا يومٌ من أيامِ الله.. يومٌ أُجبر العدوُّ على القَبول بشروط المقاومة وأقول، إن هذا اليوم هو ثمرةُ بلاء المقاومين في ميادين القتال وثمرةُ إسناد شعبٍ أبيٍّ صامد رغم الشّدة واللأواء فلله دَرُّهم جميعًا أولئك الأبطال".
كلمة متلفزة للدكتور صلاح عبد الحق القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون بخصوص إعلان اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة. pic.twitter.com/zxLuyGW6fy — الإخوان المسلمون (@ikhwansocial) January 15, 2025
وأضاف، أن "هذا اليوم كله لشعبِ فلسطينَ الأبِيّ.. بورك الشعب وبُوركت تضحياتُه الجِسام وبُوركت حركةُ المقاومةِ الإسلاميةِ.. حماس وبُوركت سواعدُ أبنائِها قَدمت صفوةَ قادتِها فداءً لفلسطين والمسجدِ الأقصى وضَربتْ أروعَ المَثل على التضحيةِ والفداء وبُوركت كلُّ حركاتِ المقاومةِ الفلسطينيةِ الباسلةِ المجاهِدة وبُوركت كلُّ يدٍ ساعدت في الداخل أو دَعَّمت من الخارج وبُورك صاحبُ قرارِ عمليةِ طوفان الأقصى الذي أعاد القضيةَ الفلسطينيةَ إلى الصَّدارة وأوقفَ قطارًا سعى إلى جعل هذا الكيان -في خاصرة أمتِنا- كيانًا طبيعيًّا وقضى على أُسطورة عدوٍ ظنَّ أنه لا يُقهر".
وأردف، "اليوم.. نحنُ على موعدٍ بتحرير الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مبادلة بأسرى عملية طوفان الأقصى".
وأكد عبد الحق، أن "جماعةُ الإخوانِ المسلمين تؤكد ما سَبق وأكدتْه مرارًا وتكرارًا أنَّ قضيةَ فلسطين هي قضيةُ الأمةِ الإسلامية جمعاء وأنَّها أعدلُ القضايا بموجَب الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية وستظلُّ جماعةُ الإخوانِ تدعم وتساند القضيةَ؛ حتى تتحرَّرَ فلسطينُ كل فلسطين ويتحرَّرَ المسجدُ الأقصى".
كما أشار إلى "إنَّنا اليوم والأمةُ الإسلامية جمعاء، بل والعالمُ أجمع نقفُ أمامَ استحقاق واجبٍ جديد، هو إعادةُ إعمارِ غزةَ المدمرة وإعادةُ بناء مرافقها: مستشفياتِها ومدارسِها وجامعاتِها وإعادةُ بناء الإنسان الذي أنهكته الحربُ لأكثر من 16 شهرًا نحنُ والعالمُ كذلك أمامَ تحدي مواصلةِ الدَّعم القانوني والسياسي لملاحقةِ مجرمي الحرب الذين ارتكبُوا جرائمَ إبادةٍ جماعية وجرائمَ ضد الإنسانية أولئك الذين انتَهكُوا كلَّ الحُرمات والمُقدسات".
وتابع، "إنَّنا في هذا اليوم ننحنِي لتضحياتِ شعبِنا الفلسطيني البطل إكبارًا واحترامًا وتقديرًا ونقول: إنَّ الأرواح التي أُزهقت في سبيلِ الله، هى في جنبِ الله قليل، فقد ذهبتْ انتصارًا للحق وأداءً للواجب وقد نالتْ في معركةِ تحريرِ المسجدِ الأقصى شرفَ الفداء".