للمرة الأولى.. حزب مغربي يستعين بالذكاء الاصطناعي في العمل السياسي
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
الرباط- قرر حزب الاستقلال المغربي الاستعانة بشخصيتين افتراضيتين لمخاطبة الشباب واستقطابهم للعمل السياسي والمدني، في مبادرة هي الأولى من نوعها في الحياة الحزبية بالمملكة.
وقدم الحزب في فعاليته الأخيرة المنظمة بمناسبة الذكرى 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال أول شخصيتين افتراضيتين استقلاليتين تم تطويرهما باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأطلق عليهما اسمي "آمال " و"حكيم".
جدير بالذكر أن حزب الاستقلال المشارك في الحكومة الحالية ارتبط تأسيسه بمقاومة الاستعمار، وشارك في أكثر من حكومة بعد الاستقلال.
شخصيتان افتراضيتانوأعلن كل من آمال وحكيم عن مبادرة جديدة أطلقها الحزب، خلال مهرجانه الخطابي بالدار البيضاء، الأسبوع الجاري، وتتعلق بصياغة عقد اجتماعي متقدم للشباب بهدف إسماع صوتهم وتمكينهم من آليات المشاركة في ديناميات الحياة العامة.
وأوضح بدر احجيرة عضو المجلس الوطني للحزب أن العقد الاجتماعي للشباب هو وثيقة تلخص تطلعات الشباب ونظرتهم المستقبلية.
وأشار احجيرة، في حديث مع الجزيرة نت، إلى أن هذه المبادرة هي عمل تشاركي يتواصل من خلاله شباب الحزب مع شباب المملكة في المدن والقرى وبلدان المهجر للاستماع لأفكارهم وتطلعاتهم لصياغة رؤية مستقبلية تقوم على إشراك الشباب في وضع السياسات العمومية.
إعلانولفت إلى أن الحزب قرر الاستعانة بآمال وحكيم في هذه العملية التواصلية رغبة منه في مخاطبة الشباب بلغة وتقنيات يفهمها واعتاد عليها.
وقال "ستواكب هاتان الشخصيتان مختلف مراحل صياغة هذا العقد وستعرضانها بلغات العالم وبالاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة. نريد أن نخاطب الشباب بطريقة قريبة منهم والوصول إلى شريحة بعيدة عن الحياة السياسية".
من جانبه، ثمن حسن خرجوج الخبير المعلوماتي المتخصص في الشؤون الرقمية استعانة حزب الاستقلال بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة للتواصل مع الشباب، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تدل على وعي كوادره بالاتجاهات الشبابية الحديثة وإدراكهم لأهمية تطوير المحتوى الموجه للشباب.
وقال خرجوج للجزيرة نت إن آمال وحكيم هما شخصيتان تم تطويرهما للتفاعل مع الشباب وخاصة جيل "زد" الذي لم يعد قادرا على قراءة المحتويات الطويلة سواء كانت ورقية أو رقمية.
في نظره، فإن التحدي الذي سيواجهه الحزب يتعلق بالمحتوى والمضمون إذ يفترض أن يناسب الفئة المستهدفة. وأوضح أن "المحتوى السياسي ممل للشباب، لذلك من الضروري الإبداع في خلق محتوى يلائم ميول هذه الفئة واحتياجاتها، وإذ نجحوا فمن شأن ذلك إحداث تطور نوعي في الخطاب السياسي المغربي".
ولفت خرجوج إلى أن المعركة في الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها العام المقبل ستدور رحاها في ساحات الإنترنت والمنصات الرقمية وفي الهواتف وليس في الشوارع والميادين.
حزب الاستقلال ارتبط تأسيسه بمقاومة الاستعمار وشارك في أكثر من حكومة بعد الاستقلال (الجزيرة) تحسين التفاعل السياسيخاطبت آمال جمهور حزب الاستقلال في أول ظهور لها قائلة "حضرات الأخوات الاستقلاليات والإخوان الاستقلاليين، السلام عليكم، أنا آمال مناضلة استقلالية رقمية"، بينما تابع حكيم "وأنا حكيم مناضل استقلالي رقمي، تم تصميمنا باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من قبل حزب الاستقلال لنكون أول مناضلين رقميين في المغرب"، قبل أن يشرعا في تقديم مبادرة العقد الاجتماعي للشباب وشرحها.
إعلانيقول احجيرة إن آمال تمثل أمل الشباب في التغيير وفي المستقبل، أما حكيم فيمثل حكمة حزب الاستقلال الذي عرف عنه تاريخيا بأنه ضمير الأمة، مضيفا "بالحكمة التي تميز حزبنا وتجربته الكبيرة وبالآمال التي يعقدها عليه الشباب سننجح في عملنا ورسالتنا".
وأكد أن حزبه واع بأهمية توظيف التكنولوجيا في التواصل مع فئات المجتمع، مشيرا إلى أنه يضم كوادر مؤهلة ولها تكوين عال في هذا الميدان، وقال "من لم يركب سفينة التكنولوجيا الحديثة سيتجاوزه الزمن".
ولفت إلى أن توظيف التكنولوجيا الرقمية الحديثة لا ينبغي أن يكون مرتبطا بالفترات الانتخابية فقط، بل أن يصبح جزءا من الممارسة السياسية اليومية سواء في التواصل مع الجمهور أو في التواصل الداخلي بين أفراد الحزب وهيئاته.
أما خرجوج فيرى أن السياسيين المغاربة رغم حضورهم في المنصات الرقمية فإنهم يتواصلون مع الشباب بطريقة فوقية وبمحتوى مبني على المجاملة ولغة الخشب في حين يفضل الشباب الخطاب المباشر والبسيط والواضح.
وعزا عزوف الشباب المغربي عن السياسة إلى طبيعة الخطاب السياسي الذي لا يراعي الثورة التكنولوجية وحاجات الشباب واهتماماتهم وميولهم، مؤكدا أن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة بشكل عام ستساعد على صناعة محتوى جذاب وغير ممل موجه للشباب الذي يستعملون المنصات الرقمية بشكل كبير وستؤدي إلى تحسين مستوى التفاعل السياسي مع الشباب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حزب الاستقلال مع الشباب إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الإنتاج الحربي: حريصون على استخدام التكنولوجيا الحديثة في التصنيع
أجرى المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، جولة تفقدية مفاجئة لشركة حلوان للآلات والمعدات (مصنع 999 الحربي)، لمتابعة سير العملية الإنتاجية والاطلاع على تطورات العمل في مختلف خطوط الإنتاج، وذلك في إطار جولاته المستمرة داخل شركات ووحدات وزارة الإنتاج الحربي.
وخلال الزيارة، تفقد الوزير مراحل التصنيع داخل المصنع، الذي يوفر احتياجات القوات المسلحة من منتجات عسكرية مثل الهاونات والقواذف الصاروخية وتجهيزات كباري الاقتحام.
كما استعرض جهود الشركة في استغلال فائض طاقاتها الإنتاجية لتصنيع منتجات مدنية متنوعة، منها معدات الميكنة الزراعية، ومعدات الحفاظ على البيئة، وتجهيزات عربات النقل، وقطع غيار الماكينات العملاقة، بالإضافة إلى عدادات الكهرباء والمياه الذكية والمسبوقة الدفع.
وأشار الوزير إلى أن شركة حلوان للآلات والمعدات تعد رائدة في منطقة الشرق الأوسط في إنتاج آلات الورش من المخارط والمكاشط والفرائز وغيرها، كما تفقد الوزير «مصنع الجلفنة على الساخن»؛ حيث اطلع على أعمال تركيب «البوتقة الجديدة» التي من شأنها ضمان عودة الشركة إلى مكانتها الرائدة في هذا المجال.
كما استمع الوزير إلى عرض من المهندس محمد أحمد العصفوري، رئيس مجلس إدارة الشركة، حول الموقف التنفيذي للمشروعات التي تنفذها الشركة، ومدى التزامها بتوقيتات التنفيذ، بالإضافة إلى معدلات الإنتاج والأداء وحجم المبيعات وخطط الإنتاج والتسويق.
وفي إطار حرصه على تحسين بيئة العمل، تابع الوزير سير العمل داخل ورشة الآلات ومخازن الإنتاج التام والخامات، مشددًا على ضرورة الالتزام بإجراءات الجرد الدوري والحفاظ على نظافة وترتيب الخلايا التخزينية.
وخلال الجولة، شدد الوزير على أهمية التعاون مع القطاع الخاص المحلي والعالمي في مختلف مجالات التصنيع، مؤكدًا ضرورة إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي قد تواجه سير العمل.
وأكد أن الهدف الأساسي من هذه الزيارات المفاجئة هو ضمان تحسين الأداء وتحقيق أقصى معدلات الجودة، واستغلال التكنولوجيا الحديثة، والالتزام بمواعيد تسليم المشروعات، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة والصحة المهنية.