تعهدت السلطات المكسيكية أكثر من مرة بالترحيب بعودة مواطنيها، في حال نفذت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقبلة، تهديداتها بإجراء عمليات ترحيل واسعة النطاق.

وقالت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم، التي أوضحت خطتها لتعزيز المساعدة للملايين من المكسيكيين الذين يواجهون الترحيل المحتمل من الولايات المتحدة، وزيادة المساعدات للذين سيتم إجبارهم على العودة إلى المكسيك " هذا التزامنا".

What will Mexico do if Trump tries to mass deport non-Mexicans across the border? https://t.co/4czFG7kPQo

— L.A. Times Politics (@latimespolitics) January 16, 2025

وذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، أن الأمر الأقل وضوحاً وأكثر إشكالية هو كيف سيرد مسؤولو المكسيك، إذا ما ضغط الرئيس المنتخب دونالد ترامب عليهم، كما هو متوقع، لقبول المرحلين من دول أخرى أيضاً- إما طالبي لجوء تم إعادتهم على الفور من الحدود أو مهاجرين يعيشون في الولايات المتحدة؟.

وقالت يونيس ريندون، الكاتبة والخبيرة في قضايا الهجرة: "هذه ستكون إحدى أولى القضايا الملحة التي تواجه المكسيك". وأضافت "سيريد دونالد ترامب إرسال أشخاص ليسوا مكسيكيين إلى المكسيك، خاصة من دول مثل فنزويلا، التي ليس للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية معها".

يشار إلى أن المكسيك ليست ملزمة قانونياً باستقبال غير المكسيكيين، حتى إذا سافر الكثيرون منهم عبر المكسيك للوصول إلى الأراضي الأمريكية. ولكن في الماضي رضخت في ظل التهديد بفرض رسوم عليها يمكن أن تؤدي إلى شلل الاقتصاد.

ويتوعد ترامب مجدداً بفرض رسوم ضخمة ما لم ترضخ المكسيك، التي ترسل أكثر من 80% من صادراتها إلى شمال الحدود، لمطالبه. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قالت شينباوم إن حكومتها تفضل أن ترسل واشنطن غير المكسيكيين مباشرة إلى أوطانهم. ولكنها أشارت مؤخراً إلى أن المكسيك ربما تتعاون مع أمريكا بشأن استقبال بعض مواطني الدول الأخرى.

ويتردد أن إدارة ترامب المقبلة تدرس إحياء اثنين من برامجها المثيرة للجدل، التي تعرف بـ"ريمان" في المكسيك، و"تايتل 42"، اللذان أعادا إلى المكسيك عشرات الآلاف من طالبي اللجوء غير المكسيكيين، الذين تم احتجازهم عند الحدود الجنوبية الغربية. ووفقاً لبرنامج ريمان في المكسيك، فإنه تم إعادتهم انتظاراً للمثول أمام المحاكم الأمريكية.

ووفقاً لبرنامج تايتل 42، فإن أحد تدابير الصحة العامة التي تم اتخاذها خلال جائحة كورونا، كانت تنص على إعادة المهاجرين على الفور إلى المكسيك، بدون تحديد مواعيد للمثول أمام المحاكم. ووقع الكثيرون من طالبي اللجوء ضحية للجريمة وأصبحوا عبئاً على المدن والبلدات المكسيكية التي تأويهم. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن قد أنهت العمل بالبرنامجين.

وخلال إدارة ترامب الأولى، وافقت المكسيك على استقبال المرحلين غير المكسيكيين، واقتصروا بصورة كبيرة على الذين يتحدثون اللغة الإسبانية من وسط وجنوب أمريكا وكوبا، بالإضافة إلى مواطني هايتي.

وقالت شينباوم هذا الشهر، إن المسؤولين المكسيكيين يمكن أن "يتعاونوا من خلال آليات مختلفة"، مع نظرائهم الأمريكيين. ولم توضح هي وممثلوها ما هي الشروط التي ستسعي المكسيك لإقرارها. ولكن المحللين قالوا إنهم سيسعون بلا شك لوضع حد بالنسبة لعدد المرحلين وجنسياتهم.

وبعدما أنهى بايدن برنامج تايتل 42، وافقت المكسيك على استقبال ما يصل إلى 30 ألف مهاجر شهرياً من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا- وهي الدول، التي تمثل لأسباب سياسية وأسباب أخرى، تحدياً على الترحيل المباشر من الولايات المتحدة. ومازال هذا الاتفاق قيد التنفيذ.

وبمجرد تنصيب ترامب رسمياً، الإثنين المقبل، يتوقع الخبراء موجة من الأوامر التنفيذية بشأن الحدود الجنوبية الغربية وعمليات الترحيل- وهي حجر الزاوية في حملة ترامب الانتخابية. وبغض النظر عما سيحدث في يوم التنصيب، فإن الآلاف من المهاجرين في المكسيك المتجهين إلى الولايات المتحدة يراقبون الوضع عن كثب.

ويشار إلى أن هؤلاء المهاجرون عالقين ما بين تعزيز الإجراءات المكسيكية- حيث قالت السلطات هناك إنه تم تسجيل احتجاز أكثر من مليون مهاجر العام الماضي، وهو ما يعد رقماً قياسياً، حيث أعادت الكثيرين إلى جنوب المكسيك- وسياسة إدارة بايدن التي تم إقرارها في يونيو (حزيران) الماضي، ورفعت المعيار القانوني لطلبات اللجوء، ومنعت دخول المهاجرين الذين يعبرون الحدود بصورة غير قانونية.

ويبدو أن عدداً قليلاً من المهاجرين يعتبرون البقاء في المكسيك خياراً قابلاً للتحقق. وتقول ديزي فيرنانديز (24 عاماً) من فنزويلا، وهي واحدة من مئات المهاجرين الذين يقيمون خارج محطة حافلات في مكسيكو سيتي "من المهم بالنسبة لنا أن نصل إلى الولايات المتحدة- الجميع يقولون إن الأمر سيكون أكثر صعوبة بمجرد تولى ترامب الرئاسة". وأضافت "لدينا الكثير من الأصدقاء وأفراد الأسرة الآن في الولايات المتحدة، الذين يقولون إنه بمجرد عبور الحدود، يمكن بسهولة العثور على وظيفة. الحياة ستتغير على الفور للأفضل".

وأوضحت فيرنانديز، التي مثل بقية المهاجرين تحدثت عن الإساءات من جانب وكلاء الهجرة المكسيكيين والشرطة والمجرمين أثناء اجتياز البلاد "لا نريد البقاء في المكسيك بأي حال- فهذا أمر لا يسرنا". وتابعت "هناك الكثير من المشاكل في المكسيك، ولا عمل. نحن نريد الوصول إلى الولايات المتحدة، سواء كان يرغب ترامب في ذلك أم لا. في حال قاموا بترحيلنا إلى المكسيك، سوف نستمر في محاولة العبور إلى الولايات المتحدة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الرئيسة المكسيكية الولايات المتحدة دونالد ترامب أمريكا المكسيك عودة ترامب إلى الولایات المتحدة إلى المکسیک فی المکسیک

إقرأ أيضاً:

كندا تدعو لانتخابات مبكرة وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، اليوم الأحد، إجراء انتخابات مبكرة في 28 أبريل، بعد أسبوعين فقط من توليه المنصب.
وطلب كارني من الحاكم العام اليوم حل البرلمان بعد تسعة أيام فقط من أدائه اليمين الدستورية كرئيس وزراء جديد لكندا، في أعقاب حملته الناجحة للحلول محل جستن ترودو كزعيم للحزب الليبرالي.
يأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، حيث هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض تعريفات جمركية صارمة على كندا واقترح ضمها كولاية أمريكية رقم 51.
ويسعى كارني للحصول على تفويض قوي من الكنديين لحماية استقلال البلاد واستقرارها الاقتصادي، واصفًا التهديدات التجارية بأنها من أخطر التحديات في هذا الوقت، ومتعهدًا بمنع هيمنة الولايات المتحدة على كندا.
ومن المتوقع أن تركز الانتخابات القادمة بشكل كبير على الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

في حين كان من المتوقع أن يفوز حزب المحافظين في البداية، شهدت الاستطلاعات تحولًا بسبب موجة من الوطنية أثارها تهديدات ترامب بالضم.
وفي مقابلة حديثة، أعرب ترامب عن دعمه لفوز الليبراليين، منتقدًا زعيم المحافظين، بيير بويليفر، ومشيرًا إلى أن الليبراليين كانوا أسهل في التفاوض معهم.
وبدأ كل من رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، وخصمه المحافظ، بيير بويليفر، حملاتهما الانتخابية في 23 مارس 2025.

ومن المقرر إجراء الانتخابات في 28 أبريل، مع التنافس على 343 مقعدًا في مجلس العموم. يؤكد كارني على الحاجة إلى تفويض قوي لتوجيه البلاد خلال الأزمة، بينما يصر بويليفر على تأكيد سيادة كندا ضد ترامب. شهد الحزب الليبرالي تغييرًا في القيادة بعد استقالة جستن ترودو في يناير.
على الرغم من قلة خبرته السياسية، يواجه كارني زعيم حزب المحافظين المخضرم، بيير بويليفر، الذي انتقد كارني بسبب نخبويته وشفافيته المالية.

ومع ذلك، مع التهديد الوشيك من الولايات المتحدة، يعتقد الخبراء أن قلة خبرة كارني قد يتم التغاضي عنها من قبل الناخبين. تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقدمًا طفيفًا لليبراليين على المحافظين، مما يشير إلى سباق انتخابي تنافسي.

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تدافع عن استخدام "صلاحيات استثنائية" لترحيل المهاجرين
  • ترامب يلجأ لقانون من القرن الـ 18 لترحيل المهاجرين
  • كندا تدعو لانتخابات مبكرة وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة
  • F-47.. الولايات المتحدة تكشف أول طائرة مقاتلة من الجيل السادس في العالم
  • السياح يتجنبون السفر إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب
  • بسبب ترامب..السياح يتجنبون السفر إلى الولايات المتحدة
  • بلا ندم..سفير جنوب إفريقيا المطرود من الولايات المتحدة يعود إلى بلاده
  • ماذا وراء تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط التي قال فيها إن مصر مفلسة والنظام مهدد بالسقوط؟
  • بعد السعودية.. الولايات المتحدة تعلن استثمار الإمارات 1.4 تريليون دولار
  • بعد انتقاد لإدارة ترامب.. منع عالم فرنسي من دخول الولايات المتحدة