واصلت صحف عالمية تركيز اهتمامها على آخر التطورات المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إضافة إلى تبعات ذلك على جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).

ورأت صحيفة لوموند الفرنسية أن اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يؤدي إلى استقرار دائم لتجنب العودة، عاجلا أم آجلا، إلى "دورات عنف جديدة أكثر فتكا وتدميرا"، لكنها شددت على ضرورة الحذر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمل استغرق وقتا طويلا جدا ليتحقق، مؤكدة أنه كان ينبغي أن تصمت البنادق منذ زمن طويل، "لكن الشرق الأوسط، للأسف، ليس أرضا يزدهر فيها الأمل بشكل طبيعي".

وخلصت إلى أن ما حدث لـ"فلسطينيي غزة، ومأساة الأسرى الإسرائيليين، يُعدان شيئا تافها في نظر اليمين المتطرف في إسرائيل".

وقالت صحيفة لوتون السويسرية إن الفلسطينيين والإسرائيليين يشعرون مع إعلان اتفاق الهدنة في غزة بمزيج من الارتياح والقلق، مشيرة إلى أن سكان غزة يشعرون بالسعادة، ولكنهم يتألمون من فقدان أحبائهم ومنازلهم.

ولفتت إلى أن تأثير الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يظل مصدر قلق بالغ بالنسبة إلى منظمة حقوقية فلسطينية غير حكومية، قالت إن إسرائيل ستحاول استخدام علاقتها مع الولايات المتحدة إلى أقصى حد لمواصلة سياستها في ضم فلسطين.

إعلان

بدورها، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة جاء جزئيا من خلال تعاون ملحوظ بين الرئيس الأميركي جو بايدن والمنتخب ترامب، اللذين "وضعا جانبا ومؤقتا العداء المتبادل لتحقيق هدف مشترك".

ووفق الصحيفة، فإن لكل رئيس منهما مصلحته الخاصة في تسوية الأمر قبل يوم تنصيب ترامب، إذ يمثل الاتفاق إلى بايدن تبرئة نهائية لعهده، في حين يزيل الاتفاق قضية رئيسية من على الطاولة مع بدء ترامب ولاية رئاسية ثانية، مما يتيح له حرية متابعة أولويات أخرى.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في أحد مقالاتها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من حلفائه من اليمين المتطرف بشأن اتفاق غزة، مشيرة في هذا السياق إلى أن تأجيل اجتماع لمجلس الوزراء كان يهدف إلى تأييد الاتفاق.

وتعتمد حكومة نتنياهو -حسب المقال- على الدعم البرلماني من حزبين من أقصى اليمين يعارضان بشدة أي اتفاق مع حماس.

وتساءل تحليل في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن كان الحوثيون في اليمن سينجون من عام كامل من الهجمات على إسرائيل، عندما يتوقفون عن ذلك الآن مع وقف إطلاق النار في غزة.

وأشار التحليل إلى أن الرسالة التي يبعث بها الحوثيون هي أنهم "هم من يقررون توقيت هجماتهم ومكانها،" والرسالة التي يعتقدون أنها ستلقى صدى هي أنهم "أفلتوا من العقاب"، ليخلص التحليل إلى أن "الوقت وحده هو الذي سيخبرنا ما إذا كان هذا صحيحا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إطلاق النار إلى أن

إقرأ أيضاً:

بايدن أم ترامب.. من صاحب الفضل في اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة؟

سلطت صحيفة "الغارديان" الضوء على  الخلاف على الفائز في تحقيق صفقة وقف إطلاق النار في غزة والذي أعلن عنه في العاصمة القطرية الدوحة، فمن جهة زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن فريقه هو الذي تفاوض عليها، ومن جهة ثانية، زعم الرئيس المنتخب دونالد ترامب أنها أنجزت لأنه قادم إلى الرئاسة.

وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن المنافسة حضرت في سؤال طرحه صحافي على بايدن بعد انتهائه من إلقاء خطابه: "من تعتقد  أنه يستحق الفضل في هذا سيدي الرئيس: أنت أم ترامب". فرد بايدن "هل هذه مزحة؟". 

Bu gönderiyi Instagram'da gör Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)'in paylaştığı bir gönderi

ويعلق التقرير بالقول إن النجاح له آباء كثر، فعندما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وقفوا جميعا ونسبوا الفضل لأنفسهم، على حد قوله.  

وقال بايدن في مؤتمره الصحافي إن وقف إطلاق النار "تم تطويره والتفاوض عليه من قبل فريقي وسيتم تنفيذه إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة". وبينما أشاد بدبلوماسييه، بدت نبرته حزينة حيث استشهد قائلا: "يقول الكتاب المقدس طوبى لصانعي السلام. ساعد العديد من صانعي السلام في تحقيق هذه الصفقة".

لكن لم يكن هناك الكثير من البحث حول سبب قبول إسرائيل الخطة التي اقترحها في  أيار/مايو 2024، وهي الخطة "الدقيقة" نفسها التي ذكرها بايدن للصحافيين، أخيرا قبل أيام فقط من تنصيب ترامب. ولكن الأخير لم يفوت الفرصة للقول إن الصفقة تحققت بسبب "فوزنا التاريخي والملحمي". ويلفت التقرير إلى أن الحقيقة تقع في الوسط. 


وبحسب مسؤول كبير في إدارة بايدن، فقد أقام فريقا ترامب وبايدن شراكة غير محتملة لتأمين وقف إطلاق النار المعقد خلال فترة انتقالية اتسمت بالعداء وانعدام الثقة. ومع الإعلان عن الاتفاق يوم الأربعاء، تبادل الفريقان ملاحظات ودية، حيث أشاد مسؤولو إدارة بايدن بالشراكة بين الدبلوماسي بريت ماكغيرك ومبعوث ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف.

وقال المسؤول، الذي تحدث إلى "الغارديان" شريطة عدم الكشف عن هويته: "لقد كان الأمر رائعا حقا". وكان بايدن قد قال بعد لقائه مع ترامب في البيت الأبيض بعد فوز الأخير إنه راغب بالعمل معه لحل المشكلة. 

 وفي الأيام الأخيرة من المفاوضات هذا الشهر، تمت دعوة ويتكوف، الذي لا يشغل أي منصب رسمي في الحكومة، للسفر إلى الدوحة برفقة مسؤولي إدارة بايدن المشاركين في المفاوضات. وفي لحظة استثنائية، قال المسؤول، تم إرسال ويتكوف بمفرده إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مناورة عالية المخاطر لإقناعه بقبول اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب التقرير، فقد كان اللقاء متوترا حيث قام ويتكوف بممارسة الضغوط على نتنياهو، وهو ما حدا بمسؤول بايدن للقول: "أعتقدت أنه كان فعالا". وكعادته في المناورة، فقد تجاهل نتنياهو بايدن في أول رد فعل له على تمرير الصفقة واتصل بترامب أولا وشكره على جهوده في دفع الجهود للإفراج عن الأسرى ومساعدة إسرائيل لوقف معاناة مئات من عائلات الأسرى.

وبعد أن تحدث عن خططه للقاء الرئيس الأمريكي ترامب في واشنطن لمناقشة غزة، أضاف بضع كلمات جاء فيها: " ثم تحدث رئيس الوزراء نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وشكره أيضا على مساعدته في دفع صفقة الرهائن".  

ونقلت الصحيفة عن مات دوس، نائب الرئيس التنفيذي في مركز السياسة الدولية ومستشار السياسة الخارجية السابق للسناتور  المستقل بيرني ساندرز، إن التفاصيل المسربة عن الاجتماع بين نتنياهو وويتكوف قد تحتوي على عناصر من "المسرح لإعطاء نتنياهو غطاء لقبول الصفقة أخيرا"، "لكنني أعتقد أيضا أن الحقيقة هي أن نتنياهو يفهم أن ترامب سيتولى منصبه. لقد أوضح أنه يريد إنهاء هذه الحرب، وترامب يعمل وفقا لحسابات مختلفة تماما عن بايدن".

وأضاف قائلا:"أوضح بايدن دائما أنه مهما فعل نتنياهو فسيستمر في الحصول على الدعم الأمريكي غير المشروط وغير المحدود. ولا يمكن لنتنياهو أن يكون متأكدًا من ذلك مع ترامب". ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البنتاغون قال في تصريحات سابقة إن وقف إطلاق النار "كان مدفوعا من قبل فريق ترامب وبايدن وبلينكن والإدارة بأكملها ضمنوا إرثهم كمساعدين".  

وكان الجمهوريون المؤيدون لترامب لاذعين بنفس القدر بشأن جهود بايدن لإنهاء الحرب، على الرغم من أنهم استهدفوه باعتباره متساهلا للغاية مع حماس، وفقا للتقرير.

وقال السناتور الأمريكي جون كورنين، يوم الخميس إن الصفقة كانت "مشجعة ولكن من الواضح أننا نعلم أن الرئيس بايدن لم يكن أفضل مفاوض عندما يتعلق الأمر بهذه الصفقات". وكان ترامب قد حذر سابقا من أن "الجحيم سوف تندلع في الشرق الأوسط" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه.


وردا على سؤال عما إذا كانت هذه التهديدات قد أدت إلى وقف إطلاق النار، أجاب كورنين: "أنا لا أؤمن بالمصادفات. لذلك أعتقد أن الرئيس ترامب كان له تأثير على هذه الصفقة.

وبحسب التقرير، فإنه من الواضح أن إدارة بايدن حريصة على إنهاء هذا الأمر". لكن النقد الأكثر حدة ضد بايدن لم يأت من المسؤولين السابقين الذين استقالوا احتجاجا على سياسته المؤيدة للحرب ولكن من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، الذين قالوا إن الدعم الساحق الذي قدمته الإدارة لإسرائيل ربما أدى إلى إطالة أمد الحرب وكلف حملة هاريس أصواتا حاسمة في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.

وأشار البعض إلى أن وقف إطلاق النار جاء متأخرا للغاية، ولن يفعل الكثير لتلميع إرث بايدن في السياسة الخارجية. وقال داس: "لن يصدق أحد أن بايدن حقق هذه الهدنة، لا أحد" وقد "استمر في منح نتنياهو غطاء سياسيا، حتى مع تقويض نتنياهو مرارا وتكرارا احتمالية وقف إطلاق النار".  

مقالات مشابهة

  • هدنة غزة.. "الصفقة التائهة" بين بايدن وترامب
  • ترامب حول اتفاق غزة: أنا صاحب الفضل.. بايدن لم يفعل شيئاً
  • عاجل | بايدن: الطريق نحو اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لم يكن سهلا
  • هدنة غزة.. بايدن وترامب يكسران عداء الماضي لإنهاء أزمة الحاضر
  • بايدن أم ترامب.. من صاحب الفضل في اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة؟
  • مسؤول أمريكي يكشف عن تعاون لافت بين إدارتي بايدن وترامب خلال مفاوضات الدوحة
  • بايدن وترامب يتحدان لإنهاء الحرب في غزة.. اتفاق تاريخي قبل انتقال السلطة
  • بايدن وترامب يتسابقان لتبني نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • كيف عمل بايدن وترامب معًا لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟