نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نائب أمينها العام السابق، القائد الوطني الكبير اللواء داوود مراغة "أبو أحمد فؤاد"، الذي وافته المنية اليوم الجمعة.

وفيما يلي نص البيان كما وصل وكالة سوا:

الجبهة الشعبية: ننعى الرفيق القائد الوطني الكبير اللواء داوود مراغة "أبو أحمد فؤاد" نائب الأمين العام السابق وأحد أبرز القادة العسكريين للثورة الفلسطينية على مدار تاريخها الطويل، والذي تَرجّل بعد صراعٍ مع المرض، وبعد أن أفنى حياته مدافعاً عن قضيته وشعبه، ثابتاً على المبادئ حتى آخر لحظات حياته، تاركاً إرثاً وطنياً ونضالياً يضيء مسيرة الأجيال القادمة.

 محطات بارزة من حياة الرفيق القائد الراحل:

▪️ وُلد الرفيق القائد في بلدة سلوان شرقي القدس المحتلة عام 1942.

▪️ نشأ في كنف عائلة مقدسية مناضلة عُرفت بحبها للوطن ورفضها للاحتلال.

▪️ انتمى منذ شبابه المبكر لحركة القوميين العرب، حيث تبلورت مبادئه الثورية في مواجهة المشروع الصهيوني، وانخرط في نشاطاتها السياسية والعسكرية في الأردن وفلسطين، وكان لاحقاً من أوائل المؤسسين للجبهة الشعبية في ديسمبر/كانون الأول 1967، إلى جانب الرفيق المؤسس جورج حبش وكوكبة من الرفاق المؤسسين.

▪️ خاض الرفيق القائد مسيرة نضالية حافلة تقلد خلالها مسؤوليات كبيرة داخل الجبهة حيث أنهى دورات عسكرية متقدمة في مصر وأوروبا الشرقية، وشارك في بناء القدرات العسكرية والتنظيمية للجبهة.

▪️ تولى قيادة القطاع الأوسط في الأردن في أواخر ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي، قبل أن ينتقل إلى لبنان عقب خروج المقاومة الفلسطينية من الأردن، حيث قاد العمليات العسكرية للجبهة في جنوب لبنان. 

▪️ سجل ملاحم بطولية أثناء الاجتياحين الصهيونيين عامي 1978 و1982، وساهم في بناء قواعد المقاومة التي شَكلّت شوكة في حلق الاحتلال.

▪️ اختير مسؤولاً للدائرة السياسية للجبهة، ثم نائباً للأمين العام خلال المؤتمر السابع للجبهة عام 2013، ليواصل دوره الوطني في تعزيز نهج المقاومة والوحدة الوطنية.

▪️ مَثّل الجبهة في العديد من جولات الحوار الوطني الفلسطيني، بما في ذلك حوارات المصالحة في القاهرة عامي 2017 و2021، مؤكداً أن الوحدة على قاعدة المقاومة المسلحة هي السبيل الأنجع لتحقيق تطلعات شعبنا.

▪️ رغم معاناته من المرض في الأشهر الأخيرة، ظل الرفيق أبو أحمد فؤاد حاضراً بقلبه وفكره، متابعاً تطورات النضال الفلسطيني، منشغلاً بمتابعة الحرب الصهيونية المدمرة على قطاع غزة ، وكان مؤمناً بحتمية انتصار المقاومة، ورأى في صمود غزة وبسالة مقاومتها دليلاً على قدرة الجيل الفلسطيني الجديد على خلق معادلات جديدة تضع الاحتلال في مأزق وجودي.

▪️ رغم انشغاله الدائم بهموم الوطن والمعركة مع الاحتلال كانت القدس حاضرة في قلبه وعقله، وظل يتطلع بشوقٍ إلى أن يتكحل برؤية القدس محررة من قيود الاحتلال، ويسير في أزقتها ويتنفس عبق تاريخها المقاوم، مؤمناً بأنها ستظل دوماً عاصمة فلسطين الأبدية ودرة النضال الفلسطيني.

▪️نتقدم بأحر التعازي إلى جماهير شعبنا وأمتنا وأحرار العالم وإلى عائلة الرفيق الكبير الراحل، وعموم رفاقه وأصدقائه وكل من عرفه وأحبه، ونعاهدهم جميعاً على أن نبقى أوفياء لإرثه النضالي ومبادئه الثورية.

▪️ نودع اليوم قائداً وطنياً كبيراً واستثنائياً وفذاً نؤكد التزامنا بالسير على دربه، والتمسك بالثوابت الوطنية والمبادئ التي دافع عنها، وفي مقدمتها المقاومة بجميع أشكالها حتى تحرير كل ذرة تراب من فلسطين.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مسؤولة أممية: إسرائيل تعترف ضمنيا بارتكاب جنودها جرائم حرب في غزة إسرائيل وحماس توقعان رسميا على اتفاق وقف إطلاق النار بغزة محمد مصطفى : نريد توحيد مؤسسات الدولة في الضفة وغزة الأكثر قراءة إسرائيل تفرج عن 6 معتقلين فلسطينيين من غزة بينهم طبيب مجلس النواب الأميركي يقر قانونا يعاقب الجنائية الدولية القسام: هذا حال أسرى إسرائيل في نطاق شمال قطاع غزة شهداء وإصابات في قصف إسرائيلي على وسط غزة وجنوبها عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

المقاومة في قصائد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم

خليل المعلمي

لقد أبدع الشعراء الفلسطينيون في شتى المجالات الثقافية والسياسية والعسكرية، وذلك بفعل المعاناة التي عاشها هذا الشعب عبر أجيال وعبر أكثر من مائة عام منذ بداية الانتداب البريطاني على فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى وحتى وقتنا الحالي، فقد تحالف ضد هذا الحيز الجغرافي وهؤلاء السكان الباقون على أرضهم ما بقيت الحياة قوى الشر في العالم بريطانيا وأمريكا ومعظم الدول الأوروبية.

من أجل كل ذلك لقد سعت الدول العظمى في بداية القرن العشرين إلى التخلص من أقذر شرذمة عرفها التاريخ وهو اليهود الذين عاثوا في الأرض الفساد، فزرعتهم ككيان سرطاني في قلب أمتنا العربية والإسلامية، وكان هذا أحد السببين أما السبب الآخر فهو السيطرة على مقدرات وثروات الوطن العربي والإسلامي وعدم السماح بقيام حضارة تنافس حضارتهم الحديثة.

واستمر الدعم بداية من مساعدتهم في الهجرة إلى فلسطين ومن ثم تمكينهم من السلاح والأرض والاعتراف بهم كدولة، حتى السكوت على جرائهم المستمرة والمتكررة والتي ليس لها مثيل على مدى التاريخ.

فمن رحم هذه المعاناة تتوالى الإبداعات الفلسطينية، بداية في الصمود الأسطوري على مدى أكثر من مائة عام والاستمرار بالمقاومة بشتى السبل والإمكانيات والتأقلم مع كل الظروف الحياتية والمعيشية والاجتماعية والاقتصادية، فكان من ثمار ذلك الحفاظ على القضية الفلسطينية التي تحاول قوى الشر والاستكبار العالمي القضاء عليها وتصفيتها وتحييد العرب ليبقى الفلسطينيون لوحدهم يواجهون هذا الكيان الغاصب.

تُعَد المقاومة حقاً مشروعاً في الدفاع عن الأرض والعِرض ومقدرات الأوطان، ولا تخضع المقاوَمة – بشكلٍ عام – لحسابات القوى والتوازن بين طرفي الصراع، وإلا لما كانت هناك مقاومة في مصر ضد الإنجليز، وأخرى في ليبيا تجاه الغزاة الإيطاليين، وثالثة في الجزائر نحو الفرنسيين، وغيرها من سائر البلدان التي تعرضت للعدوان والاحتلال.

وتتعدد أشكال المقاومة بدءاً من حمل السلاح، وانتهاءً باستخدام الكلمة المُحرِّضة على مجابهة العدو الغاشم الذي يريد كسر إرادة المقاومين وهزيمتهم، والتَّنعم باحتلال أراضيهم.

وبجانب المقاومة بالسلاح لا يجب أن تغيب عن سماء أفكارنا أهمية المقاومة بالكلمة، خاصة الكلمة المبدعة؛ كالقصة أو القصيدة أو الرواية أو المسرحية، فكلها وسائل تحث على مواصلة النضال، وتكشف عن بشاعة المشهد المترع بالأشلاء والدماء، وتضع أمام الجيل الحالي والأجيال اللاحقة حقائقَ دامغةً لا تقبل الزيف أو الخداع.

ولعلنا هنا بصدد الكلمة الشعرية، وتحديداً ما خطه قلم الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم (رحمه الله)، فقد جمعت قصائده بين الحماسة والتحريض والشجاعة، غير مكترثةٍ بقدرات الأعداء وتفوقهم، لأن المسألة في النهاية تتعلق بقداسة الوطن ولا شيء آخر غيره.

يقول الشاعر سميح القاسم:

دم أسلافي القدامى لم يزل يقطر مني

وصهيل الخيل مازال، وتقريع السيوف

وأنا أحمل شمساً في يميني وأطوف

في مغاليق الدجى.. جُرحاً يغني

هو في حقيقة الأمر لم ينسَ ثأره القديم، مستلهماً قرع السيوف (القوة)، وراجياً أملاً لا يأفل (الشمس)، ومصراً على التطواف المُجَابِه. ورغم الظلمة الحالكة إلا أنه يجعل من جراحه غناءً يؤكد وجوده غير القابل للفَناء.

وفي نَصِّه الشعري “أمطار الدم” يصيح بأعلى صوته بُغية إيقاظ النائمين أو الغافلين من بني بلاده ليتصدوا لقوى الاحتلال الباغي:

ألقى عباءته المبللة العتيقة في ضجر

ثم ارتمى..

– يا موقداً رافقتَني منذ الصِغَر

أتُراكَ تذكُر ليلةَ الأحزان. إذ هزَّ الظلام

ناطور قريتنا ينادي الناس: هبوا يا نيام

دهمَ اليهود بيوتكم..

دهم اليهود بيوتكم

أتُراكَ تذكُر؟.. آهٍ.. ياويلي على مدن الخيام

ويذكِّرنا سميح القاسم – ضمنياً – بوعد بلفور المشؤوم الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، راصداً مرارة المشهد بإيقاع ينم عن المأساة الكبيرة، نتبين ذلك من خلال نصه “أطفال سنة 1948”:

كومٌ من السَّمك المُقَدَّد في الأزقة.. في الزوايا

تلهو بما ترك التتار الإنكليز من البقايا

أنبوبة.. وحطام طائرةٍ.. وناقلة هشيمة

ومدافع محروقة.. وثياب جندي قديمة

وقنابل مشلولة.. وقنابل صارت شظايا

ويستلهم من خلال قصيدة “توتم” التراث الإفريقي، وتوتم هي رقصة إفريقية تمثل – كما هو معروف – صراع القبيلة مع وحشٍ أسطوري مخيف يهاجم ضاربها من الغابة، ولكنها تنتصر عليه.

وكأن الشاعر – بهذا – يدعو إلى الصبر، والبشارة بانتصار قادمٍ لا محالة.

ألسنة النار تزغرد في أحشاء الليل

ويدمدم طبل

وتهدُّ بقايا الصمت طبول ضارية وصنوج

ويهيج الإيقاع المبحوح.. يهيج

فالغابة بالأصداء تموج

وتتبدى مشاعر البوح في خضم الأحداث والخطوب، عبر سطورٍ عنونها مبدعنا بـ”رماد”:

ألا تشعرين؟

بأنا فقدنا الكثير

وصار كلاماً هوانا الكبير

فلا لهفة.. لا حنين..

ولا فرحة في القلوب، إذا ما التقينا

ولا دهشة في العيون

ويتكئ على شعر الحماسة بهدف شحذ العزائم، وحث المناضلين والمقامين على مواصلة الكفاح، مؤكداً لهم أنَّ قتل الأطفال والشيخ ومشاهد الأمهات اللائي فقدن أبناءهن لا يجب أن يكون مدعاة للتهاون أو الاستسلام، وأن صور التشرد والهدم واليُتم لا يجب أنْ تكون سبباً في كسر الإرادة أو الهزيمة:

– تقدموا.. تقدموا

كلُ سماءٍ فوقكم جهنمُ

كلُ أرضٍ تحتكم جهنمُ

تقدموا..

يموت منَّا الطفلُ والشيخُ لا يستسلمُ

وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلمُ

تقدموا بناقلات جندكم

وراجمات حقدكم

وهددوا وشردوا ويتموا وهدموا

لن.. لن تكسروا أعماقنا

لن تهزموا أشواقنا

نحن القضاء المبرمُ

وفي قصيدته الشهيرة “أمشي” يحسم الأمر، ويبين أن جهاده ضد الأعداء له ما يبرره، ومع ذلك يمد يده للسلام والعيش الآمن، وكأنه يدعو إلى إنهاء الاحتلال مقابل السلام، وأنه في سبيل ذلك لا يهاب الموت ولا يخافه، فهو في كل الأحوال يزهو بنفسه وبعروبته ووطنه:

منتصب القامة.. أمشي

مرفوع الهامة.. أمشي

في كفي.. قصفةُ زيتون وحمامة

وعلى كتفي.. نعشي

ولا عجب، ذلك أن الأديب الشاعر سميح القاسم كان يرى كل شعراء العرب الملتزمين شعراء مقاومة، ويؤمن بالقصيدة كأداة فُضْلى بالنسبة للعرب للتعبير عن أنفسهم، فالقصيدة برأيه تطلق صيحة الألم والأمل في نفس الوقت.

وكان يجزم بأن النكبة الحقيقية لأبناء الشعب الفلسطيني بدأت مع وعد بلفور، كما كان يجهر بحبه لبلاده لأن بلاده أيضاً تحب أبناءها.

ويؤمن بضرورة محاربة معاهدة “سايكس بيكو” التي أُبرِمَتْ سِراً سنة 1916، تلك المعاهدة التي قسَّمت الوطن العربي إلى مناطق نفوذ للدول الكبرى.

لقد كانت ومازالت وستظل قصائد الراحل العظيم سميح القاسم أنموذجاً يحتذى للشعر العربي المقاوِم في فلسطين وخارجها.

 

مقالات مشابهة

  • حماس: السبت المقبل سيشهد إنجازًا جديدًا للشعب الفلسطيني
  • الجبهة الشعبية: قرار سويسرا بوقف تمويل “الأونروا” تواطؤ مع الاحتلال
  • الجبهة الشعبية: وقف سويسرا تمويل “الأونروا” انحياز للاحتلال
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وقف سويسرا تمويل “الأونروا” انحياز للاحتلال
  • المقاومة الشعبية بالشمالية تتبني مبادرة العودة الطوعية لتفويج الراغبين في العودة لمناطقهم
  • عاصم الجزار رئيسًا للجبهة الوطنية.. والسيد القصير أمينًا عامًا
  • حماس تنعى القائد القسامي محمد شاهين إثر اغتياله في لبنان
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ترحب بقرارات القمة الأفريقية
  • “كتائب القسام” تنعى القائد محمد شاهين وتؤكد دوره البارز في طوفان الأقصى
  • المقاومة في قصائد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم