عربي21:
2025-03-26@10:26:36 GMT

لو أراد عبد الرحمن يوسف..

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

من عبد الرحمن يوسف؟ هو عبد الرحمن يوسف القرضاوي، ابن شيخنا العلَّامة يوسف القرضاوي رحمه الله. وُلد في دولة قطر، وكان يحمل جنسيتها حتى عام 2010م، حصل على شهادة الليسانس في الشريعة من جامعة قطر، وعلى الماجستير في الشريعة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة. شاعر وسياسي، ومناضل وثائر.

لو أراد عبد الرحمن أن يعيش في كنف أبيه، وهو من هو، من دون منغصات في هذه الحياة، لأمكنه ذلك.

ولو أراد أن يكون أستاذا في الجامعة، سواء في جامعة قطر أو في أي جامعة أخرى عامة أو خاصة، لأمكنه ذلك، فهو صاحب المؤهلات والمواهب، وبحثه في الماجستير يدل على تمكن علمي وجدة ومثابرة في البحث، وكان بعنوان: "مقاصد الشريعة بين ابن تيمية وجمهور الأصوليين من القرن الخامس إلى الثامن الهجري: دراسة مقارنة"، ولو أراد لأكمل الدكتوراة، وارتقى في سلك التدريس الجامعي حتى يصير أستاذا فعميدا في كبرى الجامعات.

عبد الرحمن، أسال الله أن يحفظه من كل مكروه، لم يرغب في ذلك، رغم أن مؤهلاته العلمية وقدراته الإبداعية تساعده عليه، بل لم يرغب في مجرد استغلال اسم أبيه الشيخ القرضاوي رحمه الله في الإعلام، ومحبة القرضاوي الابن للقرضاوي الأب ليست موضع شك، لكن نفس الابن الأبيّة أبت أن تتخذ من مكانة الأب وشهرته سلما للصعود، وأراد أن يحقق ذاته دون استغلال اسم أبيه؛ وخاصة أن تخصصه الدراسي هو تخصص أبيه رحمه الله (الشريعة)، وحتى مواهبه قريبة من مواهب أبيه: الأدب، والشعر والتعاطي مع الشأن العام والإعلام.

والجميع يعرف حُبَّه لقطر ولأهل قطر، وكيف لا وقد نشأ وترعرع فيها، وله فيها أصدقاء وزملاء ومحبون؟ وقد قال أبو تمام:

نقِّل فؤادَك حيثُ شئتَ من الهوى   ما الحبُّ إلا للحبيب الأوَّلِ
كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى    وحنينُه ‌أبدا لأوَّلِ منزلِ

ومع ذلك، شكر عبد الرحمن قطر، وتنازل عن الجنسية القطرية في عام 2010م عندما خاض غمار العمل السياسي في مصر، وانضم إلى حملة ترشيح البرادعي لرئاسة الجمهورية في مواجهة حسني مبارك، وكان أول مقرر لها؛ فتنازل عن الجنسية حتى لا يسبب حرجا لدولة قطر ولا لنفسه؛ وليكون على قدم المساواة مع زملائه من الشباب المناضلين، على الرغم من أن تلك الجنسية كانت يمكن أن تدفع عنه الكثير من المضايقات.

لو أراد عبد الرحمن ألا يكون صاحب مبدأ، لما ترك كل هذا، ولعاش في رغد من العيش، دون أن يخسر من ماله وجهده وصحته وسمعته، ولو فعل لما كان عبد الرحمن يوسف، ذلك الرمز الثوري النضالي، والشاعر الذي يلهب بقوافيه ظهور المتجبرين، وتصم صدى أبياته آذان المستبدين، وتنتصر كلماته للشعوب المظلومة، تخفف عنهم القهر، وتنفخ فيهم روح الثورة، باختصار: لو فعل لكان واحدا من الناس، ربما ذا مكانة ما هنا أو هناك، أو صار من وجوه الإعلام، لكنه لم يكن ليسمق على كونه مذيعا عاديّا في قناة فضائية أو أرضية، أو شاعرا يتندر الناس ببعض أشعاره في المحافل، يهجو من يريد، ويمدح من يريد، ويبيع فنه وكلمته لمن يدفع، لكنه أراد أن يكون كما قال عن نفسه: الشنفرى الشاعر الثائر، أو تأبط شرّا، وإن كنت أراه أقرب إلى عروة بن الورد الذي ترك قبيلة عبس وحمايتها له، لينتصر للمظلومين والمطرودين من قبائلهم.

خرج عبد الرحمن من مصر بعد أن سُدَّ فيها كل أبواب العمل السياسي السلمي، وظل محتفظا بجنسيته المصرية، حتى سُرِق جوازه المصري، ولعل ذلك كان بفعل فاعل!

بعد انتصار ثورة سوريا ذهب عبد الرحمن سريعا إلى هناك للاحتفال مع أهلها وتهنئتهم بانتصار ثورتهم وثورته، فثورات الربيع العربي في الحقيقة -وكما قال هو- ثورة واحدة، لكن تحالف الأشرار أبى إلا أن ينال من شاعر أديب، لا يملك غير الكلمة والقوافي، وليس بيده سلاح إلا قصائده وقلمه، وأن يعاقب الجماهير الأبية وكل شاب ثائر في صورة عبد الرحمن.

اللهم أنجِ عبدك عبد الرحمن يوسف من كل مكروه وسوء، وأرجعه إلى أهله وأصدقائه ومحبيه سالما معافى في أقرب وقت يا رب العالمين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه عبد الرحمن يوسف القرضاوي مصر مصر القرضاوي عبد الرحمن يوسف مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد الرحمن یوسف لو أراد

إقرأ أيضاً:

أنطوان بو نجم يزور مدرسة مار يوسف في قرنة شهوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

زار راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة، أنطوان بو نجم، مدرسة مار يوسف في قرنة شهوان، حيث قام بجولته السنويّة التي استمرت لمدة يومين 

شملت الجولة زيارة جميع أقسام المدرسة، والتقى خلالها مع جميع العاملين في المدرسة من إداريين وموظّفين، بالإضافة إلى لقاءاته مع رؤساء الأقسام والتلامذة.

توجت الزيارة بقداس احتفالي بمناسبة عيد مار يوسف، شفيع المدرسة، ترأسه المطران وعاونه في الاحتفال كل من النائب العام المونسنيور شربل غصوب، المسؤول عن الإدارة العامّة في مدارس الأبرشيّة، رئيس المدرسة المونسنيور شادي بو حبيب، نائب الرئيس الخوري شربل الخراط، وأمين عام المدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر، إلى جانب عدد من الكهنة العاملين في المدرسة، بحضور ومشاركة أسرة المدرسة من أساتذة وإداريين وموظفين.

في عظته، شدّد المطران على أهمية الصمت الذي عاشه مار يوسف، مستمعًا إلى كلمة الله وعاملًا بإرادته. 

وأوضح أن مار يوسف يمثل صورة العامل المخلص الذي يعمل في الخفاء، ويضع الآخرين في المقدمة دائمًا، مؤكّدًا أن شخصيته تجسد التواضع والإصرار على تحمل المسؤولية

كما تحدث عن يوسف الحارس الذي كان يحرص على حماية الطفل يسوع والعذراء مريم، موضحًا أن محبته وطاعته لله جعلته مستعدًا بكل شجاعة لمواجهة تحديات الحياة، بما في ذلك صعوبات رحلات الحجّ.

في ختام كلمته، دعا  المؤمنين لأن يكونوا حراسًا ليسوع ومريم من خلال الحفاظ على القيم في الأسرة والمدرسة، التي تلعب دورًا أساسيًا في غرس هذه القيم في الأجيال القادمة، كما هنأ أسرة المدرسة بمناسبة عيد مار يوسف.

بعد القداس، كرّمت المدرسة أربعة من الأساتذة والموظفين الذين أمضوا 25 عامًا في خدمة التربية والتعليم، تعبيرًا عن تقديرها لجهودهم المخلصة.

مقالات مشابهة

  • يوسف عمر ترند بسبب "رجل الأحلام".. ما القصة؟
  • الإعلامي اللبناني سبيتي: العدو أراد عزل المقاومة الفلسطينية فجاءه الرد من اليمن وأحرار الأمة
  • عاجل.. الخطيب يرد على مرتضى منصور برسالة مفاجئة «بيان رسمي»
  • جامعة السويس تكرم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بجائزة عبد الرحمن عز الدين
  • أذكار الصباح.. رددها فى بداية يومك تنال رضا الرحمن ويحفظك
  • وزير الأوقاف: عرش الرحمن هو أعظم جسم خلقه الله
  • وزير الأوقاف: الملائكة يحلقون حول عرش الرحمن أعظم جسم خلقه الله
  • أنطوان بو نجم يزور مدرسة مار يوسف في قرنة شهوان
  • مسلسل «نص الشعب اسمه محمد» الحلقة 9.. عصام عمر يتفق على رانيا يوسف وشيرين
  • حقيقة اعتزال خالد يوسف الإخراج السينمائى.. المخرج يرد