عربي21:
2025-04-16@13:24:42 GMT

لو أراد عبد الرحمن يوسف..

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

من عبد الرحمن يوسف؟ هو عبد الرحمن يوسف القرضاوي، ابن شيخنا العلَّامة يوسف القرضاوي رحمه الله. وُلد في دولة قطر، وكان يحمل جنسيتها حتى عام 2010م، حصل على شهادة الليسانس في الشريعة من جامعة قطر، وعلى الماجستير في الشريعة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة. شاعر وسياسي، ومناضل وثائر.

لو أراد عبد الرحمن أن يعيش في كنف أبيه، وهو من هو، من دون منغصات في هذه الحياة، لأمكنه ذلك.

ولو أراد أن يكون أستاذا في الجامعة، سواء في جامعة قطر أو في أي جامعة أخرى عامة أو خاصة، لأمكنه ذلك، فهو صاحب المؤهلات والمواهب، وبحثه في الماجستير يدل على تمكن علمي وجدة ومثابرة في البحث، وكان بعنوان: "مقاصد الشريعة بين ابن تيمية وجمهور الأصوليين من القرن الخامس إلى الثامن الهجري: دراسة مقارنة"، ولو أراد لأكمل الدكتوراة، وارتقى في سلك التدريس الجامعي حتى يصير أستاذا فعميدا في كبرى الجامعات.

عبد الرحمن، أسال الله أن يحفظه من كل مكروه، لم يرغب في ذلك، رغم أن مؤهلاته العلمية وقدراته الإبداعية تساعده عليه، بل لم يرغب في مجرد استغلال اسم أبيه الشيخ القرضاوي رحمه الله في الإعلام، ومحبة القرضاوي الابن للقرضاوي الأب ليست موضع شك، لكن نفس الابن الأبيّة أبت أن تتخذ من مكانة الأب وشهرته سلما للصعود، وأراد أن يحقق ذاته دون استغلال اسم أبيه؛ وخاصة أن تخصصه الدراسي هو تخصص أبيه رحمه الله (الشريعة)، وحتى مواهبه قريبة من مواهب أبيه: الأدب، والشعر والتعاطي مع الشأن العام والإعلام.

والجميع يعرف حُبَّه لقطر ولأهل قطر، وكيف لا وقد نشأ وترعرع فيها، وله فيها أصدقاء وزملاء ومحبون؟ وقد قال أبو تمام:

نقِّل فؤادَك حيثُ شئتَ من الهوى   ما الحبُّ إلا للحبيب الأوَّلِ
كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى    وحنينُه ‌أبدا لأوَّلِ منزلِ

ومع ذلك، شكر عبد الرحمن قطر، وتنازل عن الجنسية القطرية في عام 2010م عندما خاض غمار العمل السياسي في مصر، وانضم إلى حملة ترشيح البرادعي لرئاسة الجمهورية في مواجهة حسني مبارك، وكان أول مقرر لها؛ فتنازل عن الجنسية حتى لا يسبب حرجا لدولة قطر ولا لنفسه؛ وليكون على قدم المساواة مع زملائه من الشباب المناضلين، على الرغم من أن تلك الجنسية كانت يمكن أن تدفع عنه الكثير من المضايقات.

لو أراد عبد الرحمن ألا يكون صاحب مبدأ، لما ترك كل هذا، ولعاش في رغد من العيش، دون أن يخسر من ماله وجهده وصحته وسمعته، ولو فعل لما كان عبد الرحمن يوسف، ذلك الرمز الثوري النضالي، والشاعر الذي يلهب بقوافيه ظهور المتجبرين، وتصم صدى أبياته آذان المستبدين، وتنتصر كلماته للشعوب المظلومة، تخفف عنهم القهر، وتنفخ فيهم روح الثورة، باختصار: لو فعل لكان واحدا من الناس، ربما ذا مكانة ما هنا أو هناك، أو صار من وجوه الإعلام، لكنه لم يكن ليسمق على كونه مذيعا عاديّا في قناة فضائية أو أرضية، أو شاعرا يتندر الناس ببعض أشعاره في المحافل، يهجو من يريد، ويمدح من يريد، ويبيع فنه وكلمته لمن يدفع، لكنه أراد أن يكون كما قال عن نفسه: الشنفرى الشاعر الثائر، أو تأبط شرّا، وإن كنت أراه أقرب إلى عروة بن الورد الذي ترك قبيلة عبس وحمايتها له، لينتصر للمظلومين والمطرودين من قبائلهم.

خرج عبد الرحمن من مصر بعد أن سُدَّ فيها كل أبواب العمل السياسي السلمي، وظل محتفظا بجنسيته المصرية، حتى سُرِق جوازه المصري، ولعل ذلك كان بفعل فاعل!

بعد انتصار ثورة سوريا ذهب عبد الرحمن سريعا إلى هناك للاحتفال مع أهلها وتهنئتهم بانتصار ثورتهم وثورته، فثورات الربيع العربي في الحقيقة -وكما قال هو- ثورة واحدة، لكن تحالف الأشرار أبى إلا أن ينال من شاعر أديب، لا يملك غير الكلمة والقوافي، وليس بيده سلاح إلا قصائده وقلمه، وأن يعاقب الجماهير الأبية وكل شاب ثائر في صورة عبد الرحمن.

اللهم أنجِ عبدك عبد الرحمن يوسف من كل مكروه وسوء، وأرجعه إلى أهله وأصدقائه ومحبيه سالما معافى في أقرب وقت يا رب العالمين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه عبد الرحمن يوسف القرضاوي مصر مصر القرضاوي عبد الرحمن يوسف مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد الرحمن یوسف لو أراد

إقرأ أيضاً:

عثمان ميرغني: خالد عمر يوسف

استمعت إلى مقطع من ندوة أُقيمت في قاعة بلندن، تحدث فيها المهندس خالد عمر يوسف، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، قائلاً: «الناس تتحدث عن انتهاكات حرب 15 أبريل كأنها الانتهاكات الأولى في السودان. يقولون: والله العظيم شُفشفوا بيوتنا. أنتو عارفين الجيش في الجنوب كان بيعمل إيه للبيوت؟ ما كان يشيل تلاجاتهم وتلفزيوناتهم، كان يحرقهم بالناس الموجودين جواهم. من 1/1 دي موثقة يا جماعة!»

بصراحة، لم أصدق أذني عندما سمعت هذا المقطع. ولولا أنه مصور بالفيديو ولا مجال لإنكاره، لظننت أنه تدليس من خصومه. لكنه هو، بنبرته المعتادة وسياق يلتمس إعجاب الحضور، الذي جاءه سريعاً في تصفيق خجول من البعض، بينما آخرون ربما لم يستطيعوا بلع هذا الحجر الكبير.

وحتى لا نتعجل في الحكم على خالد، من الحكمة أن نسأله عن الوقائع التي نسبها للجيش في حرب الجنوب. أين أحرق الجيش الناس في بيوتهم؟ الجريمة منسوبة للجيش كمؤسسة، وليس لفرد أو ضابط. المؤسسة العسكرية السودانية التي بلغ عمرها مئة عام.
ولنفترض أن الجيش سلك المسار القانوني وتقدم ببلاغ إلى النيابة، فما هي الأدلة التي يستطيع خالد تقديمها؟ حتى لو استعان بألف محام، هل يملك ما يثبت ادعاءه؟
ولنترك ذلك جانباً.

طالما أن خالد سياسي ونائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، لنفترض أن الرئيس البرهان تنازل اليوم عن الحكم وأسند الأمر إلى المكونات السياسية، وشاء القدر أن يتولى خالد منصب رئيس الوزراء. فكيف يكون مؤهلاً لقيادة جيش اتهمه بجريمة نكراء لم يغفر العالم لهتلر نظيرها، وظل يطارد كل من عاونه لنصف قرن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية؟

الحقيقة، لا يمكن توجيه اللوم لخالد وحده، بل للحال التي أوصلت السودان إلى أن يصبح جيشه أقصر حائط يستطيع أي سياسي القفز فوقه، وإطلاق الاتهامات دون أن يطرف له جفن.
في الندوة الافتراضية الشهيرة التي تحدثت فيها في يوليو 2023، بعد اندلاع الحرب بثلاثة أشهر، وعنوانها «مستقبل الأحزاب السودانية»، أثارت ضجة كبيرة لا تزال في ذاكرة الكثيرين. كان الخط الرئيسي للندوة أن الوقت حان لمحاسبة السياسي في السودان على قوله وفعله، وأن تُؤسس نيابة متخصصة لذلك، كما هو الحال مع نيابات الصحافة والمعلوماتية.

الساسة جميعاً – وخالد مجرد مثال – يتساهلون في القول والفعل الضار بالوطن والمواطن، لأنهم في حل من المسؤولية الجنائية. يستطيع أصغر سياسي أن يفعل «السبعة وذمتها» ثم يذهب إلى أهله يتمطى، كأن لم يقل شيئاً يستوجب وقوفه أمام القضاء لنيل جزائه.
بكل تأكيد، عندما قال خالد ما قال في لندن، لم يكن يلتمس سوى صدى التصفيق الماثل أمامه كمقياس لأدائه السياسي. لكنه لم يهتم أو يفكر في المعنى الحقيقي لكلامه. وهذا، للأسف، يهزم صورته السياسية أمام الجميع، حتى أولئك الذين صفقوا على استحياء، ربما مجاملة لحظية، لكن وازعاً وطنياً في ضمائرهم يرفض هذا الانزلاق الخطير في تجريم المؤسسة العسكرية السودانية،من أحل تخفيف وطأة انتهاكات قوات التمرد.

سؤال بسيط: لو كان المهندس عمر الدقير في المنصة ذاتها,.. هل تتوقع أن يقول مثل هذا؟
خالد يحتاج إلى استدراك مسلكه السياسي.

عثمان ميرغني
#حديث_المدينة الثلاثاء 15 أبريل 2025

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مجزرة المسعفين برفح.. أراد الاحتلال طمسها وكشفتها الأمم المتحدة
  • مئات المستعمرين يقتحمون مقام يوسف شرق نابلس
  • عثمان ميرغني: خالد عمر يوسف
  • سارة عبد الرحمن تحسم مصير الجزء الثاني من «سابع جار»| صورة
  • رئاسة الحرمين تضع اللمسات الأخيرة للخطة التشغيلية لحج 1446
  • هل يجوز قراءة سور من القرآن بأعداد معينة لنيل غرض ما ؟
  • يائير نتنياهو متطرف أكثر من أبيه هاجم أميركا وسب ماكرون
  • صور.. شمس البارودي تستعيد ذكريات من عقد قرانها على الراحل حسن يوسف
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 50
  • يوسف عمر ينضم إلى بطولة فيلم SHASHOU