جنرال إسرائيلي: نتائج حرب غزة ستجعلنا أمام تسونامي سياسي يتحول إلى كارثة حقيقية
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
لم تعد هناك شكوك كثيرة لدى الإسرائيليين بأنهم يواجهون فعليا "تسونامي قضائي" ضد قادتهم وجنودهم بسبب جرائم الحرب التي ارتكبوها ضد الفلسطينيين، وهي التي باتت تلاحقهم في المحافل الدولية والمطارات العالمية، وهو ما يعود في الأساس إلى تمسك الاحتلال بمفاهيم السيطرة واضطهاد أصحاب الأرض الأصليين لصالح المستوطنين.
وأكد الجنرال يديديا يعاري القائد الأسبق لسلاح البحرية، والرئيس التنفيذي لشركة "رافائيل" للصناعات العسكرية، أن "ما تواجهه إسرائيل حول العالم من حالة رفض عامة تجتاح مختلف العواصم سببه انحياز الدولة إلى مفاهيم الجماعات الاستيطانية المتطرفة التي بدأت مع ظهور "غوش إيمونيم" عقب حرب 1973 وصولا إلى "العصبة اليهودية" في 2022، وبينهما عشرات المجموعات التي تدعي أن اليهود لهم الحق في كل هذه الأرض، بكل مناطقها المحددة في التوراة".
وأضاف يعاري في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "أحد جنود الاحتياط في غزة لخّص هذا الأمر بشكل مقتضب أمام الكاميرا بقوله: إننا لن نتوقف حتى نكمل المهمة التي أوكلت إلينا وهي الاحتلال، والطرد، والاستيطان، وكأننا دخلنا الآن مرحلة جديدة وفصلا جديدا من الصراع مع الفلسطينيين".
وأوضح أنه "رغم ما حققه الجيش من إنجازات عسكرية، لكنه أوجد مشكلة حقيقية له في المستقبل، ومن المحبط أن ذلك الإنجاز عمل على تضخيم ملحمة المعاناة والبطولة الفلسطينية لأبعاد عالمية، والمقاتلون الجدد الذين تجندهم حماس وحزب الله الآن سيكبرون على هذا النحو، وإن مجالاً كاملاً من الأدب والسينما في العالم سينمو على أساس هذه الملحمة، ويغيّر المشاعر التاريخية، ويلقي اللوم على الصهيونية، ويمجّد عدالة النضال الفلسطيني، وتتبناها الحركات السياسية، وفي الشوارع والجامعات يهتفون: من النهر إلى البحر".
وأشار أن "مجندي حماس وحزب الله الجدد سيسمّون "مقاتلون من أجل الحرية"، وهكذا لا تزال الحرب قائمة حتى لو انتهت من خلال اتفاق لوقف إطلاق النار، لأنها باتت بمثابة رواية موازية للنكبة الفلسطينية 1948، وانتقلت نحو فصول جديدة إلى صدارة الصراع، وفي المحصلة فإننا عدنا للوراء 77 عاما، وبات المحتلون والمستوطنون جوهر القصة الفلسطينية، والدليل القاطع على ذنب الصهيونية في هذه الملحمة".
وحذر من "التعاطي مع مخططات المستوطنين القاضية بتمهيد الطريق نحو "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين في غزة، التي بدأت بالفعل بتحديد عناوينها القادمة في مصر وتركيا وأمستردام وبرلين، مع أنه عندما يتعلق الأمر بـ"الترحيل أو الهجرة الطوعية أو القسرية"، سيتم إعادة القصتين، الصهيونية والفلسطينية، مباشرة إلى عام 1948، والروايات المختلفة بشأن إخلاء القرى العربية، وبالتالي فإن هذا يعد بنكبة ثانية".
وأشار أن "التسونامي السياسي ما زال أمامنا، وتبدو غزة الفلسطينية من الجو مثل هيروشيما اليابانية بعد القنبلة أواخر الحرب العالمية الثانية، لقد أصبحت مرة أخرى أكبر مخيم للاجئين في العالم، والعالم لم يستوعب بعد حجم الدمار الذي خلفته الكارثة، وعندما تهدأ الأمور فإن المقارنات ستنشأ بشكل طبيعي، فيما هجوم حماس في السابع من أكتوبر لن تبقى في ذاكرة العالم بعد الآن، لن يهتم أحد بقتلى المستوطنين في غلاف غزة، والمختطفين الذين ماتوا في الأسر، ولا حتى في الدمار مستوطنات كريات شمونة والمطلة بالشمال".
وختم بالقول إننا "لن نرى في الفضاء العالمي سوى الحطام في غزة، وقوافل النازحين والأطفال الجوعى، وسيقع اللوم فقط على إسرائيل، ولذلك فقد بدأت القصة في لاهاي للتوّ، وفي مواجهة هذا التسونامي، فإن العمى السياسي المصابة به الدولة قد يتحول في نهاية المطاف إلى كارثة سياسية، والنصر الكامل سيجلب لنا في النهاية الهزيمة الكاملة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيليين جرائم الحرب الاحتلال غزة إسرائيل غزة الاحتلال جرائم حرب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اتفاق غزة يضع نتانياهو أمام معركة "المستقبل السياسي"
لم تصادق الحكومة الإسرائيلية على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، أمس الخميس، ولكن المعركة حول المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بدأت بالفعل.
هناك "فرصة أكبر لاختيار نتانياهو للصفقة والانتخابات بدلاً من سموتريتش
فبعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق، واجه نتانياهو تمرداً داخلياً من شركائه من اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم، والذين يعتمد على دعمهم للبقاء في السلطة.
وأعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، مساء الخميس، أن حزبه القومي المتطرف "القوة اليهودية" سوف يستقيل من ائتلاف نتانياهو، إذا وافقت الحكومة على اتفاق وقف إطلاق النار.
وقت حرجوتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذه الخطوة تهدد بزعزعة استقرار الحكومة في وقت حرج، على الرغم من أنها لن تمنع بحد ذاتها اتفاق غزة من المضي قدماً، لأن الأغلبية في مجلس الوزراء تؤيد اتفاق وقف إطلاق النار، ومن المتوقع أن تتم الموافقة عليه حتى بدون أصوات حزب القوة اليهودية وحزب آخر من أقصى اليمين في الائتلاف، وهو الصهيونية الدينية. كما يعارض الصهيونية الدينية، بقيادة وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الاتفاق بشدة.
“Ben-Gvir has put prime minister Netanyahu in a cage in the corner.”
Netanyahu may have to choose between abiding by the terms of this ceasefire and losing his majority government says journalist in Israel @NTarnopolsky.@KaitBorsay | #TimesRadio pic.twitter.com/Ft8UVGd1Uf
ويحتل حزب القوة اليهودية 6 مقاعد في الكنيت المكون من 120 مقعداً، وإذا استقال، كما هدد، فإن ذلك من شأنه أن يقلل من الأغلبية البرلمانية للحكومة إلى أغلبية ضئيلة للغاية من 68 إلى 62. وقال بن غفير إن حزبه سيعرض إعادة الانضمام إلى الحكومة إذا استأنفت الحرب ضد حماس.
وهدد سموتريتش، الذي يشغل حزبه سبعة مقاعد، بالانسحاب من الحكومة في مرحلة لاحقة إذا انتقل نتانياهو من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يدعو إلى هدنة مدتها ستة أسابيع، إلى هدنة دائمة.
وقد يكون نتانياهو أمام خيار مصيري في الأسابيع المقبلة، التي تشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي: إما الحفاظ على أغلبيته البرلمانية من خلال استئناف القتال ضد حماس في غزة، أو المخاطرة بانهيار الائتلاف في منتصف فترة ولايته الممتدة لأربع سنوات، وإجراء انتخابات مبكرة.
خيار أفضل
وبعد أكثر من 15 شهراً من الحرب المدمرة، ومع اقتراب الرئيس المنتخب دونالد ترامب من تولي منصبه، يوم الإثنين، يقول بعض المحللين إن إنهاء الصراع في غزة هو خيار أفضل للزعيم الإسرائيلي.
Netanyahu Faces a Political Crisis Over the Gaza Cease-Fire Deal https://t.co/SW8IxF28uG via @NYTimes
— Bob Reid (@rhreid) January 17, 2025وقال موشيه كلوغهافت، المستشار الاستراتيجي الإسرائيلي ومدير الحملة السياسية الدولية، الذي قدم المشورة لنتانياهو في الماضي، إن"الانتخابات تدور حول قصة"، وفي حالة الانتخابات، فإن قصة نتانياهو التالية ستكون قصة "الحرب والسلام".
انسحاب كامل
ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من الصفقة، يوم الأحد، وتستمر 6 أسابيع، حيث من المفترض أن تطلق حماس سراح 33 رهينة إسرائيلية في مقابل مئات السجناء الفلسطينيين، ومن المفترض أن تعيد القوات الإسرائيلية انتشارها شرقاً، بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
وإذا تم تنفيذ المرحلة الثانية، والتي تستمر ستة أسابيع أخرى، فسوف تشهد عودة بقية الرهائن إلى ديارهم - بعضهم أحياء وبعضهم أموات - وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من غزة.
وناشدت عائلات الرهائن نتانياهو أن يضع السياسة جانبًا ويستكمل اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح ترامب أنه يريد إنهاء الحرب، التي اندلعت بسبب الهجوم الإرهابي الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وقال كلوغهافت، الاستراتيجي، إنه يعتقد أن هناك "فرصة أكبر لاختيار نتانياهو للصفقة والانتخابات، بدلاً من سموتريتش ومواصلة الحرب".
ويريد بن غفير وسموتريتش أن تستمر الحرب في غزة، حتى يتم القضاء على حماس. ويأمل الفلسطينيون أن يسيطر الجيش الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني ليمهد الطريق في نهاية المطاف أمام بناء المستوطنات اليهودية هناك.