موقع 24:
2025-03-23@05:45:18 GMT

ماذا يعني وقف إطلاق النار في غزة للعالم؟

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

ماذا يعني وقف إطلاق النار في غزة للعالم؟

لا يزال من غير الواضح ما إذا كان وقف إطلاق النار في غزة سيدخل حيز التنفيذ. لكن إذا كانت الحرب تنتهي بالفعل، فماذا يعني ذلك بالنسبة إلى العالم؟.

"النظام الدولي القائم على القواعد" الذي روجت له إدارة بايدن الضحية الأخيرة لحرب غزة








كتب جدعون راخمان في صحيفة "فايننشال تايمز" أنه حين يرتبط الأمر بإسرائيل، يبدو التأثير ذا حدين.

يستطيع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو زعم أنه حول مأساة وطنية إلى نصر استراتيجي. تعرضت حماس للتدمير، إن لم يكن للتدمير الكامل. كما أصيب حزب الله، الجماعة اللبنانية المسلحة، التي كانت الجزء الأكثر تسلحاً وتهديداً في "محور المقاومة" الإيراني، بالوهن. تبادلت إيران وإسرائيل إطلاق النار المباشر. لكن غالبية الصواريخ الإيرانية فشلت في اختراق دفاعات إسرائيل وحلفائها ــ ويبدو النظام الإيراني في موقف أضعف مما كان عليه لعقود عديدة. بين دعم العالم ودعم ترامب

على المستوى الاستراتيجي، تخرج إسرائيل من هذا الصراع القوة العظمى في الشرق الأوسط، بعد استعادة قدرتها على الردع العسكري بالكامل وتشتت أعدائها. لكن في مقابل ذلك، عانت إسرائيل من أضرار جسيمة في سمعتها. يُعتقد أن نحو 46 ألف شخص قتلوا خلال الهجوم الإسرائيلي، وغزة الآن في حالة خراب، ووجهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات إلى نتانياهو بارتكاب جرائم حرب، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيجد نتانياهو الآن صعوبة أكبر بكثير في السفر دولياً.

What the Israel-Hamas ceasefire means for the world https://t.co/yuYik6rmlb

— Financial Times (@FT) January 16, 2025


وانخفضت شعبية إسرائيل في استطلاعات الرأي الدولية. أصبح الشباب – حتى في الولايات المتحدة – أكثر عدائية تجاه البلاد. خلص استطلاع أجراه مركز بيو في أبريل (نيسان) إلى أن "الأمريكيين الأصغر سناً هم أكثر ميلاً إلى التعاطف مع الشعب الفلسطيني من الشعب الإسرائيلي". وقال ثلث البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً إن تعاطفهم إما بالكامل، أو في الغالب مع الشعب الفلسطيني، بالمقارنة مع 14% يقفون إلى جانب إسرائيل.
يمكن للإسرائيليين الأمل في أن تلين الآراء بمرور الوقت، خاصة إذا تمت استعادة السلام. يعتقد نتانياهو وحلفاؤه أيضاً أن الأصدقاء في البيت الأبيض سيكونون أكثر أهمية من الأعداء في الحرم الجامعية الأمريكية. لكن صداقة ترامب قد لا تكون غير مشروطة.

صدمة

ثمة صدمة ملموسة على أقصى اليمين الإسرائيلي من أن الإدارة الأمريكية القادمة وضعت ثقلها وراء وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن الذي تفاوض عليه البيت الأبيض بقيادة بايدن. تلقت الآمال في إسرائيل بأن يمنحها ترامب حرية كاملة للتعامل مع الفلسطينيين، كما تراه مناسباً، ضربة موجعة. قد يعكس قرار ترامب الضغط بقوة من أجل السلام الآن عاملين رئيسيين.

What the Israel-Hamas ceasefire means for the world https://t.co/xgO7w3GtcC

— Middle East & Africa (@FTMidEastAfrica) January 16, 2025

الأول هو رغبته بالحصول على الفضل في التوصل إلى اتفاق وإطلاق سراح الرهائن. والثاني هو أنه في حين تتمتع إسرائيل بدعم قوي من اليمين الجمهوري، هي ليست الدولة المهمة الوحيدة في المنطقة. خلال رئاسته الأولى، كانت أول رحلة خارجية لترامب إلى المملكة العربية السعودية. من المرجح الآن أن تدفع إدارة ترامب القادمة نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهو ما كان أيضاً هدفاً رئيسياً لإدارة بايدن.

تداعيات إقليمية كانت للحرب في غزة أهمية عالمية وإقليمية. إن أحد الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يترددون في ممارسة ضغوط كبيرة على إسرائيل هو اعتقادهم بأن إيران عدو مشترك. على مدى السنة الماضية، تحدث مسؤولون غربيون بشكل متزايد عن اعتقادهم بأنهم يخوضون الآن صراعاً عالمياً ضد "محور خصوم" فضفاض يتألف من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.
بإضعاف إيران، أضعفت إسرائيل هذا المحور أيضاً. وكان سقوط نظام الأسد في سوريا، إلى حد كبير، نتيجة غير مباشرة للهجوم الإسرائيلي المدمر على حزب الله الذي كان حليفاً رئيسياً له.
وكان انهيار سلطة الأسد بدوره ضربة قوية لكل من إيران وروسيا اللتين تدخلتا عسكرياً بالنيابة عنه. كانت روسيا تستخدم سوريا قاعدة لإبراز قوتها وعليها الآن أن تتراجع. من المفارقة أن إسرائيل نفسها كانت أكثر حذراً في رد فعلها على سقوط الأسد بالمقارنة مع العديد من الدول الغربية، خوفاً من أن تتحرك القوى الجهادية لملء فراغ السلطة في سوريا. الضحية الأخيرة كان "النظام الدولي القائم على القواعد" الذي روجت له إدارة بايدن الضحية الأخيرة لحرب غزة. فقد دفع التعاطف والدعم لإسرائيل بعد هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الولايات المتحدة إلى التسامح مع الانتهاكات المتكررة للقانون الإنساني الدولي أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة. حسب راخمان، قد تكون إعادة بناء النظام الدولي القائم على القواعد مرة أخرى بنفس صعوبة إعادة البناء المادي لغزة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

لماذا جددت إسرائيل غاراتها على غزة؟

 شنت إسرائيل موجةً عنيفةً من الغارات الجوية والمُدَفعية على قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 فلسطيني وإصابة المئات، بينهم قيادات في حركة حماس ومدنيون، وفقاً للسلطات الفلسطينية. 

يُلمّح منتقدو نتانياهو إلى أن التصعيد الحالي يخدم مصالحه السياسية

وتفاقم الوضع الإنساني مع عجز المستشفيات عن استيعاب الضحايا، وفرضت إسرائيل أوامر إخلاء في شمال ووسط غزة، مما يشير إلى تحضيرات لعملية برية محتملة.

توقيت الهجوم ودوافعه

وفي هذا الإطار، قال جيسون بيرك، مراسل الأمن الدولي لصحيفة "غارديان" إن الحكومة الإسرائيلية كانت تلوّح منذ أسابيع بنيّتها تنفيذ هذا الهجوم. 

ويدّعي المسؤولون الإسرائيليون أن استهداف قيادة حماس سيساعد في تأمين إطلاق سراح مزيد من الرهائن الإسرائيليين. لكن العديد من عائلات الرهائن في إسرائيل يشككون في مثل هذه الادعاءات.

وأضاف الكاتب أن إسرائيل الآن في وضع أفضل من الناحية العسكرية لتنفيذ عملياتها مقارنةً بوضعها قبل ستة أسابيع. فقد أُعيد تزويد مخزوناتها من الذخيرة، خصوصاً من خلال الإمدادات الأمريكية، كما حُددت أهداف جديدة ضد قيادات حماس. وتم إصلاح الطائرات والمعدات العسكرية، ومنح الجنود فترة راحة لاستعادة جاهزيتهم القتالية.

تداعيات التصعيد على اتفاق وقف إطلاق النار

يأتي التصعيد الإسرائيلي بعد 16 يوماً من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). 

كان الاتفاق مكوّناً من ثلاث مراحل، تهدف إلى إنهاء الحرب بالكامل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس في هجومها المفاجئ في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين. 

Why has Netanyahu broken the ceasefire? Why are Palestinian kids being slaughtered?

"Netanyahu needs support from rightwing allies to win crucial votes to maintain his grip on power. These allies have fiercely opposed an end to hostilities in Gaza."https://t.co/nyWylD9l7A

— William Dalrymple (@DalrympleWill) March 18, 2025

في المقابل، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 48,700 فلسطينياَ، غالبيتهم العظمى من المدنيين.

وكانت المحادثات غير المباشرة الرامية إلى منع تجدد العنف قد تعثرت. وتتهم حماس إسرائيل بانتهاك الاتفاق من خلال رفضها الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن. 

في المقابل، اقترحت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى لمدة تتراوح بين 30 و60 يوماً، بهدف تأمين إطلاق سراح مزيد من الرهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وهو ما رفضته حماس. وتُصر الحكومة الإسرائيلية على أن حماس هي من أخلّت بالاتفاق بعدم الإفراج عن مزيد من الرهائن.

اعتبارات سياسية وراء التصعيد

ولفت الكاتب النظر إلى أن بعض منتقدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يرون أن هناك دوافع سياسية وراء هذا الهجوم، أو على الأقل توقيته.

إحدى الفرضيات المطروحة هي أن نتانياهو لم يكن ينوي مطلقاً الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، لأنها كانت ستجبره على سحب قواته من غزة، ما يعني ترك حماس حاكمةً للقطاع. 

وتؤكد مصادر إنسانية أن حماس استعادت نفوذها في الأسابيع الأخيرة، حيث عاد مسؤولوها المدنيون إلى مناصبهم، في حين استطاعت كتائبها العسكرية تجنيد آلاف المقاتلين الجدد.

Why has Israel resumed large-scale airstrikes on Gaza? https://t.co/YlL6ilDPQe

— Prof Tahir Abbas (@TahirAbbas_) March 18, 2025

وهناك أيضاً من يعتقد أن التغير في المناخ السياسي الأمريكي شجّع إسرائيل على استئناف عملياتها العسكرية ضد حماس.

وعلى الصعيد الداخلي، يُلمّح منتقدو نتانياهو إلى أن التصعيد  يخدم مصالحه السياسية. فهو بحاجة إلى دعم حلفائه اليمينيين المتطرفين لضمان تمرير قرارات مصيرية في البرلمان الإسرائيلي خلال الأسابيع المقبلة، وهؤلاء الحلفاء يعارضون بشدة أي وقف دائم لإطلاق النار.

وقدم أحد الوزراء الإسرائيليين  استقالته احتجاجاً على اتفاق يناير (كانون الثاني)، لكن مع استئناف العمليات العسكرية، يبدو أن نتانياهو ضمن ولاء هذه القوى – على الأقل في المستقبل القريب.

ويواجه نتانياهو أيضاً محاكمة بتهم الفساد، والتي قد تفضي إلى سجنه في حال إدانته. ووافقت محكمة إسرائيلية مؤخراً على طلبه بعدم حضور إحدى الجلسات بسبب "تجدد الحرب". 

إضافة إلى ذلك، أعلن نتانياهو عن نيته إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، وهو ما عدّه البعض محاولةً لتعزيز قبضته على السلطة. ويُتوقع أن تشهد إسرائيل احتجاجات ضخمة على هذه الخطوة، غير أن نتانياهو وأنصاره قد يستغلون الحرب لتصوير أي معارضة على أنها عمل غير وطني.

أما عن الرأي العام الإسرائيلي، فتكشف استطلاعات حديثة أن غالبية الإسرائيليين تؤيد وقف إطلاق النار من أجل استعادة الرهائن الـ59 المتبقين، إلا أن دعم فكرة "النصر الكامل" على حماس ما يزال واسع النطاق.

السيناريوهات المحتملة

وخلص الكاتب إلى أن الهدنة الهشة التي استمرت شهرين بين إسرائيل وحماس قد انهارت فعلياً، مستبعداً التوصل إلى اتفاق جديد قريباً. فقد أوضحت الحكومة الإسرائيلية أن الضربات الحالية ليست سوى بداية لحملة عسكرية أوسع، ستستمر حتى يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين، رغم أن أكثر من نصفهم يُعتقد أنهم لقوا حتفهم.

وفي غضون ذلك، تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. فعلى الرغم من تدفق المساعدات الإنسانية خلال وقف إطلاق النار، فرضت إسرائيل حصاراً كلياً على القطاع منذ أسبوعين، مدعيةً أن حماس تستغل المساعدات لأغراضها الخاصة. 

غير أن حماس تنفي هذه الاتهامات، وتفيد منظمات الإغاثة بأن الإمدادات المتوفرة في غزة قد تكفي لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً، ولكن تجدد القتال سيجعل من الصعب إيصالها إلى المحتاجين.

وقال الكاتب إن الأيام القادمة ستشهد المزيد من القتلى المدنيين، وحركة نزوح جماعي، وموجات جديدة من الدمار في قطاع غزة، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية القائمة.

مقالات مشابهة

  • العدوان الغادر يتواصل على القطاع المدمر.. حرب دائمة وقاتلة.. اليمين الحاكم يرى فى ولاية ترامب الثانية هبة من السماء.. وفرصة لتوسيع حدود إسرائيل الكبرى
  • عن الجهة التي أطلقت الصواريخ من لبنان... ماذا قِيلَ في إسرائيل؟
  • حزب الله ينفي علاقته باستهداف إسرائيل: ملتزمون بوقف إطلاق النار
  • عاجل. إسرائيل تقصف بالمدفعية بلدة مركبا في جنوب لبنان وتقول إنه رد على إطلاق النار على بلدة المطلة
  • أخبار العالم | الحوثيون يعلنون استهداف مطار في إسرائيل.. واشنطن تقر مقترح مصري لوقف إطلاق النار بـ غزة
  • أسوشيتدبرس: الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة قد تكون أكثر فتكًا ودمارًا
  • ترامب يدعم بالكامل هجمات إسرائيل على غزة وبيان أوروبي مخفف
  • إسرائيل تُظهر للعالم أقبح وجوه الذكاء الاصطناعي
  • لماذا جددت إسرائيل غاراتها على غزة؟
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو لم يكن جادًا في اتفاق غزة.. وعودة الحرب كانت متوقعة