ماذا يعني وقف إطلاق النار في غزة للعالم؟
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان وقف إطلاق النار في غزة سيدخل حيز التنفيذ. لكن إذا كانت الحرب تنتهي بالفعل، فماذا يعني ذلك بالنسبة إلى العالم؟.
"النظام الدولي القائم على القواعد" الذي روجت له إدارة بايدن الضحية الأخيرة لحرب غزة
كتب جدعون راخمان في صحيفة "فايننشال تايمز" أنه حين يرتبط الأمر بإسرائيل، يبدو التأثير ذا حدين.
يستطيع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو زعم أنه حول مأساة وطنية إلى نصر استراتيجي. تعرضت حماس للتدمير، إن لم يكن للتدمير الكامل. كما أصيب حزب الله، الجماعة اللبنانية المسلحة، التي كانت الجزء الأكثر تسلحاً وتهديداً في "محور المقاومة" الإيراني، بالوهن. تبادلت إيران وإسرائيل إطلاق النار المباشر. لكن غالبية الصواريخ الإيرانية فشلت في اختراق دفاعات إسرائيل وحلفائها ــ ويبدو النظام الإيراني في موقف أضعف مما كان عليه لعقود عديدة. بين دعم العالم ودعم ترامب
على المستوى الاستراتيجي، تخرج إسرائيل من هذا الصراع القوة العظمى في الشرق الأوسط، بعد استعادة قدرتها على الردع العسكري بالكامل وتشتت أعدائها. لكن في مقابل ذلك، عانت إسرائيل من أضرار جسيمة في سمعتها. يُعتقد أن نحو 46 ألف شخص قتلوا خلال الهجوم الإسرائيلي، وغزة الآن في حالة خراب، ووجهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات إلى نتانياهو بارتكاب جرائم حرب، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيجد نتانياهو الآن صعوبة أكبر بكثير في السفر دولياً.
What the Israel-Hamas ceasefire means for the world https://t.co/yuYik6rmlb
— Financial Times (@FT) January 16, 2025
وانخفضت شعبية إسرائيل في استطلاعات الرأي الدولية. أصبح الشباب – حتى في الولايات المتحدة – أكثر عدائية تجاه البلاد. خلص استطلاع أجراه مركز بيو في أبريل (نيسان) إلى أن "الأمريكيين الأصغر سناً هم أكثر ميلاً إلى التعاطف مع الشعب الفلسطيني من الشعب الإسرائيلي". وقال ثلث البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً إن تعاطفهم إما بالكامل، أو في الغالب مع الشعب الفلسطيني، بالمقارنة مع 14% يقفون إلى جانب إسرائيل.
يمكن للإسرائيليين الأمل في أن تلين الآراء بمرور الوقت، خاصة إذا تمت استعادة السلام. يعتقد نتانياهو وحلفاؤه أيضاً أن الأصدقاء في البيت الأبيض سيكونون أكثر أهمية من الأعداء في الحرم الجامعية الأمريكية. لكن صداقة ترامب قد لا تكون غير مشروطة.
ثمة صدمة ملموسة على أقصى اليمين الإسرائيلي من أن الإدارة الأمريكية القادمة وضعت ثقلها وراء وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن الذي تفاوض عليه البيت الأبيض بقيادة بايدن. تلقت الآمال في إسرائيل بأن يمنحها ترامب حرية كاملة للتعامل مع الفلسطينيين، كما تراه مناسباً، ضربة موجعة. قد يعكس قرار ترامب الضغط بقوة من أجل السلام الآن عاملين رئيسيين.
What the Israel-Hamas ceasefire means for the world https://t.co/xgO7w3GtcC
— Middle East & Africa (@FTMidEastAfrica) January 16, 2025الأول هو رغبته بالحصول على الفضل في التوصل إلى اتفاق وإطلاق سراح الرهائن. والثاني هو أنه في حين تتمتع إسرائيل بدعم قوي من اليمين الجمهوري، هي ليست الدولة المهمة الوحيدة في المنطقة. خلال رئاسته الأولى، كانت أول رحلة خارجية لترامب إلى المملكة العربية السعودية. من المرجح الآن أن تدفع إدارة ترامب القادمة نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهو ما كان أيضاً هدفاً رئيسياً لإدارة بايدن.
بإضعاف إيران، أضعفت إسرائيل هذا المحور أيضاً. وكان سقوط نظام الأسد في سوريا، إلى حد كبير، نتيجة غير مباشرة للهجوم الإسرائيلي المدمر على حزب الله الذي كان حليفاً رئيسياً له.
وكان انهيار سلطة الأسد بدوره ضربة قوية لكل من إيران وروسيا اللتين تدخلتا عسكرياً بالنيابة عنه. كانت روسيا تستخدم سوريا قاعدة لإبراز قوتها وعليها الآن أن تتراجع. من المفارقة أن إسرائيل نفسها كانت أكثر حذراً في رد فعلها على سقوط الأسد بالمقارنة مع العديد من الدول الغربية، خوفاً من أن تتحرك القوى الجهادية لملء فراغ السلطة في سوريا. الضحية الأخيرة كان "النظام الدولي القائم على القواعد" الذي روجت له إدارة بايدن الضحية الأخيرة لحرب غزة. فقد دفع التعاطف والدعم لإسرائيل بعد هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الولايات المتحدة إلى التسامح مع الانتهاكات المتكررة للقانون الإنساني الدولي أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة. حسب راخمان، قد تكون إعادة بناء النظام الدولي القائم على القواعد مرة أخرى بنفس صعوبة إعادة البناء المادي لغزة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
محاكاة بمستشفيات إسرائيل استعدادا لاستقبال الأسرى
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن المستشفيات الإسرائيلية تستعد لاستقبال الأسرى الذين قضوا أكثر من عام في غزة، وذلك بعد الإعلان مساء أمس الأربعاء عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وأضافت الصحيفة أن المستشفيات الإسرائيلية أجرت عملية محاكاة وجندت ممثلين من فرقة المسرح العسكرية ليلعبوا دور الأسرى، ودرست السجلات الطبية ومقاطع فيديو للأسرى لتكون جاهزة لاستقبالهم، بغض النظر عن حالتهم.
وتوقعت الصحيفة -نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وعرب- أن يكون الأسرى الأحياء في حال سيئة بعد نحو 460 يوما في الأسر عاش فيها عدد منهم في أنفاق معظم ذلك الوقت.
من جهتها، نقلت شبكة فوكس نيوز عن مايك والتز مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب توقعاته أن يكون هناك 25 أسيرا على قيد الحياة من 33 أسيرا سيخرجون في المرحلة الأولى.
وأضاف والتز للقناة أنه مقتنع أن جميع الأسرى "كانوا سيموتون لو لم يأت الرئيس ترامب ويطالب بإخراجهم"، واعتبر أن "تأثير ترامب هو الذي أوصلنا لاتفاق وقف إطلاق النار".
وتتواصل اليوم الخميس في الدوحة المحادثات بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في حين اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتفاق غير مكتمل.
إعلانفي الأثناء، قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن الجيش سينسحب من قطاع غزة وينتقل إلى وضعية الدفاع مع دخول إطلاق النار حيز التنفيذ.
من جهته، قال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال بدأت إنزال الرافعات المحملة بكاميرات المراقبة في المناطق الشمالية لقطاع غزة.
ومساء الأربعاء، أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي بالدوحة، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام، وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، لافتا إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
وجاء الإعلان عن الاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، التي خلفت بدعم أميركي أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.