بدأت حياتها سكرتيرة.. داليدا أيقونة السعادة الحزينة أبهرت العالم بجمالها وصوتها
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
في مثل هذا اليوم، 17 يناير، نتذكر الفنانة العالمية داليدا، تلك النجمة المصرية الأصل التي أضاءت حياتها بالغناء والرقص وأبهرت العالم بجمالها وصوتها، لكنها لم تستطع أن تجد السعادة الحقيقية في داخلها، لتكتب النهاية المأساوية لقصة حياتها رغم كل الأضواء التي أحاطتها.
ولدت يولاندا كريستينا جيجليوتي، التي عرفها العالم باسم داليدا، في حي شبرا بالقاهرة يوم 17 يناير 1933 لعائلة إيطالية مهاجرة، عاشت حياة مليئة بالأحلام والتحديات، وتحولت من فتاة مصرية بسيطة إلى أيقونة فنية عالمية، ورمز من رموز الفن والجمال.
بداية الحلم من مصر
بدأت داليدا حياتها العملية كسكرتيرة في شركة أدوية بعد وفاة والدها، لتساعد أسرتها ماليًا، لكن شغفها بالفن دفعها للمشاركة في مسابقة ملكة الجمال عام 1954، وفازت بالمركز الثاني دون علم والدتها، بقيت تعمل في وظيفتها اليومية بينما ترددت على أستديوهات السينما وشاركت بأدوار صغيرة.
أولى خطواتها نحو الغناء جاءت عندما سجلت أغنيتها الأولى “فتان يا ليل فتان” عام 1955، أما في السينما، فقد شاركت في فيلم “سيجارة وكأس”، ثم لعبت دور راقصة مصرية في فيلم “ذهب النيل”، الذي أُنتج بين مصر وفرنسا.
من “دليلة” إلى “داليدا”
كانت داليدا في البداية تحمل اسم “دليلة”، تأثرًا بالممثلة هيدي لامار ودورها في فيلم “سامسون ودليلة”، لكن المخرج الفرنسي مارك دي جاستين نصحها بتغيير الاسم إلى “داليدا”، ليصبح أكثر بساطة وقبولًا في الغرب.
الانطلاقة في فرنسا
في عام 1954، قررت داليدا السفر إلى فرنسا بحثًا عن فرصة فنية أكبر. ورغم أنها لم تجد النجاح في البداية، قابلت رولاند برجر، الذي اكتشف موهبتها الغنائية وبدأ بتدريبها، غنت في الصالات الليلية في باريس حتى لفتت انتباه برونو كوكاتريكس، مدير أشهر قاعة موسيقية في المدينة، مما ساعدها على تحقيق شهرة واسعة.
أيقونة عالمية
أصبحت داليدا نجمة عالمية قدمت أغاني بأكثر من 500 أغنية بلغات مختلفة، مثل “حلوة يا بلدي” و”سالمة يا سلامة”، التي تحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين. ورغم نجاحها الكبير في فرنسا والعالم، بقيت متصلة بجذورها المصرية، وشاركت في آخر أفلامها بمصر “اليوم السادس” مع يوسف شاهين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر داليدا ذكري وفاة المزيد
إقرأ أيضاً:
قدرة الحضارات الكامنة: إلى روح الشهيدة هنادي أيقونة أطباء السودان
اذا نظرنا للعالم من ناحية التفرس في توازنات القوى والصراعات الدائرة من موقع كل القوى. فالصراع الأمريكي مع اغلب العالم وأكبرها الصراع مع الصين والتي وصفها توماس فريدمان انها خاسرة لان قدرة الصين تتبدى في ميراث الحضارات الكامنة في الفرد الصيني، والموارد والتكلفة الرخيصة وهكذا. الصراع الأمريكي الغربي مع روسيا في أوكرانيا انتهى بهزيمة بائنة وترتب روسيا لتسوية تفرضها هي. في الشرق الأوسط هزمت اسرائيل في غزة وجنوب لبنان واصبحت التناقضات الداخلية داخل الكيان نيران جحيم يفور داخلها عبر عنها بعض الكتاب الاسرائيلين انها قد تتطور لحرب اهلية.
حتى محاولات تطويع اليمن عن طريق القصف الأمريكي العنيف استمرارا لحرب ماسمي بعاصفة الحزم لإيقاف إغلاق باب المندب وقصف الكيان بصواريخ ومسيرات دعما لغزة. اعتمد فيها اليمنيين على ميراث حضاري عريق وقديم في العزم والاحتمال والصبر.
فشل القصف الأمريكي في تركيع اليمن، دفع المفاوضات بين الأمريكان وايران التي تظهر فيها عناصر القوة الكامنة لحضارة فارس القديمة يمثل الأمريكي الكاوبوي لاعب البوكر ويمثل الإيراني حامل ميراث حضارة قديمة صانع السجاد الإيراني الشهير.
الموقف الأوربي التي كانت وريثة للحضارة الاغريقية والرومانية وغرقت لوقت طويل في عصور مظلمة ثم نهضت لتشكل النهضة التي خلقت الحداثة العالمية وبعدها الاستعمار والسلب والنهب. مابعد الحرب العالمية الثانية وعبر العقود الفائتة تنازلت اوربا الغربية وبعدها اوربا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، عن كل ارادتها السياسية والعسكرية عبر الناتو للولايات المتحدة وبلغت أوجها في زمن ترامب الأول وبعدها. حرب أوكرانيا كانت التسليم الكامل من اوربا للنفوذ الإمبراطوري الأمريكي وتعدت ذلك للتدهور الاقتصادي وفقدان الاتجاه. حتى الآن استشراف موقع اوربا يشير لفقدانها تأثيرها لكن ربما تتغير مواقفها خاصة مع تدهور الإمبراطورية الامريكية بشكل بطيء وتدريجي.
عشنا نفس الظروف شاركت فيها نفس القوى من الإمبراطورية إلى الصهيونية إلى الإمارات وصولا لحميدتي والجنجويد واعوانهم والمتحالفين معهم، من الأفراد والجماعات والدول الطامعة في السودان. عندما سقطت الخرطوم ذهلنا وعندما سقطت مدني والجزيرة تغير الموقف الشعبي بشكل كاسح. عاش السودانيون طوال الفئات في وطنهم من بعانخي وقبلها (ارجعت اصل السودانين إلى عشرة الفيات منذ كانوا يعيشون في غابات وأدغال في الجزء الأول من كتاب التنوع في السودان- اصل السودانيون) وفي مملكة مروي والسلطنات المسيحية والسلطنة الزرقاء وسلطنة دارفور ومملكة تقلي وبعدها)، اي انها عاشت في دول متعددة يحكمهم ملوك وسلاطين من نفس جنسهم. عندما احتلهم الأتراك توحدوا وهزموها وعندما استعمرهم البريطانيون اتحدوا واخرجوهم.
تبلور هذا الميراث الحضاري الطويل والممتد الكامن عبر الألفيات في نهوض عارم من الشباب الذين حملوا السلاح للدفاع عن ارض اجدادهم وعن دولتهم ودعموا جيش بلادهم واحرزوا الانتصارات بتواصل وقدموا التضحيات من الموت والاغتيالات والسرقات والاغتصابات لحرائره والتمسك ببيوتهم وارضهم وتاريخهم وذكرياتهم.