يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا دولية متزايدة للتصديق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، الذي أُعلن عن التوصل إليه مساء الأربعاء، ويتوقع تنفيذه الأحد المقبل.

وبالتوازي مع الضغوط الدولية، يواجه نتنياهو مأزقا داخليا يهدد استقرار ائتلافه الحاكم، حيث يعارض الاتفاق كل من وزير الأمن القومي، زعيم حزب "القوة اليهودية"، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

فبن غفير يعتبر الاتفاق "صفقة استسلام"، في حين يراها سموتريتش "كارثة على الأمن القومي لإسرائيل".

ويريد بن غفير وسموتريتش مواصلة حرب الإبادة الجماعية على غزة، التي دخلت شهرها الـ16 واستكمال أهداف تلك الحرب، بما يشمل إعادة احتلال القطاع، وإنشاء مستوطنات به، وتهجير سكانه، والقضاء التام على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

بن غفير: مستعدون لدفع أثمان باهظة لتحرير أسرانا، ولكن هذه الصفقة عار وتفريط وتمحو كل الإنجازات، وإذا أقرت فإننا سنستقيل من الحكومة، ولن نعود إلا إذا عاد استئناف القتال ضد #حماس#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/bWU7SIcmRp

— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 16, 2025

تهديد بالاستقالة

وفي سياق هذا المأزق، هدد بن غفير مساء أمس الخميس باستقالة حزبه من الحكومة إذا صادقت على اتفاق غزة، فيما دعا في وقت سابق سموتريتش إلى تقديم استقالتهما معا من الحكومة إذا تم تمرير الاتفاق.

إعلان

ويمتلك ائتلاف نتنياهو الحاكم 68 مقعدا في الكنيست من إجمالي 120، ما يمنحه أغلبية مريحة. لكن استقالة حزبي بن غفير (6 مقاعد) وسموتريتش (8 مقاعد) ستخفض الدعم البرلماني للحكومة إلى 54 مقعدا فقط، ما يعني سقوطها.

ويفسر هذا الأمر المماطلة والارتباك الذي بدا عليه نتنياهو خلال الساعات الأخيرة، وتأجيل اجتماعين كانا مقررين، للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) والحكومة من أجل المصادقة على الاتفاق.

وزعم مكتب نتنياهو أن تأجيل الاجتماع جاء بدعوى "انسحاب حماس من التفاهمات وخلقها أزمة في اللحظة الأخيرة تمنع الاتفاق"، لكن الحركة نفت هذه المزاعم، وأكدت التزامها بالاتفاق.

فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يماطل في تمرير الاتفاق لحين ضمان عدم انسحاب حزب سموتريتش من الحكومة، ومن ثم إسقاطها.

فقد صار من المرجح أن نتنياهو بات مقتنعا بأن بن غفير حسم موقفه، وأن الأمل في بقاء الحكومة ينعقد على سموتريتش.

ووسط هذا الاضطراب، عرضت أحزاب المعارضة، مثل "المعسكر الوطني" بقيادة بيني غانتس (12 مقعدا بالكنيست)، و"هناك مستقبل" بقيادة يائير لبيد (24 مقعدا بالكنيست)، تقديم "شبكة أمان" برلمانية لدعم الحكومة في تمرير الاتفاق دون الاعتماد على شركاء الائتلاف اليميني المتطرف.

وبعد تهديد بن غفير الجديد مساء أمس الخميس بالاستقالة من الحكومة، أعاد لبيد طمأنة نتنياهو بقوله "لا تخف، ستحصل على كل الأمان الذي تحتاجه لإتمام صفقة الرهائن".

يأتي ذلك فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأن الكابينت سيجتمع صباح اليوم الجمعة، للتصديق على الاتفاق بشأن غزة، دون توضيح آخر صورة للموقف بين نتنياهو وسموتريتش.

سيناريوهان للتصديق استقالة حزب بن غفير فقط:
إذا استقال حزب بن غفير وحده وبقي حزب سموتريتش في الحكومة، سيظل لدى نتنياهو 62 مقعدا، ما يضمن استمرار الحكومة وتمرير الاتفاق، حتى مع معارضة وزراء حزب سموتريتش. استقالة حزبي بن غفير وسموتريتش:
– إذا انسحب الحزبان معا، ستفقد الحكومة أغلبيتها مما سيؤدي إلى سقوطها. لكن مراقبين يرون أن هذا السيناريو ضعيف بسبب اختلاف أولويات جمهور الحزبين. فبينما يركّز جمهور بن غفير على إعادة احتلال غزة، يولي جمهور سموتريتش الأولوية لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، وقد يسعى نتنياهو إلى تقديم ضمانات لسموتريتش، مثل تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، لضمان بقائه في الحكومة. إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات من الحکومة بن غفیر

إقرأ أيضاً:

"خلال أيام".. إسرائيل تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من "اتفاق غزة"

 

القدس المحتلة- رويترز

 

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الثلاثاء إن إسرائيل ستبدأ هذا الأسبوع المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإنها تطالب بإخلاء القطاع من السلاح تمامًا.

وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في الثاني من فبراير لكن قطر، التي تتوسط مع مصر والولايات المتحدة بين الجانبين، قالت إن المحادثات لم تبدأ رسميا بعد. وقال ساعر في مؤتمر صحفي في القدس إن المفاوضات "ستبدأ هذا الأسبوع".

وخرجت إشارات متضاربة من إسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية عن مشاركتها في محادثات المرحلة التالية من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير بهدف معلن هو إنهاء حرب غزة بشكل دائم.

وظل الاتفاق- الذي يتضمن في مرحلته الأولى إعادة 33 أسيرًا لدى حماس مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى والمحتجزين الفلسطينيين- صامدًا على الرغم من سلسلة من الانتكاسات المؤقتة وتبادل الاتهامات بين الجانبين بانتهاكه مما هدد بعرقلته.

لكن من المتوقع أن تكون المفاوضات بشأن المرحلة الثانية صعبة؛ إذ إنها ستتناول قضايا مثل إدارة غزة بعد الحرب، والتي يبدو أن الفجوات الكبيرة بين الجانبين لا تزال قائمة بشأنها.

وقال ساعر "لن نقبل باستمرار وجود حماس أو أي منظمة إرهابية أخرى في غزة"، حسب وصفه. لكنه أضاف أنه إذا مضت المفاوضات بشكل بناء، فإن إسرائيل ستظل ملتزمة بالعمل في إطار الاتفاق وربما تمدد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي من المفترض أن تستمر 6 أسابيع.

وقال ساعر "إذا رأينا أن هناك حوارًا بناءً مع إمكانية التوصل إلى اتفاق، (حينها) سنجعل هذا الإطار الزمني أطول".

وتم حتى الآن إعادة 19 أسيرًا إسرائيلية مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى والمحتجزين الفلسطينيين.

ومن المقرر عودة 14 أسيرًا آخرين، يعتقد أن 6 منهم على قيد الحياة، ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق. وتسعى إسرائيل إلى إطلاق سراح الأسرى الستة الأحياء يوم السبت المقبل في حين من المتوقع تسليم أربع جثث لأسرى لقوا حتفهم يوم الخميس.

وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل ستبدأ كذلك في السماح بدخول منازل متنقلة لسكان غزة الذين اضطروا للاحتماء من طقس الشتاء بين الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي على مدى 15 شهرا.

واتهمت حماس إسرائيل بتأخير تسليم هذه المنازل وهددت بتأجيل إطلاق سراح الرهائن حتى يتم حل هذه المسألة.

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إنه سينشيء وحدة جديدة في الوزارة تكون معنية فقط بتسهيل مغادرة سكان غزة الذين يرغبون في الانتقال إلى دولة ثالثة، بعد مراجعة خطة أولية لذلك.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتحدث للإسرئيليين عن "يوم صادم" تسلم فيه حماس أربعة رهائن
  • مكتب نتنياهو: تسلمنا قائمة بأسماء المحتجزين القتلى وأبلغنا عائلاتهم
  • أبرز ملامح المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وفق رؤية حماس
  • اقرأ غدا في "البوابة".. مصر تواصل جهودها للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار
  • تفاصيل جديدة وشروط إسرائيلية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • "خلال أيام".. إسرائيل تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من "اتفاق غزة"
  • سموتريتش وبن غفير يدعوان لاستئناف الحرب وتهجير سكان غزة
  • اللبنانيون يحبسون أنفاسهم ومغردون يشككون بانسحاب إسرائيل من الجنوب
  • نتنياهو: سأفتح أبواب الجحيم على حماس
  • نتنياهو يعلن إرسال فريق تفاوض إلى القاهرة لبحث استمرار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار