قمة السلام بالقاهرة والاستجابة بالبحر الميت.. 15 شهرا من التنسيق بين مصر والأردن حول غزة
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
على مدار 15 شهرا لم ينقطع التواصل والتنسيق بين القيادة المصرية ونظيرتها الأردنية بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن قرابة 50 ألف شهيد وأكثر من 100 جريح من أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، فيما ينتظر العالم دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي نجحت فيه الوساطة المصرية القطرية الأمريكية حيز التنفيذ بعد غد الأحد.
مصر والأردن لديهما ارتباط وثيق وتاريخي سواء بالقضية الفلسطينية سياسيا، أو اجتماعيا وشعبيا مع الشعب الفلسطيني ، وجغرافيا بحكم الموقع والمكان.
وعلى مدار عقود من الزمن لم تتوقف القاهرة أو عمان عن دعم القضية المركزية بالنسبة للعرب ولا حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشريف.
ومع بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في اليوم التالي لـ 7 أكتوبر 2023 ، حذرت القيادة المصرية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي من اتساع رقعة الحرب خارج حدود غزة مما يهدد المنطقة بأسرها، وهو الحال نفسه الذي حذر منه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
الرئيس السيسي، سعى بكل قوة من أجل وقف نزيف الدم ، ومع الأيام الأولى للحرب، دعا إلى عقد قمة دولية من أجل العمل على وقف هذه الحرب، والتأكيد على أنه لا سلام في المنطقة والعالم بدون تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال على أساس حل الدولتين وكافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ويوم 21 أكتوبر 2023، عقدت بالقاهرة "قمة السلام" برئاسة الرئيس السيسي ومشاركة أكثر من 30 دولة والأمين العام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورؤساء المنظمات الدولية والتي نجحت في توصيل رسائل وقراراتها إلى العالم وأهمها ضرورة وقف الحرب والتحذير من اتساع رقعة الصراع والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تحقيق طموحاته وآماله في بناء دولته المستقلة.
ومع انتهاء القمة الدولية في القاهرة، كرست مصر والأردن كافة أدواتهما الدبلوماسية والسياسية مع الدول العربية الشقيقة الأخرى من أجل توصيل حقيقة ما يجري في غزة من حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، والتحذير من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة وهو ما حدث خلال 15 شهرا من التوتر والقتل والتخريب والدمار بالمنطقة.
وفي يوم الثلاثاء 11 يونيو 2024، انطلقت أعمال مؤتمر "الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة"، والذي عقد بتنظيم مشترك بين مصر والأردن والأمم المتحدة وذلك مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث اجتمع في منطقة البحر الميت ( 30 كلم من العاصمة الأردنية عمان)، قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية، وذلك بدعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة.
إيجاد خطوات عملية تضمن إيصال المساعدات الإنسانية والطبية الطارئة بشكل فوري ومناسب ومستدام، وتسريع وتنظيم عملية توفير المساعدات، وتحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة، وتلبية الاحتياجات العملياتية واللوجستية ومختلف أنواع الدعم اللازم، وتأكيد الالتزام باستجابة جماعية منسقة للتعامل مع الوضع الإنساني الحالي في غزة، واستدامة خطوط المساعدات وتهيئة ظروف تفضي إلى الإيصال الآمن لها وحماية المدنيين أهداف كانت ضمن المؤتمر والذي أيضا كانت له نسخة في القاهرة مؤخرا على مستوى وزراء الخارجية العرب.
في هذا السياق أكدت مساعد رئيس مجلس النواب الأردني النائب هدى نفاع،أن التنسيق المصري الأردني بدأ منذ بداية الحرب وحتى الساعة، وكان الهدف هو وقف هذه الحرب الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن الجهود المصرية الأردنية نجحت في إدخال المزيد من المساعدات إلى الأشقاء في غزة؛ مما ساهم في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية.
وأوضحت نفاع، في تصريح لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، أن القيادة المصرية كانت أول من دعا إلى مؤتمر بشأن الحرب على غزة، وعقد بالقاهرة تحت عنوان "مؤتمر السلام" وكانت القيادة الأردنية أول من أيد وشارك في هذا المؤتمر؛ مشيرة إلى أن العاهل الأردني أيضا دعا في 10 يناير 2024 إلى قمة ثلاثية جمعت الرئيس السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وشددوا على رفضهم لأية خطط إسرائيلية هدفها تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة، مؤكدين ضرورة إدانتها دوليا والتصدي لها.
وأشارت إلى أن الزعماء الثلاثة حذروا في ختام قمته من محاولات "إعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق آمنة فيها"، مؤكدين على ضرورة تمكين أهالي القطاع من العودة إلى بيوتهم.
ولم تقتصر الجهود المصرية والأردنية على المؤتمرات والقمم، بل عقد زعيما البلدين عدة قمم ولقاءات سواء في القاهرة أو عمان أو على هامش القمم والمؤتمرات في المحافل الدولية، بالإضافة إلى عشرات الاتصالات الهاتفية التي لم تنقطع على مدار 15 شهرا من الحرب على غزة ، فيما كانت لقاءات وزراء الخارجية في البلدين واتصالاتهما مستمرة مما جعل هذه الجهود حجر زاوية مع بداية الحرب في تحقيق توصيل الرسائل والحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة .
وحتى اللحظة مازال التنسيق والتواصل بين القاهرة وعمان على مختلف الأصعدة هو حجز الزاوية في الدفاع عن القضية الفلسطينية والتحذير من خطورة استمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى تكللت المجهودات المصرية بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مع استمرار التنسيق المصري الأردني من أجل إدخال المزيد من المساعدات إلى أهالي القطاع وهو ما تعمل عليه حاليا السلطات والمؤسسات المصرية من جهة والسلطات الأردنية من جهة أخرى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عمان قطاع غزة غزة القاهرة القضية المركزية المزيد الشعب الفلسطینی الرئیس السیسی مصر والأردن قطاع غزة فی غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
عوني عبد الهادي أول رئيس للديوان الأميري الأردني
عوني عبد الهادي سياسي فلسطيني ولد في مدينة نابلس عام 1882، وهو أول رئيس للديوان الأميري الأردني، عمل مع الأمير عبد الله بن الحسين، وتوفي في القاهرة سنة 1970.
أثناء دراسته في مدينة إسطنبول انتسب سنة 1909 إلى "المنتدى الأدبي العروبي"، ومضى يدافع عن العرب في مواجهة حملات التتريك.
المولد والنشأةولد عوني قاسم عبد الهادي في مدينة نابلس بالضفة الغربية في النصف الأول من أبريل/نيسان 1882.
والده الحاج قاسم كان موظفا في سلك القضاء في الدولة العثمانية وله اهتمامات بالأدب، وكانت عائلته تملك العديد من الأراضي، ولها نفوذ وجاه قلما توفر لعائلة في ذلك الوقت.
تزوج عوني عبد الهادي من طرب سليم ابنة عمه، وهي ناشطة نسوية ومناضلة فلسطينية ولدت في جنين، وأنجبا ولدين هما مازن ووائل.
شاركت زوجته مع مجموعة من نساء مدينة القدس في تأسيس جمعية السيدات العربيات بهدف معارضة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ودعم الكفاح المسلح من أجل الاستقلال.
الدراسة والتكوين العلمي
تلقى دراسته الأولى في نابلس، ثم في مدرسة حي البسطة في بيروت، ثم التحق بالمدرسة الملكية التابعة لجامعة إسطنبول، وانتسب إلى "المنتدى الأدبي العروبي"، ودافع عن العرب في مواجهة حملات التتريك.
عام 1910 اتجه إلى العاصمة الفرنسية باريس للالتحاق بجامعة السوربون، وفيها تابع دراسة الحقوق وتخرج عام 1914.
عمل معلما في مدرستي سانت لوري وفولتير في باريس، وفي الصحافة والترجمة من التركية إلى الفرنسية، وأسس مع زملائه الجمعية العربية الفتاة، وكان مستشار الأمير فيصل بن الشريف حسين.
إعلان التجربة السياسيةشهد سنة 1908 الإطاحة بالسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، فاستيقظ فيه الحس القومي العربي، وكان أحد أعضاء اللجنة التي دعت إلى المؤتمر العربي الأول الذي عقد في باريس برئاسة عبد الحميد الزهراوي وبالتعاون مع حزب اللامركزية.
وفي ديسمبر/كانون الأول 1918 التقى لأول مرة في باريس بالأمير فيصل بن الحسين، ومنذ ذلك الوقت لازمه معظم الفترة التي تولى فيها حكم سوريا ما بين سبتمبر/أيلول 1918 ويوليو/تموز 1920.
كان عوني عبد الهادي مع الأمير عبد الله بن الحسين عند لقائه ونستون تشرشل في القدس يوم 24 مارس/آذار 1921، وقد أقنع تشرشل الأمير عبد الله بقبول إمارة شرق الأردن، على أن تمده بريطانيا بالمال والموظفين، وقد أسندت إلى عوني عبد الهادي رئاسة الديوان الأميري، لكنه ترك عمّان وعاد إلى القدس في أواخر عام 1921.
رافق عوني الأمير فيصل في زياراته الدبلوماسية إلى لندن وباريس، ثم انتقل إلى القاهرة ففلسطين، وفي القدس التقى بالمندوب السامي البريطاني في فلسطين السير هربرت صموئيل الذي حمله رسالة إلى الأمير عبد الله يدعوه فيها إلى العودة للحجاز.
استقال عوني عبد الهادي من منصب رئيس الديوان الأميري، ورجع إلى ممارسة المحاماة في مدينة القدس فترة من الزمن.
أدلى بشهادته أمام معظم اللجان التي قدمت إلى فلسطين للتحقيق، وفي يوليو/تموز سنة 1932 عمل على إعادة تشكيل حزب الاستقلال، وهو حزب قومي عربي تأسس في القدس في أغسطس/آب 1932.
اعتقلت سلطات الانتداب البريطاني عبد الهادي على إثر مشاركته في مظاهرة يافا الحاشدة في نوفمبر/تشرين الثاني 1933 ضد السياسة البريطانية المؤيدة للصهيونية، وحكم عليه مع عدد من رفاقه بالسجن 10 أشهر مع الأشغال الشاقة، لكنه لم يسجن فعليا سوى مدة قصيرة وخرج من السجن بعد تعهد مكتوب.
كما اعتقلته السلطات البريطانية مع من اعتقلت في معتقل الصرفند لبضعة أشهر بعد الإضراب العام ضدها في أبريل/نيسان 1936، ثم أُفرج عنه.
إعلانوعندما أوصت لجنة التحقيق الملكية بتقسيم فلسطين بعثت اللجنة العربية العليا عوني عبد الهادي إلى بغداد، ثم إلى جنيف ليشارك في شرح وجهة النظر العربية في مشروع التقسيم أمام لجنة الانتداب الدائمة في عصبة الأمم.
فقد حضر مؤتمر بلودان في يونيو/حزيران سنة 1946، والمؤتمر الوطني في غزة عام 1948، ووقّع على ميثاق حكومة عموم فلسطين، وكان أحد أعضائها، لكنه استقال بعد فترة قصيرة وانتقل إلى دمشق ومنها إلى عمّان سنة 1951، واعتزل العمل السياسي في سنة 1964، ثم غادر إلى القاهرة.
الوظائف والمسؤوليات أمين الخارجية في دمشق مطلع سنة 1920. مارس المحاماة، وشارك في معظم الوفود الفلسطينية إلى الخارج. شارك في المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد في القدس سنة 1931. انتخب عميدا لحزب الاستقلال. سكرتير اللجنة العربية العليا التي أُسست في أبريل/نيسان 1936. سفير للأردن في القاهرة حتى سنة 1955. عضو في مجلس الأعيان. وزير الخارجية سنة 1956. رئيس الإدارة القانونية في جامعة الدول العربية. مؤلفاتهترجم من التركية إلى الفرنسية كتاب "مقدرات تركية التاريخية".
كتب مقالات في الصحف العربية والأجنبية.
كتب مذكراته ونشرتها المؤرخة خيرية قاسمية تحت عنوان "عوني عبد الهادي.. أوراق خاصة" 1974.
الوفاةتوفي عوني عبد الهادي في القاهرة يوم 15 مارس/آذار 1970، وفيها شيع جثمانه ودفن.