على مدار 15 شهرا لم ينقطع التواصل والتنسيق بين القيادة المصرية ونظيرتها الأردنية بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن قرابة 50 ألف شهيد وأكثر من 100 جريح من أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، فيما ينتظر العالم دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي نجحت فيه الوساطة المصرية القطرية الأمريكية حيز التنفيذ بعد غد الأحد.


مصر والأردن لديهما ارتباط وثيق وتاريخي سواء بالقضية الفلسطينية سياسيا، أو اجتماعيا وشعبيا مع الشعب الفلسطيني ، وجغرافيا بحكم الموقع والمكان.


وعلى مدار عقود من الزمن لم تتوقف القاهرة أو عمان عن دعم القضية المركزية بالنسبة للعرب ولا حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشريف.
ومع بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في اليوم التالي لـ 7 أكتوبر 2023 ، حذرت القيادة المصرية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي من اتساع رقعة الحرب خارج حدود غزة مما يهدد المنطقة بأسرها، وهو الحال نفسه الذي حذر منه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. 


الرئيس السيسي، سعى بكل قوة من أجل وقف نزيف الدم ، ومع الأيام الأولى للحرب، دعا إلى عقد قمة دولية من أجل العمل على وقف هذه الحرب، والتأكيد على أنه لا سلام في المنطقة والعالم بدون تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال على أساس حل الدولتين وكافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.


ويوم 21 أكتوبر 2023، عقدت بالقاهرة "قمة السلام" برئاسة الرئيس السيسي ومشاركة أكثر من 30 دولة والأمين العام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورؤساء المنظمات الدولية والتي نجحت في توصيل رسائل وقراراتها إلى العالم وأهمها ضرورة وقف الحرب والتحذير من اتساع رقعة الصراع والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تحقيق طموحاته وآماله في بناء دولته المستقلة.


ومع انتهاء القمة الدولية في القاهرة، كرست مصر والأردن كافة أدواتهما الدبلوماسية والسياسية مع الدول العربية الشقيقة الأخرى من أجل توصيل حقيقة ما يجري في غزة من حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، والتحذير من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة وهو ما حدث خلال 15 شهرا من التوتر والقتل والتخريب والدمار بالمنطقة.


وفي يوم الثلاثاء 11 يونيو 2024، انطلقت أعمال مؤتمر "الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة"، والذي عقد بتنظيم مشترك بين مصر والأردن والأمم المتحدة وذلك مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث اجتمع في منطقة البحر الميت ( 30 كلم من العاصمة الأردنية عمان)، قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية، وذلك بدعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة.


إيجاد خطوات عملية تضمن إيصال المساعدات الإنسانية والطبية الطارئة بشكل فوري ومناسب ومستدام، وتسريع وتنظيم عملية توفير المساعدات، وتحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة، وتلبية الاحتياجات العملياتية واللوجستية ومختلف أنواع الدعم اللازم، وتأكيد الالتزام باستجابة جماعية منسقة للتعامل مع الوضع الإنساني الحالي في غزة، واستدامة خطوط المساعدات وتهيئة ظروف تفضي إلى الإيصال الآمن لها وحماية المدنيين أهداف كانت ضمن المؤتمر والذي أيضا كانت له نسخة في القاهرة مؤخرا على مستوى وزراء الخارجية العرب.


في هذا السياق أكدت مساعد رئيس مجلس النواب الأردني النائب هدى نفاع،أن التنسيق المصري الأردني بدأ منذ بداية الحرب وحتى الساعة، وكان الهدف هو وقف هذه الحرب الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن الجهود المصرية الأردنية نجحت في إدخال المزيد من المساعدات إلى الأشقاء في غزة؛ مما ساهم في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية.


وأوضحت نفاع، في تصريح لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، أن القيادة المصرية كانت أول من دعا إلى مؤتمر بشأن الحرب على غزة، وعقد بالقاهرة تحت عنوان "مؤتمر السلام" وكانت القيادة الأردنية أول من أيد وشارك في هذا المؤتمر؛ مشيرة إلى أن العاهل الأردني أيضا دعا في 10 يناير 2024 إلى قمة ثلاثية جمعت الرئيس السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وشددوا على رفضهم لأية خطط إسرائيلية هدفها تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة، مؤكدين ضرورة إدانتها دوليا والتصدي لها.


وأشارت إلى أن الزعماء الثلاثة حذروا في ختام قمته من محاولات "إعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق آمنة فيها"، مؤكدين على ضرورة تمكين أهالي القطاع من العودة إلى بيوتهم.


ولم تقتصر الجهود المصرية والأردنية على المؤتمرات والقمم، بل عقد زعيما البلدين عدة قمم ولقاءات سواء في القاهرة أو عمان أو على هامش القمم والمؤتمرات في المحافل الدولية، بالإضافة إلى عشرات الاتصالات الهاتفية التي لم تنقطع على مدار 15 شهرا من الحرب على غزة ، فيما كانت لقاءات وزراء الخارجية في البلدين واتصالاتهما مستمرة مما جعل هذه الجهود حجر زاوية مع بداية الحرب في تحقيق توصيل الرسائل والحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة .


وحتى اللحظة مازال التنسيق والتواصل بين القاهرة وعمان على مختلف الأصعدة هو حجز الزاوية في الدفاع عن القضية الفلسطينية والتحذير من خطورة استمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى تكللت المجهودات المصرية بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مع استمرار التنسيق المصري الأردني من أجل إدخال المزيد من المساعدات إلى أهالي القطاع وهو ما تعمل عليه حاليا السلطات والمؤسسات المصرية من جهة والسلطات الأردنية من جهة أخرى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عمان قطاع غزة غزة القاهرة القضية المركزية المزيد الشعب الفلسطینی الرئیس السیسی مصر والأردن قطاع غزة فی غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

فلسطينيون: شكرأً للإمارات وقيادتها.. لم تتوقفوا يوماً عن مساندة الشعب الفلسطيني

أكد فلسطينيون أن المنحة المالية التي خصصتها دولة الإمارات بـ64.5 مليون دولار لمستشفى المقاصد في القدس، يعكس التزامها الإنساني بدعم القطاع الصحي في فلسطين، للتخفيف من التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في المدينة المقدسة.

وفي هذا الصدد، لفت حسن شعث، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، أن "القيادة الحكيمة في الإمارات تسير على خطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في دعم القضية الفلسطينية، وتوجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بتقديم منحة مالية بـ64.5 مليون دولار لمستشفى المقاصد في القدس، يؤكد أن الإمارات لم تتوقف يوماً عن مساندة الشعب الفلسطيني ودعمه على كافة الأصعدة".

وقال" نشكر الإمارات قيادةً وشعباً على هذا الدعم السخي، الذي يأتي في وقت حرج تواجه فيه المشافي تحديات كبيرة في تقديم الرعاية الصحية، وهذه المنحة ستساهم بشكل كبير في تحسين جودة الخدمات الطبية، وتوفير المعدات اللازمة، ودعم الكوادر الطبية لضمان استمرار تقديم العلاج للمرضى في المدينة المقدسة".

الإمارات تخصص 64.5 مليون دولار منحة لمستشفى المقاصد بالقدس الشرقية - موقع 24تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، خصصت دولة الإمارات منحة مالية قيمتها 64.5 مليون دولار أمريكي لمستشفى المقاصد في القدس الشرقية، دعماً للعمليات التشغيلية والكادر الطبي وتحديث المرافق.

تعزيز القدرات

من جانبها، قالت مريم النبهان: "نشكر الإمارات على هذه المنحة الكريمة التي تأتي في وقت بالغ الأهمية، إذ يواجه المستشفى تحديات متزايدة في توفير الرعاية الصحية للمحتاجين، هذا الدعم سيساهم بشكل مباشر في تحسين جودة الخدمات الطبية، وتأمين المستلزمات الضرورية، وتعزيز قدرات الكادر الطبي والتمريضي، لتمكينهم من الاستمرار في تقديم الرعاية الصحية للمرضى، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المدينة المقدسة".
وأكدت أن "هذا الدعم ليس بجديد على الإمارات التي لطالما وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، وساندت مؤسساته الحيوية لضمان استمراريتها وتطورها".

نهج راسخ

وأشار صالح حسن، إلى أن "هذا الدعم المالي لمستشفى المقاصد، يُجسد نهج الإمارات الإنساني الراسخ في الوقوف إلى جانب الأشقاء ومد يد العون لهم في مختلف الظروف، ويعكس الجهود المتواصلة التي تقوم بها الدولة على مختلف المستويات في إغاثة الشعب الفلسطيني، وخاصة القطاع الصحي".
وقال: "تبرز الإمارات كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية لفلسطين، وقدمت نموذجاً متفرداً للتضامن والتعاضد بين الدول، جسدت من خلاله نهجها الثابت والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني، على مختلف المستويات، كما تميزت بسرعة الاستجابة لمعاناة الفلسطينيين، شكرأً للإمارات وقيادتها الحكيمة على هذه المبادرة الإنسانية النبيلة، التي تؤكد أن الإمارات كانت ولا تزال وستبقى في طليعة الدول الداعمة للشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة".

مقالات مشابهة

  • الثوب الفلسطيني ينافس القفطان في ليالي القاهرة الرمضانية
  • فلسطينيون: شكرأً للإمارات وقيادتها.. لم تتوقفوا يوماً عن مساندة الشعب الفلسطيني
  • البرلمان العربي يدين إعلان الاحتلال إنشاء وكالة لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة
  • رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني: نتعرض لحرب إبادة وتطهير عرقي غير مسبوق
  • شيخ الأزهر والبابا تواضروس يؤكدان رفضهما لكل محاولات تهجير الشعب الفلسطيني
  • الحوثيون يجبرون 75% من السفن الأمريكية على تجنب المرور بالبحر الأحمر
  • سفير إسبانيا بالقاهرة: ندعم الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
  • اللجنة الوزارية العربية الإسلامية: نرفض بشكل قاطع طرد الشعب الفلسطيني من أرضه
  • فتح: الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي محاولة لشرعنة الاستيطان
  • إصابة ربة منزل بحروق.. زوجها أشعل النار بها خلال مشاجرة بينهما فى الخانكة