موسكو- تحدث ألكسندر فولفوفيتش، وزير الدولة لشؤون مجلس الأمن في بيلاروسيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، عن مخاطر جديدة على الأمن القومي والأوضاع الداخلية في بلاده. وهذه المرة من جانب جماعات وصفها بالمتطرفة وتتمركز في الخارج.

وقال المسؤول البيلاروسي، في مقابلة صحفية، إن "تشكيلات من المتطرفين البيلاروس في الخارج تخطط للاستيلاء على مناطق حدودية في بيلاروسيا".

ووفقا له، فإن "المعارضة المتطرفة والقوى المدمرة الأخرى التي غادرت الجمهورية تتلقى دعما في الغرب من أجل تنفيذ خطة للإطاحة بالسلطات في بيلاروسيا بالقوة".

وتابع بأنه "وفقا للبيانات المتاحة، يتم النظر في إمكانية استخدام هذه التشكيلات المتطرفة في عملية مسلحة للاستيلاء على منطقة حدودية واحدة أو أكثر في بيلاروسيا، وإعلان هذه المنطقة حرة وإدخال قوات حفظ سلام غربية إلى هناك".

وأشار إلى أنه من أجل قيادة عمليات تدريب هؤلاء المسلحين، تم إنشاء مركز "الكومنولث البولندي الليتواني" للقيادة والتنسيق، متهما أوكرانيا كذلك بأنها تحولت إلى "منطقة رمادية" يستخدمها الغرب لشن حرب بالوكالة مع روسيا وبيلاروسيا.

وقال في هذا السياق إن "هؤلاء المسلحين يشاركون في عمليات القوات الأوكرانية ضد القوات الروسية، ويكتسبون هناك خبرة قتالية".

خريطة بيلاروسيا (الجزيرة) على صفيح ساخن

وتمر العلاقات البيلاروسية مع الغرب بمرحلة توتر شديد ارتفع منسوبها بشكل حاد بسبب ما ترى فيه بروكسل دعما من مينسك لموسكو في الحرب مع أوكرانيا، بالإضافة إلى التجاذبات بخصوص أوضاع حقوق الإنسان في بيلاروسيا، حيث تتهم بروكسل مينسك بانتهاكها بشكل منهجي، بما في ذلك تزوير الانتخابات الرئاسية في عام 2022.

إعلان

وعلى ضوء ذلك، رفضت أوكرانيا، على غرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الاعتراف بألكسندر لوكاشينكو رئيسا منتخبا شرعيا.

وتدهورت علاقات بيلاروسيا مع أوكرانيا والغرب بشكل دراماتيكي كذلك بسبب حادثة هبوط طائرة أيرلندية من طراز بوينغ 737 في مينسك في 23 مايو/أيار 2021، بعد 3 دقائق من مغادرتها الأجواء البيلاروسية، عندما تلقى الطيارون رسالة من مراقب الحركة الجوية المحلي تفيد بأنه وفقًا للمعلومات الواردة فقد تم تلغيم الطائرة.

بعد هبوط الطائرة في مطار مينسك، اعتقل عناصر من المخابرات البيلاروسية اثنين من الركاب وهما المعارض البيلاروسي رومان بروتاسيفيتش وصديقته المواطنة الروسية صوفيا سابيغا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها توجيه اتهامات للغرب بمساندة جماعات بيلاروسية معارضة موجودة خارج البلاد؛ ففي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، عرضت قناة "أو إن تي" البيلاروسية تحقيقا صحفيا ذكرت فيه بأن المعارضة والغرب يستعدان منذ عدة سنوات لشن هجوم على 4 مناطق في جنوب غرب بيلاروسيا لمحاولة فتح جبهة ثانية في البلاد، يكون هدفها الانقلاب على الرئيس ألكسندر لوكاشينكو وإنشاء معقل جديد مناهض لروسيا.

وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه، أعلن الرئيس البيلاروسي أن المعارضة في الخارج تخطط لشن هجوم مسلح على بلاده وطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر منظومة صواريخ "أوريشنيك" على أراضي بيلاروسيا. بينما قال بوتين إن ذلك سيكون ممكنا في النصف الثاني من عام 2025.

تجربة قتالية

وبينما لم يذكر وزير الدولة لشؤون مجلس الأمن القومي البيلاروسي في حديثه أسماء وأماكن وجود هذه المجموعات، فإن شواهد كثيرة تشير إلى أن الحديث يدور عن المتطوعين البيلاروس الذين يقاتلون إلى جانب أوكرانيا في الحرب مع روسيا، والذين ينضوي أغلبهم في فوج "قسطنطين كالينوفسكي"، العامل ضمن ما يسمى بالفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا.

إعلان

وهذا الفوج عبارة عن مشاة من المتطوعين (كان في السابق كتيبة)، تم تشكيله في فبراير/شباط 2022 بهدف الدفاع عن أوكرانيا وخصوصا العاصمة كييف ضد الغزو الروسي، كما يقول على موقعه الإلكتروني.

وأغلبية المتطوعين فيه هم مواطنون من بيلاروسيا لكنه يضم كذلك مواطنين ليتوانيين. وقد تمت تسميته بهذا الاسم تكريما لزعيم الانتفاضة البولندية ضد الإمبراطورية الروسية في عامي 1863-1864 قسطنطين كالينوفسكي.

وجدير بالذكر أن المتطوعين البيلاروس شاركوا في العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا منذ ربيع عام 2014، كما شاركوا في معركة بيسكي بالقرب من مطار دونيتسك في يوليو/تموز 2014.

وفي يونيو/حزيران 2015، تأسست المجموعة التكتيكية "بيلاروسيا" والتي شاركت إلى جانب القوات الأوكرانية في معارك أفدييفكا، وبيسكي، وفولنوفاخا، وماريينكا.

بعد انطلاق الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022، أعلن المتطوعون البيلاروس توحيدهم في تشكيل واحد هو فوج "قسطنطين كالينوسكي". ووفق تقارير إعلامية بيلاروسية، تضم الكتيبة أكثر من ألف شخص، وأن عدة مئات آخرين مستعدون للانضمام إلى الفوج بعد تلقيهم تدريبات في بولندا.

وحظي إنشاء الفوج بدعم زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي قالت إن "المزيد والمزيد من الناس من بيلاروسيا ينضمون لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم".

وكانت بيلاروسيا عززت قواتها حول مدينتي غوميل وموزير بعد تدمير طائرات دون طيار أوكرانية في أجوائهما. واتهمت مينسك كييف بانتهاك المجال الجوي لبيلاروسيا وحذرت من أن "أي استفزازات لن تمر دون رد".

من جانبه، أعلن المتحدث باسم هيئة الحدود الحكومية الأوكرانية أندريه ديمشينكو في أوائل يناير/كانون الثاني الجاري عن بناء تحصينات على الحدود مع بيلاروسيا، مضيفًا أن هذا ضروري لكي "تتاح لجنودنا الموجودين على الحدود (مع بيلاروسيا) كل الفرص لمواجهة أي تهديد".

إعلان

وترتبط بيلاروسيا مع أوكرانيا بحدود مشتركة تبلغ 1084 كيلومترا. والمناطق الحدودية البيلاروسية التي يمكن أن تكون هدفًا لعملية استيلاء من قبل المسلحين المناهضين للسلطات في مينسك تعد بالمئات، لكن أبرزها: كوفالي، وبارانتسي، وبيكي، وتريخوفكا، وكذلك نوفايا، وغوتا، ولوييف، فضلا عن مناطق شيتسي، وخميليشي، ودروشيفا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی بیلاروسیا

إقرأ أيضاً:

روسيا واليابان تتصدران قائمة الدول الأسرع في خفض الدين الخارجي في G20

روسيا – تصدرت روسيا واليابان دول مجموعة العشرين في أسرع خفض للديون الخارجية في 2024 بينما سجلت السعودية والهند أعلى زيادة سنوية في هذا المؤشر، فيما بقي الدين الروسي الأدنى في المجموعة.

وأظهرت دراسة أجرتها وكالة “نوفوستي” الدول الأسرع في خفض الديون الخارجية: اليابان: انخفض الدين الخارجي في النصف الأول من عام 2024 بنسبة 7% ليصل إلى 4.2 تريليون دولار. روسيا: تراجع الدين الخارجي في الفترة المذكورة بنسبة 5% ليصل إلى 301.9 مليار دولار. كوريا الجنوبية: انخفض الدين الخارجي بنسبة 2% ليصل إلى 658.3 مليار دولار. إيطاليا: تراجعت ديونها الخارجية بنسبة 0.8% لتصل إلى 2.8 تريليون دولار. المكسيك: انخفض ديونها الخارجية بنسبة 0.4% لتصل إلى 591.6 مليار دولار. انخفضت ديون ألمانيا وإندونيسيا بنسبة أقل من 0.1% إلى 6.7 تريليون و408.1 مليار دولار على التوالي. الدول التي زادت ديونها الخارجية: السعودية: سجلت أعلى زيادة بنسبة 14% ليصل دينها الخارجي إلى 344.8 مليار دولار. الهند: ارتفع دينها الخارجي بنسبة 5% ليصل إلى 682.3 مليار دولار. الصين: صعد دينها الخارجي بنسبة 4% ليصل إلى 2.5 تريليون دولار. صعد الدين الخارجي لجنوب إفريقيا، التي لديها أصغر مديونية خارجية بين دول مجموعة العشرين، بنسبة 3.6% ليصل إلى 163.9 مليار دولار. ما هي الديون الخارجية؟

تشير الديون الخارجية إلى حجم الالتزامات التي تتحملها الحكومة والبنك المركزي والمؤسسات المالية والقطاع الخاص تجاه الدائنين الأجانب.

وتعكس هذه البيانات التوجهات الاقتصادية المتباينة لدول مجموعة العشرين، حيث تسعى بعض الدول إلى تقليل اعتمادها على التمويل الخارجي، بينما تعتمد دول أخرى بشكل أكبر على الاقتراض لتحفيز نموها الاقتصادي.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار القمح الأوكراني بفعل نمو الطلب الخارجي وقلة الإمدادات
  • روسيا واليابان تتصدران قائمة الدول الأسرع في خفض الدين الخارجي في G20
  • لولا التدّخل الخارجي لما كان للبنان رئيس
  • ميقاتي استقبل وزير الخارجيّة الاردنيّة.. الصفدي: نُثمن الجهود الكبيرة التي قام بها دولته
  • «النقل» تؤكد أهمية الممرات اللوجستية التي يجري تنفيذها لربط مناطق الإنتاج بالمواني
  • بوحبيب التقى ماغرو وسفير بيلاروسيا والممثلة الجديدة لصندوق الأمم المتحدة للسكان
  • روسيا تشن هجوماً جوياً هائلاً على أوكرانيا
  • معارك ضارٍية في بوكروفسك وغارات روسية على مناطق في أوكرانيا
  • تصريحات مذيعة تثير الجدل.. حقيقة عودة ياسمين صبري وأبو هشيمة