لبنان ٢٤:
2025-04-30@21:58:39 GMT

لولا التدّخل الخارجي لما كان للبنان رئيس

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

من المبكر التكهن بما سيكون عليه شكل الحكومة الأولى في العهد الجديد. ولكن ليس من المبكر على الاطلاق التكهن بما سيتضمنه البيان الوزاري، الذي لا يمكن إلا أن يكون مستوحىً مما جاء في خطاب القسم وبيان التكليف. وفي هذا الخطاب وذاك البيان ما يكفي من المواقف المبدئية، التي تسمح ببدء نقل البلاد من ضفة الانهيار إلى ضفة التعافي التدريجي، خصوصًا أن أمام العهد وحكومته الأولى الكثير من العمل المتواصل، وفي الوقت نفسه الكثير من العراقيل والمعوقات، التي حالت في الماضي دون التمكّن من تحقيق الاصلاحات السياسية، والاقتصادية، والمالية، والإدارية.

إلاّ أن ما يمكن البناء عليه فهو ما أحدثه انتخاب العماد جوزاف عون وتكليف القاضي نواف سلام تشكيل حكومة العهد الأولى من صدمة إيجابية ومن عصف لجرعات التفاؤل لدى القواعد الشعبية، التي انتظرت طويلًا وصبرت كثيرًا.

لكن التجارب السابقة مع رؤساء الجمهوريات السابقين الذين خرجوا من المؤسسة العسكرية قوادًّا، وهم على التوالي: اميل لحود وميشال سليمان وميشال عون وجوزاف عون كانت بدايات عهودهم مفروشة بالورد والياسمين، وانتهت بفراغات في سدّة الرئاسة الأولى. لكن هذه الواقعية في رسم خيوط الماضي لا تعني بالضرورة أن عهد الرئيس جوزاف عون ستكون نسخة منقحة عن خيبات الأمل السابقة.
إلاّ أن ما يميز بداية العهد الجديد عن العهود السابقة هو هذا التأييد وذاك الدعم الدولي والعربي غير المسبوقين، خصوصًا أن انتخاب العماد عون جاء مباشرة بعد سقوط نظام البعث في سوريا، وتزامن مع ثلاث محطات خارجية وداخلية مهمة، وهي: بدء سريان اتفاق وقف النار في قطاع غزة، وتسّلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مفاتيح البيت الأبيض في 20 الشهر الجاري، وبدء انسحاب الجيش الإسرائيلي من البلدات والقرى الجنوبية في 27 الجاري، وإكمال الجيش تمركزه في هذه البلدات والقرى، التي سينسحب منها الجيش المحتّل.

فالمملكة العربية السعودية لم تكن راضية كثيرًا عندما توافقت القوى السياسية على انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية في خريف عام 2016، ولم تقتنع بما قُدّم لها من براهين عن أن الرئيس عون قادر بحكم علاقاته الجيدة مع "حزب الله" أن يقرّبه إلى الخيار العربي، فكانت النتيجة أن أُخرج لبنان من محيطه العربي بفعل السياسات، التي اتبعت في حينه، خصوصًا بعدما تولى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل حقيبة الخارجية.

إلاّ أن وقوف المملكة كداعمة أساسية لانتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، وعودتها إلى الساحة اللبنانية من بابها العريض بعد التطورات السريعة في سوريا، سيكونان السند الرئيسي في عملية انتشال لبنان من رماله المتحركة، وإعادة اعمار ما هدّمته إسرائيل في الجنوب وبيروت والبقاع، وبعد التوصّل إلى اتفاق لوقف النار وافق عليه "حزب الله" بعد مفاوضات قادتها الولايات المتحدة الأميركية بشخص آموس هوكشتاين مع "الأخ الأكبر" لـ "الحزب" الرئيس نبيه بري.

ولولا هذا الدعم الخارجي لبقي الوضع الداخلي يراوح مكانه، خصوصًا أن ظروف بوادر الحل لم تكن الساحة اللبنانية بما فيها من تعقيدات وتشابكات مهيأة لها. ومن بديهيات الأمور أن التوازنات الداخلية لم تكن تسمح بالانتقال من ضفة إلى ضفة أخرى وتأمين عبور آمن. والدليل أن الفراغ الرئاسي دام سنتين وشهرين وتسعة أيام، ولم يكن أحد يتوقع حدوث أي خرق في جدار المواقف المتناقضة بين "المعارضة" من جهة، والقوى "الممانِعة" من جهة أخرى، والتي أدّت إلى عدم التوصّل إلى تفاهمات بحدّها الأدنى، وبالأخصّ أن الحرب الإسرائيلية على لبنان زادت من نسبة التشاؤم في إمكانية إنهاء الشغور الرئاسي.
إلاّ أن موافقة "حزب الله" على اتفاق وقف إطلاق النار ببنوده الثلاثة عشر، وهي بنود لا تصبّ في مصلحته، شجّع الرئيس بري على تحديد موعد للجلسة الانتخابية في 9 الجاري. ولكن هذا التحديد لم يكن يعني بالضرورة الافراج عن أسر الرئاسة الأولى، وأن الأجواء التي كانت سائدة حتى قبل 48 ساعة من موعد الجلسة لم تكن حاسمة بالنسبة إلى إمكانية تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة البرلمان. ولولا دخول الرياض على خط الأزمة الرئاسية عبر الأمير يزيد بن فرحان لما كان للبنان اليوم رئيس للجمهورية ورئيس مكّلف بتشكيل حكومة يعتقد البعض أنها لن تبصر النور في السرعة، التي تفرضها الظروف التي انقلبت رأسًا على عقب، وبسحر ساحر، خلال ساعات.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: خصوص ا لم تکن

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة «صندوق البدايات» التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني

استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، اليوم الداعمين والشركاء في مبادرة «صندوق البدايات» لتحسين صحة الأمهات والمواليد الجدد وتقليل نسبة الوفيات بينهم في أفريقيا، والتي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني بالتعاون مع شركائها.
وشكر صاحب السمو رئيس الدولة، خلال اللقاء، الذي جرى في قصر البحر بأبوظبي، الداعمين والمشاركين في المبادرة مشيراً سموه إلى أنها تأتي في إطار نهج دولة الإمارات الداعم للصحة في أفريقيا من منطلق إيمانها بمحورية موقع الصحة ضمن منظومات التنمية في المجتمعات، مؤكداً سموه أن الدولة حريصة على التعاون مع شركائها في تعزيز الصحة ومواجهة الأمراض في العالم. 
وكانت مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، التي تتبع مؤسسة إرث زايد الإنساني ويرأس مجلس أمنائها سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، قد أطلقت المبادرة خلال فعالية أُقيمت في مستشفى كند في مدينة العين، فيما أعلنت مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني تقديمها دعماً مالياً بقيمة 125 مليون دولار للصندوق والمبادرات الداعمة له.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة يستقبل المشاركين في مؤتمر العلوم السلوكية العالمي رئيس الدولة يستقبل ولي عهد دبي والنائب الأول للحاكم المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • رئيس الجمهورية يستقبل الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي
  • ترامب: بوتين كان سيرغب بالسيطرة على أوكرانيا بالكامل لولا وجودي
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة «صندوق البدايات» التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • الرئيس السيسي يمنح نوط الامتياز من الطبقة الأولى للواء معتز البدوي رئيس الأحوال المدنية بالمنيا
  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
  • استطلاع رأي CNN: شعبية ترامب أقل بأول 100 يوم من أي رئيس آخر خلال 7 عقود
  • كم بلغ عدد الشهداء بسبب الخروقات الإسرائيلية للبنان؟ أرقام تكشف
  • بعد الهزات الأرضية في تركيا.. هل من تهديد للبنان؟
  • اليوم.. الرئيس السيسى يستقبل رئيس مجلس السيادة السودانى
  • لولا الاعلام الشعبوي لما عرف العالم حقيقة ما يجري في السودان من انتهاكات مروعة