حدث نادر في كندا.. كاميرات المراقبة ترصد اصطدام نيزك بالأرض (فيديو)
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
في مشهدٍ استثنائي أرعب سكان كندا وأبهر العلماء، اخترق نيزك ضخم طبقات الغلاف الجوي، محطمًا سكون الليل بصوت مدوٍ، وظهر غبار متطاير. ورصدت كاميرا مراقبة هذا الحدث النادر، الذي يُعدّ الأول من نوعه في تاريخ جزيرة الأمير إدوارد.
هرع الدكتور كريس هيررد، كبير أمناء مجموعة النيازك في جامعة ألبرتا، لدراسة بقايا النيزك التي كشفت في التحليل الأولي عن مفاجآت مذهلة، إذ تبين أنّ هذه الصخرة القادمة من الفضاء تحمل أسراراً عمرها 4.
«الصوت المرعب الذي صدر نتيجة اصطدام الصخرة بالأرض كان المرة الأولى التي يحدث بها ذلك خاصة أنه لم يتم توثيق سقوط نيزك آخر بهذه الطريقة من قبل» بحسب حديث هيررد، الذي نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، مشيرًا إلى أنّه مجرد النظر للعينات أدرك أنّ هذه الصخرة لم تكن عادية.
سقوط نيزك صغير في باحة منزل باستراليا.
لأول مرة يتم توثيق هذا الحدث بالصوت والصورة.
احتمال سقوط نيزك على منطقة حضرية، بغض النظر عن حجمه، يقارب 0.3٪ . فالمناطق الحضرية تغطي فقط 0.44٪ من سطح الأرض، والسقوط يحدث بشكل عشوائي.
كلها وزهرو..... حتى فخليان دار بوه. pic.twitter.com/VCkAm8599E
«لحسن الحظ أنّها لم تسبب أي أضرار لسكان المنطقة فهي المرة الأولى التي يحدث فيها هكذا»، وفق «هيررد»، الذي أظهرت نتائجه أنّ الصخرة، التي يطلق عليها الآن اسم نيزك شارلوت تاون، نسبة إلى عاصمة جزيرة الأمير إدوارد، كانت مصنوعة من الكوندريت، المادة الأكثر شيوعًا في النيازك.
والنيازك الكوندريتية، هي بقايا من تشكل النظام الشمسي منذ نحو 4.5 مليار سنة، وظلت مختبئة منذ ذلك الحين دون أن يمسها أحد في المناطق البعيدة من الفضاء، ومن المحتمل أن تكون هذه الصخرة قد بدأت رحلتها الطويلة إلى كندا في حزام الكويكبات بين كوكبي المشتري والمريخ، على بعد نحو 204 ملاين ميل من الأرض.
وكان هذا مثيرًا بشكل خاص لأنّ النيزك الوحيد المسجل في تاريخ الجزيرة اصطدم بها «باعتباره النيزك الأول والوحيد من مقاطعة جزيرة الأمير إدوارد، أعلن نيزك شارلوت تاون عن وصوله بطريقة مذهلة» وفق الدكتور هيررد، موضحًا أنّ الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن هذه هي المرة الوحيدة التي تم فيها تسجيل صوت اصطدام نيزك.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
شظايا نيزك تحمل معطيات عن التطور المبكر للمريخ
تحمل شظايا جرانيت عُثر عليها في أحد النيازك على الاعتقاد بأن قارات بدأت تتشكل على المريخ قبل 4,4 مليارات سنة، مما يوفر معطيات عن تطوره المبكر وعن تطور كوكب الأرض.
ومع أنّ المهمات الاستكشافية التي أُرسلت إلى الكوكب الأحمر لم تتمكن من إحضار عينات من الصخور المريخية إلى الأرض، فقد وصل بعضها إلينا عن طريق نيازك.
وأوضحت بريجيت زاندا، المتخصصة في النيازك لدى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس، أن أصل هذه الصخور التي يبلغ وزنها 400 كيلوجرام وجُمعت حول العالم، حُدّد بفضل «غازات نادرة علقت داخل بعض هذه الصخور المريخية عندما قذفت إلى الفضاء».
وأشارت الباحثة التي شاركت في الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر جيوساينسس» إلى أنّ هذه الغازات النادرة تتوافق مع تلك «المقاسة في الغلاف الجوي للمريخ».
وفي عام 2012، أحضر لها تاجر نيازك فرنسي عينات عثر عليها في الصحراء الغربية. وتقول إن النيزك «ان دبليو ايه 7533» NWA7533 المسمى «بلاك بيوتي»، كانت له تركيبة «معقدة جدا» و«مختلفة تماما» عن تركيبة النيازك المريخية الأخرى.
ويتألف الجزء الداخلي الداكن والمنقّط بحبيبات «وردية فاتحة وبيضاء»، من شظايا صخور وغبار دُمجت به بعد عملية اصطدام واحدة أو أكثر بتضاريس قديمة جدا في نصف الكرة الجنوبي للمريخ.
وتقول زاندا إنّ كل النيازك المريخية التي عُثر عليها حتى اليوم «قريبة للبازلت». وتنشأ هذه الصخور الكثيفة التي تشكل القشرة المحيطية على الأرض، من تبريد سريع لمحيط الصهارة على سطح الكوكب أثناء تكوينه. وكان يُعتقد منذ زمن طويل أن العملية توقفت عند هذا الحد على المريخ، وأن ليس لدى الكوكب الأحمر ما يعادل القارات الأرضية. فهذه القارات تتكون من صخور غنية بالسيليكا الأقل كثافة من البازلت، و«تطفو» على القشرة المحيطية.
وقد أعيد النظر بهذه الفكرة خلال العقد الفائت عن طريق اكتشاف مركبة «كوريوسيتي» الفضائية صخور مريخ غنية بالسيليكا أكثر من البازلت، وهو ما تؤكده دراسة «نيتشر جيوساينسس».
وتبين أنّ بعض شظايا الصخور في «بلاك بيوتي» هي من الجرانيت الذي يحتوي على معدن يتألف من سيليكا نقية هي الكوارتز.
وتقول زاندا «يبدو أن القارات الأولية تشكلت على المريخ، وأن هذا مرتبط بالصدمات التي أدت إلى إذابة سماكة كبيرة من قشرة المريخ، وبالتالي تطورت السوائل التي تشكلت نحو تركيبات أكثر ثراء بالسيليكا».
يُعدّ هذا الاكتشاف أيضا مؤشرا قويا إلى وجود الماء قديما على سطح المريخ، إذ باتت هذه الظواهر سهلة من خلال امتصاص الماء في الصهارة.
لكن بما أنّ المريخ أصغر بكثير من الأرض ويخزن حرارة أقل في البداية، فإن «قشرته توقفت عن تجديد نفسها في وقت مبكر جدا»، بحسب الباحثة.
وتسلط هذه الجرانيتات المريخية التي تعود إلى 4,4 مليار سنة ضوئية على التطور الجيولوجي لسنوات كوكبنا الأولى، في ظل «عدم إتاحة أي صخرة قديمة لنا من هذا القبيل على الأرض»، وفق زاندا.
دُمّرت أقدم الصخور على كوكبنا بسبب التأثير المشترك للتآكل وتكتونية الصفائح -وهي صفائح صلبة تتحرك عبر سطح الأرض وتغير تخطيط القارات والمحيطات. أما الشاهد الوحيد على العمر القديم جدا للأرض فهو حبيبات من الزيركون يعود تاريخها إلى 4,3 مليار سنة.
لكن «النماذج الفيزيائية تشير إلى أن المريخ والأرض ربما كان لهما ظروف مناخية متشابهة جدا وأن العمليات الجيولوجية التي حدثت عليهما كانت متشابهة. لذا من المعقول الاعتقاد بأن العمليات المتعلقة بالقارات الأرضية الأولى تشبه تلك التي شكلت أولى صخور الجرانيت المريخية»، بحسب الباحثة.